الجلّادون
جنود الحراسة أثناء الصلب
* يدخل ثلاثة رجال يرتدون ثياب الجنود الرومانيين ويمسكون بخوذاتهم في أيديهم ويبدأ الحوار بينهم.
ماركوس : أنا مش فاهم ايه الغباء اللي حل عليك مرة واحدة ده؟؟ ازاي يعني يكون اليهود بس عندهم الإله الوحيد؟؟
آرتوس : أنا مش قصدي ان ده صح …أنا بس قصدي….
تريليوس(يقاطعه) : أنتوا مش مكسوفين من نفسكوا أنتوا الاتنين؟؟ (يشاور علي ماركوس) واحد يصدق القصص اللي جدودنا جابوها من اليونانيين اللي كانوا بيقولوا ان كل طوبة هتلاقي تحتها إله ، (يشاور علي آرتوس) وأنت تصدق تخاريف اليهود عن إله واحد هم نفسهم ميعرفوش اسمه ايه.
آرتوس : الحكاية مش حكاية اسم….
ماركوس : تريليوس !! دي جرأة شديدة وبجاحة منك انك تتكلم عالآلهة بالمنظر ده!! خلي عندك شوية احترام.
تريليوس : احترام …احترام لمين ؟؟ احترام لحاجة مش موجودة؟؟
ماركوس: قصدك يعني انك لما تيجي طالع الحرب المرة الجاية مش هتصلي لمارس إله الحرب عشان يحميك ؟؟… (يستدير موجها حديثه لآرتوس)…وحضرتك بقي هتكلم إله ملوش اسم ازاي؟؟
آرتوس (متنرفز وبيدافع عن نفسه): بص بقي ...أنا مقلتلكش اني بأعبد إلههم ...أنا كل اللي قلته انها حاجة غريبة ...وبعدين أنا سمعت المعلمين بتوعهم وفيهم ناس حكماء و كويسين بجد.
تريليوس(بتريقة): طب وحياتك تبقي تسأل الناس الحكماء الكويسين دول إزاي نغير مكاننا بدل ما احنا ملناش شغلانة غير اننا نضرب شوية مساجين ...احنا عاوزين مجد حقيقي زي اللي بيأخدوه الجنود في الحرب.
ماركوس: هي شغلانة مفيهاش مجد وشهرة فعلا...بس بذمتك مش بتتبسط لما تسمع المساجين بيصرخوا وهمّ بيتضربوا؟؟
آرتوس(يبدو عليه القرف): إيه القرف ده؟؟
ماركوس: ده مش قرف دي قوة....هي دي قوة الرومان.
تريليوس: هي دي فكرتك عن قوة الدولة الرومانية يا ماركوس ؟؟ ضرب وجلد الحرامية والمجرمين ؟؟
ماركوس: هو ده الإنضباط يا تريليوس اللي بيخلي الإمبراطورية متماسكة، ومن غيرالقانون والنظام هتتفك الإمبراطورية.
تريليوس: أنا شخصيا اتدربت عشان أحارب الجيوش اللي تقف قدامنا. خليك أنت هنا في أوروشليم عشان تحفظ النظام والقانون.. ولا أقول لك...سيبها أحسن للي زي آرتوس كده ..اللي عاوزين يبقوا يهود.
آرتوس: أنت مش فاهمني خالص يا تريليوس ...أنا بس بأحب أدرس الناس اللي احنا محتلين بلدهم.
ماركوس : وايه الغلط في اني أطيع الأوامر وأحافظ عالقانون يا تريليوس؟؟ أنا جندي روماني والجندي الروماني يعمل اللي بيتقال له من غير مناقشة... ومادام ده بيحقق العدالة الرومانية أنا معنديش مشاكل أجلد أو أضرب اللي بيكسروا القانون .... ومدام أنا مطيع وبأسمع الكلام ..يبقي فيه فرصة أكبر اني أروّح بيتنا بسرعة.
آرتوس : لو يا تريليوس قبلت المكان اللي أنت فيه أكيد هتتبسط ... وبعدين المكان هنا مش وحش قوي يعني.....اليهود نفسهم عندهم قوانين بيطيعوها وده أحسن متلاقي نفسك في مكان تاني مش عارف تسيطر عليه زي أوروبا مثلاً.
تريليوس : أنا فاهم طبعا إن هنا أحسن من أماكن تانية ..الجو هنا كويس وهناك هيبقي الشتا فظيع
...بس أنت يا ماركوس كنت هتتبسط هناك أكتر دا أنا بسمع إن الناس هناك تضربهم مهما تضربهم ويتفوا عليك برضه.
ماركوس: أنا مقلتش إن أنا هنا بمزاجي بس أنا مدام موجود هنا يبقي لازم هعمل الواجبات بتاعتي مهما حصل.
آرتوس: هه ...الواجبات بتاعتك...آه وبالمرة تشبع رغبتك في التعذيب والقتل ...مش كده؟؟
تريليوس: بمناسبة الكلام عن الأوامر ....حد منكوا يعرف ليه استدعونا الصبح بدري كده؟؟ هم عاوزينا نجلد مين الصبح بدري كده؟؟ دا باين عندهم عدد كبير عاوز يتجلد عشان كده استدعونا احنا التلاتة مرة واحدة.
آرتوس (ينظر للمدخل): كلها دقيقتين ونعرف.
* يدخل قائد المئة فيقف الجنود الثلاثة في وضع عسكري ويقدمون له التحية العسكرية
الثلاثة(بصوت عسكري واحد): يعيش قيصر.
القائد(يرد التحية): يحيا قيصر....أنتوا جاهزين؟؟...السجين هيوصل هنا في أي لحظة.
تريليوس: سجين واحد بس؟؟
القائد: أيوه ..سجين واحد ...يهودي وكان عامل دوشة في قصر الحاكم.
ماركوس: دوشة ....أنا هأوريه الدوشة اللي بجد ...اليهود دول أصلهم محتاجين حد يعرّفهم إزاي يبقوا ناس متحضرين …ولازم نوريهم العين الحمرا عشان يحرموا يتمرّدوا علي قيصر روما.
القائد: بس السجين ده مش من الرعاع….متهيألي يا آرتوس الموضوع ده هيعجبك لأنك بتحب تدرس عادات اليهود.
آرتوس: بجد؟؟ يبقي أكيد سجين سياسي.
القائد: هو سياسي ومش سياسي…هو عامل مشكلة لليهود نفسهم …بس هي مشكلة دينية أكتر منها سياسية.
آرتوس: مين السجين ده؟؟
القائد: اسمه يسوع….واليهود بيحاولوا يضغطوا….
آرتوس(مقاطعا): يسوع؟؟ الناصري؟؟ دول كانوا بيتكلموا عليه الأسبوع اللي فات.
تريليوس: مع كل احترامي يا حضرة القائد …هو من إمتي الجنود الرومانيين بينفذوا القانون اليهودي؟ من إمتي اليهود هما اللي بيحددوا لنا مين اللي نجلده؟؟
القائد: بيني وبينكم بيلاطس كان بيحاول يطلع نفسه من الموضوع ويبعته لهيرودس لأن الراجل معملش حاجة ضد القانون الروماني بس اليهود ضغطوا عليه كتير.
ماركوس: وهو سمع كلام شوية الكهنة والكتبة اليهود العواجيز دول؟؟
القائد: مش عارف ..بس الظاهر إنهم قالوا إن قيصر هيتضايق منه لو عرف بحاجة زي كده ولا معرفش إيه.....المهم أنا مليش دعوة ..أنا عليّ أنفذ الأوامر وأخلي الجنود بتوعي ينفذوها همّ كمان.
ماركوس : متقلقش من ناحيتي حضرتك ...أنا علي طول بنفذ الأوامر ومليش دعوة السجين يبقي مين ولا عمل ايه.
القائد: خليكوا مستعدين ..أنا هآجي بعد شوية أقول لكوا عالأوامر. (يخرج)
ماركوس: هوه مين اليهودي ده يا آرتوس؟؟ بتقول اسمه يوناثان؟؟
آرتوس: لأ ..اسمه يسوع...دا واحد من المعلمين اليهود...فيه ناس قالت انه نبي وناس تاني قالت لأ ده بيقول هرطقات ضد الديانة اليهودية.
تريليوس: ديانة إيه دي؟؟ ما هي دي يا جماعة مشكلة الرومان.....احنا ادينا الشعوب حرية زيادة عن اللزوم.. يعني لو كنا من الأول هدّينا لهم المعبد بتاعهم ده وعرّفناهم مقامهم ...كنا هنبقي مستريحين دلوقتي.
آرتوس : بس يا تريليوس احنا لو عملنا كده مش هنبقي فارقين حاجة عن البرابرة والهمج.. والدولة الرومانية ماشية بالأسلوب ده علي طول ...تحتل بلد وتسيب للناس مساحة حرية لثقافتهم ومعتقداتهم وبالتالي تقلل التمرد والثورة ضدها.
ماركوس : ثقافة إيه وتمرد إيه اللي أنتوا بتتكلموا عنهم دول ؟؟ ما تكبروا دماغكوا بقي ..... الواحد طول ما هو بيجلد سجين مش لازم يفكر في ثقافته ولا هو بيصلي ازاي ولا بيعبد كام إله ولا أي حاجة زي كده خالص وإلا مش هيعرف يجلده كويس...بقول لكوا ايه...ياللا ...استعدوا ...احنا دلوقتي هنروح نضرب واحد لما هنطلع عينيه ونخلي ضهره شوارع ...ياللا....مستعدين ولا لأ؟؟
آرتوس : قصدك ايه يعني يا ماركوس ؟؟ ان أنا مش هعرف أعمل شغلي؟؟ تحب أوريك دلوقتي؟؟(يقف ويتجه نحو ماركوس هائجا)
تريليوس(يتحرك ليقف بين الإثنين): هيه يا جماعة .... آرتوس ..آرتوس .. محدش يقدر يشكك في قدراتك كجندي ...مش كده يا ماركوس ؟(ينظر لماركوس)
ماركوس : طبعا لأ ...أنت جندي ممتاز ...يمكن بتحب تحلل وتفلسف في المواضيع شوية بس أنت جندي ممتاز.
آرتوس : بصراحة محدش قال لي قبل كده إن أنا لازم أبقي جاهل عشان أكون جندي روماني .
ماركوس : عندك حق يا آرتوس ..عندك حق... أنا آسف..خلونا بقي نعمل قرعة ونشوف مين اللي هيبدأ الجلد.
تريليوس: مش فارق معايا الموضوع ده. هيفرق معاك يا آرتوس؟؟
ماركوس(بتلذذ): يفرق معايا أنا... دا مفيش زي أول ضربة عاللحم كده لما تنزل عليه وتقطعه ...ياسلام!! (يخرج السوط بتاعه ويبدأ يمثل الضرب)....متأكدين إنكوا مش عاوزين تبدأوا؟؟
آرتوس: لأ يا ماركوس ..خلي لك أنت الشرف ده...أنا أخدت كفايتي.
* يدخل قائد المئة فيقفون جميعا مرة ثانية ويحيونه ويرد هو التحية لهم.
القائد: ماركوس وتريليوس ...روحوا بسرعة وجهزوا المكان عشان الجلد، آرتوس هيحصلكوا بعد ثواني. (يخرج ماركوس وتريليوس)
القائد: آرتوس ..أنت تعرف ايه عن الراجل اللي اسمه يسوع ده؟؟
آرتوس: زي ما قلت قبل كده ...هو معلم يهودي بس بيقولوا عليه مش عادي.
القائد: مش عادي؟؟ ازاي يعني؟؟
آرتوس: انا بسمع اشاعات عنه و عمري ما شفته بس هو كان بيعلم في الهيكل بتاعهم تعاليم نرفزت الكهنة والكتبة، وخصوصا انه كان بيتكلم بحكمة مخلتهمش عارفين يردوا عليه أو يناقشوه في الناموس بتاعهم حتي!
القائد: هوه ده كل اللي أنت تعرفه عنه؟؟
آرتوس: هما بيقولوا كمان انه بيتكلم بسلطان ميطلعش إلا من إله و.......
القائد (مقاطعا): أنا عارف الموضوع ده ، تعرف حاجة عن المعجزات بتاعته؟؟
آرتوس: دي كلها إشاعات زي ما حضرتك عارف ... بعض الناس بيقولوا إنها مجرد هيستريا جماعية والبعض بيقولوا انها خدعة بيعملها علي الناس البسيطة. (يصمت ثواني) ..لا مؤاخذة يا جناب القائد ..هو ليه حضرتك بتسألني الأسئلة دي؟؟
القائد: أنا بس عندي فضول اني أعرف ولا أنت فاكر أن أنت الوحيد في الجيش الروماني اللي عاوز يعرف؟؟؟
آرتوس: سامحني يا سيدي بس حضرتك عادةً مبتهتمش بالحاجات دي ودلوقتي حضرتك شكلك مهتم جدا بسجين يهودي عادي.
القائد(يتنهد): أصل أخو مراتي قائد مئة زيي برضه بس في كفرناحوم...وحكي لي حكاية غريبة عن الخدّام بتاعه اللي كان مميز قوي عنه وكان مخلص ليه وبعدين لما الخدّام تعب في يوم وكان علي وشك يموت فيه ناس من هناك قالوا له علي راجل عظيم بيشفي وهو كان سمع عنه قبل كده،وبعدين أنا مش فاهم ليه هو كان مصدق قوي ان الراجل ده يقدر يشفي فعلا فراح وقابله بره البلد لأنها طبعا مش حاجة كويسة ان حد يشوف قائد مئة بجلالة قدره بيطلب مساعدة واحد يهودي عادي ....المهم انه بيحلف لي ان الراجل قال كلمة من علي بعد أكتر من كيلو من الخدّام ولما رجع القائد للبيت لقي الخدّام خف وبقي زي الحصان قبل ما هو يوصل .... وهو بيقول ان اسم الراجل ده ...يسوع.
آرتوس : الناس بتحكي قصص كتيرزي كده الأيام دي في أوروشليم، بس أنا بقالي 3 سنين لغاية دلوقتي بأدرس في الناس دي ومش قادر أفهم ايه اللي مضايقهم قوي من الراجل ده ومخليهم عاوزين يدمروه بأي طريقة؟؟
القائد: أخو مراتي كان بيقول انه هيستقيل من منصبه عشان يمشي ورا الراجل ده...تصدق ؟؟ أنا حذرته وقلت له متقولش الكلام ده قدام أي حد...وأهوه ...هيمشي ورا مين دلوقتي ؟؟
آرتوس: متقلقش حضرتك من الناحية دي....أكيد في خلال شهور قليلة هيخف من العلقة اللي هيأخدها دلوقتي وهتلاقيه في أوروشليم تاني بيعلم في الناس.
القائد: أصل أنت متعرفش الأوامر اللي صدرت لي.... يسوع هيُعدم...هيتصلب. (آرتوس يتصدم ويبرق بعينيه في عدم تصديق ومينطقش ولا كلمة)
القائد: أنا ممكن أعفيك من المهمة دي لو تحب.
آرتوس(وهو يتحرك نحو الخروج): لا يا فندم ...أنا جندي روماني وهعمل واجبي . (يخرج ويظلم المسرح ما عدا بقعة ضوء علي القائد ثم يضاء المسرح مرة ثانية والقائد في نفس الوضع والجنود الثلاثة يدخلون وفي يد تريليوس تاج من الأشواك).
تريليوس: ياللا يا ماركوس نجرب الطريقة دي (يهز التاج في يده) ...صدقني هتتبسط....إيه رأيك يا آرتوس؟؟
آرتوس: لا شكرا أنا ماشي.
تريليوس(يسحب ماركوس من يده): ياللا بينا يا ماركوس ...باقي الشباب مستنينا هيكملوا السهرة معانا.
* يسحب ماركوس ذراعه من تريليوس وهو مستمر في التحديق في الفراغ
القائد: سيبه في حاله.
* يخرج تريليوس ويظل ماركوس ينظر للا شيء ويقترب منه آرتوس والقائد من الجانبين
آرتوس: ماركوس ..مالك...فيه حاجة؟؟
ماركوس(بصوت آلي): دمه جه عليّ.
القائد: بتقول ايه يا ماركوس؟؟
ماركوس(يرفع ايديه ويبص عليهم): دمه .....
آرتوس: دمه... يعني ايه يا ماركوس؟؟
ماركوس: دمه علي ايديّ.
آرتوس(يضع يده علي كتف ماركوس) :طيب ..ما هو علي ايديّ أنا كمان. ايه اللي مضايقك؟؟
ماركوس(يبتعد): أنت مش فاهم .... دا مفتحش بقه ..أنا ضربته بكل قوتي وجلده كان بيتفتح من كل حته ....ودمه غرقني ...وبرضه مصرخش.
آرتوس: ما احنا ياما جلدنا ناس أقوياء قبل كده ..ايه الجديد ؟؟ أنا عمري ما شفتك بالمنظر ده؟؟
ماركوس(يقع علي ركبته أرضاً): أنا ضربته بقوة لغاية ما كتفي اتخلع...وبعد ما تريليوس كمان خلص عليه وكانوا بيسحبوه بعيد...راح ..راح باصص لي...أنا حاولت أبص بعيد بس مقدرتش ... دمه كان مغطيني ...وحسيت كأني عاوز أقول له ان انا مليش ذنب واني بأنفذ بس الأوامر اللي أخدتها..واني آسف عاللي عملته فيه.....وهو كان بيبص لي وكأنه عارفني...مقدرتش حتي أغمض عينيّ عشان مشوفش نظرته ..أصله كان بيبص لي ....كان بيبص لي وكأني صعبان عليه ...تخيلوا ...ضربته و جلدته لغاية ما كان هيموت في ايدي ورغم كده بيبص لي بشفقة وكأني صعبان عليه...
آرتوس: أنت أكيد بتتخيل يا ماركوس ....دا كان في وضع ميسمحلوش بالشفقة علي أي حد غير نفسه.
ماركوس: صدقني كل اللي بقولهولك ده حقيقي... كان فيه شفقة في عينيه ...والدم كان نازل من جسمه ورغم كده مكنش خايف......(ينهض ويواجه القائد)....سيدي ...أنا مش فاهم إيه اللي بيحصل لي ..أنا طول عمري مبسوط في شغلي...أنا جلدت مئات من المساجين ...وكنت بأبقي مستمتع جدا ومبسوط...(ينظر لأسفل)....أنا خلاص مش هقدر أعمل كده تاني...(يلتفت لآرتوس)...انت شفت بنفسك يا آرتوس...محسيتش ان الراجل ده مختلف.. مكنش لازم نجلده بالمنظر ده؟؟....احنا ليه عملنا فيه كده؟؟...
آرتوس: ليه؟؟ أنت من شوية كنت بتكلمنا عن الواجب والإنضباط.
ماركوس: بس الراجل ده مش حرامي ولا قاتل ولا خالف أي قوانين.
آرتوس: انت عارف ان مش احنا اللي بنصدر الأوامر ..احنا بننفذها بس.... وبعدين اليهود بنفسهم همّ اللي سلموا الراجل ده.
ماركوس : ليه ؟؟ ليه يسلموه ؟؟ وليه يعاملوه بالطريقة دي؟؟
آرتوس: احنا ممكن نقعد نتكلم للصبح في الموضوع ده وفي الآخر مش هتفهم برضه .....أنا نفسي مش فاهم ....بس كل اللي أقدر اقولهولك إنك مرهق وتعبان قوي ولازم تستريح......
(يتحرك ناحية الخروج)....أنا لازم اروح أجهز للصلب... لما تستريح هتلاقي نفسك بقيت كويس يا صاحبي.....اوعي تخلي يسوع ده يهزمك ...أصله هو في النهاية ايه؟؟ مجرد واحد يهودي عادي جدا. (يخرج)
ماركوس(يصرخ وراء آرتوس): مجرد واحد يهودي؟؟ أنت متأكد من الموضوع ده يا آرتوس؟؟ متأكد انه مجرد إنسان عادي؟؟ (يقع علي ركبتيه وينظر للسماء ويصرخ) ...هو أنا ايه اللي عملته غلط عشان يحصل لي ده كله؟؟ (يلتفت للقائد) ... هوفعلا مجرد انسان؟؟ جاوبني يا سيدي من فضلك ؟؟ مع كل احترامي ...أنا مش هقدر أكمل عملية الصلب دي... حتي لو كنت هتعاقب .
القائد: أنت محتاج راحة يابني ...ارجع أنت المعسكر وأنا هآخد مكانك.
ماركوس: أشكرك يا سيدي...انا مش عارف أقول لك ايه؟؟ (يقف)
القائد: خليك جاهز للنبطشية الجاية.
* يبدأ ماركوس في الحركة للخروج لكنه يقف بعد 3 خطوات ويلتفت ليواجه القائد صامتاً.
القائد :فيه حاجة يا ماركوس؟؟
ماركوس: هو كان مجرد إنسان؟؟
القائد (يفكر ثواني قبل أن يتكلم): متهيألي أخو مراتي هيقول : لأ هو مش مجرد انسان ....بس بالنسبة ليّ أنا ... معرفش معنديش اجابة....امشي دلوقتي يا ماركوس.
* يغادر ماركوس المسرح وتخفت الأضواء حتي تظلم الخشبة ويأتي صوت عميق يقرأ من انجيل متي 27 : 33 -51 وتعود الأضواء تدريجيا علي القائد وهو راكع علي احدي ركبتيه وتشكل الأضواء ظل للصليب يقع عليه فيخلع خوذته ويتركها تسقط من يده ثم يقول
القائد: بالحقيقة كان هذا ابن الله.
(النهاية)
