مسرحية الثعالب الصغيرة - المشهد الاول
صوت عميق فى الظلام: (موسيقى مناسبة) .. إلى أمنا الغالية .. الكنيسة .. إن كنا قد استوحينا قصتنا هذه من إحدى جراحك التى لعلها لم تندمل بعد .. إلا أننا لم نشأ من ذلك أن نسرد أو نؤرخ لهذا الجرح الغائر أو غيره .. وإنما أردنا أن نضع أيدينا معاً على تلك الشقوق التى تتسلل منها الثعالب الصغيرة إلى حياتنا .. وتأخذنا بعيداً عنك .. إلى حيث لا راحة .. ولا فرح .. ولا حياة .. أردنا أن نضع أيدينا على تلك الشقوق لنسدها .. لكى عيش داخلك .. ونتغذى من ينبوعك الذى لا ينضب .. ونحيا بك حياة فرح .. وإيمان .. ومحبة .. وسلام ..
إضاءة ...... المنظر(حجرة استقبال بمنزل أبونا بطرس)
سمعان (ينظف الكراسى بهمة) هوانا انظف الكنيسة .. وبعدين بيت أبونا بطرس وارجع تانى الكنيسة اجهز للقداس وارجع تانى بيت أبونا اجيب لهم الطلبات وارجع الكنيسة علشان العشية (تدخل يوستينا من خلفه وتلخبط ترتيب الكراسى)
الله الكرسى ده مش كان هنا دلوقتى.....إتعدل يا كرسى لاأعدلك بمسمارين فى نافوخك....الله...وأنت ايه اللى عوجك كده انتو متعبين ليه زى الناس اللى فى الكنيسة .. الله.. انتو مش حتبطلو.... ايه اللى بيلخبطكوا كده...(يلتفت بسرعة فيشاهد يوستينا)..هو إنتى يا مسخوطة يا صغيرة.. هو أنا ناقصك.
يوستينا إزيك يا عم سمعان..(تمد يدها)
سمعان إزيك يا ستى
يوستينا الله .. مش هتبوس يدى
سمعان أبوس ايدك؟!....هية ناقصاكى
يوستينا إشمعنى بابا اللى بتبوسوا إيده .. مليش دعوة أنا عايزة حد يبوس ايدى
سمعان أبوس إيدك أمشى .. عايز أخلص اللى فى إيدى
يوستينا كده ياعم سمعان هقول لبابا إنك ضربتنى..ماشى..ماشى(تجرى فى الحجرة وتنادى على أبونا) يا بابا .. يا بابا
سمعان بت إنتى يابت يا يوستينا .. استنى يا مصيبة.. روحى يا شيخة .. متعبة زى أمك
يوستينا وكمان ماما ...يا ماما ... يا ماما
سمعان لا بلاش ماما .. بلاش ماما
مريم (تدخل).. إنتى هنا يا يوستينا وانا بدورعليكى .. بتعملى إيه .. سيبى عمك سمعان يخلص اللى وراه
سمعان قوليلها يا ست هانم
مريم يالا إنتى استحمى علشان البسك هدوم العيد
سمعان يالا يابت اسمعى كلام ماما
يوستينا إنت هتسكت ولا اقولها
سمعان لا خلاص
مريم بلاش دلع يالا.. ونادىعلى أخواتك علشان يساعدوا عم سمعان هو كتر خيرة بيساعدنا .. هو مش شغال عندنا
يوستينا حاضر .. يا بولا .. يا إيرينى ..
بولا (يدخل) إزيك يا عم سمعان
إيرينى (تدخل) نعم ياماما.. إزيك يا عم سمعان
سمعان الحمد لله يا أولاد
مريم يلا يا أولاد.. ساعدوا عم سمعان علشان لسه وراه شغل فى الكنيسة
إيرينى حاضر ياماما (تدخل مريم)
مريم ربنا يحرسكوا يا أولاد .. (يساعد الأولاد سمعان ويرن جرس الباب)
سمعان أيوه .. حاضر (ويفتح الباب)
سمعان أهلاً عم يوسف (يتجة نحو الأولاد)
يوسف إزيكم يا أولاد .. إزيك يا سمعان .. كل سنة وانتوا طيبين
سمعان وأنت طيب يا يوسف يا خويا .. خلصت القربان؟
يوسف أيوه يا سمعان .. وكمان نضفتلك الكنيسة من جوة كلها .. وفرشت المشايات.وعلقت ستر العيد .. مش فاضل غير شوية نضافة فى الحوش
سمعان مش عارف كنت هاعمل إيه من غيرك يا يوسف .. راجل عجوزصحيح لكن بعشرين شاب .. ربنا يخليك
يوسف العفو يا سمعان على لاشكر على واجب .. المهم طمنىعليك إعترفت وهتتناول ليلة العيد ولا؟
سمعان صدقنى يا عم يوسف ما فضيت .. بعد العيد وعليك بخير بقى
يوسف لية كده ياعم سمعان .. زعلتنى .. مفيش حاجة اهم من خلاص نفسك..اللحق أبونا دلوقتى واعترف وانا هاكمل باقى الشغل
سمعان ما هو... ما هو...اااا
يوسف ما هو إيه يا سمعان؟
سمعان ما هو أنا مش مستعد .. بصراحة أنا مكسل
يوسف اوعى تكسل يالا إرشم الصليب .. وإخزى الشيطان وخبط على أبونا فى الاوضة واعترف
سمعان يعنى إنت شايف كده؟
يوسف لا .. ربنا عايز كده .. ربنا يهمة انك تعترف وتتناول علشان تفرح معاه بالعيد .. يلا بلاش كسل (يدفعه للداخل)
سمعان امرى لله
يوسف وأنتوا يا أولاد .. أظن أبونا معاكوا طول اليوم مش معقول معترفتوش
إيرينى أولاً ياعم يوسف بابا مش معانا طول اليوم .. دة احنا اقل ناس بتشوفه .. وثانياً بابا مش بياخد اعترافتنا وهو مودينا عند أبونا بولس علشان مننكسفش نحكيله .. و ثالثاً الحد لله إحنا مستعدين للتناول
يوسف الحمد لله
مريم (تدخل وتبدو مشغولة) إزيك يا عم يوسف .. (دون ان تلتفت إليه) .. كل سنة وأنت طيب
يوسف وانتى طيبة يا تاسونى مريم
مريم خلصت القربان؟
يوسف الحمد لله
مريم طيب وجاى هنا لية؟
يوسف قلت اساعد سمعان
مريم شكرا .. كتر خيرك
ا بطرس (يدخل أبونا ومعه سمعان) إزيك يا عم يوسف كل سنة وأنت طيب
يوسف (يقبل يده) وأنت طيب يا أبونا خلاص الكنيسة بنعمة ربنا جاهزة للعيد مش فاضل غير شوية نضافة فى الحوش
أبونا ربنا يعوضك يا عم يوسف (ياخده إلى جانب المسرح) تعالى يا يوسف أنا عايزك
يوسف تحت امرك يا أبونا
أبونا يا ابنى إنت مش محتاج حاجة....إنت راجل كبير فى السن ومش متجوز...قولىمحتاج إيه اعملهولك...أنا عرفت انك اديت الجلابية الجديدة اللى اديتهالك لواحد من اخوة الرب... طيب لية كده؟
يوسف يابونا زى ماقدسك قولت أنا راجل عزبانجى والجلابية اللى عليا دى كويسة مش محتاج اكترمنها..ولقيت واحد محتاجها اكتر منى اديتهاله
أبونا طيب والاوضة المتكسرة اللى إنتى قاعد فيها جنب أوضة القربان مش محتاجة حاجة.. فرش وغطا .. أى حاجة.. أنا ياما اتحايلت عليك تسيبها وأشوفلك مكان أحسن منها لكن انت مش عايز.. قولى محتاج إيه فيها...يابنى ده الحصيرة اللى إنت بتنام عليها اتهرت.....
يوسف ياأبويا كتر خيرك على إنك مهتم بيا وسط مشاغلك الكتيرة لكن أرجوك يا أبونا سيبنى على راحتى.....ولما أحتاج حاجة حااطلبها منك.. ربنا يخليك لينا ويديم كهنوتك (ينحنى ويقبل يده)
أبونا إنت من ساعة ما جيت البلد با عم يوسف وأنت عامل زى الضيف الخفيف .. مش بتقعد عند حد ولا مع حد .. ومحدش سامعلك صوت .. بتعمل شغلك وتدخل أوضتك ومحدش يشوفك إلا الصبح.
يوسف أصلي غريب عن البلد يأبونا ومعرفش حد .. ومش بألاقى كلام أقولة مع الناس .. فأحسن حل إنى أقفل أوضتى عليا .. علشان ما أضايقش حد
أبونا غريب إيه يا عم يوسف .. صحيح إحنا منعرفش عنك حاجة .. ولا بلدك إيه .. ولا حكايتك إيه .. لكن إنت هنا بقالك 35 سنة .. من أيام أبويا القمص زكريا .. بعنى إحنا بقينا أهلك وناسك.
يوسف ربنا يخليكم ليا يا قدس أبونا .. وحاللنى قدسك أمشى علشان أجهز للعيد
أبونا ماشى ياعم يوسف اتفضل .. وصليلى
يوسف يا خبر يا أبونا ده أنا المحتاج لصلاة قدسك .. عن اذنك يا أبونا .. يالا يا سمعان
سمعان طيب يا يوستينا .. (يوستينا تضحك) معلش مسيرى أردلك المقالب دى كلها.. يالا يا يوسف يا خويا
يوستينا استنى ياعم سمعان .. إنت زعلان منى
سمعان لاء مش زعلان .. بس مقموص
يوستينا طب تعالى أبوس راسك واصالحك
سمعان آدينى جيت يا ستى
يوستينا وطى شوية يأخى .. إنت كبير قوى
سمعان اتفضلى .. بوسى بقى وخلصينى (تسكب على رأسه كوب ماء) يا ساتر يارب .. الحقونى الحقونى .. (يضحك الجميع)
أبونا هاهاها .. برضة عملتها فيك .. معلش يا سمعان حقك عليا
سمعان أنا مستحملها علشان خاطرك يا أبونا
أبونا سيبهالى يا سمعان أنا هاقرصلك ودانها
سمعان طيب معلش .. المسامح كريم .. يالا يا يوسف
يوسف يالا يا سمعان(يخرجون)
أبونا (يمسك أبونا باذن يوستينا) إنتى مش هتبطلى معاكسة فى الناس يا بنت إنتى .. أمك مش عارفة تحكمك
مريم ما تحكمها إنت يا أبونا .. مش إنت راجل البيت .. مش دول ولادك .. ولا الناس كلها ولادك معدا دول
أبونا (يذهل لاسلوب مريم).. إيه اللى بتقوليه دة يا مريم (ينتبه لوجود يوستينا) .. يا أولاد خشوا جوه أنا عايز اكلم ماما لوحدنا
يوستينا لا .. أنا عايزة أتفرج عليكم و أنتو بتتخانقوا
أبونا (بحدة) يوستينا ادخلى جوة (تخرج)
أبونا (بعد فترة هدوء) إزيك يا مريم .. عاملة إيه؟
مريم زى ما قدسك شايف
أبونا أنا شايفك كويسة.. جهزتى نفسك إنتى والاولاد للعيد ولامحتاجين حاجة؟
مريم (بحدة) جهزت .. بعد ما نضفت الاوضة اللى كان فيها هدوم اخوة الرب .. وطبخت اللحمة اللى يفطربيها المغتربين .. ولفيت هدايا العيد بتاعت الاطفال .. فية حاجة تانى ؟
أبونا مالك يامريم .. بتكلمينى بالعصبية دى ليه
مريم لانى تعبت .. عارف يعنى إيه تعبت .. حاسة إنى لوحدى .. حاسة إنى راجل وست البيت .. كانى ارملة .. باشوف الستات داخلة الكنيسة فى العيد كل واحدة متعلقة فى دراع جوزها وداخلين فرحانين .. وانا أدخل أجر فى العيال بطولى .. كلهم حيروحوا يتعشوا مع بعض .. عيلة .. وإحنا حيروّح معانا القرابنى والفراش .. دة لو مكنش فية حد تانى ظروفة وحشة .. كل واحده متجوزة ممكن جوزها ياخدها يفسحها فى أى حته ينزلوا البحر سوا .. يروحوالملاهى .. يتعشوا فى كازينو .. لكن أنا لاء .. كل الاماكن دى لا تليق .. كل واحدة جوزها عندة مواعيد للشغل لكن جوزى طول الليل والنهار تحت الطلب .. كل ست حاسة ان عندها زوج واولاد واسرة .. وانا مش شايفة نفسى غير مربية اطفال وخدامة من غيراجرة .. عرفت مالى .. عرفت إيه اللى مضايقنى .. اتفضل حللى مشكلتى زى ما بتحل مشاكل الشعب
أبونا (يسبر فى هدوء لفترة ويرفع عينة نحو السماء قبل ان يتكلم) يا مريم أنا عارف قد إيه إنتى تعبانة معايا .. اوعى تفتكرى إنى مش حاسس بالضغط اللى عليكى .. أنا عارف قد إيه إنتى مستحملة .. لكن لازم تتحملى بشكر من غيرتذمر .. لانك شريكتى فى الخدمة زى ما إنتى شريكتى فى الحياة ...يا مريم إنتى لازم يكون عندك ......
مريم (تقاطعة) عارفة كل اللى حتقولة .. لكن أنا تعبت .. زهقت .. ومش لاقية نهاية للى أنا فية .. ومفيش واحدة فى البلد حتفهم شعورى ومعاناتى الا اللى جوزها كاهن .. طيب مين اللى حيخفف عنى الوحدة دى .. مين؟
أبونا حيخفف عنك انك تعملى الخدمة دى بحب .. مش كانة فرض عليكى .. يا مريم إنتى محتاجة تشوفى المسيح واقف ورا كل واحد بتقدميلة خدمة عشان تحسى إن الخدمة دى للمسيح نفسة .. فتعمليها بفرح .. ياريت يا مريم تروحى لأبونا بولس تعترفى .. ويا ستى اشتكيله منى
مريم هه .. اشكيله .. طب ما هو كاهن زيك واكيد مراتة بتشكى منه .. هه .. تلاقية حيقولى اللى عايزيقولة لمراتة ومش قادر
أبونا إنتى غلطانة يا مريم
مريم طبعا لازم اكون أنا اللى غلطانة .. أمال مين اللى حيكون غلطان .. المصيبة إنى لازم أبان قدام الناس مبسوطة وهادية .. ومليانة سلام .. ممنوع النرفزة .. ممنوع الغضب .. طبعا مش مرات كاهن
أبونا يامريم إفهمينى
مريم يا أبونا أنا تعبت .. تعبت .. جوايا كتيرومش قادرة اطلعه.. كفاية ضغط عليا اكتر من كده .. كفاية (تبكى)
أبونا (يرن جرس التليفون)..الو..الو..الو..الو..أيوه موجودة ...ثانية واحدة....تليفون يا مريم
مريم (تتجه للتليفون بعصبية زائدة) أيوه نعم .. إنت مين ..يا خبر معلش يا جيمى....(تعدل شعرها وملابسها فى دلال.ثم تنتبه لوجود أبونا) أيوه يا أستاذ جمال .. متشكرة قوى .. طبعا أول معايدة .. ها ها ها .. ميرسى .. الله يخليك وأنت طيب .. لاء طبعا حاجى بعد العيد على طول .. حتى الشغل أرحم من قعدة البيت .. (إسقاط على أبونا) .. ميرسى .. مع السلامة
أبونا مين جمال دة يا مريم؟!
مريم هه (ترتبك قليلا).. لا مفيش .. ده أستاذ جمال عبد الهادى زميلى فى الشغل .. بيعيد عليا .. آه وبيسلم عليك صحيح
أبونا مش المفروض إن المعايدات دى تكون بكرة .. ولا أنا غلطان
مريم وفيها إيه.. جمال ده إنسان مجامل وحب يكون أول واحد يعيد عليا.. ولا مش عايزحد يجاملنى كمان؟!
أبونا لاء .. طبعا المجاملة بين الزمايل دة شى كويس .. لكن عايزافكرك بان الكتاب حذرنا من الثعالب الصغيرة المفسدة للكروم
مريم يا أبونا كلامك دة فيه تلميحات أنا ما أقبلهاش .. بعد إذنك رايحة اكمل لبسى علشان نخرج (تتركه وتخرج)
أبونا يارب أنا بخدمك بكل قلبى ارجوك سد إنت بمعونتك أى تقصير ارجوك يارب .. ارجوك يارب .. رجع لمريم شعورها بالراحة فى خدمتك .. رجعلها فرحها بوجودها فى حضنك .. وأحميها من الثعالب الصغيرة المفسدة للكروم .. أرجوك يا رب .. أرجوك يارب
قطعة ملحنة: تأليف م/ رومانى فايز
تلحين م/ إيهاب فايز
على شطك راحة
فى بحور العالم ننساها
وفى حضنك واحة
أزهار الحب بتملاها
ياخدنا الموج ويتوهنا
وتجارب قاسية توجعنا
بهموم فـ القلب وبدموعنا
بنجرى والدنيا متاهه
إظـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
المــشـــهــد الــــثــــانـــى
اضاءة(يظهر أبونا بطرس وهو يدور فى قلق .... بينما مريم تجلس فى عصبية واضحة)
مريم إزاى ده حصل يا أبونا .. .وفين الخادمات بتوعها .. وفينك إنت وأبونا بولس إزاى البنت تسيب المسيح .. هيه الحكاية سهلة كده؟!
أبونا مش عارف يامريم .. أنا مش قادر افكر .. إنتى عارفة البنت دي؟
مريم أيوه طبعا...أنا باشوفها بإستمرار فى الكنيسة ومامتها ست غلبانة قوى وهادية .. الله يكون فى عون اهلها
أبونا الله يكون فى عونا كلنا .. أنا إستاذنت سيدنا إن شعب الكنيسة كله يصوم من بكرة 3 أيام علشان الموضوع ده .. وربنا يلين قلبها
مريم طيب وهيه فين دلوقتى
أبونا الناس كترخيرهم إدونا فرصة لآخر الأسبوع نحاول معاها .. ولكن لو صممت على رأيها .. مفيش حد حيقدر يعمل حاجة
مريم وقدسك ناوى على إيه دلوقتى؟
أبونا أنا خليت يوسف القرابنى يروح يجيبها هو وخادمة .. وحاقعد معاها .. يمكن أقدر أعمل حاجة ... مريم ممكن تقعدى معاها إنتى كمان؟
مريم أنا .. طيب وانا حاقولها إيه .. لاء معرفش
أبونا هيه بنت .. وممكن تقولك اللى متعرفش تقوله ليّا
مريم حاضر يأبونا .. ربنا يجيب الموضوع ده على خير
أبونا أنا تعبان جداً بسبب الموضوع ده
إيرينى (يدخل الأولاد الثلاثة) فيه إيه يا بابا.....أنا سامعة كلام مش كويس على نادية..........
بولا صحيح اللى سمعناة ده .. إن نادية عايزه تسيب المسيح
مريم إيرينى .. ملكمش دعوة بالكلام ده .. ياللا خدى اخواتك وادخلوا جوه
أبونا لاء .. سيبيهم يا مريم .. همه لازم يفهموا اللى بيحصل
إيرينى إيه اللى حصل يا بابا؟
أبونا نادية يا أولاد ناس ضحكت عليها واقنعوها إنها تسيب المسيح
يوستينا يعنى إيه تسيب المسيح يا بابا؟
أبونا يعنى متبقاش مسيحية ياحبيبتى
إيرينى طب ليه حتعمل كده؟!
أبونا اسمعوا يا أولاد .. إحنا جوه الكنيسة عاملين زى فروع الشجرة .. أى فرع فيها ما ياخدش الغذاء بتاعه من الشجرة حيدبل ويموت .. ولما يموت حيقع من الشجرة .. علشان كده أنا عاوزكم متسيبوش الكنيسة أبداً .. عيشوا فى روحانيتها .. عيشوا أسرارها .. أوعوا حاجة تبعدكم عن الصلاة والكتاب المقدس .. والاعتراف والتناول
يوستينا أنا اتناولت امبارح يا بابا
أبونا شاطرة يا يوستينا
مريم طيب ما هى مريم كانت بتروح الكنيسة يا أبونا .. وأنا كنت بأشوفها بإستمرار.
أبونا لاء يا مريم كانت بتروح مش علشان جمال وروحانية الكنيسة .. كانت بتروح علشان تسلى وقتها وبس .. تلاقى اصحاب .. تلاقى حد يشوفها ويعجب بيها
مريم طيب ما الكنيسة لها دور اجتماعى .. وهيه مغلطتش لما عملت كده
أبونا غلطت .. غلطت لما اخدت الدور ده بس من الكنيسة
مريم يعنى هى الغلطانة لوحدها يا أبونا؟!
أبونا لا...يا مريم وهو دة اللى معذبنى .. هيه بنتى فى الإعتراف .. وبقالها سنتين مأعترفتش وشوفتها كتير لكن مسالتهاش مرة هى مش بتعترف ليه .. وياما إديتها حل بالتناول من غير ما أتابع هية اعترفت ولا لاء.
(يرن جرس الباب) دول لازم همه .. مريم .. بعد ما استقبلهم عايزك تقعدى معاها شويه وانا هاكلمها بعد كده
مريم حاضر
بولا (يفتح بولا الباب) أهلاً اتفضلوا
(يدخل يوسف ومعه نادية ويقبل يد أبونا بينما تقف نادية بعيدا)
أبونا إزيك يا نادية .. مش عايزة تيجى تسلمى عليا
نادية أهلاً إزيك
أبونا لية كده يا بنتى .. مين اللى حط القساوة دى فى قلبك؟!
نادية بقولكم إيه .. أنا قاعدة معاكم لآخر الأسبوع غصب عنى .. ومش هاسمح لحد منكم يضايقنى
مريم أأ .. طيب اتفضل قدسك يا أبونا وبعد اذنكم أنا عايزة أكلم نادية لوحدنا
أبونا تعالوا معايا يا أولاد....تعال معايا ياعم يوسف (يدخل وهو ينظر نحوها فى حزن)
مريم (تدور قليلا حول نادية)... مش عارفة أقولك إيه يا نادية... لكن أنا...
نادية اتفاجئتى مش كده
مريم آه فعلا
نادية كل الناس اتفاجئت.... وكانى جاية من كوكب تانى وقلتلهم حاجة عمرهم ما سمعوا عنها
مريم طيب ممكن اعرف إيه السبب .. أنا ممكن افهمك يا نادية ..إحكيلى
نادية (تشيح بوجهها بينما تنظر اليها مريم نظرة تشجيع) اقولك .. ولو إنى مكنتش عايزة اكلم حد .. بس لازم تعرفى من الأول إنى مصممة على اللى فى دماغى .. فوفرى على نفسك أى نصايح .. (فترة صمت قصيرة جدا تسترجع فيها نادية ما حدث) .. أنا كنت بنت عادية منتظمة فى الكنيسة لحد ما خلصت ثانوية عامه .. .ودخلت الجامعة .. وأول ما دخلت الكلية أبونا قعد يحذرنى من جو الكلية والمعاشرات الرديئة .. وأكد عليا إنى أصاحب الأولاد المسيحيين
مريم ده كلام معقول جداً....لكن إنتى طبعاً معملتيش بيه
نادية لاء عملت بية.. واتعرفت على ولاد وبنات مسيحيين .. وأنتظمت فى إجتماع الاسرة الجامعية بتاعت كليتى .. لكن اللى حصل إنى قربت منهم كتير وعرفت عنهم كتير...عشت معاهم جوهم وبقيت زيهم .. لحد ما فى يوم أتخانقت بسبب مشكلة بسيطة مع أجمل واحدة فى البنات وراحت أعلنت الحرب عليا .. وطبعا علشان الكل يكسب ودها .. قاطعونى .. وبقيت منعزلة .. وحيدة .. كرهت الكلية علشان بشوفهم فيها وبطلت أروح الاجتماع .. (تتغير ملامحها وتنفرج أساريرها) .. لحد ما أتعرفت على زميل .... قالى أنه كان بيشوفنى من بعيد وكان نفسه يكلمنى .. ولما بطلت أروح الكلية سأل عليا كتير .... تفتكرى إيه اللى ممكن يحصل بعد كده؟
مريم طبعاً لازم تنجذبى ليه
نادية طبعا ده اللى حصل .. وبقى كل حاجة ليا.. (صمت برهة) .. الشلة اياها لما شافونى معاه على طول اتغاظوا .. واتصلوا باهلى يحذروهم
مريم طب واهلك رد فعلهم كان إيه . . . (موسيقى)
نادية (تنهد فى حزن وتتذكر ما حدث لها) .... تعرفى يعنى إيه قسوة .. تعرفى يعنى إيه تكونى عصفورفى قفص ضيق .. تعرفى يعنى إيه خروف مربوط مستنى يوم دبحة .. تعرفى يعنى إيه احساس انك .. العار .. وانك .. الفضيحة .. وانك بقعة سوده فى حياة اهلك .. تعرفى يعنى إيه تكونى كل ده فجأة .. من غير سبب حقيقى
مريم فهمتك يا نادية ..
نادية أبويا أول ما عرف هاج عليا .. ضربنى .. ضربنى بوحشية .. عايزة تحطى راسنا فى الطين يا بنت الــ ... مفيش كلية... مفيش خروج حيتقفل عليكى باب أوضك بالقفل... لحد ما يجى واحد يلمك يا إما تموتى وتريحينا من عارك (فترة صمت) .. بقى يدخل كل ميعاد أكل .. يضرب فيا وبعدين يرميلى الأكل زى الكلبة ويخرج .. مبقتش عارفة الليل من النهار .. مبقتش عارفة أنا بقالى قد إيه .. كل الايام شبه بعضها......
مريم أنا مش قادرة أصدق القسوة دى كلها
نادية فى يوم .. ماما جت تدخلى الأكل حسب تعليماته .. وهو كان فى الشغل .. رحت زقيتها .. وجريت برة فى الشارع .. مكنتش مصدقة إنى هربت .. رحت جرى على الإنسان الوحيد اللى حسيت إنه بيحبنى بجد .. والباقى إنتم عرفتوه
مريم طيب يا نادية لو أبونا كلم والدك وصلحنا الأمور والمشكلة إتحلت .. مش يبقى أحسن
نادية الحكاية مبقتش ان المشكلة تتحل...أنا عايزة انتقم منه .. أحط راسه فى الوحل زى ما كان خايف .. أنا ادفع عمرى كله بس اشوفة مذلول .. زى ماذلنى وجرحنى
مريم يا نادية...أنا مقدرة ظروفك .. بس
نادية بس إيه .. إنتى كمان خايفة على جوزك .. خايفة على منظرة قدام الناس لما يعرفوا ان واحدة من بناتة سابت المسيح .. مش كده
مريم لاء مش كده .. لكن أنا ممكن أضمن لك مكان تعيش فية فى هدوء
نادية والإنتقام؟
مريم ما بلاش حكاية الإنتقام دى .. تعالى كلمى أبونا .. أبونا طيب وحنين وهو حيريحك....يا أبونا بطرس
أبونا (يدخل أبونا بطرس ومعه يوسف)...ها إيه الاخبار يانادية .. هديتى وعقلتى يا بنتى؟
نادية وأنا امتى كنت مجنونة؟!
مريم المشكلة ياأبونا إن والدها عاملها بقسوة شديدة
أبونا معلش يا بنتى .. هو أبوكى وخايف عليكى
نادية همه همه نفس الكلمتين اللى كنت بتقولهملى فى الاعتراف .. لحد ما بطلت اشكيلك منه .. انتو إيه ..مجهزين رد على كل مشكلة تتحكيلكم من غيرما تتعبوا نفسكم وتحاولوا تدرسوا كل مشكلة لوحدها؟!
يوسف يانادية يا بنتى إهدى شوية
نادية محدش لة دعوه بيا .. أنا حأنتقم منه يعنى حنتقم منه
أبونا عايزه حتبيعى المسيح علشان الإنتقام
نادية وأبيع عمرى علشان الإنتقام
أبونا عمرك أرخص بكتيرمن إنك تبيع المسيح .. ياريتك تموتى دلوقتى .. ولا إنك تموتى بعد ماتبيعيه
نادية شفت كلكم زى بعض الفرق بينكم شوية هدوم .. إنت زيك زى أبويا .. مفيش فرق بينكم
أبونا اخرسى (يصفعها على خدها)
مريم ليه كده يابونا
نادية سيبيه .. سيبونى كلكم .. بس لازم تعرفوا إنى مصممة على رأيي
أبونا اللى يبيع المسيح بالرخيص .. محدش حيبكى عليه .. وملهوش مكان وسطنا .. إنتى فرع تالف والفرع التالف بيتقطع علشان ميعديش باقى الفروع
نادية أنا فرع تالف نظركم .. طيب بكره تشوفوا الفرع التالف ده حيعمل إيه (وتخرج وهى تجرى)
مريم ليه عملت كده .. البنت كانت محتاجة حنية تعوضها من القسوة اللى شافتها
أبونا هيه باعت .. واللى باع بيبيع كل حاجة .. خلاص مفيش فايده
يوسف اسمحلى قدسك ياابونا .. المسيح مش بيعمل معانا كده .. ولوعمل كده كنا كلنا هلكنا (يخرج حزيناً)
مريم يكون فى علمك ياابونا .. إنت السبب فى ضياع البنت دى .. قسوتك معاها هية اللى خلتها تركب دماغها
أبونا أنا .. أنا السبب
مريم أيوه إنت السبب.. هية مش لاقية حد يسمعها فى بيتها.. كمان فى الكنيسة مفيش حد يسمعها ويفهمها..طيب ماهى لازم تروح بعيد.. تروح لحد يحس بيها ويقدر مشاعرها
أبونا يعنى إنتى موافقها على اللى عملته
مريم لازم تفهم ظروفها .. قدسك ما حولتش تفهمها وكأنها آلة أو مكنة بايظة خبطتين فيها حيعدلوها .. وتشتغل إنت السبب ياابونا.. إنت السبب (تتركة وتخرج)
أبونا أنا ..أنا اضيع ولاد ربنا من ايدى .. لاء .. ياربى مش أنا .. لاء صحيح أنا السبب .. يوسف عندة حق .. إنت متعملش كده معانا .. إنت بتحاول معانا لآخر لحظة .. لآخر نسمة فى حياتنا .. ياربى .. أنا اتحمل ذنب البنت دى .. ياربىانا المفروض بارعى خرافك مش ابددها .. يارب إذا كنت أخطاءت سامحنى .. دى بنتك يارب .. متسيبهاش إنت صاحب الكرمة ياربى .. حتى لو الكرام غلط .. إنت يهمك الأغصان .. إنت اللى بترعاها .. إنقذها ياربى .. (تبدأ قدماء فى التهاوى) انقذها ياربى .. آه .. آه (يسقط على الارض)
(ترنيمة أوعى تفكر إنى نسيتك أول بيت .. بلاكة)
إظــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
المــشـــهــد الــــثــــالــــث
(إضاءة ... تظهر مريم تجلس بمفردها فى قلق وحيرة)
مريم ليه كده ياربى بس .. يعنى أنا ناقصة .. شلل .. شلل .. طب أعمل إيه دلوقتى..
(يرن جرس التليفون وتجرى مريم بسرعة)
مريم الو .. جمال .. شفت اللى جرالى يا جمال .. مش عارفة .. لاء شلل .. أنا تعبانة قوى يا جمال .. ومش لاقية حد أكلمه .. إنت الوحيد اللى بارتاح فى الكلام معاه .. الله يخليك .. وأنت كمان يا جمال صدقنى .. لابلاش يا جمال .. لابلاش ارجوك .. هاهاهاها .. إنت ظريف قوى .. نستنى اللى أنا فيه .. هاهاها .. لاء إوعى .. اعقل يا مجنون .. عارفاك مجنون وتعملها .. (يرن جرس الباب)...جمال سلام بقى علشان الباب بيخبط...جمال بلاش تيجى هه .. سلام بقى .. سلام
(يدخل أبونا بولس ومعه يوسف وخادمة)
مريم أهلاً يا أبونا بولس .. شوفت اللى حصلنا يا أبونا
أ بولس معلش يا بنتى .. تجربة صعبة .. طمنينى عليكى انتى .. إنتى بنتى فى الإعتراف وعايز أطمئن إنك متماسكة علشان تعدى الأزمة دى على خير
مريم متماسكة .. اتماسك إزاى فى وسط كل ده ..
أ. بولس لازم تتماسكى يابنتى .. وعلشان تتماسكى وتبقى قوية قدام أى تجربة لازم تمسكى فى ربنا أكتر .. تتعلقى بيه وهو حينجيكى .. هو وعدنا بكده.
مريم أنا تعبت أكتر ما كنت تعبانة .. ومش مستحمله أكتر من كده
أ. بولس إرمى حمولك عليه يا مريم .. ربنا مفيش أحن منه .. إيه رأيك لو تقعدى معايا دلوقتى آخد إعترافك ..
مريم لاء .. مفيش حاجة تقدر تريحنى دلوقتى .. لا إعتراف ولا صلاة .. لو ربنا بيحبنى صحيح يرفع عنى التجربة.
أ. بولس بلاش نحط شروط على ربنا يا مريم .. ثقى يا بنتى إنه شايف أحسن مننا .. وعارف إمتى يسمح بالتجربة وإمتى يرفعها .. المهم إننا منفقدش إيمانا بإن الحل دايماً عنده .. تعالى إعترفى يا بنتى.
مريم لاء .. قصدى مش دلوقتى .. أنا حأبقى آجى العشية وأعترف بعدين .. المهم تصليلنا علشان ربنا يعينى
أ. بولس ربنا يعينا كلنا .. ويرجعلنا أبونا بسرعة علشان خاطر كنيسته وشعبه.. هو فين دلوقتى؟
مريم هو جوه.....(يدخل أبونا بطرس على كرسى متحرك ويدفعه بولاو إيرينى ويجرى عليه الجميع عند رؤيته)
أ بولس سلامتك يا أبونا الف سلامة .. مش تشد حيلك بقى وتقوم لنا بسلامة كنيستك محتجالك
بطرس الكنيسة كنيسة المسيح ...والكرام اللى فى الكنيسة فشل يا أبونا .. الكرام .. بوظ الكرم .. (يبكى)
بولس متقولش كده يا أبونا ده إحنا اتعلمنا الخدمة من قدسك .. إنشاء الله تعدى الازمة ونفرح كلنا برجوع نادية
إيرينى بابا بلاش تضايق نفسك .. الدكتور قال الزعل مش كويس علشانك
بولا أيوه يا بابا ارجوك علشان خاطرى .. إحنا كلنا عايزينك
بطرس أنا عايزكم تسامحونى كلكم .. وتصلولى .. يمكن ربنا يرحمنى بصلواتكم .. سامحونى إذا كنت قصرت فى خدمتكم .. أنا حاولت أعمل كل اللى أقدرعليه .. لكن يظهر إنى كان لازم اتعب اكتر من كده بكتير فى كرم الرب .. كان لازم أهتم أكتر من كده بخلاص الشعب .. لكن أنا سبت الباب مفتوح .. للتعالب واللصوص .. دخلوا وسرقوا نادية
خادمة يا أبونا بطرس .. كل اللى بيحصل دة حسد شيطان لانة شاف خدمتك ناجحة ومثمرة
سمعان أنا عارف .. كل اللى حصل ده غضب من ربنا علشان طولة لسانى .. يارب اشفى أبونا وانا مش حأشتم حد تانى
مريم يا أبونا يالا جوه علشان تستريح شوية
بطرس استريح .. ياربى الراحة عندك إنت .. ياريت ياربى تريحنى
أ بولس يا أبونا بطرس الكنيسة كلها بتصلى علشانك بدموع عينيها النهاردة تالت يوم فى الصيام اللى الشعب صايمة علشان نادية .. وفى القداس لما جينا نقول لحن إرحمنا .. حسيت إن السماء كلها بتتهز من صراخ ودموع الشعب .. ومش ممكن ربنا بقلبه الحنين ميسمعش الدموع والتهدات دى كلها
خادمة احنا كلنا امل إن ربنا حيسمع لينا وترجعلنا بالسلامة
بطرس المهم ترجع نادية
أ بولس هترجع يا أبونا هترجع
بطرس اسمع يارب طلبة شعبك .. واستجيب لتنهدات عبيدك .. يارب.. يارب
(يرن جرس الباب ويدخل جمال...وتفزع مريم بمجرد رؤيتة)
مريم إيه ده...إنت...إيه اللى جابك يا جمال .. مش أنا قلتلك بلاش
جمال عيب هو أنا يفوتنى الواجب .. (همسا) .. وحشتينى
مريم (تبتسم ثم تجمع ابتسامتها وتتجه بجمال ناحية أبونا بطرس)...يا أبونا الأستاذ جمال عبد الهادى زميلى فى الشغل جاى يسلم عليك
أ بطرس (ينظر اليه بعين فاحصة) أهلاً وسهلا كتر خيرك مكنش فى داعى لتعبك
جمال الف سلامة على سيادتك .. وتقوم بالسلامة انشاء الله .. والله يافندم متتصورش مدام مريم عزيزة علينا قد إيه...ودة أقل من الوجب
خادمة طيب نستاذن إحنا يا أبونا
أ بطرس ليه ياأولاد خليكم معايا شوية
خادمة نسيبك تستريح شوية يا أبونا .. سلام يا تاسونى مريم
يوسف وانا كمان استاذن يا أبونا
أ بطرس وأنت كمان حتمشى يا يوسف؟
يوسف معلش يا أبونا أسيب قدسك تستريح
سمعان أيوه يا للا إمشوا .. خلوا الدنيا تهوى شوية .. ده إنتوا زحمة خالص
يوسف وأنت مش هاتمشى يا سمعان
سمعان لا إشمعنى أبونا بولس قاعد...أنا قاعد يمكن أبونا يعوز حاجة
يوسف أبونا محتاج يستريح شوية يا سمعان
سمعان خلاص أنا هالعب مع البت يوستينا .. يالا يا بت يا يوستينا نلعب جوه (يدخل ومعه الأولاد الثلاثة)
خادمة طيب نستاذن احنا ياقدس أبونا .. سلام .. (يخرجون)
مريم تشرب إيه يا أبونا بولس
أ بولس ولا حاجة يا بنتى كتر خيرك
مريم لا مش معقول قدسك مشربتش حاجة
أ بولس خلاص كباية شاى
مريم واستاذ جمال (بدلال) تشرب إيه؟
جمال إن كان ولابد يعنى .. يبقى زى حضرته (يشيرالى أبونا بولس)
مريم أوكى .. عن اذنكم (تخرج ويتابعها جمال بنظره ويظل هكذا حتى ينادى عليه أبونا بولس)
أ بولس (لجمال) حضرتك بتشتغل مع مدام مريم فى نفس القسم؟
جمال (مرتبكا) هه .. آه .. إحنا زمايل حتى فى مكتب واحد
أ بطرس كتر خيرك على الزيارة...امال فين باقى زمايلها .. محدش منهم جه معاك .. (ينظر نحوه نظرة ذات معنى) ولا هيه مزعلة باقى زمايلها
جمال أبداً والله .. ده حتى مدام مريم ونعم الزميلة .. وكل الزملا بيحبوها
مريم (تدخل) إيه جايبين فى سيرتى ليه
أ. بولس بكل خير يا تاسونى مريم طبعاً
مريم اتفضل الشاى يا قدس أبونا
أ. بولس شكراً يا بنتى
مريم (بدلال) اتفضل الشاى يا أستاذ جمال
جمال من يد ما نعدمها (بلاحظ أبونا يرشم الصليب على الكوب) .. هو بعمل إيه .. (همساً) .. بيقرى عليها
مريم (همساً) أسكت إنت دلوقتى وخليك فى حالك .. حأفهمك بعدين
أ. بطرس إيه أخبار الكنيسة والشعب يا أبونا بولس، طمنى عليهم .. أنا كنت سايب كذا مشكلة متعلقة أخبارهم إيه
أ. بولس حأقولك يا أبونا .. بس ما ينفعش دلوقت (يشير برأسه إلي جمال)
أ. بطرس آه طيب .. بعد إذنك يأخ جمال أنا حأدخل أستريح جوه شوية ..
جمال اتفضل حضرتك .. وأنا حأشرب كباية الشاي وأستأذن علشان عندى مشاوير كتير
أ. بطرس كده .. طيب البيت بيتك .. عن إذنك ومتشكر على الزيارة دى
جمال العفو يأفندم .. ده أقل واجب
أ. بطرس طيب سلام .. تعال معايا يا أبونا بولس (يدخلان)
جمال مريم
مريم جمال (تنتهرة) إنت مجنون .. متهور .. مش أنا قلتلك متجيش هنا
جمال وفيها إيه بس .. واحد جاى يزور زميلته علشان جوزها عيان
مريم لاء فيها ..(تلتفت حولها) وأنا قلتلك ستين مرة متجيش هنا .. إيه اللى جابك
جمال وحشتينى (يقترب منها) .. وحشتينى قوى يا مريم
مريم (تجرى من مكانها) جمال خليك بعيد لو سمحت
جمال كده طيب .. ولو إنى كنت مستنى مقابلة أحسن من كده
مريم جمال أرجوك قدر ظروفى .. أنا ست متجوزة .. ووضعى حساس
جمال يامريم . كل الحكاية إنى جاى أطمن عليكى .. عاملة إيه .. قلبى عندك .. أكيد الدنيا بقت أصعب بكتير
مريم معندش فكرة قد إيه .. أنا بقيت عايشة فى جحيم .. ومحدش حاسس بيا
جمال أمال أنا رحت فين .. (يقترب منها)
مريم أنا مستنية حالته تتحسن شوية .. علشان أروح الشغل وأقابلك .. جمال إنت الوحيد اللى بيسمعنى ويفهمنى من غير ما يغلطنى .. إنت الوحيد اللى بحس معاه إنى أقدر أقول كل اللى عايزاه .. علشان كده أنا مش قادرة استغنى عنك فى حياتى .. علشان كده أنا .. (بخجل) أنا ..
جمال إنتى إيه .. (يقترب أكثر) أبوس أيدك قوليها .. علشان خاطرى .. وحشنى إنى أسمعها منك
مريم علشان كده (خجل أكثر) .. حبيتك
جمال وأنا كمان بحبك قوى يا مريم (يقترب منها أكثر) ..
مريم (تجري) جمال وبعدين
جمال وبعدين إنتى .. ماهو لازم يكون فيه حل
مريم جمال .. أنا مقدرش أخون جوزى .. برغم كل القرف اللى عايشاه معاه معرفش أعمل كده .. معرفش
جمال ده معناه إنى أفضل أنا وأنتى تعبانين كده من غير أمل .. مش ممكن .. لازم فيه حل
مريم مفيش حل .. ده نصيبى .. أعمل إيه؟
جمال تقدري تعملي كتير ... (يتدحث فى أذنها) .. بس إنتى اللى مش عايزة
مريم أعمل كتير ؟ .. أعمل إيه .. قولى
جمال مريم (يدور حولها) .. إنتى تعبانة فى حياتك ومحدش حاسس بيكى .. عايشة عيشة لايمكن أي ست تانية تستحملها .. ممنوعة من أبسط حقوق ليكى .. إنتى محتاجة إنسان يفهمك .. يقدر مشاعرك .. يفهم احتياجاتك .. إيه اللى يجبرك إنك تعيشى مع إنسان ميقدرش يديكى كل ده .. تعرفى يعنى أيه زوج مشلول؟
مريم عارفة .. يعنى أعيش بقية عمرة ممرضة وخدامة ودادة أطفال .. يعنى أنسى طعم الراحة .. يعنى أنسى إنى بنى آدمة .. أنسى إنى زوجة .. أنسى إنى ست
جمال صح .. والحل كله فى إيدك
مريم إزاى
جمال أنا عارف إن معندكمش طلاق .. لكن فيه حلول تانية غير الطلاق
مريم حلول تانية .. زى إيه يا جمال
جمال زى .. الهرب
مريم أهرب؟ .. لاء .. دى حتبقى فضيحة .. وأولادى مش حيعرفوا يعيشوا وسط الناس بعد كده ..لاء أهرب لاء .. وبعدين ماهو ممكن يعرفوا مكانى ويجيو ياخدونى .. بلاش الهرب ده يا جمال
جمال يامريم لازم تختاري بين نفسك وبين عيالك .. العيال مسيرهم يكبروا وكل واحد يروح لحاله .. وتفضلى إنتى بعد فوات الفرصة .. عايشة فى نفس الحرمان هوه هوه .. .. .. اختاري نفسك يا مريم .. لإن محدش حينفعك
مريم لاء يا جمال .. معرفش أهرب .. معرفش
جمال طيب عندى حل تانى
مريم إيه
جمال نتجوز
مريم إيه .. نتجوز زز إنت نسيت إنى ...
جمال (مقاطعاً) متجوزة .... لكن لو..
مريم لو إيه
جمال لو سيبتيهم خالص .. سيبتى جوزك .. سيبتى عيالك .. سيبتى دينك .. ساعتها جنقدر نتجوز .. وحأقدر أحميكى
مريم أسيب دينى ..
جمال (يدور حولها) أيوه تسيبيه .. حتسيبيه علشان تخلصى من العذاب اللى إنتى مرمية فيه .. حتسيبيه علشان تعيشى الدنيا اللى تستحقيها .. حتسيبيه علشان ترجعلك راحتك .. علشان تحسى بالأمان .. علشان يكون لك زوج حقيقى .. بيحبك .. ويقدرك .. ويحطك فى رموش عينيه
مريم جمال (تهرب من أمامه) .. إنت لخبطت كيانى بكلامك ده .. أنا مش عارفة أفكر .. عمرى ما فكرت فى حاجة زى كده
جمال متفكريش .. ومتحسبيش حساب حد .. الناس كلها بتاخد مش بتدى .. متحسبيش حساب اللى ممكن يحصل .. يعنى حيحصلك إيه أكتر من اللى إنتى فيه .. مريم .. هيه فرصة .. قولى أيوه .. قولى أيوه وسيبى الباقى عليا
مريم جمال .. مش قادرة أفكر .. أرجوك سيبنى شويه
جمال لاء مش حأسيبك .. مش حأسيبك إلا ما تقولى إنك احترتينى .. اخترتى الإنسان الوحيد اللى ممكن يسعدك
مريم جمال (بأنهيار) أرجوك سيبنى دلوقتى أرجوك
جمال كده .. طيب .. أنا ماشى .. ومستنى ردك .. سلام (يخرج)
مريم أنا مش قادرة أفكر .. (يدخل أبونا بطرس) .. أفضل فى العيشة دى .. ولا أعمل زى ما قال جمال واللى يحصل يحصل؟
أ. بطرس مريم .. مريم
مريم طب والناس حتقول عليا إيه .. لاء ميهمنيش الناس .. الناس كلها بتاخد .. لكن محدش بيدى
أ. بطرس مريم .. مريم
مريم (تنتبه) هه .. نعم .. فيه إيه
أ. بطرس زميلك جمال ده .. لسه ماشى دلوقتى مش كده؟
مريم أيوه
أ. بطرس كل ده بيشرب الشاي
مريم وفيها إيه
أ. بطرس فيها إنه مكنش يصح يقعد كل ده لوحده هنا .. كان المفروض أنه أول ما أسيبة يستأذن .. أو يكمل كبايته ويمشى على طول .. مش دى الأصول برضه؟!
مريم فيه أصول كتير بتعدى من غير ما حد يعملها .. مجتش على جمال ووقفت
أ. بطرس مش فاهم ... قصدك إيه يا مريم
مريم قصدى أنه هو الأصول إنى أفضل طول عمري خدامة من غير أجرة .. هو الأصول إنى أبقى ممرضة ومربية أطفال .. طالع عينى ليل نهار فى خدمتك .. وكمان أخدم الناس اللى بره .. هو الأصول يبقى بيتى زى اللوكاندة ناس داخلة وناس طالعة .. هو الأصول إنى لما أحتاج جوزى حنبى مالاقيهوش .. هو الأصول إنى أبقى راجل وست البيت .. وفى وسط كل ده مش لاقياك جنبى .. وكأن مراتك دى ملهاش أي حق عليك
أ. بطرس إنتى مش مريم اللى أنا اتجوزتها .. مريم بنت ربنا .. اللى كان ربنا هو كل حاجة فى حياتها .. أنا سامع الشيطان بيتكلم جواكى يا مريم
مريم أيوه دخلنى شيطان .. حتعرف تخرجة .. مريم اللى اتجوزتها انتهت .. ضيعتها العيشة اللى ملهاش طعم ولا لون..
أ. بطرس عايزة إيه يا مريم .. عايزة إيه بالظبط
مريم (تمسك سماعة التليفون وتطلب جمال) أنا حأقولك عايزة إيه .. دلوقتى حالاً حتعرف .. .. ألو.. جمال .. أيوه يا جمال .. أنا موافقة على العرض اللى عرضته .. إمشى فى الإجراءات .. أيوه بجد ياأخى .. طيب مع السلامة
أ. بطرس إجراءات إيه يا مريم .. وإيه حكاية جمال ده؟!
مريم أنا خلاص قررت
أ. بطرس قررتى إيه؟
مريم قررت أسيبك .. وأسيب العيشة دى كلها .. مش عايزة حاجة منها .. حتى المسيحية اللى رابطانى بكل ده .. مش عايزاها ..
أ. بطرس إيه .. إنتى قررتى انك تبيعى المسيح يا مريم .. حتبيعى المسيح اللى جواكى .. حتبقى يهوذا يا مريم؟!
مريم مبلاش الكلام الكبير ده بقى .. أيوه حأبيعه .. يعنى عيشتى معاه فيها ايه يتبكى عليه .. .. أنا داخلة ألم هدومى قبل ما تقول كلام ملهاوش لزمة .. عن إذنك (تخرج)
أ. بطرس (يتجه بالكرس إلى وسط المسرح) (ذهول شديد .. لحظة وجوم ثم يصرخ) لاء .. كفايه كده ياربى .. يدك ثقلت عليا أكثر مما أحتمل يا إلهي .. إرفع كأس غضبك عنى يا ربى .. إن كنت أخطأت إليك فأرحمنى وأغفر لى .. أو خذ نفسى .. مش قادر اتحمل أكتر من كده ياربى .. مش قادر .. إلى متى يارب تنسانى .. حتى متى تحجب وجهك عنى .. كفايه كده ياربى .. كفايه .. كفاية .. كفاية (يبكى بشدة)
(يطرق الباب فيفتح بولا ويدخل يوسف بينما أبونا بطرس فى وجوم شديد)
يوسف أبونا بطرس .. مبروك نادية رجعت .. نادية رجعت يأبونا .. بركة صلاتك ودموع الشعب ربنا قبلها .. خلاص دلوقتى أقدر أسيبكم وأرجع وطنى وأنا مبسوط ومطمن عليكم .. مبروك يأبونا رجوع نادية .. مبروك .. أبونا مالك قدسك لسه زعلان .. أرجوك إفرح .. أنا عايز أسيكم وأنتم فرحانين .. إفرح معايا أنا خلاص مسافر راحع وطنى تانى ..أيام الغربة خلاص انتهت .. أبونا مالك .. أبونا (ينحنى عليه)
أ. بطرس هه .. نادية رجعت .. نادية رجعت ومريم راحت
يوسف مريم .. مريم مين يا أبونا .. تاسونى مريم مراتك؟
أ. بطرس أيوه يا يوسف .. مريم .. مراتى .. أم أولادى .. راحت
يوسف راحت يعنى يعنى إيه .. إيه اللى جرالها
أ. بطرس (يجفف دموعه) مريم باعت المسيح يا يوسف .. مرم باعت المسيح علشان خاطر زميلها اللى اسمه جمال .. وأنا هنا مشلول .. مشلول .. مش قادر أعمل حاجة
يوسف معقولة .. أنا كان قلبى حاسس إن فيه حاجة غلط فى الشخص ده .. لكن يأبونا اللى رجع نادية مش حيبخل عليك بالنعمة دى ..
أ. بطرس ربنا سابنى يا يوسف .. هه .. مراتى سابت المسيح والمسيح سابنى .. المسيح عمل معايا زى ما عمل مع شاول الملك وعالى الكاهن.
يوسف متقولش كده ياأبونا .. أوعى اليأس يحطم قلبك .. نرفع ذبيحة على المذبح علشانها ونشوف ربنا حيعمل إيه..
أ. بطرس تفتكر إن فيه أمل يا يوسف
يوسف طول ما فيه صلاة .. ودموع .. ومذبح .. يبقى مفيش مستحيل .. مش قدسك اللى علمتنا كده يا أبونا؟ .. يأبونا دى مريم .. اللى أنا ربيتها على إيدى .. مش ممكن بذرة الروح القدس اللى جواها تضيع .. متخفش يا أبونا بكره نرفع الذبيحة وربنا حيتمجد
أ. بطرس بكرة مفيش كاهن حوالينا فاضى يصلى القداس .. وأبونا بولس مسافر
يوسف بعد إذنك يا أبونا بطرس .. أنا عايز أرفع الذبيحة بكره
أ. بطرس يعنى إيه ترفع الذبيحة بكرة يا يوسف
يوسف يعنى أكون أنا الكاهن اللي يخدم الآسرار بكره
أ. بطرس ايه يا يوسف .. إنت بتخرف تقول إيه
يوسف يا أبونا بطرس .. إسمحلى أعرفك بنفسى .. أنا الراهب القمص يوسف الأنطوني .. من دير الأنبا أنطونيوس
أ. بطرس إيه .. راهب قمص .. أنا مش فاهم حاجة .. هو إيه اللى بيحصل النهارده .. أنا مش مصدق اللى بيحصلى ده
يوسف لاء صدق .. أنا القمص يوسف الأنطونى .. كنت عايش فى فردوس الدير سعيد ومبسوط .. وكل الآباء كانوا بيحبونى حب مأستحقهوش .. أب إعترافى خاف عليا من الكبرياء والبر الذاتى .. فنصحنى أهرب من الدير وأستخبى فى العالم .. علشان أهرب من الكرامة .. فجيت بلدكم وأشتغلت قرابنى فى الكنيسة .. وأعتبرت أوضتى فى الكنيسة قلايتى الجديدة .. كنت بأمارس فيها كل قوانينى الرهبانية .. لحد ما ربنا بعتلى البشارة بأن أيام غربتى خلاص حتنتهى بسلام .. علشان كده كشفت سرى لقدسك لإنى عايز أودع المذبح والذبيحة قبل ما أسافر.
أ. بطرس أخطيت يا أبى سامحنى (يحاول أن يصنع له مطانية من على الكرسى فيجرى عليه يوسف ويرفعه) .. أنا مكنتش أعرف قدسك وكنت أحياناً بأتنرفز عليك وأعاملك وحش .. سامحنى
يوسف يأبونا قدسك عمرك ما عملت حاجة تزعلنى .. بالعكس أنا عشت وسطكم كأنى عايش فى السما .. حتى الإهانات البسيطة اللى كانت أحياناً بيتحصلى كنت بأستناها بفرح .. علشان بتفكرنى دايماً بإنى مأستحقش حب ربنا اللى اتحمل عشانى آلام فوق الإحتمال .. ربنا يعوضكم على كل الحب اللى قدمتهولى .. واتأكد يا أبونا إن ربنا حتمجد وترجع مريم لحضن الكنيسة.
أ. بطرس صليلى يأبونا يوسف .. أرجوك صليلى
يوسف متخافش يأبونا .. ربنا حيتمجد
مريم (تخرج حاملة حقيبة ملابس وتنظر إليهم فى استخفاف) .. أنا ماشية
أ. بطرس مريم .. افتحى قلبك واسمعى صوت ربنا
إيرينى (تدخل مهرولة وتعترض طريق أمها) .. ماما .. ماما .. سايبانى ورايحة فين .. أرجوكى يا ماما متمشيش .. ماما .. ماما ..
يوسف تعالي يا أبونا بطرس أدخلك جوه وسيبنى أكلمها .. وصليلى ربنا يتكلم على لسانى
إيرينى ماما .. إنتى مش عايزة تردى عليا ليه
مريم نعم .. عايزة إيه
إيرينى خلاص احنا هنا عليكى .. طيب مين حيراعينا بعدك
مريم عندك أبوكم .. خلوه يربيكم
(يدق الباب ويفتح بولا فيدخل جمال)
جمال انتو هنا ..عايزين منها إيه .. مش كفاية العمر اللى ضيعته معاكم (يلتلفت لمريم ليرى وقع كلامه عليها) .. إمشوا من هنا .. إمشوا .. (يدفعهم أمامه حتى يخرجون) .. مريم كل حاجة جاهزة .. يالا بينا بقى..
مريم يالا يا جمال .. أنا تعبت وعاوزة أخلص (يهمون بالخرج فيدخل يوسف)
يوسف مريم .. مريم يا بنتى لو سمحتى
مريم (تلتفت نحوه من ظهرها) مريم كده حاف
جمال وده عايز إيه ده كمان؟
يوسف لو سمحتى يا بنتى عايزك دقيقتين ..
مريم حتى إنت كمان حتنصحنى .. وفر نصايحك أنا ماشية
يوسف دقيقتين بس .. وبعدين اعملى اللى إنتى عايزاه .. المسيح مايستاهلش دقيقتين زيادة من وقتك؟
مريم اتفضل .. خلصنى .. عايز إيه
جمال هوه مين ده اللى عايز إيه (يتجه ليوسف) .. إنت يا عم العجوز إنت .. غور فى داهية بدل ما أكسر عضمك
يوسف (ينظر فى عينيه بقوة فيخاف جمال) .. بقولك حأكلمها دقيتين
جمال كده .. طيب .. أنا مستنيكى تحت يا مريم .. ما تتأخريش (ينظر إلى يوسف ويخرج)
مريم نعم يا سي يوسف عايز إيه؟
يوسف القمص يوسف الأنطونى .. أنا الراهب يوسف الأنطونى يا بنتى
مريم نعم .. راهب قمص؟
يوسف أيوه .. ومن كتر حبى للعيشة مع ربنا .. وحبى للضيقة والتعب سبت الفردوس اللى فى الدير وحيت بلدكم علشان أخد بركة الضيقة والتعب من أجل المسيح .. بدل الكرامة اللى كنت بأخدها فى الدير.
مريم بقولك إيه يا عم يوسف ولا يا أبونا يوسف .. أنا رميت الماضى كله ورا ضهرى
يوسف طيب اسمعينى الأول يا مريم .. انتى كنتى دايماً بتحبى تسمعى حكاياتى وأنتى صعيرة .. أنا عم يوسف يا مريم .. اللى رباكى من صغرك .. اللى كنتى بتستنيه كل جمعة علشان يوديكى مدارس الأحد
مريم بقولك إيه يا عم يوسف .. أنا اخترت حياتى .. خلاص معدش يهمنى
يوسف اسمعينى يا بنتى للآخر وبعدين امشى زى ما إنتى عايزة .. أنا يا بنتى زيك .. وكل الناس دى زيك (يشير للجمهور) كلنا عايشين تحت ضغوط صعبة .. وتجارب مرة .. ضغوط فى بيوتنا .. وعلاقتنا بأسرنا .. ضغوط فى شغلنا وأرزاقنا .. وضغوط فى علاقاتنا بالناس اللى حوالينا .. .. كلنا بيعدى علينا وقت ونعانى من إهمال أقرب الناس لينا .. وكلنا بتعدى علينا تجارب صعبة .. تجارب مرض .. تجارب فى الفلوس .. تجارب موت أعز الناس علينا .. .. .. .. لكن المشكلة مش فى التجربة أو الضيقة .. المشكلة فى إزاى نواجه التجربة .. فى وقت التجربة يابنتى بتلاقى حضن المسيح الحنين مفتوح .. ومستنى نرمى عليه أثقالنا وهمومنا .. .. .. مشكلتك يا بنتى إنك نسيتى إزاى تترمى فى حضنه .. كنتى عايزة تحلى مشاكلك بنفسك .. من غير ما ترميها تحت رجلين المسيح وتستريحى من حملها التقيل ... ... .... لكن إنتى مكنتيش كده يا مريم .. إرجعى شوية سنين لورا .. وأفتكرى لما كنتى بتقضى الليلة اللى قبل القداس ترنمى إنتى وأولادك .. افتكرى لمتهم حواليكى وانتى بتضفرى شعر إيرينى بنتك وبتحكيلهم حكايات من الكتاب المقدس.. فاكرة كنتى فرحانة قد إيه؟
مريم (بضيق) فاكرة
يوسف فاكرة لما كنتى بترجعى من القداس فرحانه ومبسوطة وبتعلمى أولادك إزاى يحسوا فى يوم التناول إن المسيح جواهم فعلاً .. فاكرة
مريم (ينفرد وجهها وتبدأ الذكريات تمر فى مخيلتها) .. فاكرة
يوسف إرجعى كمان شوية سنين .. وافتكرى لما كنتى بنت وبتقفلى باب أوضتك وتقفى تصلى .. وتقرى الكتاب المقدس .. فاكرة الراحة والسعادة اللى كنتى بتحسى بيهم؟
مريم فاكرة (ابتسامة حنين)
يوسف فاكرة مين علمك تقفلى بابك وتصلى
مريم (تلمع عينيها) أبوه .. أمنا ثيؤدورا فى دير أبو سيفين
يوسف فاكرة قد إيه كنتى مشتاقة للرهبنة
مريم (ريتم أسرع) فاكرة
يوسف فاكرة لما أمنا إيرينى رئيسة الدير قالتلك ان ربنا اختارلك طريق تانى غير الرهبنة .. ويومها عاهدتى نفسك انك تغرسى حب الرهبنة فى الولاد اللى ربنا حيديهملك؟
مريم أيوه .. أيوه فاكرة
يوسف وأرجعى كمان سنين لورا .. وافتكرى مريم البنت الصغيرة .. اللى بتمسك هدوم أمها وتشدها علشان توديها الكنيسة ومدارس الأحد
مريم (تتنهد) ايوه .. (يتهدج صوتها) فاكرة .. فاكرة
يوسف فاكرة حواديت مدارس الأحد .. والترانيم الجميلة اللى كنتى بتحفظيها .. والعيلة كلها تتلم حواليكى علشان تسمعها بصوتك الجميل .. فاكرة الفرح .. والسعادة .. والسلام .. والحب اللى كانوا ماليين حياتك
مريم (يختنق صوتها بالبكاء) .. فاكرة
يوسف تفتكرى يا بنتى .. العالم كله بكل اللى فيه ممكن يديكى منها حاجة .. أنا مش مشتنى تردى عليا .. ولا تردى على جوزك المسكين .. ولا تردى على شعب الكنيسة اللى بيبكى عليكى .. أنا مستنيكى تردى على اللى إدالك كل الفرح والسعادة والسلام والحب .. ردى عليه .. قوليله إذا كنتى عايزة تعيشى معاه وتتمتعى بحضنة الحنين اللى حيحميكى من الألم والمرارة والجوع والحرمان اللى فى العالم .. ولا لقيتى حضن تانى غيرة .
صوت عميق فى الظلام: (موسيقى مناسبة) .. إلى أمنا الغالية .. الكنيسة .. إن كنا قد استوحينا قصتنا هذه من إحدى جراحك التى لعلها لم تندمل بعد .. إلا أننا لم نشأ من ذلك أن نسرد أو نؤرخ لهذا الجرح الغائر أو غيره .. وإنما أردنا أن نضع أيدينا معاً على تلك الشقوق التى تتسلل منها الثعالب الصغيرة إلى حياتنا .. وتأخذنا بعيداً عنك .. إلى حيث لا راحة .. ولا فرح .. ولا حياة .. أردنا أن نضع أيدينا على تلك الشقوق لنسدها .. لكى عيش داخلك .. ونتغذى من ينبوعك الذى لا ينضب .. ونحيا بك حياة فرح .. وإيمان .. ومحبة .. وسلام ..
إضاءة ...... المنظر(حجرة استقبال بمنزل أبونا بطرس)
سمعان (ينظف الكراسى بهمة) هوانا انظف الكنيسة .. وبعدين بيت أبونا بطرس وارجع تانى الكنيسة اجهز للقداس وارجع تانى بيت أبونا اجيب لهم الطلبات وارجع الكنيسة علشان العشية (تدخل يوستينا من خلفه وتلخبط ترتيب الكراسى)
الله الكرسى ده مش كان هنا دلوقتى.....إتعدل يا كرسى لاأعدلك بمسمارين فى نافوخك....الله...وأنت ايه اللى عوجك كده انتو متعبين ليه زى الناس اللى فى الكنيسة .. الله.. انتو مش حتبطلو.... ايه اللى بيلخبطكوا كده...(يلتفت بسرعة فيشاهد يوستينا)..هو إنتى يا مسخوطة يا صغيرة.. هو أنا ناقصك.
يوستينا إزيك يا عم سمعان..(تمد يدها)
سمعان إزيك يا ستى
يوستينا الله .. مش هتبوس يدى
سمعان أبوس ايدك؟!....هية ناقصاكى
يوستينا إشمعنى بابا اللى بتبوسوا إيده .. مليش دعوة أنا عايزة حد يبوس ايدى
سمعان أبوس إيدك أمشى .. عايز أخلص اللى فى إيدى
يوستينا كده ياعم سمعان هقول لبابا إنك ضربتنى..ماشى..ماشى(تجرى فى الحجرة وتنادى على أبونا) يا بابا .. يا بابا
سمعان بت إنتى يابت يا يوستينا .. استنى يا مصيبة.. روحى يا شيخة .. متعبة زى أمك
يوستينا وكمان ماما ...يا ماما ... يا ماما
سمعان لا بلاش ماما .. بلاش ماما
مريم (تدخل).. إنتى هنا يا يوستينا وانا بدورعليكى .. بتعملى إيه .. سيبى عمك سمعان يخلص اللى وراه
سمعان قوليلها يا ست هانم
مريم يالا إنتى استحمى علشان البسك هدوم العيد
سمعان يالا يابت اسمعى كلام ماما
يوستينا إنت هتسكت ولا اقولها
سمعان لا خلاص
مريم بلاش دلع يالا.. ونادىعلى أخواتك علشان يساعدوا عم سمعان هو كتر خيرة بيساعدنا .. هو مش شغال عندنا
يوستينا حاضر .. يا بولا .. يا إيرينى ..
بولا (يدخل) إزيك يا عم سمعان
إيرينى (تدخل) نعم ياماما.. إزيك يا عم سمعان
سمعان الحمد لله يا أولاد
مريم يلا يا أولاد.. ساعدوا عم سمعان علشان لسه وراه شغل فى الكنيسة
إيرينى حاضر ياماما (تدخل مريم)
مريم ربنا يحرسكوا يا أولاد .. (يساعد الأولاد سمعان ويرن جرس الباب)
سمعان أيوه .. حاضر (ويفتح الباب)
سمعان أهلاً عم يوسف (يتجة نحو الأولاد)
يوسف إزيكم يا أولاد .. إزيك يا سمعان .. كل سنة وانتوا طيبين
سمعان وأنت طيب يا يوسف يا خويا .. خلصت القربان؟
يوسف أيوه يا سمعان .. وكمان نضفتلك الكنيسة من جوة كلها .. وفرشت المشايات.وعلقت ستر العيد .. مش فاضل غير شوية نضافة فى الحوش
سمعان مش عارف كنت هاعمل إيه من غيرك يا يوسف .. راجل عجوزصحيح لكن بعشرين شاب .. ربنا يخليك
يوسف العفو يا سمعان على لاشكر على واجب .. المهم طمنىعليك إعترفت وهتتناول ليلة العيد ولا؟
سمعان صدقنى يا عم يوسف ما فضيت .. بعد العيد وعليك بخير بقى
يوسف لية كده ياعم سمعان .. زعلتنى .. مفيش حاجة اهم من خلاص نفسك..اللحق أبونا دلوقتى واعترف وانا هاكمل باقى الشغل
سمعان ما هو... ما هو...اااا
يوسف ما هو إيه يا سمعان؟
سمعان ما هو أنا مش مستعد .. بصراحة أنا مكسل
يوسف اوعى تكسل يالا إرشم الصليب .. وإخزى الشيطان وخبط على أبونا فى الاوضة واعترف
سمعان يعنى إنت شايف كده؟
يوسف لا .. ربنا عايز كده .. ربنا يهمة انك تعترف وتتناول علشان تفرح معاه بالعيد .. يلا بلاش كسل (يدفعه للداخل)
سمعان امرى لله
يوسف وأنتوا يا أولاد .. أظن أبونا معاكوا طول اليوم مش معقول معترفتوش
إيرينى أولاً ياعم يوسف بابا مش معانا طول اليوم .. دة احنا اقل ناس بتشوفه .. وثانياً بابا مش بياخد اعترافتنا وهو مودينا عند أبونا بولس علشان مننكسفش نحكيله .. و ثالثاً الحد لله إحنا مستعدين للتناول
يوسف الحمد لله
مريم (تدخل وتبدو مشغولة) إزيك يا عم يوسف .. (دون ان تلتفت إليه) .. كل سنة وأنت طيب
يوسف وانتى طيبة يا تاسونى مريم
مريم خلصت القربان؟
يوسف الحمد لله
مريم طيب وجاى هنا لية؟
يوسف قلت اساعد سمعان
مريم شكرا .. كتر خيرك
ا بطرس (يدخل أبونا ومعه سمعان) إزيك يا عم يوسف كل سنة وأنت طيب
يوسف (يقبل يده) وأنت طيب يا أبونا خلاص الكنيسة بنعمة ربنا جاهزة للعيد مش فاضل غير شوية نضافة فى الحوش
أبونا ربنا يعوضك يا عم يوسف (ياخده إلى جانب المسرح) تعالى يا يوسف أنا عايزك
يوسف تحت امرك يا أبونا
أبونا يا ابنى إنت مش محتاج حاجة....إنت راجل كبير فى السن ومش متجوز...قولىمحتاج إيه اعملهولك...أنا عرفت انك اديت الجلابية الجديدة اللى اديتهالك لواحد من اخوة الرب... طيب لية كده؟
يوسف يابونا زى ماقدسك قولت أنا راجل عزبانجى والجلابية اللى عليا دى كويسة مش محتاج اكترمنها..ولقيت واحد محتاجها اكتر منى اديتهاله
أبونا طيب والاوضة المتكسرة اللى إنتى قاعد فيها جنب أوضة القربان مش محتاجة حاجة.. فرش وغطا .. أى حاجة.. أنا ياما اتحايلت عليك تسيبها وأشوفلك مكان أحسن منها لكن انت مش عايز.. قولى محتاج إيه فيها...يابنى ده الحصيرة اللى إنت بتنام عليها اتهرت.....
يوسف ياأبويا كتر خيرك على إنك مهتم بيا وسط مشاغلك الكتيرة لكن أرجوك يا أبونا سيبنى على راحتى.....ولما أحتاج حاجة حااطلبها منك.. ربنا يخليك لينا ويديم كهنوتك (ينحنى ويقبل يده)
أبونا إنت من ساعة ما جيت البلد با عم يوسف وأنت عامل زى الضيف الخفيف .. مش بتقعد عند حد ولا مع حد .. ومحدش سامعلك صوت .. بتعمل شغلك وتدخل أوضتك ومحدش يشوفك إلا الصبح.
يوسف أصلي غريب عن البلد يأبونا ومعرفش حد .. ومش بألاقى كلام أقولة مع الناس .. فأحسن حل إنى أقفل أوضتى عليا .. علشان ما أضايقش حد
أبونا غريب إيه يا عم يوسف .. صحيح إحنا منعرفش عنك حاجة .. ولا بلدك إيه .. ولا حكايتك إيه .. لكن إنت هنا بقالك 35 سنة .. من أيام أبويا القمص زكريا .. بعنى إحنا بقينا أهلك وناسك.
يوسف ربنا يخليكم ليا يا قدس أبونا .. وحاللنى قدسك أمشى علشان أجهز للعيد
أبونا ماشى ياعم يوسف اتفضل .. وصليلى
يوسف يا خبر يا أبونا ده أنا المحتاج لصلاة قدسك .. عن اذنك يا أبونا .. يالا يا سمعان
سمعان طيب يا يوستينا .. (يوستينا تضحك) معلش مسيرى أردلك المقالب دى كلها.. يالا يا يوسف يا خويا
يوستينا استنى ياعم سمعان .. إنت زعلان منى
سمعان لاء مش زعلان .. بس مقموص
يوستينا طب تعالى أبوس راسك واصالحك
سمعان آدينى جيت يا ستى
يوستينا وطى شوية يأخى .. إنت كبير قوى
سمعان اتفضلى .. بوسى بقى وخلصينى (تسكب على رأسه كوب ماء) يا ساتر يارب .. الحقونى الحقونى .. (يضحك الجميع)
أبونا هاهاها .. برضة عملتها فيك .. معلش يا سمعان حقك عليا
سمعان أنا مستحملها علشان خاطرك يا أبونا
أبونا سيبهالى يا سمعان أنا هاقرصلك ودانها
سمعان طيب معلش .. المسامح كريم .. يالا يا يوسف
يوسف يالا يا سمعان(يخرجون)
أبونا (يمسك أبونا باذن يوستينا) إنتى مش هتبطلى معاكسة فى الناس يا بنت إنتى .. أمك مش عارفة تحكمك
مريم ما تحكمها إنت يا أبونا .. مش إنت راجل البيت .. مش دول ولادك .. ولا الناس كلها ولادك معدا دول
أبونا (يذهل لاسلوب مريم).. إيه اللى بتقوليه دة يا مريم (ينتبه لوجود يوستينا) .. يا أولاد خشوا جوه أنا عايز اكلم ماما لوحدنا
يوستينا لا .. أنا عايزة أتفرج عليكم و أنتو بتتخانقوا
أبونا (بحدة) يوستينا ادخلى جوة (تخرج)
أبونا (بعد فترة هدوء) إزيك يا مريم .. عاملة إيه؟
مريم زى ما قدسك شايف
أبونا أنا شايفك كويسة.. جهزتى نفسك إنتى والاولاد للعيد ولامحتاجين حاجة؟
مريم (بحدة) جهزت .. بعد ما نضفت الاوضة اللى كان فيها هدوم اخوة الرب .. وطبخت اللحمة اللى يفطربيها المغتربين .. ولفيت هدايا العيد بتاعت الاطفال .. فية حاجة تانى ؟
أبونا مالك يامريم .. بتكلمينى بالعصبية دى ليه
مريم لانى تعبت .. عارف يعنى إيه تعبت .. حاسة إنى لوحدى .. حاسة إنى راجل وست البيت .. كانى ارملة .. باشوف الستات داخلة الكنيسة فى العيد كل واحدة متعلقة فى دراع جوزها وداخلين فرحانين .. وانا أدخل أجر فى العيال بطولى .. كلهم حيروحوا يتعشوا مع بعض .. عيلة .. وإحنا حيروّح معانا القرابنى والفراش .. دة لو مكنش فية حد تانى ظروفة وحشة .. كل واحده متجوزة ممكن جوزها ياخدها يفسحها فى أى حته ينزلوا البحر سوا .. يروحوالملاهى .. يتعشوا فى كازينو .. لكن أنا لاء .. كل الاماكن دى لا تليق .. كل واحدة جوزها عندة مواعيد للشغل لكن جوزى طول الليل والنهار تحت الطلب .. كل ست حاسة ان عندها زوج واولاد واسرة .. وانا مش شايفة نفسى غير مربية اطفال وخدامة من غيراجرة .. عرفت مالى .. عرفت إيه اللى مضايقنى .. اتفضل حللى مشكلتى زى ما بتحل مشاكل الشعب
أبونا (يسبر فى هدوء لفترة ويرفع عينة نحو السماء قبل ان يتكلم) يا مريم أنا عارف قد إيه إنتى تعبانة معايا .. اوعى تفتكرى إنى مش حاسس بالضغط اللى عليكى .. أنا عارف قد إيه إنتى مستحملة .. لكن لازم تتحملى بشكر من غيرتذمر .. لانك شريكتى فى الخدمة زى ما إنتى شريكتى فى الحياة ...يا مريم إنتى لازم يكون عندك ......
مريم (تقاطعة) عارفة كل اللى حتقولة .. لكن أنا تعبت .. زهقت .. ومش لاقية نهاية للى أنا فية .. ومفيش واحدة فى البلد حتفهم شعورى ومعاناتى الا اللى جوزها كاهن .. طيب مين اللى حيخفف عنى الوحدة دى .. مين؟
أبونا حيخفف عنك انك تعملى الخدمة دى بحب .. مش كانة فرض عليكى .. يا مريم إنتى محتاجة تشوفى المسيح واقف ورا كل واحد بتقدميلة خدمة عشان تحسى إن الخدمة دى للمسيح نفسة .. فتعمليها بفرح .. ياريت يا مريم تروحى لأبونا بولس تعترفى .. ويا ستى اشتكيله منى
مريم هه .. اشكيله .. طب ما هو كاهن زيك واكيد مراتة بتشكى منه .. هه .. تلاقية حيقولى اللى عايزيقولة لمراتة ومش قادر
أبونا إنتى غلطانة يا مريم
مريم طبعا لازم اكون أنا اللى غلطانة .. أمال مين اللى حيكون غلطان .. المصيبة إنى لازم أبان قدام الناس مبسوطة وهادية .. ومليانة سلام .. ممنوع النرفزة .. ممنوع الغضب .. طبعا مش مرات كاهن
أبونا يامريم إفهمينى
مريم يا أبونا أنا تعبت .. تعبت .. جوايا كتيرومش قادرة اطلعه.. كفاية ضغط عليا اكتر من كده .. كفاية (تبكى)
أبونا (يرن جرس التليفون)..الو..الو..الو..الو..أيوه موجودة ...ثانية واحدة....تليفون يا مريم
مريم (تتجه للتليفون بعصبية زائدة) أيوه نعم .. إنت مين ..يا خبر معلش يا جيمى....(تعدل شعرها وملابسها فى دلال.ثم تنتبه لوجود أبونا) أيوه يا أستاذ جمال .. متشكرة قوى .. طبعا أول معايدة .. ها ها ها .. ميرسى .. الله يخليك وأنت طيب .. لاء طبعا حاجى بعد العيد على طول .. حتى الشغل أرحم من قعدة البيت .. (إسقاط على أبونا) .. ميرسى .. مع السلامة
أبونا مين جمال دة يا مريم؟!
مريم هه (ترتبك قليلا).. لا مفيش .. ده أستاذ جمال عبد الهادى زميلى فى الشغل .. بيعيد عليا .. آه وبيسلم عليك صحيح
أبونا مش المفروض إن المعايدات دى تكون بكرة .. ولا أنا غلطان
مريم وفيها إيه.. جمال ده إنسان مجامل وحب يكون أول واحد يعيد عليا.. ولا مش عايزحد يجاملنى كمان؟!
أبونا لاء .. طبعا المجاملة بين الزمايل دة شى كويس .. لكن عايزافكرك بان الكتاب حذرنا من الثعالب الصغيرة المفسدة للكروم
مريم يا أبونا كلامك دة فيه تلميحات أنا ما أقبلهاش .. بعد إذنك رايحة اكمل لبسى علشان نخرج (تتركه وتخرج)
أبونا يارب أنا بخدمك بكل قلبى ارجوك سد إنت بمعونتك أى تقصير ارجوك يارب .. ارجوك يارب .. رجع لمريم شعورها بالراحة فى خدمتك .. رجعلها فرحها بوجودها فى حضنك .. وأحميها من الثعالب الصغيرة المفسدة للكروم .. أرجوك يا رب .. أرجوك يارب
قطعة ملحنة: تأليف م/ رومانى فايز
تلحين م/ إيهاب فايز
على شطك راحة
فى بحور العالم ننساها
وفى حضنك واحة
أزهار الحب بتملاها
ياخدنا الموج ويتوهنا
وتجارب قاسية توجعنا
بهموم فـ القلب وبدموعنا
بنجرى والدنيا متاهه
إظـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
المــشـــهــد الــــثــــانـــى
اضاءة(يظهر أبونا بطرس وهو يدور فى قلق .... بينما مريم تجلس فى عصبية واضحة)
مريم إزاى ده حصل يا أبونا .. .وفين الخادمات بتوعها .. وفينك إنت وأبونا بولس إزاى البنت تسيب المسيح .. هيه الحكاية سهلة كده؟!
أبونا مش عارف يامريم .. أنا مش قادر افكر .. إنتى عارفة البنت دي؟
مريم أيوه طبعا...أنا باشوفها بإستمرار فى الكنيسة ومامتها ست غلبانة قوى وهادية .. الله يكون فى عون اهلها
أبونا الله يكون فى عونا كلنا .. أنا إستاذنت سيدنا إن شعب الكنيسة كله يصوم من بكرة 3 أيام علشان الموضوع ده .. وربنا يلين قلبها
مريم طيب وهيه فين دلوقتى
أبونا الناس كترخيرهم إدونا فرصة لآخر الأسبوع نحاول معاها .. ولكن لو صممت على رأيها .. مفيش حد حيقدر يعمل حاجة
مريم وقدسك ناوى على إيه دلوقتى؟
أبونا أنا خليت يوسف القرابنى يروح يجيبها هو وخادمة .. وحاقعد معاها .. يمكن أقدر أعمل حاجة ... مريم ممكن تقعدى معاها إنتى كمان؟
مريم أنا .. طيب وانا حاقولها إيه .. لاء معرفش
أبونا هيه بنت .. وممكن تقولك اللى متعرفش تقوله ليّا
مريم حاضر يأبونا .. ربنا يجيب الموضوع ده على خير
أبونا أنا تعبان جداً بسبب الموضوع ده
إيرينى (يدخل الأولاد الثلاثة) فيه إيه يا بابا.....أنا سامعة كلام مش كويس على نادية..........
بولا صحيح اللى سمعناة ده .. إن نادية عايزه تسيب المسيح
مريم إيرينى .. ملكمش دعوة بالكلام ده .. ياللا خدى اخواتك وادخلوا جوه
أبونا لاء .. سيبيهم يا مريم .. همه لازم يفهموا اللى بيحصل
إيرينى إيه اللى حصل يا بابا؟
أبونا نادية يا أولاد ناس ضحكت عليها واقنعوها إنها تسيب المسيح
يوستينا يعنى إيه تسيب المسيح يا بابا؟
أبونا يعنى متبقاش مسيحية ياحبيبتى
إيرينى طب ليه حتعمل كده؟!
أبونا اسمعوا يا أولاد .. إحنا جوه الكنيسة عاملين زى فروع الشجرة .. أى فرع فيها ما ياخدش الغذاء بتاعه من الشجرة حيدبل ويموت .. ولما يموت حيقع من الشجرة .. علشان كده أنا عاوزكم متسيبوش الكنيسة أبداً .. عيشوا فى روحانيتها .. عيشوا أسرارها .. أوعوا حاجة تبعدكم عن الصلاة والكتاب المقدس .. والاعتراف والتناول
يوستينا أنا اتناولت امبارح يا بابا
أبونا شاطرة يا يوستينا
مريم طيب ما هى مريم كانت بتروح الكنيسة يا أبونا .. وأنا كنت بأشوفها بإستمرار.
أبونا لاء يا مريم كانت بتروح مش علشان جمال وروحانية الكنيسة .. كانت بتروح علشان تسلى وقتها وبس .. تلاقى اصحاب .. تلاقى حد يشوفها ويعجب بيها
مريم طيب ما الكنيسة لها دور اجتماعى .. وهيه مغلطتش لما عملت كده
أبونا غلطت .. غلطت لما اخدت الدور ده بس من الكنيسة
مريم يعنى هى الغلطانة لوحدها يا أبونا؟!
أبونا لا...يا مريم وهو دة اللى معذبنى .. هيه بنتى فى الإعتراف .. وبقالها سنتين مأعترفتش وشوفتها كتير لكن مسالتهاش مرة هى مش بتعترف ليه .. وياما إديتها حل بالتناول من غير ما أتابع هية اعترفت ولا لاء.
(يرن جرس الباب) دول لازم همه .. مريم .. بعد ما استقبلهم عايزك تقعدى معاها شويه وانا هاكلمها بعد كده
مريم حاضر
بولا (يفتح بولا الباب) أهلاً اتفضلوا
(يدخل يوسف ومعه نادية ويقبل يد أبونا بينما تقف نادية بعيدا)
أبونا إزيك يا نادية .. مش عايزة تيجى تسلمى عليا
نادية أهلاً إزيك
أبونا لية كده يا بنتى .. مين اللى حط القساوة دى فى قلبك؟!
نادية بقولكم إيه .. أنا قاعدة معاكم لآخر الأسبوع غصب عنى .. ومش هاسمح لحد منكم يضايقنى
مريم أأ .. طيب اتفضل قدسك يا أبونا وبعد اذنكم أنا عايزة أكلم نادية لوحدنا
أبونا تعالوا معايا يا أولاد....تعال معايا ياعم يوسف (يدخل وهو ينظر نحوها فى حزن)
مريم (تدور قليلا حول نادية)... مش عارفة أقولك إيه يا نادية... لكن أنا...
نادية اتفاجئتى مش كده
مريم آه فعلا
نادية كل الناس اتفاجئت.... وكانى جاية من كوكب تانى وقلتلهم حاجة عمرهم ما سمعوا عنها
مريم طيب ممكن اعرف إيه السبب .. أنا ممكن افهمك يا نادية ..إحكيلى
نادية (تشيح بوجهها بينما تنظر اليها مريم نظرة تشجيع) اقولك .. ولو إنى مكنتش عايزة اكلم حد .. بس لازم تعرفى من الأول إنى مصممة على اللى فى دماغى .. فوفرى على نفسك أى نصايح .. (فترة صمت قصيرة جدا تسترجع فيها نادية ما حدث) .. أنا كنت بنت عادية منتظمة فى الكنيسة لحد ما خلصت ثانوية عامه .. .ودخلت الجامعة .. وأول ما دخلت الكلية أبونا قعد يحذرنى من جو الكلية والمعاشرات الرديئة .. وأكد عليا إنى أصاحب الأولاد المسيحيين
مريم ده كلام معقول جداً....لكن إنتى طبعاً معملتيش بيه
نادية لاء عملت بية.. واتعرفت على ولاد وبنات مسيحيين .. وأنتظمت فى إجتماع الاسرة الجامعية بتاعت كليتى .. لكن اللى حصل إنى قربت منهم كتير وعرفت عنهم كتير...عشت معاهم جوهم وبقيت زيهم .. لحد ما فى يوم أتخانقت بسبب مشكلة بسيطة مع أجمل واحدة فى البنات وراحت أعلنت الحرب عليا .. وطبعا علشان الكل يكسب ودها .. قاطعونى .. وبقيت منعزلة .. وحيدة .. كرهت الكلية علشان بشوفهم فيها وبطلت أروح الاجتماع .. (تتغير ملامحها وتنفرج أساريرها) .. لحد ما أتعرفت على زميل .... قالى أنه كان بيشوفنى من بعيد وكان نفسه يكلمنى .. ولما بطلت أروح الكلية سأل عليا كتير .... تفتكرى إيه اللى ممكن يحصل بعد كده؟
مريم طبعاً لازم تنجذبى ليه
نادية طبعا ده اللى حصل .. وبقى كل حاجة ليا.. (صمت برهة) .. الشلة اياها لما شافونى معاه على طول اتغاظوا .. واتصلوا باهلى يحذروهم
مريم طب واهلك رد فعلهم كان إيه . . . (موسيقى)
نادية (تنهد فى حزن وتتذكر ما حدث لها) .... تعرفى يعنى إيه قسوة .. تعرفى يعنى إيه تكونى عصفورفى قفص ضيق .. تعرفى يعنى إيه خروف مربوط مستنى يوم دبحة .. تعرفى يعنى إيه احساس انك .. العار .. وانك .. الفضيحة .. وانك بقعة سوده فى حياة اهلك .. تعرفى يعنى إيه تكونى كل ده فجأة .. من غير سبب حقيقى
مريم فهمتك يا نادية ..
نادية أبويا أول ما عرف هاج عليا .. ضربنى .. ضربنى بوحشية .. عايزة تحطى راسنا فى الطين يا بنت الــ ... مفيش كلية... مفيش خروج حيتقفل عليكى باب أوضك بالقفل... لحد ما يجى واحد يلمك يا إما تموتى وتريحينا من عارك (فترة صمت) .. بقى يدخل كل ميعاد أكل .. يضرب فيا وبعدين يرميلى الأكل زى الكلبة ويخرج .. مبقتش عارفة الليل من النهار .. مبقتش عارفة أنا بقالى قد إيه .. كل الايام شبه بعضها......
مريم أنا مش قادرة أصدق القسوة دى كلها
نادية فى يوم .. ماما جت تدخلى الأكل حسب تعليماته .. وهو كان فى الشغل .. رحت زقيتها .. وجريت برة فى الشارع .. مكنتش مصدقة إنى هربت .. رحت جرى على الإنسان الوحيد اللى حسيت إنه بيحبنى بجد .. والباقى إنتم عرفتوه
مريم طيب يا نادية لو أبونا كلم والدك وصلحنا الأمور والمشكلة إتحلت .. مش يبقى أحسن
نادية الحكاية مبقتش ان المشكلة تتحل...أنا عايزة انتقم منه .. أحط راسه فى الوحل زى ما كان خايف .. أنا ادفع عمرى كله بس اشوفة مذلول .. زى ماذلنى وجرحنى
مريم يا نادية...أنا مقدرة ظروفك .. بس
نادية بس إيه .. إنتى كمان خايفة على جوزك .. خايفة على منظرة قدام الناس لما يعرفوا ان واحدة من بناتة سابت المسيح .. مش كده
مريم لاء مش كده .. لكن أنا ممكن أضمن لك مكان تعيش فية فى هدوء
نادية والإنتقام؟
مريم ما بلاش حكاية الإنتقام دى .. تعالى كلمى أبونا .. أبونا طيب وحنين وهو حيريحك....يا أبونا بطرس
أبونا (يدخل أبونا بطرس ومعه يوسف)...ها إيه الاخبار يانادية .. هديتى وعقلتى يا بنتى؟
نادية وأنا امتى كنت مجنونة؟!
مريم المشكلة ياأبونا إن والدها عاملها بقسوة شديدة
أبونا معلش يا بنتى .. هو أبوكى وخايف عليكى
نادية همه همه نفس الكلمتين اللى كنت بتقولهملى فى الاعتراف .. لحد ما بطلت اشكيلك منه .. انتو إيه ..مجهزين رد على كل مشكلة تتحكيلكم من غيرما تتعبوا نفسكم وتحاولوا تدرسوا كل مشكلة لوحدها؟!
يوسف يانادية يا بنتى إهدى شوية
نادية محدش لة دعوه بيا .. أنا حأنتقم منه يعنى حنتقم منه
أبونا عايزه حتبيعى المسيح علشان الإنتقام
نادية وأبيع عمرى علشان الإنتقام
أبونا عمرك أرخص بكتيرمن إنك تبيع المسيح .. ياريتك تموتى دلوقتى .. ولا إنك تموتى بعد ماتبيعيه
نادية شفت كلكم زى بعض الفرق بينكم شوية هدوم .. إنت زيك زى أبويا .. مفيش فرق بينكم
أبونا اخرسى (يصفعها على خدها)
مريم ليه كده يابونا
نادية سيبيه .. سيبونى كلكم .. بس لازم تعرفوا إنى مصممة على رأيي
أبونا اللى يبيع المسيح بالرخيص .. محدش حيبكى عليه .. وملهوش مكان وسطنا .. إنتى فرع تالف والفرع التالف بيتقطع علشان ميعديش باقى الفروع
نادية أنا فرع تالف نظركم .. طيب بكره تشوفوا الفرع التالف ده حيعمل إيه (وتخرج وهى تجرى)
مريم ليه عملت كده .. البنت كانت محتاجة حنية تعوضها من القسوة اللى شافتها
أبونا هيه باعت .. واللى باع بيبيع كل حاجة .. خلاص مفيش فايده
يوسف اسمحلى قدسك ياابونا .. المسيح مش بيعمل معانا كده .. ولوعمل كده كنا كلنا هلكنا (يخرج حزيناً)
مريم يكون فى علمك ياابونا .. إنت السبب فى ضياع البنت دى .. قسوتك معاها هية اللى خلتها تركب دماغها
أبونا أنا .. أنا السبب
مريم أيوه إنت السبب.. هية مش لاقية حد يسمعها فى بيتها.. كمان فى الكنيسة مفيش حد يسمعها ويفهمها..طيب ماهى لازم تروح بعيد.. تروح لحد يحس بيها ويقدر مشاعرها
أبونا يعنى إنتى موافقها على اللى عملته
مريم لازم تفهم ظروفها .. قدسك ما حولتش تفهمها وكأنها آلة أو مكنة بايظة خبطتين فيها حيعدلوها .. وتشتغل إنت السبب ياابونا.. إنت السبب (تتركة وتخرج)
أبونا أنا ..أنا اضيع ولاد ربنا من ايدى .. لاء .. ياربى مش أنا .. لاء صحيح أنا السبب .. يوسف عندة حق .. إنت متعملش كده معانا .. إنت بتحاول معانا لآخر لحظة .. لآخر نسمة فى حياتنا .. ياربى .. أنا اتحمل ذنب البنت دى .. ياربىانا المفروض بارعى خرافك مش ابددها .. يارب إذا كنت أخطاءت سامحنى .. دى بنتك يارب .. متسيبهاش إنت صاحب الكرمة ياربى .. حتى لو الكرام غلط .. إنت يهمك الأغصان .. إنت اللى بترعاها .. إنقذها ياربى .. (تبدأ قدماء فى التهاوى) انقذها ياربى .. آه .. آه (يسقط على الارض)
(ترنيمة أوعى تفكر إنى نسيتك أول بيت .. بلاكة)
إظــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
المــشـــهــد الــــثــــالــــث
(إضاءة ... تظهر مريم تجلس بمفردها فى قلق وحيرة)
مريم ليه كده ياربى بس .. يعنى أنا ناقصة .. شلل .. شلل .. طب أعمل إيه دلوقتى..
(يرن جرس التليفون وتجرى مريم بسرعة)
مريم الو .. جمال .. شفت اللى جرالى يا جمال .. مش عارفة .. لاء شلل .. أنا تعبانة قوى يا جمال .. ومش لاقية حد أكلمه .. إنت الوحيد اللى بارتاح فى الكلام معاه .. الله يخليك .. وأنت كمان يا جمال صدقنى .. لابلاش يا جمال .. لابلاش ارجوك .. هاهاهاها .. إنت ظريف قوى .. نستنى اللى أنا فيه .. هاهاها .. لاء إوعى .. اعقل يا مجنون .. عارفاك مجنون وتعملها .. (يرن جرس الباب)...جمال سلام بقى علشان الباب بيخبط...جمال بلاش تيجى هه .. سلام بقى .. سلام
(يدخل أبونا بولس ومعه يوسف وخادمة)
مريم أهلاً يا أبونا بولس .. شوفت اللى حصلنا يا أبونا
أ بولس معلش يا بنتى .. تجربة صعبة .. طمنينى عليكى انتى .. إنتى بنتى فى الإعتراف وعايز أطمئن إنك متماسكة علشان تعدى الأزمة دى على خير
مريم متماسكة .. اتماسك إزاى فى وسط كل ده ..
أ. بولس لازم تتماسكى يابنتى .. وعلشان تتماسكى وتبقى قوية قدام أى تجربة لازم تمسكى فى ربنا أكتر .. تتعلقى بيه وهو حينجيكى .. هو وعدنا بكده.
مريم أنا تعبت أكتر ما كنت تعبانة .. ومش مستحمله أكتر من كده
أ. بولس إرمى حمولك عليه يا مريم .. ربنا مفيش أحن منه .. إيه رأيك لو تقعدى معايا دلوقتى آخد إعترافك ..
مريم لاء .. مفيش حاجة تقدر تريحنى دلوقتى .. لا إعتراف ولا صلاة .. لو ربنا بيحبنى صحيح يرفع عنى التجربة.
أ. بولس بلاش نحط شروط على ربنا يا مريم .. ثقى يا بنتى إنه شايف أحسن مننا .. وعارف إمتى يسمح بالتجربة وإمتى يرفعها .. المهم إننا منفقدش إيمانا بإن الحل دايماً عنده .. تعالى إعترفى يا بنتى.
مريم لاء .. قصدى مش دلوقتى .. أنا حأبقى آجى العشية وأعترف بعدين .. المهم تصليلنا علشان ربنا يعينى
أ. بولس ربنا يعينا كلنا .. ويرجعلنا أبونا بسرعة علشان خاطر كنيسته وشعبه.. هو فين دلوقتى؟
مريم هو جوه.....(يدخل أبونا بطرس على كرسى متحرك ويدفعه بولاو إيرينى ويجرى عليه الجميع عند رؤيته)
أ بولس سلامتك يا أبونا الف سلامة .. مش تشد حيلك بقى وتقوم لنا بسلامة كنيستك محتجالك
بطرس الكنيسة كنيسة المسيح ...والكرام اللى فى الكنيسة فشل يا أبونا .. الكرام .. بوظ الكرم .. (يبكى)
بولس متقولش كده يا أبونا ده إحنا اتعلمنا الخدمة من قدسك .. إنشاء الله تعدى الازمة ونفرح كلنا برجوع نادية
إيرينى بابا بلاش تضايق نفسك .. الدكتور قال الزعل مش كويس علشانك
بولا أيوه يا بابا ارجوك علشان خاطرى .. إحنا كلنا عايزينك
بطرس أنا عايزكم تسامحونى كلكم .. وتصلولى .. يمكن ربنا يرحمنى بصلواتكم .. سامحونى إذا كنت قصرت فى خدمتكم .. أنا حاولت أعمل كل اللى أقدرعليه .. لكن يظهر إنى كان لازم اتعب اكتر من كده بكتير فى كرم الرب .. كان لازم أهتم أكتر من كده بخلاص الشعب .. لكن أنا سبت الباب مفتوح .. للتعالب واللصوص .. دخلوا وسرقوا نادية
خادمة يا أبونا بطرس .. كل اللى بيحصل دة حسد شيطان لانة شاف خدمتك ناجحة ومثمرة
سمعان أنا عارف .. كل اللى حصل ده غضب من ربنا علشان طولة لسانى .. يارب اشفى أبونا وانا مش حأشتم حد تانى
مريم يا أبونا يالا جوه علشان تستريح شوية
بطرس استريح .. ياربى الراحة عندك إنت .. ياريت ياربى تريحنى
أ بولس يا أبونا بطرس الكنيسة كلها بتصلى علشانك بدموع عينيها النهاردة تالت يوم فى الصيام اللى الشعب صايمة علشان نادية .. وفى القداس لما جينا نقول لحن إرحمنا .. حسيت إن السماء كلها بتتهز من صراخ ودموع الشعب .. ومش ممكن ربنا بقلبه الحنين ميسمعش الدموع والتهدات دى كلها
خادمة احنا كلنا امل إن ربنا حيسمع لينا وترجعلنا بالسلامة
بطرس المهم ترجع نادية
أ بولس هترجع يا أبونا هترجع
بطرس اسمع يارب طلبة شعبك .. واستجيب لتنهدات عبيدك .. يارب.. يارب
(يرن جرس الباب ويدخل جمال...وتفزع مريم بمجرد رؤيتة)
مريم إيه ده...إنت...إيه اللى جابك يا جمال .. مش أنا قلتلك بلاش
جمال عيب هو أنا يفوتنى الواجب .. (همسا) .. وحشتينى
مريم (تبتسم ثم تجمع ابتسامتها وتتجه بجمال ناحية أبونا بطرس)...يا أبونا الأستاذ جمال عبد الهادى زميلى فى الشغل جاى يسلم عليك
أ بطرس (ينظر اليه بعين فاحصة) أهلاً وسهلا كتر خيرك مكنش فى داعى لتعبك
جمال الف سلامة على سيادتك .. وتقوم بالسلامة انشاء الله .. والله يافندم متتصورش مدام مريم عزيزة علينا قد إيه...ودة أقل من الوجب
خادمة طيب نستاذن إحنا يا أبونا
أ بطرس ليه ياأولاد خليكم معايا شوية
خادمة نسيبك تستريح شوية يا أبونا .. سلام يا تاسونى مريم
يوسف وانا كمان استاذن يا أبونا
أ بطرس وأنت كمان حتمشى يا يوسف؟
يوسف معلش يا أبونا أسيب قدسك تستريح
سمعان أيوه يا للا إمشوا .. خلوا الدنيا تهوى شوية .. ده إنتوا زحمة خالص
يوسف وأنت مش هاتمشى يا سمعان
سمعان لا إشمعنى أبونا بولس قاعد...أنا قاعد يمكن أبونا يعوز حاجة
يوسف أبونا محتاج يستريح شوية يا سمعان
سمعان خلاص أنا هالعب مع البت يوستينا .. يالا يا بت يا يوستينا نلعب جوه (يدخل ومعه الأولاد الثلاثة)
خادمة طيب نستاذن احنا ياقدس أبونا .. سلام .. (يخرجون)
مريم تشرب إيه يا أبونا بولس
أ بولس ولا حاجة يا بنتى كتر خيرك
مريم لا مش معقول قدسك مشربتش حاجة
أ بولس خلاص كباية شاى
مريم واستاذ جمال (بدلال) تشرب إيه؟
جمال إن كان ولابد يعنى .. يبقى زى حضرته (يشيرالى أبونا بولس)
مريم أوكى .. عن اذنكم (تخرج ويتابعها جمال بنظره ويظل هكذا حتى ينادى عليه أبونا بولس)
أ بولس (لجمال) حضرتك بتشتغل مع مدام مريم فى نفس القسم؟
جمال (مرتبكا) هه .. آه .. إحنا زمايل حتى فى مكتب واحد
أ بطرس كتر خيرك على الزيارة...امال فين باقى زمايلها .. محدش منهم جه معاك .. (ينظر نحوه نظرة ذات معنى) ولا هيه مزعلة باقى زمايلها
جمال أبداً والله .. ده حتى مدام مريم ونعم الزميلة .. وكل الزملا بيحبوها
مريم (تدخل) إيه جايبين فى سيرتى ليه
أ. بولس بكل خير يا تاسونى مريم طبعاً
مريم اتفضل الشاى يا قدس أبونا
أ. بولس شكراً يا بنتى
مريم (بدلال) اتفضل الشاى يا أستاذ جمال
جمال من يد ما نعدمها (بلاحظ أبونا يرشم الصليب على الكوب) .. هو بعمل إيه .. (همساً) .. بيقرى عليها
مريم (همساً) أسكت إنت دلوقتى وخليك فى حالك .. حأفهمك بعدين
أ. بطرس إيه أخبار الكنيسة والشعب يا أبونا بولس، طمنى عليهم .. أنا كنت سايب كذا مشكلة متعلقة أخبارهم إيه
أ. بولس حأقولك يا أبونا .. بس ما ينفعش دلوقت (يشير برأسه إلي جمال)
أ. بطرس آه طيب .. بعد إذنك يأخ جمال أنا حأدخل أستريح جوه شوية ..
جمال اتفضل حضرتك .. وأنا حأشرب كباية الشاي وأستأذن علشان عندى مشاوير كتير
أ. بطرس كده .. طيب البيت بيتك .. عن إذنك ومتشكر على الزيارة دى
جمال العفو يأفندم .. ده أقل واجب
أ. بطرس طيب سلام .. تعال معايا يا أبونا بولس (يدخلان)
جمال مريم
مريم جمال (تنتهرة) إنت مجنون .. متهور .. مش أنا قلتلك متجيش هنا
جمال وفيها إيه بس .. واحد جاى يزور زميلته علشان جوزها عيان
مريم لاء فيها ..(تلتفت حولها) وأنا قلتلك ستين مرة متجيش هنا .. إيه اللى جابك
جمال وحشتينى (يقترب منها) .. وحشتينى قوى يا مريم
مريم (تجرى من مكانها) جمال خليك بعيد لو سمحت
جمال كده طيب .. ولو إنى كنت مستنى مقابلة أحسن من كده
مريم جمال أرجوك قدر ظروفى .. أنا ست متجوزة .. ووضعى حساس
جمال يامريم . كل الحكاية إنى جاى أطمن عليكى .. عاملة إيه .. قلبى عندك .. أكيد الدنيا بقت أصعب بكتير
مريم معندش فكرة قد إيه .. أنا بقيت عايشة فى جحيم .. ومحدش حاسس بيا
جمال أمال أنا رحت فين .. (يقترب منها)
مريم أنا مستنية حالته تتحسن شوية .. علشان أروح الشغل وأقابلك .. جمال إنت الوحيد اللى بيسمعنى ويفهمنى من غير ما يغلطنى .. إنت الوحيد اللى بحس معاه إنى أقدر أقول كل اللى عايزاه .. علشان كده أنا مش قادرة استغنى عنك فى حياتى .. علشان كده أنا .. (بخجل) أنا ..
جمال إنتى إيه .. (يقترب أكثر) أبوس أيدك قوليها .. علشان خاطرى .. وحشنى إنى أسمعها منك
مريم علشان كده (خجل أكثر) .. حبيتك
جمال وأنا كمان بحبك قوى يا مريم (يقترب منها أكثر) ..
مريم (تجري) جمال وبعدين
جمال وبعدين إنتى .. ماهو لازم يكون فيه حل
مريم جمال .. أنا مقدرش أخون جوزى .. برغم كل القرف اللى عايشاه معاه معرفش أعمل كده .. معرفش
جمال ده معناه إنى أفضل أنا وأنتى تعبانين كده من غير أمل .. مش ممكن .. لازم فيه حل
مريم مفيش حل .. ده نصيبى .. أعمل إيه؟
جمال تقدري تعملي كتير ... (يتدحث فى أذنها) .. بس إنتى اللى مش عايزة
مريم أعمل كتير ؟ .. أعمل إيه .. قولى
جمال مريم (يدور حولها) .. إنتى تعبانة فى حياتك ومحدش حاسس بيكى .. عايشة عيشة لايمكن أي ست تانية تستحملها .. ممنوعة من أبسط حقوق ليكى .. إنتى محتاجة إنسان يفهمك .. يقدر مشاعرك .. يفهم احتياجاتك .. إيه اللى يجبرك إنك تعيشى مع إنسان ميقدرش يديكى كل ده .. تعرفى يعنى أيه زوج مشلول؟
مريم عارفة .. يعنى أعيش بقية عمرة ممرضة وخدامة ودادة أطفال .. يعنى أنسى طعم الراحة .. يعنى أنسى إنى بنى آدمة .. أنسى إنى زوجة .. أنسى إنى ست
جمال صح .. والحل كله فى إيدك
مريم إزاى
جمال أنا عارف إن معندكمش طلاق .. لكن فيه حلول تانية غير الطلاق
مريم حلول تانية .. زى إيه يا جمال
جمال زى .. الهرب
مريم أهرب؟ .. لاء .. دى حتبقى فضيحة .. وأولادى مش حيعرفوا يعيشوا وسط الناس بعد كده ..لاء أهرب لاء .. وبعدين ماهو ممكن يعرفوا مكانى ويجيو ياخدونى .. بلاش الهرب ده يا جمال
جمال يامريم لازم تختاري بين نفسك وبين عيالك .. العيال مسيرهم يكبروا وكل واحد يروح لحاله .. وتفضلى إنتى بعد فوات الفرصة .. عايشة فى نفس الحرمان هوه هوه .. .. .. اختاري نفسك يا مريم .. لإن محدش حينفعك
مريم لاء يا جمال .. معرفش أهرب .. معرفش
جمال طيب عندى حل تانى
مريم إيه
جمال نتجوز
مريم إيه .. نتجوز زز إنت نسيت إنى ...
جمال (مقاطعاً) متجوزة .... لكن لو..
مريم لو إيه
جمال لو سيبتيهم خالص .. سيبتى جوزك .. سيبتى عيالك .. سيبتى دينك .. ساعتها جنقدر نتجوز .. وحأقدر أحميكى
مريم أسيب دينى ..
جمال (يدور حولها) أيوه تسيبيه .. حتسيبيه علشان تخلصى من العذاب اللى إنتى مرمية فيه .. حتسيبيه علشان تعيشى الدنيا اللى تستحقيها .. حتسيبيه علشان ترجعلك راحتك .. علشان تحسى بالأمان .. علشان يكون لك زوج حقيقى .. بيحبك .. ويقدرك .. ويحطك فى رموش عينيه
مريم جمال (تهرب من أمامه) .. إنت لخبطت كيانى بكلامك ده .. أنا مش عارفة أفكر .. عمرى ما فكرت فى حاجة زى كده
جمال متفكريش .. ومتحسبيش حساب حد .. الناس كلها بتاخد مش بتدى .. متحسبيش حساب اللى ممكن يحصل .. يعنى حيحصلك إيه أكتر من اللى إنتى فيه .. مريم .. هيه فرصة .. قولى أيوه .. قولى أيوه وسيبى الباقى عليا
مريم جمال .. مش قادرة أفكر .. أرجوك سيبنى شويه
جمال لاء مش حأسيبك .. مش حأسيبك إلا ما تقولى إنك احترتينى .. اخترتى الإنسان الوحيد اللى ممكن يسعدك
مريم جمال (بأنهيار) أرجوك سيبنى دلوقتى أرجوك
جمال كده .. طيب .. أنا ماشى .. ومستنى ردك .. سلام (يخرج)
مريم أنا مش قادرة أفكر .. (يدخل أبونا بطرس) .. أفضل فى العيشة دى .. ولا أعمل زى ما قال جمال واللى يحصل يحصل؟
أ. بطرس مريم .. مريم
مريم طب والناس حتقول عليا إيه .. لاء ميهمنيش الناس .. الناس كلها بتاخد .. لكن محدش بيدى
أ. بطرس مريم .. مريم
مريم (تنتبه) هه .. نعم .. فيه إيه
أ. بطرس زميلك جمال ده .. لسه ماشى دلوقتى مش كده؟
مريم أيوه
أ. بطرس كل ده بيشرب الشاي
مريم وفيها إيه
أ. بطرس فيها إنه مكنش يصح يقعد كل ده لوحده هنا .. كان المفروض أنه أول ما أسيبة يستأذن .. أو يكمل كبايته ويمشى على طول .. مش دى الأصول برضه؟!
مريم فيه أصول كتير بتعدى من غير ما حد يعملها .. مجتش على جمال ووقفت
أ. بطرس مش فاهم ... قصدك إيه يا مريم
مريم قصدى أنه هو الأصول إنى أفضل طول عمري خدامة من غير أجرة .. هو الأصول إنى أبقى ممرضة ومربية أطفال .. طالع عينى ليل نهار فى خدمتك .. وكمان أخدم الناس اللى بره .. هو الأصول يبقى بيتى زى اللوكاندة ناس داخلة وناس طالعة .. هو الأصول إنى لما أحتاج جوزى حنبى مالاقيهوش .. هو الأصول إنى أبقى راجل وست البيت .. وفى وسط كل ده مش لاقياك جنبى .. وكأن مراتك دى ملهاش أي حق عليك
أ. بطرس إنتى مش مريم اللى أنا اتجوزتها .. مريم بنت ربنا .. اللى كان ربنا هو كل حاجة فى حياتها .. أنا سامع الشيطان بيتكلم جواكى يا مريم
مريم أيوه دخلنى شيطان .. حتعرف تخرجة .. مريم اللى اتجوزتها انتهت .. ضيعتها العيشة اللى ملهاش طعم ولا لون..
أ. بطرس عايزة إيه يا مريم .. عايزة إيه بالظبط
مريم (تمسك سماعة التليفون وتطلب جمال) أنا حأقولك عايزة إيه .. دلوقتى حالاً حتعرف .. .. ألو.. جمال .. أيوه يا جمال .. أنا موافقة على العرض اللى عرضته .. إمشى فى الإجراءات .. أيوه بجد ياأخى .. طيب مع السلامة
أ. بطرس إجراءات إيه يا مريم .. وإيه حكاية جمال ده؟!
مريم أنا خلاص قررت
أ. بطرس قررتى إيه؟
مريم قررت أسيبك .. وأسيب العيشة دى كلها .. مش عايزة حاجة منها .. حتى المسيحية اللى رابطانى بكل ده .. مش عايزاها ..
أ. بطرس إيه .. إنتى قررتى انك تبيعى المسيح يا مريم .. حتبيعى المسيح اللى جواكى .. حتبقى يهوذا يا مريم؟!
مريم مبلاش الكلام الكبير ده بقى .. أيوه حأبيعه .. يعنى عيشتى معاه فيها ايه يتبكى عليه .. .. أنا داخلة ألم هدومى قبل ما تقول كلام ملهاوش لزمة .. عن إذنك (تخرج)
أ. بطرس (يتجه بالكرس إلى وسط المسرح) (ذهول شديد .. لحظة وجوم ثم يصرخ) لاء .. كفايه كده ياربى .. يدك ثقلت عليا أكثر مما أحتمل يا إلهي .. إرفع كأس غضبك عنى يا ربى .. إن كنت أخطأت إليك فأرحمنى وأغفر لى .. أو خذ نفسى .. مش قادر اتحمل أكتر من كده ياربى .. مش قادر .. إلى متى يارب تنسانى .. حتى متى تحجب وجهك عنى .. كفايه كده ياربى .. كفايه .. كفاية .. كفاية (يبكى بشدة)
(يطرق الباب فيفتح بولا ويدخل يوسف بينما أبونا بطرس فى وجوم شديد)
يوسف أبونا بطرس .. مبروك نادية رجعت .. نادية رجعت يأبونا .. بركة صلاتك ودموع الشعب ربنا قبلها .. خلاص دلوقتى أقدر أسيبكم وأرجع وطنى وأنا مبسوط ومطمن عليكم .. مبروك يأبونا رجوع نادية .. مبروك .. أبونا مالك قدسك لسه زعلان .. أرجوك إفرح .. أنا عايز أسيكم وأنتم فرحانين .. إفرح معايا أنا خلاص مسافر راحع وطنى تانى ..أيام الغربة خلاص انتهت .. أبونا مالك .. أبونا (ينحنى عليه)
أ. بطرس هه .. نادية رجعت .. نادية رجعت ومريم راحت
يوسف مريم .. مريم مين يا أبونا .. تاسونى مريم مراتك؟
أ. بطرس أيوه يا يوسف .. مريم .. مراتى .. أم أولادى .. راحت
يوسف راحت يعنى يعنى إيه .. إيه اللى جرالها
أ. بطرس (يجفف دموعه) مريم باعت المسيح يا يوسف .. مرم باعت المسيح علشان خاطر زميلها اللى اسمه جمال .. وأنا هنا مشلول .. مشلول .. مش قادر أعمل حاجة
يوسف معقولة .. أنا كان قلبى حاسس إن فيه حاجة غلط فى الشخص ده .. لكن يأبونا اللى رجع نادية مش حيبخل عليك بالنعمة دى ..
أ. بطرس ربنا سابنى يا يوسف .. هه .. مراتى سابت المسيح والمسيح سابنى .. المسيح عمل معايا زى ما عمل مع شاول الملك وعالى الكاهن.
يوسف متقولش كده ياأبونا .. أوعى اليأس يحطم قلبك .. نرفع ذبيحة على المذبح علشانها ونشوف ربنا حيعمل إيه..
أ. بطرس تفتكر إن فيه أمل يا يوسف
يوسف طول ما فيه صلاة .. ودموع .. ومذبح .. يبقى مفيش مستحيل .. مش قدسك اللى علمتنا كده يا أبونا؟ .. يأبونا دى مريم .. اللى أنا ربيتها على إيدى .. مش ممكن بذرة الروح القدس اللى جواها تضيع .. متخفش يا أبونا بكره نرفع الذبيحة وربنا حيتمجد
أ. بطرس بكرة مفيش كاهن حوالينا فاضى يصلى القداس .. وأبونا بولس مسافر
يوسف بعد إذنك يا أبونا بطرس .. أنا عايز أرفع الذبيحة بكره
أ. بطرس يعنى إيه ترفع الذبيحة بكرة يا يوسف
يوسف يعنى أكون أنا الكاهن اللي يخدم الآسرار بكره
أ. بطرس ايه يا يوسف .. إنت بتخرف تقول إيه
يوسف يا أبونا بطرس .. إسمحلى أعرفك بنفسى .. أنا الراهب القمص يوسف الأنطوني .. من دير الأنبا أنطونيوس
أ. بطرس إيه .. راهب قمص .. أنا مش فاهم حاجة .. هو إيه اللى بيحصل النهارده .. أنا مش مصدق اللى بيحصلى ده
يوسف لاء صدق .. أنا القمص يوسف الأنطونى .. كنت عايش فى فردوس الدير سعيد ومبسوط .. وكل الآباء كانوا بيحبونى حب مأستحقهوش .. أب إعترافى خاف عليا من الكبرياء والبر الذاتى .. فنصحنى أهرب من الدير وأستخبى فى العالم .. علشان أهرب من الكرامة .. فجيت بلدكم وأشتغلت قرابنى فى الكنيسة .. وأعتبرت أوضتى فى الكنيسة قلايتى الجديدة .. كنت بأمارس فيها كل قوانينى الرهبانية .. لحد ما ربنا بعتلى البشارة بأن أيام غربتى خلاص حتنتهى بسلام .. علشان كده كشفت سرى لقدسك لإنى عايز أودع المذبح والذبيحة قبل ما أسافر.
أ. بطرس أخطيت يا أبى سامحنى (يحاول أن يصنع له مطانية من على الكرسى فيجرى عليه يوسف ويرفعه) .. أنا مكنتش أعرف قدسك وكنت أحياناً بأتنرفز عليك وأعاملك وحش .. سامحنى
يوسف يأبونا قدسك عمرك ما عملت حاجة تزعلنى .. بالعكس أنا عشت وسطكم كأنى عايش فى السما .. حتى الإهانات البسيطة اللى كانت أحياناً بيتحصلى كنت بأستناها بفرح .. علشان بتفكرنى دايماً بإنى مأستحقش حب ربنا اللى اتحمل عشانى آلام فوق الإحتمال .. ربنا يعوضكم على كل الحب اللى قدمتهولى .. واتأكد يا أبونا إن ربنا حتمجد وترجع مريم لحضن الكنيسة.
أ. بطرس صليلى يأبونا يوسف .. أرجوك صليلى
يوسف متخافش يأبونا .. ربنا حيتمجد
مريم (تخرج حاملة حقيبة ملابس وتنظر إليهم فى استخفاف) .. أنا ماشية
أ. بطرس مريم .. افتحى قلبك واسمعى صوت ربنا
إيرينى (تدخل مهرولة وتعترض طريق أمها) .. ماما .. ماما .. سايبانى ورايحة فين .. أرجوكى يا ماما متمشيش .. ماما .. ماما ..
يوسف تعالي يا أبونا بطرس أدخلك جوه وسيبنى أكلمها .. وصليلى ربنا يتكلم على لسانى
إيرينى ماما .. إنتى مش عايزة تردى عليا ليه
مريم نعم .. عايزة إيه
إيرينى خلاص احنا هنا عليكى .. طيب مين حيراعينا بعدك
مريم عندك أبوكم .. خلوه يربيكم
(يدق الباب ويفتح بولا فيدخل جمال)
جمال انتو هنا ..عايزين منها إيه .. مش كفاية العمر اللى ضيعته معاكم (يلتلفت لمريم ليرى وقع كلامه عليها) .. إمشوا من هنا .. إمشوا .. (يدفعهم أمامه حتى يخرجون) .. مريم كل حاجة جاهزة .. يالا بينا بقى..
مريم يالا يا جمال .. أنا تعبت وعاوزة أخلص (يهمون بالخرج فيدخل يوسف)
يوسف مريم .. مريم يا بنتى لو سمحتى
مريم (تلتفت نحوه من ظهرها) مريم كده حاف
جمال وده عايز إيه ده كمان؟
يوسف لو سمحتى يا بنتى عايزك دقيقتين ..
مريم حتى إنت كمان حتنصحنى .. وفر نصايحك أنا ماشية
يوسف دقيقتين بس .. وبعدين اعملى اللى إنتى عايزاه .. المسيح مايستاهلش دقيقتين زيادة من وقتك؟
مريم اتفضل .. خلصنى .. عايز إيه
جمال هوه مين ده اللى عايز إيه (يتجه ليوسف) .. إنت يا عم العجوز إنت .. غور فى داهية بدل ما أكسر عضمك
يوسف (ينظر فى عينيه بقوة فيخاف جمال) .. بقولك حأكلمها دقيتين
جمال كده .. طيب .. أنا مستنيكى تحت يا مريم .. ما تتأخريش (ينظر إلى يوسف ويخرج)
مريم نعم يا سي يوسف عايز إيه؟
يوسف القمص يوسف الأنطونى .. أنا الراهب يوسف الأنطونى يا بنتى
مريم نعم .. راهب قمص؟
يوسف أيوه .. ومن كتر حبى للعيشة مع ربنا .. وحبى للضيقة والتعب سبت الفردوس اللى فى الدير وحيت بلدكم علشان أخد بركة الضيقة والتعب من أجل المسيح .. بدل الكرامة اللى كنت بأخدها فى الدير.
مريم بقولك إيه يا عم يوسف ولا يا أبونا يوسف .. أنا رميت الماضى كله ورا ضهرى
يوسف طيب اسمعينى الأول يا مريم .. انتى كنتى دايماً بتحبى تسمعى حكاياتى وأنتى صعيرة .. أنا عم يوسف يا مريم .. اللى رباكى من صغرك .. اللى كنتى بتستنيه كل جمعة علشان يوديكى مدارس الأحد
مريم بقولك إيه يا عم يوسف .. أنا اخترت حياتى .. خلاص معدش يهمنى
يوسف اسمعينى يا بنتى للآخر وبعدين امشى زى ما إنتى عايزة .. أنا يا بنتى زيك .. وكل الناس دى زيك (يشير للجمهور) كلنا عايشين تحت ضغوط صعبة .. وتجارب مرة .. ضغوط فى بيوتنا .. وعلاقتنا بأسرنا .. ضغوط فى شغلنا وأرزاقنا .. وضغوط فى علاقاتنا بالناس اللى حوالينا .. .. كلنا بيعدى علينا وقت ونعانى من إهمال أقرب الناس لينا .. وكلنا بتعدى علينا تجارب صعبة .. تجارب مرض .. تجارب فى الفلوس .. تجارب موت أعز الناس علينا .. .. .. .. لكن المشكلة مش فى التجربة أو الضيقة .. المشكلة فى إزاى نواجه التجربة .. فى وقت التجربة يابنتى بتلاقى حضن المسيح الحنين مفتوح .. ومستنى نرمى عليه أثقالنا وهمومنا .. .. .. مشكلتك يا بنتى إنك نسيتى إزاى تترمى فى حضنه .. كنتى عايزة تحلى مشاكلك بنفسك .. من غير ما ترميها تحت رجلين المسيح وتستريحى من حملها التقيل ... ... .... لكن إنتى مكنتيش كده يا مريم .. إرجعى شوية سنين لورا .. وأفتكرى لما كنتى بتقضى الليلة اللى قبل القداس ترنمى إنتى وأولادك .. افتكرى لمتهم حواليكى وانتى بتضفرى شعر إيرينى بنتك وبتحكيلهم حكايات من الكتاب المقدس.. فاكرة كنتى فرحانة قد إيه؟
مريم (بضيق) فاكرة
يوسف فاكرة لما كنتى بترجعى من القداس فرحانه ومبسوطة وبتعلمى أولادك إزاى يحسوا فى يوم التناول إن المسيح جواهم فعلاً .. فاكرة
مريم (ينفرد وجهها وتبدأ الذكريات تمر فى مخيلتها) .. فاكرة
يوسف إرجعى كمان شوية سنين .. وافتكرى لما كنتى بنت وبتقفلى باب أوضتك وتقفى تصلى .. وتقرى الكتاب المقدس .. فاكرة الراحة والسعادة اللى كنتى بتحسى بيهم؟
مريم فاكرة (ابتسامة حنين)
يوسف فاكرة مين علمك تقفلى بابك وتصلى
مريم (تلمع عينيها) أبوه .. أمنا ثيؤدورا فى دير أبو سيفين
يوسف فاكرة قد إيه كنتى مشتاقة للرهبنة
مريم (ريتم أسرع) فاكرة
يوسف فاكرة لما أمنا إيرينى رئيسة الدير قالتلك ان ربنا اختارلك طريق تانى غير الرهبنة .. ويومها عاهدتى نفسك انك تغرسى حب الرهبنة فى الولاد اللى ربنا حيديهملك؟
مريم أيوه .. أيوه فاكرة
يوسف وأرجعى كمان سنين لورا .. وافتكرى مريم البنت الصغيرة .. اللى بتمسك هدوم أمها وتشدها علشان توديها الكنيسة ومدارس الأحد
مريم (تتنهد) ايوه .. (يتهدج صوتها) فاكرة .. فاكرة
يوسف فاكرة حواديت مدارس الأحد .. والترانيم الجميلة اللى كنتى بتحفظيها .. والعيلة كلها تتلم حواليكى علشان تسمعها بصوتك الجميل .. فاكرة الفرح .. والسعادة .. والسلام .. والحب اللى كانوا ماليين حياتك
مريم (يختنق صوتها بالبكاء) .. فاكرة
يوسف تفتكرى يا بنتى .. العالم كله بكل اللى فيه ممكن يديكى منها حاجة .. أنا مش مشتنى تردى عليا .. ولا تردى على جوزك المسكين .. ولا تردى على شعب الكنيسة اللى بيبكى عليكى .. أنا مستنيكى تردى على اللى إدالك كل الفرح والسعادة والسلام والحب .. ردى عليه .. قوليله إذا كنتى عايزة تعيشى معاه وتتمتعى بحضنة الحنين اللى حيحميكى من الألم والمرارة والجوع والحرمان اللى فى العالم .. ولا لقيتى حضن تانى غيرة .