منتدى شباب مسرح القديس بروفوريوس بديروط الشريف
مرحبا بوجودك معنا فى منتدى مسرح القديس بروفوريوس يشرفنا انضمامك الى فريق برروفوريوس بالتسجيل معنا فى المنتدى ومشاركتنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى شباب مسرح القديس بروفوريوس بديروط الشريف
مرحبا بوجودك معنا فى منتدى مسرح القديس بروفوريوس يشرفنا انضمامك الى فريق برروفوريوس بالتسجيل معنا فى المنتدى ومشاركتنا
منتدى شباب مسرح القديس بروفوريوس بديروط الشريف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

فادى وتومـــــــــا

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1فادى وتومـــــــــا Empty فادى وتومـــــــــا الأربعاء 23 مايو - 4:06

Admin

Admin
Admin


******

الفصل الاول
*******

المشهد الاول
*******


منظر لصالة منزل وبعض الكراسى وطاولة <طربيزة > تتوسط الصالة وبعض صور للعذراء مريم وأخرى للمصلوب وثالثة للراعى الصالح معلقة على حوائط الصالة وشاب يجلس على الطاولة وأمامة بعض الكتب والاوراق <يستذكر دروسة >
يدخل أخوة الثانى وهو فى نفس عمرة بالضبط ويدعى توما والجالس يدعى فادى

يدخل توما وهو يضحك ناظراً لاخية فادى بغيظ هاتفاً بة :

أنت بتعمل أية يافادى باشا ؟

يلتفت الية فادى ثم يرجع للمذاكرة وهو يقول بصوت منخفض ملائكى :

ذى مانت شايف أنا بذاكر مش تقعد كدة وتجيب كتاب الفيزياء علشان تذاكر معايا أنت ناسى أن بكرة فية أمتحان ؟

ينحنى علية توما قائلاً : مانا عارف بس أنت كمان عارف أن أخوك اللى هو أنا مبيحبش الفيزياء

أبتسم فادى فى ود حقيقى :

طب والامتحان هتعمل فية أية ياتوما ياخويا يابن أمى وأبويا ؟!

يجلس توما فى مواجة أخية وهو يقول فى مكر شديد :

البركة فيك أنت بقى فادى باشا ياعبقرى العباقرة

يتكلم فادى بدهشة قائلاً :

أنا مش فاهم كلامك دة معناة أية !
أنا مالى ومال أمتحانك ؟

يقف توما وهو يهتف فى فادى بطريقة مسرحية :
اللة ؟ أما أنت عجيب بجد !
أمال أخويا أذاى وقعدين جنب بعض فى المدرسة أذاى وبناكل من طبق واحد أذاى وبباك هو ببايا أذاى وممتك هى ممتى أذاى بعد كل دة تقوللى أنا مالى ؟ امال مال مين ؟

يترك فادى كتابة وينظر بشدة لاخية قائلاً لة فى تسائل :
يعنى أية معنى كلامك دة ؟؟ أنت عايزنى أغششك الامتحان !

يضحك توما وهو يهتف بتوسل فى أخية قائلاً : لا طبعاً مش لازم كل الامتحان كفاية على نصة بس...أنا مش بنى أدم طماع......نص الاجابات علشان أعدى بيها وأنجح.......وأسبلك أنت بقى التفوق والدرجات النهائية ذى كل سنة... ياجامد

ينصحة فادى قائلاً : ياتوما....ياخويا ....أنت بردك مش ناوى ترجع عن طريقك دة خالص!.....مش عايز تفوووق من اللى أنت فية ؟...مش عايز تعرف حياة النجاح.......بدل الفشل اللى عايش ومعشش جواك دة

يصرخ فية توما هاتفاً : أنا مش فاشل....أنا بنى أدم عملى وهتشوف فى يوم من الايام أنى ناجح ...وهتسمع عنى العجب

يهز فادى رأسة علامة الموافقة وهو يقول : أيوة ...أيوة

مانا عارف أنى هسمع عنك العجب و العجايب كمان...هسمع عنك أنهم مسكوك بتسرق بنك أو بتنصب على حد أو فى أحسن الاحوال هتكون رئيس عصابة

رد توما بقوة قائلاً : أنت بتتريق على ؟ أنت مش عارف بتكلم مين ؟!

رد فادى بعدم أهتمام قائلاً : لا طبعاً عارف أنا بكلم مين....بكلم أخويا اللى مخة متركب شمال......بص حوليك.....شوف أنت عايش مع مين...أحنا ياخويا ياحبيبى أسرة مسيحية ..أبونا وأمنا ناس قديسين فعلاً دول معروف عنهم خدمتهم الطويلة للكنيسة ولاهل المنطقة كلها من كبيرها لاصغر عيل فيها......الكل بيحبهم وبيحترمهم وأنا...وأنا معرفش حاجة فى الدنيا الا مذكرتى وخدمتى فى الكنيسة ...فووق أرجوك يابنى فووق قبل ما يجى اليوم اللى تندم فية وساعتها حتى الندم مش هينفعك ولا هيسعفك

يشيح توما بيدة قائلاً لاخية : أنت هتربينى من أول وجديد عشنا وشفنا الاخ الصغير هيربى الكبير!

فادى : أذاى بقوى أنا الصغير وأنت الكبير ؟ أحنا الاتنين مولودين فى نفس الليلة وفى نفس الساعة

يرفع توما يدة الى رأسة قائلاً : بس مش فى نفس الدقيقة أنا شفت الدنيا قبلك بخمس دقائق صح

يرد فادى قائلاً : ماشى.....عندك حق أنت الكبير...طب يا كبير مش تعرف بقى طريقك فين؟؟ مش تسيبك من صحابك دول اللى هيضيعوا مستقبلك

يصرخ فية توما قائلا: أوعى....الا صحابى...متجبش سيرة صحابى أبداً ...متغلطش فيهم ..دى عيال جدعان...عيال رجالة...عيال تاكل الزلط....عيال متربية عالغالى

أبتسم فادى قائلاً : أيوة ...عندك حق ..هما فعلاً عيال
عيال قوى...عيال جداً...عيال بكل معنى الكلمة

يقترب فادى من أخية ويضع يدية على أكتافة مشيراً لصورة المسيح وصورة العذراء قائلاً بكل حنان :
بص ياتوما....بص كدة للعدرا...وبص للمسيح شوف هما زعلنين قد أية عليك ....أنت ياتوما جواك أنسان مسيحى ...جواك نعمة كبيرة مش عارف قيمتها خالص....سيبك من حياة الطيش وطريق الراعى الباطل....طريق الخطية طريق أبليس ..وتعالى معايا أجتماع الاسبوع دة فى الكنيسة ...دة كل صحابنا هناك بيسألو عليك ...وحتى أبونا كل مرة بيوبخنى جامد علشانك وعلشان أحاول أرجعك من تانى ...أرجوك أسمع كلامى مرة...مرة واحدة

يسحب توما يد أخوة من على أكتافة قائلاً لة فى شر واضح شديد : ياعم فادى...أنا سبتلك الايمان ..والكنيسة...والمسيح والعدرا...

ينفعل علية فادى قائلاً : أنت أنسان غبى ..غبى...فين توما القديم فين أيمانك ...فين محبتك للرب...فين يسوع اللى كان منور حياتك ؟؟ كل دة راح فين...فين!!

يصرخ فية توما : أنت بتقوللى غبى...أنا غبى..دة شكل واحد غبى !

رد فادى بعدما هدء : ربنا يسامحنى أنى غلطت فيك بس اللى يسيب فادية...واللى يكون ملك وأبن ملك الملوك ويترك ملكة لحياة العبيد ويترك الحياة الابدية...ويسيب الطريق الحقيقى لطريق الخطية ...ملهوش وصف عندى غير أنة غبى فعلاً لا..دة أغبى أنسان كمان

يضحك توما كالشيطان قائلاً : يابنى ...فووق أنت بقى....حياة أبدية أية!...وطريق حقيقى أية؟...كل الكلام دة ميسواش حاجة ولا يجيب حتى سندوتش فول فى الزمن اللى أحنا عيشينة

كل دة كلام فى كلام بس.... أنا مش محتاج الفدا...ولا محتاج الصلب ولا المصلوب <يشير لصورة المصلوب >

أنا عايز أعيش وأتمتع بالدنيا...الدنيا اللى شايفها ..مش أروح أجرى ورا حاجة فى علم الغيب...أجرى ورا سراب

يتكلم فادى وهو يكاد يبكى : مش ممكن!أنت ياخويا ...يابن الكنيسة...تقول الكلام دة....ياللى أتعمدت وأتنولت من دم وجسد الفادى؟ تقول كدة؟!....مين فينا عارف طريقة ..مين فينا مش محتاج لمعونة ربنا ؟...مين فين مستحق الحياة الابدية بأعمالة؟؟لا...لا ياتوما كلامى مش كلام فى كلام...أنت الغشاوة ملت قلبك وروحك قبل ماتملا عينيك

وهنا ينتفض توما وهو يجرى خارجا قائلاً : سيبنى فى حالى ..أنا مش محتاجك...ولا محتاج كلامك...ولا محتاج لاى حد...أنت زهقتنى..أنت أنسان مجنون..مجنون

<يخرج توما..ويبقى فادى وحدة متلفتاً حولة فى ذهول ويقع على الطاولة وهو يصرخ :

يارب سامحة...يايسوع سامحة..دة هو بردة أبنك توما....دة ميعرفش أنت بتحبة قد أية...أرجوك ياربى والهى..أرجوك أتوسل اليك رجع توما أخويا...رجعة يايسوع رجعلى أخويا اللى أعرفة

رجعة يارب ..رجعة يايسوع

ويسقط وهويبكى


<تغلق الستار على نهاية المشهد الاول >

******************************

المشهد الثانى
******

أبليس وأعوانة
*******


<المنظر>
أحد الكهوف الجهنمية ...وبعض الصخور الهابطة من سقف المكان وأضواء حمراء رهيبة....وبعض الشياطين يتحاورون وهم جالسين على كراسى مشكلين بها دائرة غير مكتملة وأمامهم كرسى أسود كبير جداً ..وفجأة يدخل أبليس محدثاً فرقعة قوية وصوت لشيطان غير منظور يهتف قائلاً :

أنتباة للجميع <يقف الجميع فى أحترام وأنحناء >

يكمل الصوت الهتاف قائلاً :

لقد حضر الراعى الباطل...لقد حضر الكذاب وأبو الكذاب...

لقد حضر أبليس اللعييييين

يدخل أبليس فى زهو وأنتشاء وسرور ثم يجلس على كرسية الهائل ذات اللون الاسود ...فيجلس الجميع على كراسيهم الاقل حجماً فى شبة دائرة غير مكتملة

ينظر أبليس للجميع قائلاً :

ها....أية أخر الاخبار عالارض ؟

يقف أحد الشياطين قائلاً :

ذى الزفت واللهليب...ياخسستك

يصرخ أبليس هاتفاً :

حلو قوى الكلام دة

...بس مايكلش معايا ..مش عايز كلام ملهوش معنى
عايز تقارير ذى الزفت عن أعملكم ...مش تقرير أرصاد جوية ...فاهم يابنى منك لة؟

يتلفت حولة قائلاً : فين الشيطان رئيس الدفتر خانة اللى مسئول عن أحوال الشياطين مع ولاد أدم وحواء ؟

يقف شيطان ثانى قائلاً : أنا ...تحت أمر خسستك أنا رئيس الدفتر خانة

يشير لة أبليس قائلاً : طب ماتتكلم من الصبح ..هو لازم أعزم عليك....عرفنا أخر أخبار نشطاء جهنم مع ولاد الارض أية ؟؟عايز تقرير..عايز نار ....عايز لهليب عايز أخبار تفرحنى ؟

يصرخ رئيس الدفتر خانة وهو يفتح كتاب كبير جداً ...: علم وسينفذ خسستك

البيانات اللى قدامى هنا فى أحوال الشر والخير عالارض هى كالتالى

1 ...قتل 5000 أيمان

2 ...حرق 2590 رجاء

3 .....خطف 4530 فرح حقيقى

4 ....5563 حالة نصب وكذب على البشر

5... زرع 7550 حالة شك فى نفوس المؤمنين

يتدخل أبليس مقاطعاً هذا الشيطان قائلاً بزهق وعدم مبالاة :

كفاية...كفاية....أخباركم متسرش ...أرقمكم تافهة...وتسد النفس

هات أعمال الشياطين وعهدهم

يقرأ فى قوة : الشيطان شرشائيل يقف ويعرف نفسة وعملة

يقف شيطان ثالث قائلاً فى برود رهيب : أنا<ثم يصمت>...أنا<يصمت>...أنا

يصرخ أبليس : أنهى...أنت أية يابنى ؟؟خلصنا ..ورانا أشغال كتير متعطلة

يبلع شرشائيل ريقة قائلاً بنفس البرود : أنا <يصمت> أنا <يصمت> أنا

يرفع أبليس حربتة ذات الثلاث رووؤس قائلاً فى غيظ :

أنت باين عليك مش هتجبها البر معايا النهاردة...أنا أنا أنا أنا بقى اللى هرميك فى الهاوية وهاسحلك بسلاسل الظلمة الرهيبة ..لو مخلصتش فى خلال دقيقة من دلوقتى..مفهوم ياشرشائيل ؟؟..<يتكلم فى هدوء محذراً>

ها..مفهوم يابنى ؟

يهز شرشائيل رأسة فى قوة علامة الفهم قائلاً : حاضر..حاضر..أنا أسمى شرشائيل...والعهدة اللى معايا هى أبن أدم وحواء المدعوا توما جرجس طانوس

وأخر تقارير عنة موجودة مع الريس < يشير لرئيس الدفتر خانة >

< رئيس الدفترخانة يعطى أبليس بأوراق عن عمل الشيطان شرشائيل مع توما >

ينظر أبليس للاوراق ثم يبتسم أبتسامة الرضا قائلاً :

برافوا..برافوا ..عفارم عليك
مع أن مش باين عليك أى نوع من أنواع الذكاء و الالمعية !!

بس شغلك ذى الزفت والقطران المنقوع ياشرشائيل يابنى...كمل على كدة...

طريقك أسود ومليان خسة وندالة ...قربت توصل مع توما....

<يقف أبليس وبطريقة مسرحية مضحكة ولغة عربية فصحة يضع يدية على رأس شرشائيل المنحنى أمامة قائلاً> :

عليك لعنتى وعلى أعمالك ياشرشائيل ..أذهب من أمام وجهى وألى الارض أنطلق وفى قلب ونفس المدعو توما خرب أيمانة ...وزلزل كيانة...وأبعدة عن خلاصة هاهاهاها

يقف شرشائيل وينصرف وهو يهتف قائلاً : لك كل ماتريد ياسيدى...لك كل ماتريد

<يخرج شرشائيل وهو ينحنى أمام أبليس>

يجلس أبليس قائلاً فى زهق : أف... أما شيطان أهبل صحيح......اللى بعدة

خلينا نلم الليلة دى

يقف رئيس الدفتر خانة وهو يهتف قائلاً : الشيطان مكروئيل ....

يقف شيطان أخر قائلاً فى صوت خشن رهيب : أيوة..أنا مكروئيل

ينظر لة أبليس قائلاً : ها..وأنت بقى كانت عهدتك مين من ولاد أدم يامكروئيل؟

يهرش مكروئيل هاتفاً فى خوف : أنا عهدتى أخوا توما..المدعوا فادى جرجس طانوس

ينحنى أبليس فى جلستة متقدماً برأسة للامام قائلاً :وأية أخبارك مع فادى يامكروئيل ؟

ينظر مكروئيل لرئيس الدفتر خانة ولا يتكلم فيتقدم هذا الرئيس من أبليس مظهراً أوراق فادى ...ينظر أبليس للاوراق ثم يهب كالطلقة واقفاً فى زعر وهو يهز الاوراق قائلاً فى جنون :

أية التقرير اللى زى وشك دة ؟...أية حنية الام دة وأية براءة الاطفال دى اللى بتطفح من أعمالك.....دة حاجة تجيب الخفيف.

يبتسم مكروئيل فى بلاهة منقطعة النظير قائلاً :
أية ياخسستك ...عجبتك ؟
يهز أبليس رأسة فى أسف وهويبتسم فى غيظ ثم يتكلم فى هدوء لا يفشى عما بداخلة قائلاً :

عجبتنى ؟؟..أنت مش عجبتنى ...<ثم يصرخ >..أنت هتشلنى
أنت جننتنى...
<يتكلم ثانياً فى هدوء مرعب>
دى عمايل شيطان بيحترم نفسة وتاريخة وشياط لهليبة ؟!
أية الرقة اللى بتطفح منك دى
والحنان اللى بيطرطش منك دة مع فادى؟
أية العطف والقلب المليان سذاجة مع أبن جرجس دة؟!
<ثم يعود للصراخ >

دة أنت مش قادر علية وبس
دة انت بتساعدة كمان فى المذاكرة ؟!
<ينفجر أكثر ويعلو صراخة وهو يرفع حربتة فى وجة مكروئيل>

أنت شيطان فاشل..يا..يا..أمشى من قدامى حالاً...ومش عايز أشوف السحنة دى

تانى هنا..الا لما توصل لحل مع عهدتك...مفهوم يابنى؟؟...مفهوم..؟

ينسحب مكروئيل بسرعة وهو يجرى بظهرة مرعوباً فيقع على الارض ثم يقوم وهو يكمل الانسحاب منحنياً لابليس

يقف أبليس وهو يقول:
من النهاردة...مش عايز فشل مع ولاد الراعى الصالح...مش عايز حنان..أبداً...مش عايز دلع ولا عطف

عايزها حرب ..... حرب شعواء...

عايزهابحر...بحر من الدماء

هاهاهاهاهاهاها

<يغلق الستار على نهاية المشهد الثانى

المشهد الثالث
*****

حروب شيطانية
******


منظر فى صالة منزل أسرة فادى وتوما

يدخل فادى وهو ينظر حولة فى حيرة قائلاً لنفسة :
أنا مالى النهاردة !...حاسس لية بالحزن اللى ملهوش سبب كدة

مبقتش عارف أذاكر دروسى ذى الاول...أنا لازم أكلم أبونا ..لازم أقعد معاة وأتكلم

<يبحث عن التلفون حتى يجدة ..يرفع السماعة ويطلب رقم أبونا >

فادى : الو...مساء الخير

<يأتى صوت لابونا قائلاً >
مساء الخير ..مين معايا

فادى : أنا فادى ياأبونا سويرس

أبونا : أهلاً يافادى يابنى..عامل أية ؟

فادى : أنا تعبان يابونا..تعبان قوى

صوت أبونا : مالك يافادى...فية أية؟؟

فادى : بجد يابونا ..مش عارف أنا حصللى أية...بجد مش عارف

أبونا : بسم يسوع ...طب بص يافادى ..أنا بعد ساعة رايح أجتماع فى الكنيسة أجتماع لاخوة الرب...تعالى هناك وبعد الاجتماع هنقعد ونتكلم..موافق

فادى فى فرح : طبعاً..أنا موافق ..ساعة وهكون فى الكنيسة..مع السلامة يابونا

صوت أبونا : سلام الرب معك يابنى ...

<يغلق فادى التلفون ويجلس وهو يضع يدية على وجهة >

<يدخل الشيطان المسؤل عنة وهو يقترب منة ويهمس فى لة قائلاً >:

مافيش فايدة...أنت هتقابل أبونا...يعنى هو هيعملك أية؟

يعنى هو معاة الحل السحرى لتعبك ؟..سيبك من أبونا ومن الكنيسة..الدنيا متتعوضش..أتمتع بشبابك يافادى..أعمل ذى أخوك ..أضربها ميت صرمة

أجتماعات أية..وخلاص أية..وصلاة أية فى أيامك دى؟

أنت فاكر أن الحاجات دى هتنفعك ...هاهاها..لو فاكر كدة ..تبقى أنسان واهم..مخدوع..مضحوك عليك

فوووق يابنى ..أصحى من الحلم العبيط دة..هاهاها

<يصرخ فادى بقوة وهو يجرى حول المكان واضعاً يدية على رأسة قائلاً بقوة >

كفاية..كفاية....يارب ..يايسوع..أية الافكار الغريبة دى..أية كلام الشياطين دة

أنا مش ممكن أكون كدة..وتفكيرى يوصلنى لكدة...كفاية..كفاية

يصرخ الشيطان فية قائلاً : لا..ياحبة عينى من جوة ..لا..مش كفاية..أصحى وأعرف الحقيقة...حقيقة الدنيا من حوليك...حقيقة الدنيا اللى حابس نفسك فيها
أسرق الفرح والضحك والمتعة ..قبل ماتنسرق سنين عمرك فى الهوا من غير فايدة..من غير فايدة غير الوهم اللى أنت عايش فية

هاهاهاهاها

ينطلق فادى وهو يصرخ : لا ...أنا مش ممكن أكون كدة..وتفكيرى كدة..أنا أية اللى حصللى النهاردة؟.

لازم أروح لابونا...لازم ..لازم

<يخرج بسرعة منطلقاً للكنيسة >

يدخل توما بعدة وهو يقول : مالة دة..مالة بيجرى ذى المجنون كدة؟؟!!

<يدخل خلفة شيطانة وهو ينتظر ماذا سيفعل توما >

يجلس توما قائلاً لنفسة : أنا فعلاً لازم أغير من نفسى شوية...حتى لو علشان مستقبلى

<يندهش شيطانة ويرتعب مقترباً منة قائلاً فى خبث رهيب >:
أية كلامك العبيط دة اللى ملهوش لزمة ؟..أنت أتجننت ؟
أنت عايز تسيب أصحابك وحبيبك والناس اللى فهمينك؟
أما أنت أنسان مش طبيعى...أوعى تعمل كدة..أنت متعرفش تعيش غير كدة
مذكرة أية ومستقبل أية ياتوما؟؟..أصحى وفنجل عنيك على الدنيا وأشرب من متعتها وأتمتع من جمالها وسحرها
هو حد ضامن عمرة

< يهز توما رأسة بعلامة الموافقة قائلاً >: صح الكلام دة عين العقل
أنا أية اللى كنت بقولة دلوقتى...مستقبل أية وتغير أية
سيبك ياتوما من كلام كل اللى حواليك وخليك مع أصحابك وحياتك اللى أنت عايشها
< يقول هذا ثم يضحك...فيقترب منة شيطانة قائلاً >:
أيوة كدة ..هو دة توما اللى أعرفة...حلاوتك وأنت ضربها صرمة

يضحك توما هاتفاً : أيوة كدة ...حلاوتك ياتوما وأنت ضربة صارمة

يخرج توما وهو يضحك بشدة

<يدخل أبو فادى وأمة >

يجلس الاب والام فيقول الاب : أمال فين فادى وتوما ؟...أنا النهاردة مشفتهمش؟

الام : مش عارفة يابو فادى ..ممكن يكونوا فى أجتماع الكنيسة

أبو فادى : فادى ممكن يكون هناك ..أما توما..فدة اللى خايف علية قوى ياأم فادى

تنزعج الام هاتفة : مالة توما ..ياجرجس ؟..أبننا كويس وعارف مصلحتة ..ولادنا ولاد الكنيسة ...أولاد متربين على الايمان

يهز جرجس رأسة علامة الموافقة قائلاً : يامريم ..أنا عارف أنهم متربين على الايمان ..ومن صغرهم وهما متعودين على الكنيسة ..وعرفين أن الكنيسة هى بيتهم التانى...بس بقالى فترة ملاحظ تغيير على توما

أبنك توما مبقاش بيروح الكنيسة ذى الاول..دة..دة أنقطع من الكنيسة بقالة شهور..أنا بجد خايف علية جداً

تقترب مريم من جرجس قائلة لة فى ثقة : لا..لا ياأبو فادى ....ماتخفش
طول مافية فى البيت دة أيمان وصلاة.ومحبة مسيحية ..
وطول ما المكان دة مليان بالترانيم والكتاب المقدس..مش ممكن حد هيغرق فى الطوفان من أفراد البيت دة..خليك واثق فى الرب

يبتسم أبو فادى قائلاً : عندك حق ..أنتى دائماً كدة..بصلة السفينة بتاعة البيت دة

تضحك مريم قائلة : وأنت القبطان بتاع السفينة ياجرجس

جرجس : بقولك أية..أنا هدخل أنام شوية لاحد مايجى وقت صلاة الغروب أبقى صحينى علشان نصليها مع بعض

تهتف فية مريم : طبعاُ ...طبعاً..أدخل نام

يدخل جرجس وتبقى أم فادى واقفة ثم ترفع عيناها لصورة الراعى الصالح قائلاً :

يايسوع ياحنان..ياراعينا ..حافظ على خرفان البيت دة

حافظ عليهم وخاليهم دايماً فى حظيرتك

وسامحنى على أنى مقلتش لجرجس على خوفى أنا كمان على أبنك توما

رجعة ليك يارب..خلية يبعد عن طريق التعب والشوك والحسك اللى ماشى فية

متعة بحلاوة الحياة معاك يايسوع

رجعة للحظيرة ياحبيبى

رجعة ياربى

أرجوك
أرجوك


الفصل التانى

************




مشهد فى منزل فادى وتوما ......فادى جالس وهو يضع يدية على رأسة ويتذكر مقابلتة مع الاب الكاهن

< صوت كلمات الاب الكاهن لفادى > < من الافضل أن تكون مسجلة وبصوت كاهن الكنيسة فعلاً >

صوت الكاهن :يافادى يابنى حياتنا هى تجارب وحروب مع قوى الظلمة ومع أعمال الشر

من المستحيل أنك تكون فى أمان مادمت حياً أنا وأنت وكل المؤمنين بالفداء والفادى محاطين بكل أنواع التجارب

فأن لم تستعمل ترس الايمان وسلاح الصبر والصلاة وقبل كل دة تتواضع وتضع نفسك أخيراً لن تنجح فى طريقك

ينبغى عليك أن تجتاز جميع الشدائد بالايمان والشجاعة

وأن تقاوم الافكار المضادة ...وأوعى تفتكر أن الافكار دى من جواك أنت...لاياحبيبى

الافكار أفكار الشرير....الكذاب أبو الكذابين

أوعى يابنى تنخدع بالراحة والهدوء ....فبعد الراحة هتجيلك أتعاب ...وبعد الهدوء أكيد فية عواصف ورياح

لكن يافادى أن كان بيتك من صخر هتقدر تقف قدام العواصف دى ..

صلى يافادى....كل ماتسمع أفكار غير طاهرة صلى للقدوس...صلى أنة يسمع صراخك وينجيك من وقت الضيق الاتى

وذى ما قال الكتاب ...فمن يصبر الى المنتهى يخلص < مت 24 : 13 >


************

يرفع فادى وجهة ويصلى قائلاً :

ربى والهى وسيدى يسوع المسيح

أنت عالم بضعفى ...عالم بشدتى وعجزى

عالم بالشرور اللى حوليا

أنا مكسور ياربى بالاحمال الخفية

مهزوم يالهى بالافكار الردية

أرجوك ياربى فتحلى عنايا

علشان أكونلك

أكونلك أنت بس يامسيا

أنت الهى الحنان

أصرخ اليك فأسمعنى

أنا محتاجلك ياربى محتجلك أرفعنى

من ضيقى ...من كربى....من تعبى...من حملى

أنت اللى قلت ...تعالوا الى ياجميع المتعبين وثقيلى الاحمال وأنا أريحكم

نعم ياربى ...مفيش غيرك ..هو اللى يقدر يحمل عنى أحمالى وأتعاب نفسى


********************

يدخل أخية توما فيجد فادى واقف يصلى فيجلس منتظرة حتى ينتهى

يسمع صوت فادى بعد دقيقة وهو يقول...: الى الابد أمين

يتكلم توما بنبرة تريقة قائلاً وهو يتطوح قليلاً : هو أنت يابنى كل ما أخش عليك

أما بتذاكر وممقق عنيك فى الكتب

أو بتصلى وبردة ممقق عنيك من العياط

أنت كدة نظرك هيروح بدرى بدرى ....

ينظر لة فادى فى هدوء ومحبة ويجلس ثم يقول لة : أنت كنت فين ياتوما ؟

يتلفت توما حولة ثم يقترب من أخية قائلاً : أقولك بس متقولش لبابا و ماما

ينظر لة فادى بشدة قائلاً لة فى غيظ : يعنى أية كلامك دة ؟...أكيد عملت حاجة أو جى من مكان مش كويس؟

يشيح توما بيدة فى وجة فادى ويجلس قائلاً لة : ياعم فادى ..فى مثل بيقول ساعة لربك وساعة لقلبك

يرد فادى قائلاً : والكتاب بيقول < طوبى للرجل الذى لم يسلك فى مشورة الاشرار ...وفى طريق الخطاة لم يقف...وفى مجلس المستهزئين لم يجلس ....لكن فى ناموس الرب مسرتة وفى ناموسة يلهج نهاراً وليلاً>

وكمان بيقول الكتاب < طوبى للكاملين طريقاً السالكين فى شريعة الرب...طوبى لحافظى شهاداتة>

وفى المزمور 128 بيقول الكتاب < طوبى لكل من يتقى الرب ويسلك فى طرقة >

هو دة الكلام اللى أنا أعرفة

مش ساعة لقلبك وساعة لربك ...أنا مش عارف أنت بتجيب الافكار الغريبة دى منين !!

يرفع فادى يدية وكأنة سيلقى خطبة قائلاً وهو يتطوح قليلاً : من الدنيا ..من الحياة اللى حوليا...بص حوليك..شوف الدنيا حلوة أذاى

أتمتع بشبابك ..قبل ما تنحنى وتعجز ..

يقف فادى وهو يضع يدية على أكتاف توما قائلاً فى ود : ..وربنا بيقولنا < أذكر خالقك أيام شبابك...وكمان قال كسهام بيد جبارة هكذا أبناء الشبيبة >

لازم نعمل للابدية وأحنا قدرين مش نضيع شبابنا وعمرنا هباء وقبض الريح

من الاخر كدة أنت كنت فين ..متوهنيش معاك ؟

توما : ولا حاجة كنت سهران مع الشلة

فادى : كنتم سهرنين فين بالظبط ؟

توما : فى نادى

فادى : نادى ؟...أى نادى دة اللى لوش الصبح ؟!

توما : نادى ...نادى رقص

فادى : مش فاهم ..هو فية حاجة أسمها نادى رقص ؟

توما : اللى بيسموة ديسكو...

فادى : ياخبر أبيض ياتوما ...أنت كنت سهران فى الديسكو ؟؟؟

أنت أية ...مش فاهم حياتك ماشية أذاى ورايح بيها لفين

تروح برجليك لوكر الشياطين!!

أنت أية اللى بدلك للدرجادى؟....أنت أية اللى حصلك ؟؟

يقاطعة توما صارخاً فية : بقولك أية متعكرش مزاجى وتضيع الكأسين اللى ..أحم أحم

يصعق فادى وهو يهز توما صارخاً فية بكل قوة وعنف :

أنت بتقول أية !!..أنت شارب خمرة كمان ؟؟!!

أنت مش ناوى تعدى أيامنا على خير ..أنت بقيت أنسان غبى غبى عبى

يدخل أبوة وأمة من نومهم

يجرى الاب وهو يقول : مالكم فية أية ؟؟ صحتونا من النوم ؟

الام : توما ..تعالا هنا

يذهب توما فتقول لة : أنت كنت فين للسعادى ؟

توما يتكلم وهو يتطوح : أنا كنت مع أصحابى بنذاكر

يقترب الاب وهو يمسك توما من يدة قائلاً : أنت شارب حاجة ياتوما ؟

توما : أنا ؟...أنا ؟...لا..لالا...أنا شارب شاى بنعناع..حتى ريحة النعناع منعنعة فى بقى

يشم أبوة فمة قائلاً : أنت شارب خمرة ؟؟...
يقع أبو توما على الكرسى مصعوقاً..واضعاً يدية فوق رأسة فى حزن

فتقول أم فادى : خش نام دلوقتى ..وحسبنا بعدين لما تكون فايق...أمشى ..مش عايزة أشوفك قدامى

يدخل توما لحجرتة فيصطدم بالحائط الذى أمامة ...

ينظر فادى لابية وأمة قائلاً فى عطف : معلش ياماما ..دة أول مرة يعمل كدة ..أتفضلى أنتى وبابا أدخلو ناموا

يقف الاب وهو يضرب كف بكف قائلاً : مش ممكن ...أنا مش مصدق نفسى ...توما أبننا اللى ربناة أحس تربية

يوصل لكدة؟...رحمتك يارب

تقول لة أم فادى وهو يخرجون : معلش يا جرجس.....هو هيعرف غلطة ومش هيكررة تانى....بس تعالى أنت نام دلوقتى

يخرج الجميع ويبقى فادى وحدة فيجلس على الطاولة ويقرأ فى كتاب أمامة


يغلق الستار


المشهد الثانى

**************


يدخل الشيطان شرشائيل ومعة الشيطان مكروئيل فى صمت تام أحد المغاور ثم بعد دقيقة يتلفت شرشائيل حولة فى مكر شديد قائلاَ لمكروئيل :

ها قلت أية فى الفكرة الجهنمية اللى أنا قلتهالك ؟

يهرش مكروئيل فى رأسة بطريقة مضحكة قائلاً وهو يهز رأسة بعدم فهم أو مستوعب للامر ثم يقول :

مش عارف أقولك أية يا صديقى اللدود شرشائيل ؟!!

أنت متأكد أن الفكرة دى هتنجح مع الاخين ..؟ يعنى هنقدر نوقع فادى ونزحزحة عن طريقة اللى ماشى فية ؟

يربت شرشائيل على ظهر مكروئيل فى شدة فيقع مكروئيل من قوة الضربة ...ثم يقول :

أمال يابنى أخوك مش سهل خالص ...أنا كل اللى بعملة علشان خاطرك أنت بس

أنا ماشى مع توما ذى السم فى الاكل

وهو أنت شفت أبليس نفسة شجعنى قد أية

يهز مكروئيل رأسة فى قوة وخوف قائلاً بصوت منخفض :

مأنا علشان أبليس خايف أمشى ورا خطتك دى

ينظر لة شرشائيل متسائلاً : أنا مش فاهم حاجة طب مال أبليس ومال خطتنا !

ينظر لة مكروئيل بقوة قائلاً :

أنت يعنى مش عارف أن أبليس لو شم خبر على أتفقنا فى عمل واحد هيعمل فينا أية ؟

يهز شرشائيل رأسة قائلاً :

طبعاً عارف بس كلامك دة وخوفك هيمشى لو الخطة فشلت ....وأحنا أكيد هننجح فساعتها أبليس نفسة هيخدنا بالاحضان ويمكن كمان يدى لكل واحد فينا حتة ملك فى الهاوية

يرد مكروئيل متسائلاً :

طب بقى ياحلو الملامح لو خطتك دى فشلت أنا بقول لو هنعمل أية ساعتها ؟؟

يصرخ فية شرشائيل فى ضيق واضح :

مش هتفشل أنا بأكدلك أنها مش هتفشل أنت هتنرفزنى لية

خلاص أتصرف أنت لوحدك بقى مع فادى

وشوف فى الاجتماع اللى جاى هتقول اية لابليس

يهدىء مكروئيل من ثورة صديقة قائلاً فى ود زائف :

ياصاحبى ياصديقى اللدود أنا بقول لو لو حصل يعنى وفشلت هنعمل أية ساعتها ؟

يتنهد شرشائيل بقوة وهو ممسك أعصابة بشدة قائلاً فى هدوء ظاهر :

مانت كدة كدة رايح فى الوبا

هوانت فاكر أنك هتقدر على فادى لوحدك

ها ها ها وكمان ها فووق أصحى أنت مش عارف فادى ذى مانا عارفة

وكمان أنا واخد موضوع فادى دة تحدى ......لانا....... لهو

يضحك مكروئيل قائلاً فى مكر :

ياواد ياجامد

بس أنا مش مصدق أنك عايز تساعدنى لوجة أبليس من غير سبب غير التحدى بس

يتلفت حولة شرشائيل فى هدوء قائلاً :

بصراحة كدة وأنا أول مرة فى حياتى الشيطانية أقول حاجة فيها صراحة

أنا كمان توما قرب يهرب من بين أيدى وقربت أنهار وأقع ذى الدغف فى الفشل ذيك بالظبط

عارف أية اللى هيكون سبب هروب الزبون بتاعى بعد ما قربت أمتلكة للنهاية ؟؟

يرد مكروئيل :

أية ؟

قاصدك فادى أخوة ؟

يصرخ شرشائيل قائلاً فى حقد وغل أسود :

أيوة أيوة هو المدعوا فادى

دة قرب يشلنى ويشل تفكيرى

دة أمبارح بس أول مرة توما يفكر فى حياتة

عارف معناة أية أن الخاطى يقعد مع نفسة ويفكر ؟

ها عارف ؟

معناة أنة بيحاول يصحى ويفووق من الخدعة اللى الدنيا بتخدرة بيها

ودة بيكون أول طريق رجوعة

وبردة دة بيكون أول طريق لفشلنا مع جنس البنى أدمين

يتنهد مكروئيل فى قوة قائلاً :

طب خلاص همشى ورا خطتك وهنشوف أخرتها أية معاك ومع فادى وتوما

يضحك شرشائيل وهو يأخذ بكتف مكروئيل فى قوة :

أيوة كدة خليك مدردح وعلشان تكون رجل أعمال سفلية واطية ومهببة لازم تبتكر وتخترع

ولا يقف قدامك أى قانون لا بشرى ولا حتى أبلسى

ومتخفش أخرتها فلة ونار وشياط ولهليب فى الدرك السابع من جهنم

يخرج الشيطانان وهم يقهقهون فى قوة وعنف

يغلق الستار


المشهد الثالث
***********



مشهد فى صالة منزل الاسرة وفادى جالس يستذكر دروسة ...يدخل والدة علية قائلاً لة :


فادى ..عامل أية فى المذكرة يابنى ؟

يقف فادى فى أحترام قائلاً : أشكر ربنا يابابا ...أنا بأذن ربنا...وبشفاعة العدرا..وصلوات القدسين هكون من الاوائل السنادى كمان ..دة وعد منى

الاب : أقعد أقعد ..أنا يابنى مش خايف عليك ...أنت أبن الكنيسة وأنسان مؤمن بجد ..أنت أكيد عارف أنا خايف على مين


يهز فادى رأسة قائلاً : عارف ...عارف...... بس يابابا دى أكيد مرحلة طيش شباب وهتعدى

يبتسم الاب قائلاً :لا يافادى ...مانت أهو أشمعنى أنت مبتعملش زية ؟؟ عارف لية . علشان أنت الروح القدس مالى كيانك

والكنيسة هى بيتك الاولانى ....الانسان يافادى يابنى لما بيبتدى يغلط ..والغلط يتحول لخطية ...ومع الايام وأستمرارة فيها

بيضيع وتضيع عزمتة وقوة روحة ويموت أيمانة ...وساعتها ..خلاص مفيش حاجة تقدر تصحية الا عصايا من الرب

وأنا خايف على توما من عصايا ربنا .... توما مش هيستحمل ضربات الرب أنا خايف بجد يابنى

يتنهد فادى قائلاً : أكيد ربنا لة طرقة لخلاص شعبة و.......

وفجأة يدخل توما وهو يجرى و ينهج ممسكاً بشنطة سوداء وملابسة ملطخة بالدماء

فيصعق الاب وفادى صارخاً فية الاب :

مالك ياتوما بتنهج لية !!..وأية الشنطة دى اللى وخدها فى حضنك كدة ..وأية الدم دة اللى على قميصك ؟؟

ينهج بشدة توما ثم يجلس حتى يأخذ أنفاسة وبعد هدوءة يقول : ...بابا....!! أنا مش عارف عملت كدة أزاى ..مش عارف ..مش عارف

يضع يدية على وجهة ويبكى منتحباً بشدة ..

فيهدء من روعة أبية وأخية

فادى : أهدء كدة ....هو حصل أية ياتوما ...أهدء

الاب : أنت عملت أية يابنى ؟...وقعت قلبى ...حصل أية ...وشنطة مين دى ...فهمنا ؟

توما : حاضر هقولكم ...أنا خرجت الليلادى ذى كل ليلة علشان أسهر .....أقصد أذكر دروسى مع الشلة

أقصد زمايلى...وأنا ماشى فى شارع ظلمة سمعت صوت ضعيف بيتنهد ويتوجع...كأنة لانسان مدبوح

قعدت أدور على الصوت دة لحد ما لقيت شاب ..واقع على الارض وسايح فى دمة وفية خنجر مرشوق فى صدرة

رفع البنى أدم دة أيدة بيستغيث بى...فمبقتش عارف أعمل أية..وكل دة وكان حاضن شنطة ...فقلتلة ....مين اللى ضربك ..

فقاللى أنة ظابط شرطة من أدارة مكافحة المخدرات وكان عامل كمين لتاجر مخدرات وأنة متنكر علشان هيشترى مخدرات من

التاجر دة ولما جة وقت التسليم ووقت القبض علية ...ملقاش القوة اللى مرقباة حولية ..فمعرفش يعمل أية غير أنة يكشف نفسة

للتاجر ويقبض علية لوحدة ولما تاجر المخدرات سمع كدة طعنة بخنجر فى صدرة وهرب بشنطة المخدرات

الاب : طب والشنطة اللى مع الظابط كانت أية ؟

توما : ماهى دى غلطتى أنى لما عرفت أن الشنطة دة كانت فيها فلوس كتير قوى ...لزوم توقيع التاجر فى الفخ الطمع ركبنى ونسيت كل حاجة الا أنى أخد الشنطة وأجرى

فادى : والظابط ؟

توما : سبتة مرمى فى الشارع ...بيموت

الاب : مش ممكن ...مستحيل ...الخطية وأبليس وصلوك للدرجادى !!!

أنت متعلمتش حاجة فى حياتك أبداً ....نسيت كلام الكتاب ...نسيت كلام يسوع عن السامرى الصالح

فادى : ملهوش لزوم الكلام دلوقت يابابا...لازم نلحق الانسان اللى بيموت دة الاول..هو فين الشارع دة؟

توما : رابع شارع من هنا ...الشارع اللى مفهوش كشافات ...فى دهر المدرسة الثانوية

فادى : طب تعالى معايا علشان نلحق الظابط

الاب : أنت بتقول أية يافادى ..... لا أنت ولا توما هتخرجوا من البيت

فادى : بابا حضرتك بتقول أية ؟؟عايزنا نسيب أنسان بيموت ونسكت ؟

الاب : لا يابنى ..أنا اللى هروح لوحدى الحقة ...مش لازم أعرضكم للخطر

توما : لا يابابا ...لا حضرتك ولا أخويا فادى هيخرج من البيت...دة غلطتى وأنا لازم أصلحها..أنا اللى هخرج

< وبينما هم يتحاورون أذا باب المنزل يكاد أن ينكسر من الطرق علية >

فصعق الجميع صارخاً الاب : مين بيخبط ؟...مين عالباب ؟

الطارق : الشرطة ..... أفتح

تخرج الام من حجرتها قائلة : فية أية ياجرجس ومين اللى على الباب دة ؟


الاب : يادى المصيبة .. مفيش حاجة يام فادى أبننا توما ضيعنا ..وضيع نفسة < ينظر لتوما >...دة أكيد لمحوك وأنت معاك الشنطة

توما : هتصرف أذاى دلوقتى هعمل أية ؟

الام : أنا مش فاهمة حاجة ..حد يعرفنى فية أية ؟

الاب : ربنا يسمحنى على اللى هعملة ..أقلع قميصك ياتوما بسرعة وهات الشنطة دة ...بسرعة

< الطرق متواصل وصرخات تطلب الفتح والا سيكسر باب المنزل >

توما : حضرتك هتعمل أية ؟؟

الاب : بقولك أقلع القميص بسرعة

فادى : بابا أنت عايز تبعد الكارثة دى عن توما وتفدية بنفسك ..لا ..لا

الاب : أنا هنا المسؤل عنكم...ولازم أتحمل مسؤليتى لاخر لحظة فى عمرى ...هات القميص ..والشنطة

وفعلاً يقلع توما القميص وهو يبكى بشدة وفادى يقف مزهول

يرتدى الاب قميص أبنة الخاطىء توما ويأخذ الشنطة منة

الاب : حاضر حاضر هفتح

الام : أنت بتعمل أية يابو فادى ؟؟

ينظر لها الاب قائلاً : هصل غلطة أبنك...خاللى بالك من البيت ..وصليلى ربنا يقوينا فى التجربة دى


يفتح الباب ويدخل ضابط قائلاً لمن فى الخارج : القوة كلها تحاصر البيت ومتخلوش حد يخرج ولا يدخل

ينظر للاسرة...قائلاً :

أهلاً بتاجر الممنوعات الخطير ..أهلاً بأسرة أكبر تاجر فى المنطقة

يصرخ الاب : لا ..سيادتك مش فاهم القصة

الظابط : أفهم أية ..هاهاها...أحنا بقلنا سنة بندور على الراجل اللى غرق المنطقة ودمر شببها فى الادمان

وجاى النهاردة تقول مش فاهم القصة...أنت عارف أنك رايح لحبل المشنقة بسرعة الصاروخ ..عارف كدة والا لا

الاب : أنت أكيد غلطان ..أنا مش تاجر مخدرات ...أنا أنا

الظابط : طبعاً أنت مش تاجر مخدرات ...وبس ..لا ..دة أنت قاتل كمان ..الظابط اللى طعنتة فى صدرة فى الانعاش بين الحياة والموت..والواضح أنة خلاص بيموت...متضيعش وقتنا وتعالى معانا

الجميع يصرخون ويتقدم توما قائلاً : لا ..لا ..أنا السبب مش بابا

الاب : ياحضرة الظابط ..أنت غلطان فى العنوان ..محدش هنا يعرف حاجة عن المخدرات اللى سيادتك بتتكلم عنها

الظابط : ماشى ...طب قوللى ..الدم اللى على قميصك دة بتاع مين ؟

وكمان الشنطة اللى أنت مسكها فى أيدك دى جبتها منين ؟

أنت مش عارف أنك وقعت خلاص ...تعالى معايا من غير شوشرة

الاب : مفيش فايدة ..حاضر يابنى أنا جاى معاك

ينظر لاسرتة فى يأس قائلاً : خاللى بالك من ولدتك يافادى ...وأنت ياتوما ..شفت عميلك وصلتنا لفين ؟..أتغير يابنى ..أرجوك غير نفسك وأرجع ..

توما : مش ممكن أسبهم يخدوك كدة ...ياحضرة الظابط ..أنا اللى أخدت الشنطة مش بابا ..أنا ..أنا

الظابط : والقميص...والدم اللى علية ..أحنا كنا مراقبين المنطقة وشفنا أبوك وهوخارج يجرى من شارع جانبى ولما دخلنا الشارع لقينا زملنا بين الحياة والموت أحنا جايز اتلخبطنا فى الشارع اللى المفروض نرقبة علشان نقيض على أبوك بس الغلط مردود وأبوك وقع فى الخية...يابنى أبوك وقع وبانت حققتة خلاص ..أمشى قدامى

يخرج أبو فادى وخلفة الظابط بعدما أخذ منة الشنطة

فيصرخ الجميع وتصرخ الام فى رعب وحزن رهيب : جرجس...جرجس

تقع وهى تصرخ : الحقنا يايسوع ....الحقنا يافادينا..الحقينا ياعدرا...الحقينا ياأم النور



يغلق الستار


الفصل الثالث والاخير
**********

مشهد فى منزل الاسرة والشيطانان مكروئيل وشرشائيل يتحدثون

شرشائيل : شفت بقى أخوك اللى هو أنا ..أبو دماغ دهب عمل أية فى الكل

مكروئيل : حلو قوى كدة ...الاب فى الحبس ومتهم بجريمتين ...تجارة مخدرات ..وقتل

يكمل شرشائيل : والام جلها شلل وبين الحيا والموت

مكروئيل : بس فية حاجة هنا ؟

شرشائيل : حاجة ؟....حاجة أية دى ؟

مكروئيل : أحنا عملنا كل دة علشان فادى يقع فى الشرك وينسى الهة وينسى كنستة وحياتة الاولنية...أية بقى الفايدة من خطتك كدة ؟

شرشائيل : أنت بردة مخك على قدك ....عقلك دة كوتش مش عقل شياطين ...يابنى لما أنا مهدت الطريق لتوما ولعبت فى دماغة وخالليتة يخرج السعادى كنت عارف موضوع خطتة الشرطة وتاجر المخدرات....وطبعاً أنت عارف أنى أنا بردة اللى لخبطت القوة اللى كانت مع الظابط دة ..وخليتهم يقفوا فى مكان بعيد وغلط علشان ميشفوش التاجر الحقيقى...


مكروئيل : عارف عارف ..وعارف كمان أنك لعبت فى دماغ التاجر وخليتة يقتل الظابط ...والباقى عملة توما من غير مجهود مننا ..عارف ...أنا عايز أعرف أذاى هيقع فادى وأخوة فى طريق النهاية ويكونوا فى صفنا ؟

شرشائيل : لسة طبعاً الخطة مش كاملة ...الجزء التانى منها يتوقف على وعليك

مكروئيل : أزاى بقى ؟؟...

شرشائيل : أقولك أزاى .....أنا قدامى توما واقع فى الخوف وكرهة لنفسة على كل اللى عملة فى حق أبوة وأمة وأسرتة كلها

والندم مدمرة خالص ...فأنا بقى هكمل علية ...خلاص هى خطوة كمان وتنسى حاجة أسمها توما

مكروئيل : طب وأنا ؟

شرشائيل : أم أنت بقى ياصديقى الدود ...فتوسوس فى عقل وكيان فادى زبونك ..وتحاول تشككة فى خلاصة وأيمانة

ولو أنت جدع ..حاول توصلة لقناعة أكيد بأن اللة مش سامع صراخهم ..ولا حد هينقذهم من الورطة دى

ولو أنت جدع أكتر وأكتر ...دخل جو نفسة اليأس من محبة الهة

ولو سيادتك أجدع من كل دة ...أزرع جواة فكرة ..أنا مفيش حاجة أسمها راعى صالح ..ولا حاجة أسمها خلاص على الصليب ولا حتى الة...فبكدة تنول المراد وتملك روح ونفس فادى وتوصلة للتغير المطلوب ...فهمت

يهرش مكروئيل قائلاً : يااااة دانت أفكارك رهيبة.....دة أبليس نفسة يقفلك فى أحترام

شرشائيل : ماهو لو فية عدل فى جهنم ..كنت زمانى بقيت حاجة تانية غير شيطان بيوقع البنى أدمين...المهم

دلوقتى هيدخل توما ..أتفضل أسكت وأسمع الكلام اللى هقولهولة ..وأتعلم ..مفهوم ؟

مكروئيل : طبعاً ..هو أنا أطول أحضر درس عملى من أذكى وأشنع شيطان

شرشائيل : أسكت بقى ...أهو توما داخل ..أسكت


يدخل توما وهو حزين ومتوجع بشدة محدثاً ذاتة قائلاً ".: أنا مش بنى أدم ..أنا شيطان أنا العن من أبليس نفسة

دمرت نفسى وهديت البيت ... <يصرخ بشدة> بسببى دخلت ولدى السجن وضيعت سمعتة...بسببى أمى أنشلت وبين الحيا والموت...بسببى أخويا ...نسى مذكرتة ومدرستة والفشل لزمة ذى ما ملازمنى
أنا أية اللى عملتة دة ....أزاى وصلت لكدة ..أزأى بأيديا دول هدمت ودمرت الناس اللى بيحبونى...آ ة

يقترب منة شرشائيل قائلاً بصوت ناعم : طب ,انت ذنبك أية ..دة مكتوب ياتوما...وكل واحد بيشوف اللى مكتبلة

توما : أذاى ؟؟؟ أنا ذنبى كبير..تقيل جداً ...محدش يقدر يستحملة...

شيطانة : لا ياتوما باشا ..لا...أنت صح وهما كلهم اللى غلط ...أنت اللى فاهم الدنيا عايزة أية...ياعم توما أرمى ورا ضهرك

الندم مش هيفيدك..

توما : طب أزاى وأنا من البداية كنت السبب فى حزن وتعب أهلى ...أة...آآة والف آآآة

شيطانة : أنت ملكش مفر من نهايتك ....

توما : نهايتى ....نهايتى ..أنا عارف أن كل واحد لة نهاية ..بس أية هى نهايتى ..ونهاية قصتى الرهيبة دى

شيطانة : أنت زى يهوذا ...عارفة ؟..اللى سلم سيدة بخمسين فضة

عارف نهايتة ؟؟..عارفة ياتوما ؟

توما : أيوة ..شنق نفسة ..خلص على حياتة

شيطانة : وعارف أن دة الحاجة الوحيدة اللى عملها صح فى حياتة ..طلع راجل ...مستحملش يشوف خيانتة لسيدة..فعاقب نفسة

ونهى حياتة بأيدية ..وأنت لازم تكون راجل للنهاية وتعترف بغلطتك وخيانتك لاهلك ولولدك ولاخوك ولامك

دة أنت ياتوما عملك دة وخيانتك أصعب وأشنع وأفظع من خيانة يهوذا لسيدة...أطلع راجل وأعملها..أتخلص من العار ومن حياتك علشان يسمحك أبوك ويغفرلك غلطتك الرهيبة فى حق كل الللى حوليك

توما : أيوة ..أيوة...بس أزاى ..أنا جبان وعمرى ما فكرت فى الشنق ولا الدبح ولا الحاجات دى..وغير كدة وكدة..

أية اللى هيستفادة بابا بالخلاص من نفسى

شيطانة : هتكتب ورقة ..جواب للمباحث والنيابة ..وتعترف بأنك أنت اللى أخدت الشنطة..وأنت اللى كنت بتاجر فى الممنوعات ..

وتعرفهم أن القميص بتاعك أنت مش بتاع أبوك ..وكام صورة متصور بيهم بالقميص دة هيقتنعوا ..وبكدة تصلح غلطتك..ها هاها هاها هاها

توما : أيوة صح ..هو دة عين العقل ..بس أنا هنتحر أزاى ...أزاى ؟

شيطانة : مفيش أبسط من الخروج من مسرح الحياة يابطل ..بربع جنية بس وتنتحر

توما : أزاى ..؟

شيطانة : سرنجة..حقنة بربع جنية ..تشتريها من أى صيدلية..وتملاها هواء

وتضربها فى شريان من شرايين دراعك ..وهب ..هتحس بشعور لذيذ...وكمان هب وهب تلتة هتروح فى الوبا ..حاجة مفيش أبسط منها ..أوكازيون..علشان خاطر عيونك

توما : أما فكرة ..هى شنيعة بس فعلاً مفيش أبسط منها ..لازم أنفذها ...والاول أكتب الجواب


<يخرج توما ...فينظر شرشائيل لمكروئيل فى مكر قائلاً >

مكروئيل : أية رايك ياصديقى اللدود ؟

شرشائيل : لا ..لا ..دة أنت مصيبة مسيحة ...دانت جن مصور...دانت أبليس نفسة ..دكتور ياخواتى..أية رشتة الانتحار السهلة دى!!!

شرشائيل : علشان تتعلم ..وتفهم أن كل باب ولة مفتاح واحد ..و الشيطان الناصح هو اللى يعرف مفتاح بابة فين

خاللى بالك زبونك وصل تحت وأهو طالع السلالم ..وهيدخل علينا دلوقتى ..جاهز..أقنعة ..أضعفة ..كسر وحطم ودمر فى نفسيتة وروحة وأيمانة...صاحبك مفيش أضعف منة دلوقت....فادى أستوى وطالب الاكيلة ..هيا أجهز علية

< يدخل فادى وهو ممسك بكتبة فى حزن وغيظ فيقزف بالكتب بكل قوة على الارض وهو يصرخ ناظراً لصورة الراعى الصالح:

فينك يايسوع ..فينك يامخلص ؟

أزاى سبتنا وتركتنا للعواصف والرياح وأعاصير الشر تدمر البيت دة..البيت اللى مكنش بينام الا على أسمك ولا كانش بيقوم الا على أسمك ولا كنش بيعيش الا واسمك هو البداية والنهاية لكل خطوة فية

رحت فين ..أنا محتجلك ..لو سمعنى جاوب على ..رحت فين ؟؟..فين ؟؟

مكروئيل يقترب من فادى قائلاً :أنت يابنى لسة عايش فى وهم الراعى الصالح والصلب والفادى والخلاص والكلام دة اللى أكل علية الدهر وشرب وأتاوب كمان ونام....فوووق ..أصحى من وهم الرهيب..

فادى : وهم ..مش ممكن يكون كل دة كان وهم ؟؟...يسوع موجود ....موجود مش وهم

شيطانة : لا..لا ياحبة عينى من جوة لا ..دى أكبر خدعة أنطلت على البشرية ..مفيش مخلص مفيش الة

فادى : مستحيل ..مستحيل تكون كل حياتى مبنية على خدعة ..وأيمانى على وهم ..مستحيل مستحيل!

شيطانة : مفيش خاجة أسمها مستحيل ..أنت أخدت الايمان أزاى ..مش من يوم ولدتك ؟

فادى : أيوة ..طبعاً

شيطانة : وأنت متأكد من أن الطريق دة هو الصح ...صح ؟

فادى : أيوة ..متأكد ..بكل جوارحى ..متأكد بكل ذرة أيمان أنخلقت بيها ..متاكد متأكد

شيطانة : طب قوللى بقى ياحلو الملامح ..طب لو كنت أنولدت مش مسيحى .فى أسرة من العالم أو أسرة من أى ديانة تانية .مش بردك كنت أخدت نفس أيمان أهلك

فادى : مش عارف ...أنا لاول مرة أتحير كدة ...مش عارف

شيطانة : لا ..أنت عارف الاجابة كويس ..هتكون فى نفس خيز وأيمان وأعتقاد أهلك..معنى كدة أن أيمانك نفسة كدبة ..أيمان بالوراثة مش أكتر من كدة

فادى :أية ..أية الافكار الغريبة دى ..دة أكيد أفكار الشرير ...عايز يدمر أيمانى ...

شيطانة يصرخ قائلاً : أهو أنتم كدة يابنى أدمين الواحد منكم لما يعرف الحقيقة ويفووق يقول أفكار شياطين ..ماشطان الا بنى أدم...... يابنى أدم

فادى يمسك راسة بقوة وهو يصرخ :...كفاية ..كفاية ..أنا خلاص قربت أكفر بكل حاجة ..خلاص قربت أنسى حياتى وتربيتى

شيطانة فى فرح : طب فين الهك ؟...لية سبكم للدمار ..لية ترككم لمزلة العالم ..لية رفع أيدية عن حمايتكم ..لية ؟لية ؟

فادى : أكيد لة خطة أكبر من تفكرنا ...أكيد لة هدف من كل دة ..أكيد أكيد

شيطانة : يابنى ياحبيبى ...ياحبيبى يابنى ...أنت عنيد ..مش عايز تعترف بفشل الهك فى حمايتكم...علشان من الاصل ..لا وجود

لهذا الالة...لا وجود للخلاص ...لا وجود لحياة القداسة والبتولية والملك مع ربك ..لا وجود لا لنار ولا لسما ولا لشىء أسمة فردوس النعيم....النار وجهنم ..الجنة والسما والفردوس..كل دة هنا عالارض

فادى فى يأس رهيب : يعنى أنا وكل اللى قبلى كنا على وهم مخدوعين ؟؟..طب مين اللى لة هدف ..ولية عمل كدة؟

شيطانة : ياااة ..دى حاجة قديمة وموجودة فى كل العصور ...اللى هدفهم كدة هما الناس الاغنياء

زرعوا فى عقول وقلوب الفقراء فكرة اللة والسماء والنعيم ...علشان الفقير يقتنع بفقرة فيسكت ويعيش قانع

ويخدم الغنى فيزيد الغنى غنى على غناة...وزرعو جواهم الخوف من جهنم ..والنار ..والبحيرة اللى فيها نار وكبريت علشان اللى ميجيش بالجزرة والسما يجى بالعصايا وجهنم...هى دى الخدعة ..وهى دى الحقيقة اللى الكل بيهرب منها

الايمان بوجود شىء خارق للطبيعة هو المخدر اللذيذ..الدين هو أفيون الشعوب الخائفة

<فادى يسقط على الارض وهو يبكى بمرارة وحزن رهيب>

يتقدم شرشائيل من مكروئيل قائلاً : حلو قوى كدة ..أنت بقيت معلم فى فن الخداع وترويج الاكاذيب..كنت فين قبل كدة؟..وكانت موهبتك دى كلها فين يامعلم مكروئيل

مكروئيل : طب سبنى أكمل وأقضى علية دلوقتى

شرشائيل : لك كل ما تريد ياأخى العزيز ...ياكذاب ياأبن أبوالكذابين

وبينما يهم مكروئيل أن يكمل الا وتسمع طرقات على باب المنزل

فيقوم فادى ..ويمسح دموعة قائلاً حاضر ..ياللى على الباب أنا جاى ..حاضر

يفتح الباب فيظهر القس سويرس فيتقدمة فادى قائلاً فى يأس : أهلاً أبونا ..أتفضل

يصرخ شرشائيل فى غيظ : يادى المصيبة ...أية اللى جاب الراجل دة هنا السعادى ؟!

يتكلم مكروئيل فى خوف رهيب : بقولك أية ياشرشائيل ياخويا ما تيجى بينا نفلسع من هنا دلوقتى ..الجبن نص الجدعنة

شرشائيل فى غيظ وتحدى : لا ..لا ..والف مليون لا ...وغلاوة جهنم ...ولعنة أبليس مانا ماشى من هنا الا لما أشوف القسيس دة ناوى على أية

يقف أبونا قائلاً لفادى : مالك يافادى يابنى ..خليك راجل ..وأنسان مؤمن كدة ..وسلم أمرك وأحمالك وتعبك على الهنا ..

فادى : يابونا ..أنا مش

يسكتة القس قائلاً : أستنى يابنى ...

يرفع القس صليب كبير فى يدة وهو يرشم علامة الصليب قائلاً : بسم الاب والابن والروح القدس الة واحد أمين

ويكرر علامة الصليب فى الاربع جنبات المنزل ....فتحدث طرقعات رهيبة فيزعر الشيطانان ويسقطون ..ولا يستطيعون القيام

وبمنتهى الصعوبة يزحفون على وجوههم حتى يخرجون من المنزل وهم يصرخون

ينظر القس سويرس لفادى قائلاً فى محبة غير محدودة : أمال فين أخوك يافادى ؟

فادى : أخويا ..سبب كل المصايب دى ..مش عايز أسمع أسمة قدامى

القس : لا ياح

https://masrahnaa.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى