الانتقام
*******
دخل طبيب وحدة القرية.... لعزبة أنور باشاسليم واجداً فى أنتظارة على باب القصر خولى العزبة والعمدة...ومأمور المركز
الذى سلم على الطبيب قائلاً لة:أهلاً يادكتور وجدى ..أحنا كدة منشفكش الا فى الحالات الحرجة والمستعجلةبس !!!
أبتسم د.وجدى قائلاً : معلش ياحضرةالمأمور..أنت عارف مستوصف
القرية مفهوش غيرى أنا وترمجى واحد بس..دة أنا من شهرين مش قادر أخد أجازة وأسافر لاهلى فى مصر
أبتسم المأمور متفهماً وهو يدخل للقصر ومعة الدكتور قائلاً لة:أنا عذرك يابنى..المهم..الحالة اللى موجودة هنا ..بتاعةواحد فلاح من الفلاحين اللى بيزرعو أراضى الباشا بالآجرة السنوية
وباين أنة وهو بيحاسب الباشا على الزرعة بتاعتةطب ساكت
نظر لة الطبيب بشدة قائلاَ : أذاى يعنى طب ساكت؟؟
رد فؤاد الباشا الذى أتى من خلفهم : ذى أى واحد عيان بالسكرى
أصل مندور الفلاح دةكان عندة مرض السكرى...فممكن تكون أزمة السكر هجمتة وهو معايا
قال الطبيب: طب هو فين دلوقتى
أشار الباشا لحجرةالمكتب الداخلية قائلاً بكل برود :
متلقح جوة هنا <واشار الى الحجرة >
دخل الطبيب وبدء يكشف على ذلك الجسد المسجى على أرض الحجرة...
ووقف الباشا ينظر لذلك الجسد الهامد...وهويتذكر كيف أن ذلك الفلاح الملعون مثلما يدعوة دائماً....كان هو الوحيد الذى يقف أمام أطماعة ونزوات الامتلاك لدية
بل هو من أنفجر اليوم فى وجةالباشا معترضاً على بيع تعب العام كلة من القطن الذى يزرعة لة بذلك الثمن الزهيد....
فالسعر المعروض علية من محلج المحافظة أضعاف أضعاف ما
يعرضة علية الباشا
لذلك حدثت تلك الحادثة...عندما أستشاط أنور باشا أمام عناد ذلك الفلاح ...وهو يصرخ فية قائلاً :
أنا ممكن أدفنك مطرح مانت واقف ياخسيس ...
أبتسم الفلاح مندور وهو يرد على الباشا فى هدوء الواثق:
مين يعرف ولا مين يعلم اللى مكتبلة يدفن التانى ياباشا
وهنا قام الباشا وهو يصرخ فى مندور صافعاً أياة صفعة شديدة..فللوقت سقط الفلاح المريض..وهو يرتعش طالباً دواء السكر من دارة
ولكن الباشا ..وقف مشاهداً بلا أدنى أهتمام واضعاً أقدامة على
جسد ذلك المريض بشدة حتى همد الجسد الساقط تحت أقدامة
أفاق الباشا من أفكارة عندما قام الدكتور وجدى قائلاً :
البقية فى حياتكم
أرتسم شبح أبتسامة الظفر على وجة فؤاد باشا عندما سمع تلك الجملة....قائلاً لنفسة :مش قلتلك أنا ممكن أدفنك مطرح مانت واقف ياغبى...
ومرت الايام والشهور تجرى ونسى فؤاد باشا مندور وعناد مندور وموت مندور
وفى ليلة كان الباشا يسترجع بعض الاوراق الهامة فى مكتبة
عندما دقت ساعةالحائط الثانية بعد منتصف الليل..الا وسبح القصر
كلة فى الظلام الدامس...فتنهد الباشا وهو يزعق على خادمة الخاص: ياعباس...يازفت ياعباس...هات من عندك كلوب بسرعة
خلينى أخلص الهم دة اللى قدامى..بسرعة يازفت
وبدء يظهر من بعيد ضوء خافت مقترباً من مكتب الباشا..ضوء يأتى من باب القصر
هتف فؤاد قائلاً : ماتجرى شوية يالكعى..أنت ماشى على قشر موز
وأقترب الضوء أكثر فأكثر حتى أصبح حامل تلك الشمعة أمام الباشا الجالس خلف مكتبة
رفع فؤاد نظرة لذلك الخادم حتى يصرخ فية ..فهوا قدطلب كلوب وليس شمعة..ولكن لم يستطع الحديث أو حتى التنفس
فمن خلال ذلك الضوء الخافت الذى يرتعش بشدة شاهد الباشا
أسوء شىء لم يخطر لة على بال...نظر بشدة محدقاً فى الواقف أمامة كالتمثال الشمعى..ولكنة لم يستطع أن يتأكد مما يراة فقام بحذر ورهبة مادداً رأسة لوجة ذلك الانسان أو هذا الشبح الممسك بالشمعة
ومن بين تزبزب الضوء رأى وجة مسخ رهيب للفقيد الراحل الاخ مندور الفلاح...الذى سقط ميتاً منذ شهور فى نفس موضع ومكان وقوفة الان
لم يستطع أن يفعل فؤاد شىء غير أن يقع مغمى علية
ومن تلك الليلة المرعبة..وشبح مندور يلاحق فؤاد فى كل مكان
وفى كل ليلة....وتغيرت حياة الباشا وهرم بسرعة غريبة
وأصبح لا يهتم بهندامة ولا مأكلة كعادتة فيما مضى من سالف الايام
وأضحى فى هيئة مزرية رهيبة...كأنة أسير حرب أو شحاذ أو مجنون
حتى وجدة بعض الفلاحين فى صباح يوم ممطر جثة هامدة فوق مدفن مندور..وأصابعة غائصة فى تراب ذلك المدفن..وكأنةكان يريد أن ينبش تربة الفلاح المسكين
وفى نفس اليوم ومع غروب الشمس كان الباشا فى عداد الاموات
مدفوناً بجوار مدفن مندور
ذهب الكل بعد دفن الباشا وبقى شخص واحد ...شخص أنحنى على تربة الباشا وهو يتذكر كيف أنة بعدما دفن وفى نفس ليلة دفنة أفاق من تلك الغيبوبة الرهيبة بفعل مرض السكرى..وكيف أنة عرف
بموضوع موتة ودفنة من صديقة الذى ساعدة...صديقة تربى تلك المدافن..العم جمال...وكيف أنة خطط ونفذ كل تلك الشهور ليلحق الباشا فى نفس المكان الذى أرادة لة هو
نظر منتدور بعيونة وهو يربت على تربة الباشا قائلاً فى هدوء الواثق:
مش قلتلك مين يعرف ولا مين يعلم اللى مكتبلة يدفن التانى ياباشا
وقام مندور هذا وهو يضع ذلك الفأس الذى أستعملة فى حفر تربة فؤاد باشا وهو يرحل متمتماً بلحن عذب لاغنية قديمة
*******
دخل طبيب وحدة القرية.... لعزبة أنور باشاسليم واجداً فى أنتظارة على باب القصر خولى العزبة والعمدة...ومأمور المركز
الذى سلم على الطبيب قائلاً لة:أهلاً يادكتور وجدى ..أحنا كدة منشفكش الا فى الحالات الحرجة والمستعجلةبس !!!
أبتسم د.وجدى قائلاً : معلش ياحضرةالمأمور..أنت عارف مستوصف
القرية مفهوش غيرى أنا وترمجى واحد بس..دة أنا من شهرين مش قادر أخد أجازة وأسافر لاهلى فى مصر
أبتسم المأمور متفهماً وهو يدخل للقصر ومعة الدكتور قائلاً لة:أنا عذرك يابنى..المهم..الحالة اللى موجودة هنا ..بتاعةواحد فلاح من الفلاحين اللى بيزرعو أراضى الباشا بالآجرة السنوية
وباين أنة وهو بيحاسب الباشا على الزرعة بتاعتةطب ساكت
نظر لة الطبيب بشدة قائلاَ : أذاى يعنى طب ساكت؟؟
رد فؤاد الباشا الذى أتى من خلفهم : ذى أى واحد عيان بالسكرى
أصل مندور الفلاح دةكان عندة مرض السكرى...فممكن تكون أزمة السكر هجمتة وهو معايا
قال الطبيب: طب هو فين دلوقتى
أشار الباشا لحجرةالمكتب الداخلية قائلاً بكل برود :
متلقح جوة هنا <واشار الى الحجرة >
دخل الطبيب وبدء يكشف على ذلك الجسد المسجى على أرض الحجرة...
ووقف الباشا ينظر لذلك الجسد الهامد...وهويتذكر كيف أن ذلك الفلاح الملعون مثلما يدعوة دائماً....كان هو الوحيد الذى يقف أمام أطماعة ونزوات الامتلاك لدية
بل هو من أنفجر اليوم فى وجةالباشا معترضاً على بيع تعب العام كلة من القطن الذى يزرعة لة بذلك الثمن الزهيد....
فالسعر المعروض علية من محلج المحافظة أضعاف أضعاف ما
يعرضة علية الباشا
لذلك حدثت تلك الحادثة...عندما أستشاط أنور باشا أمام عناد ذلك الفلاح ...وهو يصرخ فية قائلاً :
أنا ممكن أدفنك مطرح مانت واقف ياخسيس ...
أبتسم الفلاح مندور وهو يرد على الباشا فى هدوء الواثق:
مين يعرف ولا مين يعلم اللى مكتبلة يدفن التانى ياباشا
وهنا قام الباشا وهو يصرخ فى مندور صافعاً أياة صفعة شديدة..فللوقت سقط الفلاح المريض..وهو يرتعش طالباً دواء السكر من دارة
ولكن الباشا ..وقف مشاهداً بلا أدنى أهتمام واضعاً أقدامة على
جسد ذلك المريض بشدة حتى همد الجسد الساقط تحت أقدامة
أفاق الباشا من أفكارة عندما قام الدكتور وجدى قائلاً :
البقية فى حياتكم
أرتسم شبح أبتسامة الظفر على وجة فؤاد باشا عندما سمع تلك الجملة....قائلاً لنفسة :مش قلتلك أنا ممكن أدفنك مطرح مانت واقف ياغبى...
ومرت الايام والشهور تجرى ونسى فؤاد باشا مندور وعناد مندور وموت مندور
وفى ليلة كان الباشا يسترجع بعض الاوراق الهامة فى مكتبة
عندما دقت ساعةالحائط الثانية بعد منتصف الليل..الا وسبح القصر
كلة فى الظلام الدامس...فتنهد الباشا وهو يزعق على خادمة الخاص: ياعباس...يازفت ياعباس...هات من عندك كلوب بسرعة
خلينى أخلص الهم دة اللى قدامى..بسرعة يازفت
وبدء يظهر من بعيد ضوء خافت مقترباً من مكتب الباشا..ضوء يأتى من باب القصر
هتف فؤاد قائلاً : ماتجرى شوية يالكعى..أنت ماشى على قشر موز
وأقترب الضوء أكثر فأكثر حتى أصبح حامل تلك الشمعة أمام الباشا الجالس خلف مكتبة
رفع فؤاد نظرة لذلك الخادم حتى يصرخ فية ..فهوا قدطلب كلوب وليس شمعة..ولكن لم يستطع الحديث أو حتى التنفس
فمن خلال ذلك الضوء الخافت الذى يرتعش بشدة شاهد الباشا
أسوء شىء لم يخطر لة على بال...نظر بشدة محدقاً فى الواقف أمامة كالتمثال الشمعى..ولكنة لم يستطع أن يتأكد مما يراة فقام بحذر ورهبة مادداً رأسة لوجة ذلك الانسان أو هذا الشبح الممسك بالشمعة
ومن بين تزبزب الضوء رأى وجة مسخ رهيب للفقيد الراحل الاخ مندور الفلاح...الذى سقط ميتاً منذ شهور فى نفس موضع ومكان وقوفة الان
لم يستطع أن يفعل فؤاد شىء غير أن يقع مغمى علية
ومن تلك الليلة المرعبة..وشبح مندور يلاحق فؤاد فى كل مكان
وفى كل ليلة....وتغيرت حياة الباشا وهرم بسرعة غريبة
وأصبح لا يهتم بهندامة ولا مأكلة كعادتة فيما مضى من سالف الايام
وأضحى فى هيئة مزرية رهيبة...كأنة أسير حرب أو شحاذ أو مجنون
حتى وجدة بعض الفلاحين فى صباح يوم ممطر جثة هامدة فوق مدفن مندور..وأصابعة غائصة فى تراب ذلك المدفن..وكأنةكان يريد أن ينبش تربة الفلاح المسكين
وفى نفس اليوم ومع غروب الشمس كان الباشا فى عداد الاموات
مدفوناً بجوار مدفن مندور
ذهب الكل بعد دفن الباشا وبقى شخص واحد ...شخص أنحنى على تربة الباشا وهو يتذكر كيف أنة بعدما دفن وفى نفس ليلة دفنة أفاق من تلك الغيبوبة الرهيبة بفعل مرض السكرى..وكيف أنة عرف
بموضوع موتة ودفنة من صديقة الذى ساعدة...صديقة تربى تلك المدافن..العم جمال...وكيف أنة خطط ونفذ كل تلك الشهور ليلحق الباشا فى نفس المكان الذى أرادة لة هو
نظر منتدور بعيونة وهو يربت على تربة الباشا قائلاً فى هدوء الواثق:
مش قلتلك مين يعرف ولا مين يعلم اللى مكتبلة يدفن التانى ياباشا
وقام مندور هذا وهو يضع ذلك الفأس الذى أستعملة فى حفر تربة فؤاد باشا وهو يرحل متمتماً بلحن عذب لاغنية قديمة