نص مسرحية العرض الأخير هذا النص
.. الممثل يدخل الى خشبة المسرح ينهمك في عمله .. لكنه يصدم بقرار ادارة المسرح .. الاستغناء عنه ..
يتوقف قليلاً .. يلتقظ انفاسه .. تستدرجه اللحظة لينهمك في بكاء مرير ..
اللحظة توقفت لديه .. فلم يتمكن من الاستمرار والانطلاق للامام لم يجد امامه سوى فرصة العودة للخلف ..
تبدأ الحكايات .. التفاصيل .. المواقف .. تتداعى الاشياء يسترجع الاعمال التي سبق له المشاركة فيها ..
يتوقف .. لقد انتهى كل شيء وعليه الان ان يغادر تاركاً مكانه للجمهور ..
مداخلة :
في هذا العمل فرصة كبيرة لطاقم العمل وللمخرج للعمل في كل اشكال العمل المسرحي وبالتالي وفي نفس الوقت الذي تتميز فيه المسرحية بالطرافة فانها كشكل تتميز بقدرتها على العمل في اجواء بها الكثير من التقنية سواء من خلال الاضاءة او الصوتيات التي يخصص لها لوحة كاملة او التشكيلات والتكوينات والعاب الممثلين .. وفي داخل المساحات الحرة التي تتيح لطاقم العمل فرص التداخل مع العمل والقيام بفعل ايجابي تجاه التفاعل مع لوحات العمل المسرحي ..
ومن خلال هذا الممثل سيتم الربط بين لوحات العمل على ان يراعي تهميش الممثل الذي سيتضح في نهاية العمل انه مجرد ممثل كومبارس ..
** أقرأ المزيد **
" مشهد البداية "
تظهر خشبة المسرح وسط إضاءات شاحبة .. لعبة تمارس عى المسرح .. اللعبة ذات تمازج بين الظل واللون والضوء شرائح من القماش المتدلي كستائر في مسافات متباعدة ..
الممثلون يدخلون اللعبة .. كأشباح يختفي البعض ويظهر .. داخل بقع اللون .. مؤثر صوتي قلق ..
-الممثل يدخل جو اللعبة من داخل الصالة .. راكضاً نحو خشبة المسرح صعوداً يركض معهم في تفاصيلهم وكأنه من نسيجهم ..
- الحركة تتوقف تدريجياً .. تذبل .. بينما يظل هو على إصراره ..
الإضاءة تتوقف أيضا تدريجياً عن ألعابها .. إلى أن تتحول لشموس الأشباح تتوقف عن الحركة تدريجياً .. إلى أن تتوقف تماماً .. وتمارس نفسها بتلقائية على خشبة المسرح ..
بينما الممثل يستمر في حركته مجتهداً .. ثم يتوقف فجأة ويلتقط أنفاسه في حالة من اللامبالاة يتحرك بقية الممثلين بعضهم .. يجفف عرقه بعضهم يشرب الماء .. البعض يجلس أو يمارس حديثاً جانبياً .. غير هام .. فيما يبدو ..
- الممثل/ هل هنالك تعليمات جديدة " فترة صمت "..
هل تغير شيء في الحركة " فترة صمت "..
هل أخبركم المخرج بشيء جديد لم اعرفه " فترة صمت "..
الممثل يشعر بجو الصمت المحيط به
- الممثل/ آسف .. اعتذر لكم بعمق .. اعرف أنى أزعجتكم .. أرجو أن تلتمسوا لي العذر .. انتم اعرف بظروفي ..
يشكل الممثلون شكل سهم .. الأيدي للأمام فيما يشبه الدفع .
- الممثل/ اعرف ماذا تعني حركتكم هذه .. يازملائي الاعزاء .. اعرف ان المسرح التزام .. ولكن ماذا افعل بظروفي .. لقد كنت اكثركم التزاماً واخلاصاً.. هذه الخشبة شهدت ولادتي مسرحياً .. شهدت الكثير من تفاصيلي .. حبات العرق التي تساقطت عليها جعلتني واياها نسيجاً واحدا يرفض الانفصال ..
الممثل يدفع المجموعة عن بعد فيتشكل منها تشكيل جديد تتكدس فيه المجموعة مع تكوين بالجسد وتشكيل بالأيدي ..
- الممثل/ قلت لكم اعذروني .. لما لاتملكون حساً للسماح .. لحظة صفاء تمنون بها علي ..
الممثلون يصطفون على شكل صف غير منسق الممثل القريب من الكواليس يعطي الممثل بعده خطاباً داخل ظرف .. يسلمه لمن بعده وهكذا .. حتى تصل الرسالة للممثل ..
- الممثل/ شكراً لكم .. كنت اعرف مشاعركم الصادقة نحوي .. انتم لا تستطيعون الكلام ..
يفتح الرسالة .. ويقرأ بصوت مرتفع
الأخ الفنان .. السلام ..
تود ادارة المسرح ان تفيدكم بخبر الاستغناء عنكم .. في هذا العمل المسرحي الجديد وذلك نظراً لعدم التزامكم وغيابكم المتكرر عن البروفات .. رغم وعودكم المتكررة بالالتزام ..
وتتمنى لكم ادارة الفرقة حظاً طيباً .. مقدرة لكم جهدكم السابق .. ولكم خالص التحايا ..
ادارة المسرح .. "
فترة صمت قصيرة .. يعقبها صرخة .. ثم حالة ارتخاء من الممثل تسقط الورقة خلالها من يده ببطء
فترة صمت اخرى .. يعيد خلالها الممثل توازنه .. ثم يقف منتصباً .. نظرة فجائية حادة .. حركة واحدة للامام .. يسقط الممثل بعدها على ارضية خشبة المسرح فتتجمع المجموعة حوله .. يدفعها بيديه ..
" الممثل يضع يده على فمه يمسح وجهه بصمت .. تندلق الحروف ثم الكلمات من فمه باردة .. تسخن تدريجياً "
- الممثل/ بلون الفراشات .. بطعم الحلم الجميل .. الذي يخاف الصباح مرت الايام كالسنابل .. كالسنابك .. كالخيول ..
مر زمن جميل .. وهاهي لحظة النهاية المرة .. تأتي لا محالة ..
هاهم يستغنون عني .. هم لم ينسوا ابداً ان يتمنوا لي حظا سعيداً .. شكراً لكم على وفائكم معي ..
" يتحرك بصمت نحو منطقة اخرى "
- الممثل/ ترفض اشيائي ان تغادر هذا المكان .. لقد التصقت بكم والتصقتم بي .. ذكرياتي تتجمع هاهنا .. اصوات كثيرة متداخلة ضحك .. دموع .. شهيق .. ثرثرة .. ركض .. اصوات متداخلة ..
الممثل يتجه نحو المجموعة يعانقهم .. يودعهم .. حالة من الشجن تنتاب المجموعة
- ممثل1/ تحاول ان تبحث عن وجودك عن ذاتك ..
- ممثل2/ الوقت يداهمنا .. دعنا نتداخل مع ذكرياتك .. لنحتفل بالليلة الاخيرة لك معنا ..
الممثل/ تقاسيم وجوهكم الباردة .. تتوضح اكثر واكثر فتظهر لي تفاصيل جديدة .. تعود بي الذاكرة لمساحات كانت الاشجار تموت فيها جالسة ..
تظهر لي تفاصيل الاسماء .. والمواقع .. والحكايات .. والذكريات ..
ممثل3/ تختفي خلف بعضك .. نركض خلف البعض الاخير منك .. ثم نذوب نحن وانت في تفاصيل هذه الخشبة ..
- الممثل/ اتذكر يومي الاول هاهنا .. تداهمني حالة خاصة من كل الجهات اصوب قلبي باتجاهكم .. اتمرد عليكم ..
انحني .. وارتفع .. اسقط .. فتحملني روحكم صوب المستحيل .
ممثل4/ لاتحلم .. فيطول حلمك .. دون جدوى .. فواقع الواقع يصبح مرضاً .. قلقاً .. خوفاً ..
الممثل/ قطعة .. قطعة هي مساحة الخوف التي احاول ان اخفيها بتضاريسي البالية
ممثل 3/ تتغير الازمان والاشكال والاحجام وينبت في كل مرة مولود جديد ليزيح مولود قديم ..
ممثل1/ كل ذرة نسيان كانت ستاتي يلتهمها الخوف من الفقد فتعود من جديد..
الممثل/ كم هو مؤلم ومقرف وكئيب ان تجلدني تلك الصورة بألف سوط ..
ممثل 2/ لاشيء يولد الا ويموت .. لاشيء يموت الا ويولد بديل له ..
الممثل / اعتقد انكم تصارحوني بوجوهكم البليدة .. الباردة .. وكل هذه الثرثرة البلهاء .. بأقنعة وجوهكم .. السامجة .. انزف كثيراً .. ثم اسقط وسطكم .. دون ان اشعر .. تحملوني الى بيتي .. فتزيحوا عني هم العودة وحيداً .. منكسراً .. بائساً ..
ممثل3/ لن تستطيعك اللغة .. لن تتمكن حروفك ان تترجم وضعك المتفجر .. هل تكون انت اللغة .. ام تكونك اللغة .؟
الممثل/ " بانكسار " .. احلم فيضيع حلمي .. فاحلم مرة اخرى .. ثم احلم مرة ثالثة فيضيع حلمي .. احلم ويضيع .. أ.. ح.. ل.. م...ي.. ض.. ي.. ع...
ممثل4/ صوتك ذلك الحجر اليابس .. الممتلئ بالخشونة .. والصمت والضجر .. هل سينفجر الان ..
الممثل/ أصبحت أفكاري كالملابس القديمة .. لا احد يرتديها .. حركتي الخفيفة .. قدرتي على التعبير .. عضلات وجهي .. التي كانت تميزني .. كلها شاخت .. اصبحت كالملابس القديمة .. لا احد يرتديها حتى انا .
ممثل1/ "بسخرية" .. لماذا تشعر باليأس .. هذه الخشبة التي طالما حفظت تفاصيل حركتك .. لن تغادرك .. لا تيأس .. فما زلت فارساً يجيد ترويض خيلك.. حتى لو تقدم بك العمر ..
الممثل/ حان الوداع احبتي .. فلتتساقط دموعكم على خشبة المسرح ..
يدخل الممثل الكواليس يسحب حقيبته او صندوقاً ممتلئ بمجموعة من بالونات الهاليوم .. يجلس تتركز الاضاءة عليه يفتح الصندوق ببطء .. تطير بالونات الهاليوم في فراغ المسرح مع تركيز الاضاءة عليها .. وذلك بمصاحبة مؤثر مناسب 0
" لوحة التسجيل "
الممثل/ لازلت اتذكر اول يوم لي .. دخلت المكاتب وجدت مجموعة من الموظفين على المكاتب او بالاصح كانت المكاتب عليهم هكذا تصورتهم ..
" مجموعة من الممثلين على الكراسي "
الممثل/ مرحباً .. أين المسوؤل ؟..
" لا احد يجيب عليه الكل مشغول بقراءة الصحف "
الممثل/ مرحباً .. انا ممثل جديد .. اود ان اسجل لديكم ..
" لااحد يجيب ".
الممثل/ ياجماعة .. يا اخوان ..
" يضحك .. يبكي .. يصرخ .. يكح .. يعطس .. يغني ".
لا احد يجيب فيجلس معهم ممسكاً جريدة .. وبعد فترة وجيزة يبدأ كل شخص في طرح سؤال يخفض معه الجريدة ثم يعيدها بعد طرح السؤال مباشرة .
مسوؤل1/ هل سبق لك التمثيل .؟
الممثل/ نعم في مسرح المدرسة ..
مسوؤل2/ وبعد ذلك ؟.
الممثل/ شاركت في معسكرات الكشافة .. في المراكز .. في الاندية ..
مسوؤل3/ هل تأثرت بأحد ؟..
الممثل/ كثيرون .. هل اعددهم لكم ..
مسوؤل1/ لاداعي .. خذ هذه استمارة .. سجل فيها اسمك وعنوانك سنتصل بك عندما يكون هنالك جديد ..
الممثل/ سجلت معلوماتي .. واخذت انتظر .. وانتظر .. وانتظر .. حقيقة لم يطل بي الانتظار .. لكني كنت احسب الثواني اتصلوا بي بعد شهر .. قالوا لي نريد تجربتك .. انا .. انا يريدون تجربتي ..
لم انم تلك الليلة حلمت كثيراً كيف سيجربوني .. ماذا يريدون تجربته .. صوتي .. جسدي .. عقلي .. معلوماتي .
حضرت التجربة .. جربوني ونجحت ..
قالوا لي .. سنسد لك دوراً صغيراً .. طارت بي اوراق النص .. نحو الاحلام .. كانت احلامي كبيرة ..
لم يكن دوري كبيراً لكني حفظت النص في ثلاثة ايام وكانت مسرحية " اللص " هي اول عمل مسرحي لي ..
اظلام سريع .. يبدأ بعده المشهد
" لوحة اللص "
ديكور مكون من شرائح عبارة عن ستائر خلفية .. موزعة على مسافات مختلفة من المسرح .. شخص ما .. يجلس على كرسي .. يضع نظارات يقرأ من كتاب معه اضاءة خافتة .. مع صوت طرقات لباب ترتفع معها الاضاءة تدريجياً ..
" يدخل الممثل ويوجه حديثه لممثل1"
الممثل/ شخص ما .. يطرق الباب ياسيدي .
ممثل1/ افتح الباب .. وانظر من الطارق ..
" الممثل يذهب الى جهة الكواليس ثم يعود "
الممثل/ شخص بالباب .. ياسيدي .. يقول انه لص ..
ممثل1/ دعه يدخل .
" يدخل ممثل2 بثياب رثة وعليه اثار اللصوص مضحمة مثل نوعية الملابس وربطه العين وسلسلة المفاتيح "
ممثل1/ من انت ..؟
اللص/ انا لص اتيت لكي اسرق منزلكم العامر ..
ممثل1/ تفضل اجلس ياسيد لص .
اللص/ شكراً لك ياسيدي صاحب المنزل .
ممثل1/ هل تشرب شيئاً .. ياسيد لص .
اللص/ قهوة مرة .. لو سمحت .
ممثل1/ لما انت حزين .. اشربها سكر زيادة .. دع حياتك تمتلئ بالفرح ..
اللص/ ومن اين يأتي الفرج ياسيدي .. ثم اني اعمل رجيماً غذائياً ..
الممثل/ هل احضر القهوة الان ياسيدي ؟..
ممثل1/ نعم .. وانت ياسيد لص .. حدثني عن رجيمك الغذائي ..
اللص/ انا مضطر لذلك ياسيدي .. لقد ازداد وزني في الاونة الاخيرة لم اعد استطيع ان اتسلق المنازل .. اصبحت انحشر في النوافذ لم يعد امامي سوى ان اطرق الابواب واخبرهم بشخصيتي الحقيقية واطلب منهم المساعدة ..
ممثل1/ فكرة لطيفة .. لكن اخبرني كيف كان تفاعل الناس معك عندما تخبرهم انك لص ..
اللص/ البعض يعتقد اني مجنون فيعاملني بلطف .. والبعض بخوف .. البعض يستخف بي ويقفل في وجهي الباب .. البعض يعتقد اني متسول لطيف .. واني اخترعت اسلوباً جديدا في التسول فيتصدق علي .. انا في العادة لا اقبل الصدقات اريد ان اكل من عرق جبيني ..
البعض خطير جداً .. فهو يبتسم لي .. ويدخلني للمنزل ويطلب مني ان ابدأ في السرقة .. ولكني عندما اهم بالخروج .. اتلقى كل انواع الضرب والركل ..
ممثل1/ ماهو احساسك وانت لص .؟
اللص/ عندما تكون لصاً .. تكون جرذاً .. شخص جبان .. تتلصص اولاً ثم تخرج رأسك ثانياً .. تتلفت يميناً ويساراً .. تركض سريعاً لتأخذ ماتريد ..
هل جربت ان تكون جرذاً .. فأراً .. ماوساًُ .. عندما لايكون احد في المنزل .. تتحرك ببطء .. تكون مرتاحاً اكثر .. هي حياة فئران ببساطة ..
" الممثل يدخل وبيده القهوة "
الممثل/ القهوة ياسيدي اللص.
ممثل1/ تناول قهوتك واسرع .. خذ ماتريد فقد يحضر احد اقاربي لزيارتي فلا تتمكن من تنفيذ مهمتك ..
اللص/ اشكر لك اخلاقك الرفيعة ياسيدي .. لقد اكرمتني بعطفك وشملني حنانك .. فلا املك الا ان ادعك تختار لي ما اسرق ..!!
ممثل1/ لا اعرف .. فقد فقدت بصري منذ سنوات طويلة وفقدت معه قدرتي على معرفة الاشياء .. خذ ماتريد 0
اللص/ هل يوجد لديك شيء ثمين او غالي لديك كي ابتعد عنه ..
ممثل1/ هذا الكرسي الذي اجلس عليه .. انه رفيقي الذي اكره ان اخسره .. دع الخادم يرشدك ..
الممثل/ امر سيدي ..
اللص/ اتعلم .. اكره ان اخسرك .. لن اسرق شيئاً .. لقد جئت الى هنا سارقاً .. فسرقتني ..
عموماً سأمر عليك قريباً .. فقد اصبحنا صديقين كما اعتقد ..
" يخرج الممثل بصحبة اللص .. مع اظلام نهاية المشهد "
" لوحة الصوتيات "
إضاءة دش علوي يقف تحتها الممثل
الممثل/ لم انم بعد العرض الأول ولا الذي بعده .. كنت انتظر الصحف كل صباح .. وحالما تصل كنت اقرأ كل حرف بها لعل اسمي يكون موجوداً بها ..
بعد أسبوعين لمحت موضوعاً عن المسرحية .. قفزت كل الحروف تخطيت كل الكلمات حتى لمحت اسمي مع فريق العمل قرأت اسمي اكثر من عشرين مرة قبل إن أقص الجريدة واحتفظ بالجزء صورته وزعته على أصدقائي ومعارفي
" يمشي الممثل قليلاً تتبعه الإضاءة "
الممثل/ أوه كم حفظت هذه الخشبة تفاصيلي .. كم تولعت بها أتذكر هذه المنطقة تحديداً .. لقد كنت هنا انفذ دوري في العمل الثاني .. كان عملاً رائعاً في تصوري .. قال لنا المخرج .. سلموا لي عقولكم ..
لقد ركز المخرج فيه على الصوتيات فقط .. لم اكن وقتها استوعب الكثير من الأمور .. لكن الأمور تحسنت مع البروفات المكثفة ..
المسرح يضاء بالكامل وقد امتلأ بالممثلين .. حيث يتم خلال هذا المشهد التركيز على الصوتيات بحيث يتم استخدام اكثر من وسيلة لتنفيذ المشهد بداية من الصافرة والطبل ثم الأدوات التي تصدر صوتاً لكي يتم تنفيذ عمل صوتي واعتقد أن تحديد موضوع وطريقة لعب الممثلين ستكون من خصوصيات المخرج الذي اترك له حرية تنفيذ المشهد بالشكل المطلوب واقترح عمل ورشة عمل لتحديد المطلوب وصياغة تنفيذ المشهد على أن يراعى إن دور الممثل سيكون هامشاً قدر الإمكان ..
" لوحة البروفة "
" إضاءة الدش العلوي تعود للممثل "
الممثل/ حضرت بعد ذلك مشروعاً جديد .. طلبت من المخرج أن يشركني في العمل الجديد رحب بي .. شاركت في بروفات العمل .. كانت أياما مرهقة وجميلة كان بها الكثير من الألعاب المسرحية ..
" يتحرك الممثل نحو خلفية المسرح"
الممثل/ هنا كان مكاني في مسرحية الأيام المرة لازلت أتذكر بروفاتها حتى الآن..
الممثلون يتوزعون على خشبة المسرح الكل يقرأ من النص معه .. اللعبة تعتمد على أن كل ممثل يسير وهو يقرأ حواره وحالما يصل إلى زميله يتوقف ليستلم زميله الحوار منه ويصل به إلى الثالث وهكذا تكون الأمور في العودة مع وجوب العودة لنفس الحوار في نفس المنطقة لاستكماله إلى منطقة أخرى ..
ممثل1/ ماذا يحصل عندما تقابلك الأشياء الجميلة .. لاشك أن جمالها سيصدمك .. فلا تستفيق ..
ممثل2/ دموعك التي تحجرت واصبحت قطعة صلبة .. لاتخرج حتى تجرحك وإذا رفضت الجرح جرحتك مرة أخرى ..
ممثل3/ وجه أمي كان مشرقاً كالقمر .. القمر كان ينير قريتنا .. قريتنا التي سكنت في دار جدي .. دار جدي التي كان وسطها شجرة اللوز العتيقة .. شجرة
اللوز التي زرعها جدي .. جدي الذي مات وهو يقول لنا ما يزرعه الآباء يأكل منه الأبناء ..
ممثل4/ الإنسان الذي لا يشتري نفسه يبيعها .. والثمن المطروح للإنسان هو ما يملكه هذا الإنسان من حماقة ..
الممثل/ لا.. لا.. لا.. لا..
يظل يكررها حتى يصل الممثل1
ممثل1/ اللحظات المرة تتصالح مع اللحظات الحلوة .. تتجمع اللحظات لتتفق فيما بينها على الاحتفالية القادمة توزع كل لحظة مساحتها الزمانية والمكانية بحيث لا تجتمعان في مكان واحد ..
ممثل2/ لماذا نرفض البكاء .. لماذا نصادر أنفسنا .. دموعنا حكاياتنا .. لماذا لا نبكي .. إلا في أماكن نضمن فيها الخلوة وعدم وجود متطفلين .. نحجب دموعنا عن الناس فتحجب الناس عواطفهم عنا ..
ممثل3/ بعد عام ماتت شجرة اللوز .. حزنت كثيراً عليها .. حاولت أن أبقيها واقفة .. قلت هي الأشجار تموت واقفة لكنها تخشبت وسقطت .. فكرت في ابني الذي لن يجد لوزاً يأكله .. زرعت برعماً جديداً .. ليأكل منها ابني ..
ممثل4/ حاولت تحديد سعر لي .. وزنت أفكاري .. عواطفي .. تفاهاتي .. تفاعلي مع الأخر .. وتفاعل الآخر معي .. وجدت نفسي لا أسوى سوى ما املكه من نقود ولما لم يكن معي نقود عرفت أنى لا أسوى شيئاً ..
الممثل/ الفراغ يأكلنا .. وسط هذا الشتات لن نصل إلى قواسم مشتركة تجمع بيننا .. لا.. لا..لا ..لا ...
تتحرك المجموعة مع مؤثر صوتي وضوئي مناسب وهي تكرر تجسيد التكوينات والأشكال الجمالية .. مع خفوت الإضاءة
.. إظلام ..
" لوحة لاشيء في الامام "
الممثل/ تذوب اللحظات الحلوة كما تذوب قطعة السكر ولا يبقى إلا طعمها الحلو .. ماذا يحصل عندما تقابلك الأشياء الجميلة لا شك أن جمالها سيصدمك .. فلا تستفيق ..
كنت أقابل دوماً أناسا كثيرون لا اعرفهم ولا يعرفهم أحد كان هناك شيء يجمعنا .. كنا نحب شيء واحد .. اسمه المسرح .. بجانب هذه الكواليس كنت اقف عندما نفذت مسرحية " لاشيء في الأمام " ..
الراوي/ كان هنالك ثلاثة رجال .. يسكنون في مكان ما .. يتكلمون نفس اللغة يستخدمون نفس المفردات لكنهم لم يستخدموا نفس الملابس .. كان الرجل الأول ثري جداً..
الرجل الأول/ أنا رجل غني جداً .. وعائلتي غنية جداً ..
الراوي/ وكان هنالك رجل متوسط جداً ..
الرجل الثاني/ أنا رجل متوسط جداً .. وعائلتي متوسطة جداً ..
الراوي/ وكان هنالك رجل فقير جداً ..
الرجل الثالث/ أنا رجل فقير جداً .. وعائلتي فقيرة جداً .
الراوي/ في سنة من السنوات في شهر من الشهور في يوم من الأيام اجتمع الرجال الثلاثة..
الرجل الثالث/ في هذا المكان شخص ما .. يأمل في أن يغير فكر الناس من حوله .. يحلم أن تستنسخ أفكاره 0
الرجل الثاني/ أتذكر حلماً غرقت فيه أحلامي في منطقة ما .. الناس كانوا في حالة ذعر .. كانت الأشياء تتدحرج بقوة نحو منطقة ما ..
الرجل الأول/ من لا يملك شيئاً .. لا يملك إلا أن يشعر بالسعادة لانه لا يملك ما يفكر فيه ..
الرجل الثالث/ الأشياء تبكي نفسها .. لأنها لا تجد ما تبكي عليه أيها الرجل الأول .. هل لك أن تساعدني ..
الرجل الأول/ أيها الرجل الثالث بماذا تريدني أن أساعدك ..
الرجل الثالث/ أنا فقير جداً ولدي ابن فقير جداً وهو يبحث عن عمل وأنت رجل غني جداً فما رأيك في أن يعمل ابني لديك ..
الرجل الأول/ لا عمل لدي .. فأنا لم افتح مكتباً للضمان الاجتماعي ..
الرجل الثالث/ ولكنه ابني !!..
الرجل الأول/ انه ابنك وليس ابني اعرف ذلك .. ولكني سأتعاطف معك .. سأدعه عندي على سبيل التجربة لمدة ثلاثة اشهر دون التزامات مالية ..
الرجل الثالث/ وبعد ذلك ..
الرجل الأول/ قد ادعه يعمل عندي ولكن بأكله وشربه فقط .. لاتطلب مني اكثر من ذلك ..
الرجل الثاني/ أنا الرجل الثاني سأتكفل بابنك ودعك من هذا الرجل الجشع ..
الرجل الأول/ ذلك ما جعلك متوسطاً جداً .. خذه عندك وسيكون سبيلك لكي تتحول إلى رجل فقير جداً .. وسيكون عندها هنالك رجلان فقيران جداً ورجل غني جداً
" يتحرك الثلاثة في أنحاء المسرح
مع إظلام نهاية المشهد
" لوحة الحاجب "
الممثل تحت دش الاضاءة
الممثل/ قلت لكم اللحظات الحلوة تذوب كما تذوب حبات السكر في الفم فلا تترك به إلا اثر العسل .. أعتقد أني قلت لكم هذا الكلام سابقا فلماذا أكرر كلامي ..ما علينا..
تحت هذا الدش قمت بدور الخادم في مسرحية "الحاجب" ..
"يضاء المسرح"
المنظر " كرسي يجلس عليه الحاجب والخادم يحمل مروحة لكي يجلب له الهواء يدخل الحارس.."
الحارس: بالباب رجل يا سيدي ..
الحاجب / أحجبه عني .. فأنا الحاجب .. أقولك دعه يدخل دعنا نتسلى قليلا.. منذ زمن لم أشاهد مراجعاً ..
الحارس: أمر سيدي الحاجب ..
الرجل : مرحبا يا سيدي الحاجب .. أطال الله عزك ومتعك بالعافية ..
الحاجب/ مرحبا يا رجل .. ماذا لديك ؟..
الرجل : لدي مظلمة يا سيدي الحاجب ..!
الحاجب/ماهي مظلمتك يا رجل ؟..
الرجل : جاري يا سيدي الحاجب .. أشعل في داخلي نارا لاتنطفيء ..
الحاجب / ويل لهذا الجار ماذا فعل ..!!؟
الرجل : أولا أوقف سياراته أمام منزلي ثم جعل أبنائه لا يكفون عن ضرب أبنائي وتحقيرهم .. وعندما شكوت إليه سوء الحال أستولي باب بيتي وجعلني أدخل لمنزلي عبر سلم خشبي ..
الحاجب/ "بغضب" أيها الحارس أحضر جاره..
في نفس اللحظة يدخل الجار..
الجار/ أنا حاضر يا سيدي الحاجب وبرسم الخدمة لكم ولغيركم ..
يا حاجب يلي ما حجبني عنه .. غير العسل اللي يحجب حجابه..
الحاجب/ أحسنت القول أيها الجار الفصيح ..ولكن قولي ماذا فعلت بجارك ؟..
الجار/ يا سيدي هذا جاري صاحب مشاكل .. وهو يمنع سياراتي وسيارات أبنائي عن الوقوف أمام منزله .. ويمنع أطفالي من أن يتسلوا قليلا بأبنائه .. ولذلك أقفلت باب منزله لكي أريحه مما يشكو منه ..
الحاجب/ أحسنت أيها الجار الطيب .. وأنت أيها الرجل كف عن تقديم الشكاوي الكيدية ولا تعد لمثلها حتى لا أعاقبك ..
الرجل / ولكن ياسيدى الحاجب ..!!
الحاجب/ أسكت .. كلمة واحدة أودعك السجن هيا أنصرف عنى ..
الجار/ وماذا عنى ياسيدى الحاجب ؟..
الحاجب/ سأجعلك من المقربين .. فلديك الفصاحة والملاحة وستكون خير معين لدي وقد أمرت بتعيينك سكرتير شخصيا لي..
.. الممثل يدخل الى خشبة المسرح ينهمك في عمله .. لكنه يصدم بقرار ادارة المسرح .. الاستغناء عنه ..
يتوقف قليلاً .. يلتقظ انفاسه .. تستدرجه اللحظة لينهمك في بكاء مرير ..
اللحظة توقفت لديه .. فلم يتمكن من الاستمرار والانطلاق للامام لم يجد امامه سوى فرصة العودة للخلف ..
تبدأ الحكايات .. التفاصيل .. المواقف .. تتداعى الاشياء يسترجع الاعمال التي سبق له المشاركة فيها ..
يتوقف .. لقد انتهى كل شيء وعليه الان ان يغادر تاركاً مكانه للجمهور ..
مداخلة :
في هذا العمل فرصة كبيرة لطاقم العمل وللمخرج للعمل في كل اشكال العمل المسرحي وبالتالي وفي نفس الوقت الذي تتميز فيه المسرحية بالطرافة فانها كشكل تتميز بقدرتها على العمل في اجواء بها الكثير من التقنية سواء من خلال الاضاءة او الصوتيات التي يخصص لها لوحة كاملة او التشكيلات والتكوينات والعاب الممثلين .. وفي داخل المساحات الحرة التي تتيح لطاقم العمل فرص التداخل مع العمل والقيام بفعل ايجابي تجاه التفاعل مع لوحات العمل المسرحي ..
ومن خلال هذا الممثل سيتم الربط بين لوحات العمل على ان يراعي تهميش الممثل الذي سيتضح في نهاية العمل انه مجرد ممثل كومبارس ..
** أقرأ المزيد **
" مشهد البداية "
تظهر خشبة المسرح وسط إضاءات شاحبة .. لعبة تمارس عى المسرح .. اللعبة ذات تمازج بين الظل واللون والضوء شرائح من القماش المتدلي كستائر في مسافات متباعدة ..
الممثلون يدخلون اللعبة .. كأشباح يختفي البعض ويظهر .. داخل بقع اللون .. مؤثر صوتي قلق ..
-الممثل يدخل جو اللعبة من داخل الصالة .. راكضاً نحو خشبة المسرح صعوداً يركض معهم في تفاصيلهم وكأنه من نسيجهم ..
- الحركة تتوقف تدريجياً .. تذبل .. بينما يظل هو على إصراره ..
الإضاءة تتوقف أيضا تدريجياً عن ألعابها .. إلى أن تتحول لشموس الأشباح تتوقف عن الحركة تدريجياً .. إلى أن تتوقف تماماً .. وتمارس نفسها بتلقائية على خشبة المسرح ..
بينما الممثل يستمر في حركته مجتهداً .. ثم يتوقف فجأة ويلتقط أنفاسه في حالة من اللامبالاة يتحرك بقية الممثلين بعضهم .. يجفف عرقه بعضهم يشرب الماء .. البعض يجلس أو يمارس حديثاً جانبياً .. غير هام .. فيما يبدو ..
- الممثل/ هل هنالك تعليمات جديدة " فترة صمت "..
هل تغير شيء في الحركة " فترة صمت "..
هل أخبركم المخرج بشيء جديد لم اعرفه " فترة صمت "..
الممثل يشعر بجو الصمت المحيط به
- الممثل/ آسف .. اعتذر لكم بعمق .. اعرف أنى أزعجتكم .. أرجو أن تلتمسوا لي العذر .. انتم اعرف بظروفي ..
يشكل الممثلون شكل سهم .. الأيدي للأمام فيما يشبه الدفع .
- الممثل/ اعرف ماذا تعني حركتكم هذه .. يازملائي الاعزاء .. اعرف ان المسرح التزام .. ولكن ماذا افعل بظروفي .. لقد كنت اكثركم التزاماً واخلاصاً.. هذه الخشبة شهدت ولادتي مسرحياً .. شهدت الكثير من تفاصيلي .. حبات العرق التي تساقطت عليها جعلتني واياها نسيجاً واحدا يرفض الانفصال ..
الممثل يدفع المجموعة عن بعد فيتشكل منها تشكيل جديد تتكدس فيه المجموعة مع تكوين بالجسد وتشكيل بالأيدي ..
- الممثل/ قلت لكم اعذروني .. لما لاتملكون حساً للسماح .. لحظة صفاء تمنون بها علي ..
الممثلون يصطفون على شكل صف غير منسق الممثل القريب من الكواليس يعطي الممثل بعده خطاباً داخل ظرف .. يسلمه لمن بعده وهكذا .. حتى تصل الرسالة للممثل ..
- الممثل/ شكراً لكم .. كنت اعرف مشاعركم الصادقة نحوي .. انتم لا تستطيعون الكلام ..
يفتح الرسالة .. ويقرأ بصوت مرتفع
الأخ الفنان .. السلام ..
تود ادارة المسرح ان تفيدكم بخبر الاستغناء عنكم .. في هذا العمل المسرحي الجديد وذلك نظراً لعدم التزامكم وغيابكم المتكرر عن البروفات .. رغم وعودكم المتكررة بالالتزام ..
وتتمنى لكم ادارة الفرقة حظاً طيباً .. مقدرة لكم جهدكم السابق .. ولكم خالص التحايا ..
ادارة المسرح .. "
فترة صمت قصيرة .. يعقبها صرخة .. ثم حالة ارتخاء من الممثل تسقط الورقة خلالها من يده ببطء
فترة صمت اخرى .. يعيد خلالها الممثل توازنه .. ثم يقف منتصباً .. نظرة فجائية حادة .. حركة واحدة للامام .. يسقط الممثل بعدها على ارضية خشبة المسرح فتتجمع المجموعة حوله .. يدفعها بيديه ..
" الممثل يضع يده على فمه يمسح وجهه بصمت .. تندلق الحروف ثم الكلمات من فمه باردة .. تسخن تدريجياً "
- الممثل/ بلون الفراشات .. بطعم الحلم الجميل .. الذي يخاف الصباح مرت الايام كالسنابل .. كالسنابك .. كالخيول ..
مر زمن جميل .. وهاهي لحظة النهاية المرة .. تأتي لا محالة ..
هاهم يستغنون عني .. هم لم ينسوا ابداً ان يتمنوا لي حظا سعيداً .. شكراً لكم على وفائكم معي ..
" يتحرك بصمت نحو منطقة اخرى "
- الممثل/ ترفض اشيائي ان تغادر هذا المكان .. لقد التصقت بكم والتصقتم بي .. ذكرياتي تتجمع هاهنا .. اصوات كثيرة متداخلة ضحك .. دموع .. شهيق .. ثرثرة .. ركض .. اصوات متداخلة ..
الممثل يتجه نحو المجموعة يعانقهم .. يودعهم .. حالة من الشجن تنتاب المجموعة
- ممثل1/ تحاول ان تبحث عن وجودك عن ذاتك ..
- ممثل2/ الوقت يداهمنا .. دعنا نتداخل مع ذكرياتك .. لنحتفل بالليلة الاخيرة لك معنا ..
الممثل/ تقاسيم وجوهكم الباردة .. تتوضح اكثر واكثر فتظهر لي تفاصيل جديدة .. تعود بي الذاكرة لمساحات كانت الاشجار تموت فيها جالسة ..
تظهر لي تفاصيل الاسماء .. والمواقع .. والحكايات .. والذكريات ..
ممثل3/ تختفي خلف بعضك .. نركض خلف البعض الاخير منك .. ثم نذوب نحن وانت في تفاصيل هذه الخشبة ..
- الممثل/ اتذكر يومي الاول هاهنا .. تداهمني حالة خاصة من كل الجهات اصوب قلبي باتجاهكم .. اتمرد عليكم ..
انحني .. وارتفع .. اسقط .. فتحملني روحكم صوب المستحيل .
ممثل4/ لاتحلم .. فيطول حلمك .. دون جدوى .. فواقع الواقع يصبح مرضاً .. قلقاً .. خوفاً ..
الممثل/ قطعة .. قطعة هي مساحة الخوف التي احاول ان اخفيها بتضاريسي البالية
ممثل 3/ تتغير الازمان والاشكال والاحجام وينبت في كل مرة مولود جديد ليزيح مولود قديم ..
ممثل1/ كل ذرة نسيان كانت ستاتي يلتهمها الخوف من الفقد فتعود من جديد..
الممثل/ كم هو مؤلم ومقرف وكئيب ان تجلدني تلك الصورة بألف سوط ..
ممثل 2/ لاشيء يولد الا ويموت .. لاشيء يموت الا ويولد بديل له ..
الممثل / اعتقد انكم تصارحوني بوجوهكم البليدة .. الباردة .. وكل هذه الثرثرة البلهاء .. بأقنعة وجوهكم .. السامجة .. انزف كثيراً .. ثم اسقط وسطكم .. دون ان اشعر .. تحملوني الى بيتي .. فتزيحوا عني هم العودة وحيداً .. منكسراً .. بائساً ..
ممثل3/ لن تستطيعك اللغة .. لن تتمكن حروفك ان تترجم وضعك المتفجر .. هل تكون انت اللغة .. ام تكونك اللغة .؟
الممثل/ " بانكسار " .. احلم فيضيع حلمي .. فاحلم مرة اخرى .. ثم احلم مرة ثالثة فيضيع حلمي .. احلم ويضيع .. أ.. ح.. ل.. م...ي.. ض.. ي.. ع...
ممثل4/ صوتك ذلك الحجر اليابس .. الممتلئ بالخشونة .. والصمت والضجر .. هل سينفجر الان ..
الممثل/ أصبحت أفكاري كالملابس القديمة .. لا احد يرتديها .. حركتي الخفيفة .. قدرتي على التعبير .. عضلات وجهي .. التي كانت تميزني .. كلها شاخت .. اصبحت كالملابس القديمة .. لا احد يرتديها حتى انا .
ممثل1/ "بسخرية" .. لماذا تشعر باليأس .. هذه الخشبة التي طالما حفظت تفاصيل حركتك .. لن تغادرك .. لا تيأس .. فما زلت فارساً يجيد ترويض خيلك.. حتى لو تقدم بك العمر ..
الممثل/ حان الوداع احبتي .. فلتتساقط دموعكم على خشبة المسرح ..
يدخل الممثل الكواليس يسحب حقيبته او صندوقاً ممتلئ بمجموعة من بالونات الهاليوم .. يجلس تتركز الاضاءة عليه يفتح الصندوق ببطء .. تطير بالونات الهاليوم في فراغ المسرح مع تركيز الاضاءة عليها .. وذلك بمصاحبة مؤثر مناسب 0
" لوحة التسجيل "
الممثل/ لازلت اتذكر اول يوم لي .. دخلت المكاتب وجدت مجموعة من الموظفين على المكاتب او بالاصح كانت المكاتب عليهم هكذا تصورتهم ..
" مجموعة من الممثلين على الكراسي "
الممثل/ مرحباً .. أين المسوؤل ؟..
" لا احد يجيب عليه الكل مشغول بقراءة الصحف "
الممثل/ مرحباً .. انا ممثل جديد .. اود ان اسجل لديكم ..
" لااحد يجيب ".
الممثل/ ياجماعة .. يا اخوان ..
" يضحك .. يبكي .. يصرخ .. يكح .. يعطس .. يغني ".
لا احد يجيب فيجلس معهم ممسكاً جريدة .. وبعد فترة وجيزة يبدأ كل شخص في طرح سؤال يخفض معه الجريدة ثم يعيدها بعد طرح السؤال مباشرة .
مسوؤل1/ هل سبق لك التمثيل .؟
الممثل/ نعم في مسرح المدرسة ..
مسوؤل2/ وبعد ذلك ؟.
الممثل/ شاركت في معسكرات الكشافة .. في المراكز .. في الاندية ..
مسوؤل3/ هل تأثرت بأحد ؟..
الممثل/ كثيرون .. هل اعددهم لكم ..
مسوؤل1/ لاداعي .. خذ هذه استمارة .. سجل فيها اسمك وعنوانك سنتصل بك عندما يكون هنالك جديد ..
الممثل/ سجلت معلوماتي .. واخذت انتظر .. وانتظر .. وانتظر .. حقيقة لم يطل بي الانتظار .. لكني كنت احسب الثواني اتصلوا بي بعد شهر .. قالوا لي نريد تجربتك .. انا .. انا يريدون تجربتي ..
لم انم تلك الليلة حلمت كثيراً كيف سيجربوني .. ماذا يريدون تجربته .. صوتي .. جسدي .. عقلي .. معلوماتي .
حضرت التجربة .. جربوني ونجحت ..
قالوا لي .. سنسد لك دوراً صغيراً .. طارت بي اوراق النص .. نحو الاحلام .. كانت احلامي كبيرة ..
لم يكن دوري كبيراً لكني حفظت النص في ثلاثة ايام وكانت مسرحية " اللص " هي اول عمل مسرحي لي ..
اظلام سريع .. يبدأ بعده المشهد
" لوحة اللص "
ديكور مكون من شرائح عبارة عن ستائر خلفية .. موزعة على مسافات مختلفة من المسرح .. شخص ما .. يجلس على كرسي .. يضع نظارات يقرأ من كتاب معه اضاءة خافتة .. مع صوت طرقات لباب ترتفع معها الاضاءة تدريجياً ..
" يدخل الممثل ويوجه حديثه لممثل1"
الممثل/ شخص ما .. يطرق الباب ياسيدي .
ممثل1/ افتح الباب .. وانظر من الطارق ..
" الممثل يذهب الى جهة الكواليس ثم يعود "
الممثل/ شخص بالباب .. ياسيدي .. يقول انه لص ..
ممثل1/ دعه يدخل .
" يدخل ممثل2 بثياب رثة وعليه اثار اللصوص مضحمة مثل نوعية الملابس وربطه العين وسلسلة المفاتيح "
ممثل1/ من انت ..؟
اللص/ انا لص اتيت لكي اسرق منزلكم العامر ..
ممثل1/ تفضل اجلس ياسيد لص .
اللص/ شكراً لك ياسيدي صاحب المنزل .
ممثل1/ هل تشرب شيئاً .. ياسيد لص .
اللص/ قهوة مرة .. لو سمحت .
ممثل1/ لما انت حزين .. اشربها سكر زيادة .. دع حياتك تمتلئ بالفرح ..
اللص/ ومن اين يأتي الفرج ياسيدي .. ثم اني اعمل رجيماً غذائياً ..
الممثل/ هل احضر القهوة الان ياسيدي ؟..
ممثل1/ نعم .. وانت ياسيد لص .. حدثني عن رجيمك الغذائي ..
اللص/ انا مضطر لذلك ياسيدي .. لقد ازداد وزني في الاونة الاخيرة لم اعد استطيع ان اتسلق المنازل .. اصبحت انحشر في النوافذ لم يعد امامي سوى ان اطرق الابواب واخبرهم بشخصيتي الحقيقية واطلب منهم المساعدة ..
ممثل1/ فكرة لطيفة .. لكن اخبرني كيف كان تفاعل الناس معك عندما تخبرهم انك لص ..
اللص/ البعض يعتقد اني مجنون فيعاملني بلطف .. والبعض بخوف .. البعض يستخف بي ويقفل في وجهي الباب .. البعض يعتقد اني متسول لطيف .. واني اخترعت اسلوباً جديدا في التسول فيتصدق علي .. انا في العادة لا اقبل الصدقات اريد ان اكل من عرق جبيني ..
البعض خطير جداً .. فهو يبتسم لي .. ويدخلني للمنزل ويطلب مني ان ابدأ في السرقة .. ولكني عندما اهم بالخروج .. اتلقى كل انواع الضرب والركل ..
ممثل1/ ماهو احساسك وانت لص .؟
اللص/ عندما تكون لصاً .. تكون جرذاً .. شخص جبان .. تتلصص اولاً ثم تخرج رأسك ثانياً .. تتلفت يميناً ويساراً .. تركض سريعاً لتأخذ ماتريد ..
هل جربت ان تكون جرذاً .. فأراً .. ماوساًُ .. عندما لايكون احد في المنزل .. تتحرك ببطء .. تكون مرتاحاً اكثر .. هي حياة فئران ببساطة ..
" الممثل يدخل وبيده القهوة "
الممثل/ القهوة ياسيدي اللص.
ممثل1/ تناول قهوتك واسرع .. خذ ماتريد فقد يحضر احد اقاربي لزيارتي فلا تتمكن من تنفيذ مهمتك ..
اللص/ اشكر لك اخلاقك الرفيعة ياسيدي .. لقد اكرمتني بعطفك وشملني حنانك .. فلا املك الا ان ادعك تختار لي ما اسرق ..!!
ممثل1/ لا اعرف .. فقد فقدت بصري منذ سنوات طويلة وفقدت معه قدرتي على معرفة الاشياء .. خذ ماتريد 0
اللص/ هل يوجد لديك شيء ثمين او غالي لديك كي ابتعد عنه ..
ممثل1/ هذا الكرسي الذي اجلس عليه .. انه رفيقي الذي اكره ان اخسره .. دع الخادم يرشدك ..
الممثل/ امر سيدي ..
اللص/ اتعلم .. اكره ان اخسرك .. لن اسرق شيئاً .. لقد جئت الى هنا سارقاً .. فسرقتني ..
عموماً سأمر عليك قريباً .. فقد اصبحنا صديقين كما اعتقد ..
" يخرج الممثل بصحبة اللص .. مع اظلام نهاية المشهد "
" لوحة الصوتيات "
إضاءة دش علوي يقف تحتها الممثل
الممثل/ لم انم بعد العرض الأول ولا الذي بعده .. كنت انتظر الصحف كل صباح .. وحالما تصل كنت اقرأ كل حرف بها لعل اسمي يكون موجوداً بها ..
بعد أسبوعين لمحت موضوعاً عن المسرحية .. قفزت كل الحروف تخطيت كل الكلمات حتى لمحت اسمي مع فريق العمل قرأت اسمي اكثر من عشرين مرة قبل إن أقص الجريدة واحتفظ بالجزء صورته وزعته على أصدقائي ومعارفي
" يمشي الممثل قليلاً تتبعه الإضاءة "
الممثل/ أوه كم حفظت هذه الخشبة تفاصيلي .. كم تولعت بها أتذكر هذه المنطقة تحديداً .. لقد كنت هنا انفذ دوري في العمل الثاني .. كان عملاً رائعاً في تصوري .. قال لنا المخرج .. سلموا لي عقولكم ..
لقد ركز المخرج فيه على الصوتيات فقط .. لم اكن وقتها استوعب الكثير من الأمور .. لكن الأمور تحسنت مع البروفات المكثفة ..
المسرح يضاء بالكامل وقد امتلأ بالممثلين .. حيث يتم خلال هذا المشهد التركيز على الصوتيات بحيث يتم استخدام اكثر من وسيلة لتنفيذ المشهد بداية من الصافرة والطبل ثم الأدوات التي تصدر صوتاً لكي يتم تنفيذ عمل صوتي واعتقد أن تحديد موضوع وطريقة لعب الممثلين ستكون من خصوصيات المخرج الذي اترك له حرية تنفيذ المشهد بالشكل المطلوب واقترح عمل ورشة عمل لتحديد المطلوب وصياغة تنفيذ المشهد على أن يراعى إن دور الممثل سيكون هامشاً قدر الإمكان ..
" لوحة البروفة "
" إضاءة الدش العلوي تعود للممثل "
الممثل/ حضرت بعد ذلك مشروعاً جديد .. طلبت من المخرج أن يشركني في العمل الجديد رحب بي .. شاركت في بروفات العمل .. كانت أياما مرهقة وجميلة كان بها الكثير من الألعاب المسرحية ..
" يتحرك الممثل نحو خلفية المسرح"
الممثل/ هنا كان مكاني في مسرحية الأيام المرة لازلت أتذكر بروفاتها حتى الآن..
الممثلون يتوزعون على خشبة المسرح الكل يقرأ من النص معه .. اللعبة تعتمد على أن كل ممثل يسير وهو يقرأ حواره وحالما يصل إلى زميله يتوقف ليستلم زميله الحوار منه ويصل به إلى الثالث وهكذا تكون الأمور في العودة مع وجوب العودة لنفس الحوار في نفس المنطقة لاستكماله إلى منطقة أخرى ..
ممثل1/ ماذا يحصل عندما تقابلك الأشياء الجميلة .. لاشك أن جمالها سيصدمك .. فلا تستفيق ..
ممثل2/ دموعك التي تحجرت واصبحت قطعة صلبة .. لاتخرج حتى تجرحك وإذا رفضت الجرح جرحتك مرة أخرى ..
ممثل3/ وجه أمي كان مشرقاً كالقمر .. القمر كان ينير قريتنا .. قريتنا التي سكنت في دار جدي .. دار جدي التي كان وسطها شجرة اللوز العتيقة .. شجرة
اللوز التي زرعها جدي .. جدي الذي مات وهو يقول لنا ما يزرعه الآباء يأكل منه الأبناء ..
ممثل4/ الإنسان الذي لا يشتري نفسه يبيعها .. والثمن المطروح للإنسان هو ما يملكه هذا الإنسان من حماقة ..
الممثل/ لا.. لا.. لا.. لا..
يظل يكررها حتى يصل الممثل1
ممثل1/ اللحظات المرة تتصالح مع اللحظات الحلوة .. تتجمع اللحظات لتتفق فيما بينها على الاحتفالية القادمة توزع كل لحظة مساحتها الزمانية والمكانية بحيث لا تجتمعان في مكان واحد ..
ممثل2/ لماذا نرفض البكاء .. لماذا نصادر أنفسنا .. دموعنا حكاياتنا .. لماذا لا نبكي .. إلا في أماكن نضمن فيها الخلوة وعدم وجود متطفلين .. نحجب دموعنا عن الناس فتحجب الناس عواطفهم عنا ..
ممثل3/ بعد عام ماتت شجرة اللوز .. حزنت كثيراً عليها .. حاولت أن أبقيها واقفة .. قلت هي الأشجار تموت واقفة لكنها تخشبت وسقطت .. فكرت في ابني الذي لن يجد لوزاً يأكله .. زرعت برعماً جديداً .. ليأكل منها ابني ..
ممثل4/ حاولت تحديد سعر لي .. وزنت أفكاري .. عواطفي .. تفاهاتي .. تفاعلي مع الأخر .. وتفاعل الآخر معي .. وجدت نفسي لا أسوى سوى ما املكه من نقود ولما لم يكن معي نقود عرفت أنى لا أسوى شيئاً ..
الممثل/ الفراغ يأكلنا .. وسط هذا الشتات لن نصل إلى قواسم مشتركة تجمع بيننا .. لا.. لا..لا ..لا ...
تتحرك المجموعة مع مؤثر صوتي وضوئي مناسب وهي تكرر تجسيد التكوينات والأشكال الجمالية .. مع خفوت الإضاءة
.. إظلام ..
" لوحة لاشيء في الامام "
الممثل/ تذوب اللحظات الحلوة كما تذوب قطعة السكر ولا يبقى إلا طعمها الحلو .. ماذا يحصل عندما تقابلك الأشياء الجميلة لا شك أن جمالها سيصدمك .. فلا تستفيق ..
كنت أقابل دوماً أناسا كثيرون لا اعرفهم ولا يعرفهم أحد كان هناك شيء يجمعنا .. كنا نحب شيء واحد .. اسمه المسرح .. بجانب هذه الكواليس كنت اقف عندما نفذت مسرحية " لاشيء في الأمام " ..
الراوي/ كان هنالك ثلاثة رجال .. يسكنون في مكان ما .. يتكلمون نفس اللغة يستخدمون نفس المفردات لكنهم لم يستخدموا نفس الملابس .. كان الرجل الأول ثري جداً..
الرجل الأول/ أنا رجل غني جداً .. وعائلتي غنية جداً ..
الراوي/ وكان هنالك رجل متوسط جداً ..
الرجل الثاني/ أنا رجل متوسط جداً .. وعائلتي متوسطة جداً ..
الراوي/ وكان هنالك رجل فقير جداً ..
الرجل الثالث/ أنا رجل فقير جداً .. وعائلتي فقيرة جداً .
الراوي/ في سنة من السنوات في شهر من الشهور في يوم من الأيام اجتمع الرجال الثلاثة..
الرجل الثالث/ في هذا المكان شخص ما .. يأمل في أن يغير فكر الناس من حوله .. يحلم أن تستنسخ أفكاره 0
الرجل الثاني/ أتذكر حلماً غرقت فيه أحلامي في منطقة ما .. الناس كانوا في حالة ذعر .. كانت الأشياء تتدحرج بقوة نحو منطقة ما ..
الرجل الأول/ من لا يملك شيئاً .. لا يملك إلا أن يشعر بالسعادة لانه لا يملك ما يفكر فيه ..
الرجل الثالث/ الأشياء تبكي نفسها .. لأنها لا تجد ما تبكي عليه أيها الرجل الأول .. هل لك أن تساعدني ..
الرجل الأول/ أيها الرجل الثالث بماذا تريدني أن أساعدك ..
الرجل الثالث/ أنا فقير جداً ولدي ابن فقير جداً وهو يبحث عن عمل وأنت رجل غني جداً فما رأيك في أن يعمل ابني لديك ..
الرجل الأول/ لا عمل لدي .. فأنا لم افتح مكتباً للضمان الاجتماعي ..
الرجل الثالث/ ولكنه ابني !!..
الرجل الأول/ انه ابنك وليس ابني اعرف ذلك .. ولكني سأتعاطف معك .. سأدعه عندي على سبيل التجربة لمدة ثلاثة اشهر دون التزامات مالية ..
الرجل الثالث/ وبعد ذلك ..
الرجل الأول/ قد ادعه يعمل عندي ولكن بأكله وشربه فقط .. لاتطلب مني اكثر من ذلك ..
الرجل الثاني/ أنا الرجل الثاني سأتكفل بابنك ودعك من هذا الرجل الجشع ..
الرجل الأول/ ذلك ما جعلك متوسطاً جداً .. خذه عندك وسيكون سبيلك لكي تتحول إلى رجل فقير جداً .. وسيكون عندها هنالك رجلان فقيران جداً ورجل غني جداً
" يتحرك الثلاثة في أنحاء المسرح
مع إظلام نهاية المشهد
" لوحة الحاجب "
الممثل تحت دش الاضاءة
الممثل/ قلت لكم اللحظات الحلوة تذوب كما تذوب حبات السكر في الفم فلا تترك به إلا اثر العسل .. أعتقد أني قلت لكم هذا الكلام سابقا فلماذا أكرر كلامي ..ما علينا..
تحت هذا الدش قمت بدور الخادم في مسرحية "الحاجب" ..
"يضاء المسرح"
المنظر " كرسي يجلس عليه الحاجب والخادم يحمل مروحة لكي يجلب له الهواء يدخل الحارس.."
الحارس: بالباب رجل يا سيدي ..
الحاجب / أحجبه عني .. فأنا الحاجب .. أقولك دعه يدخل دعنا نتسلى قليلا.. منذ زمن لم أشاهد مراجعاً ..
الحارس: أمر سيدي الحاجب ..
الرجل : مرحبا يا سيدي الحاجب .. أطال الله عزك ومتعك بالعافية ..
الحاجب/ مرحبا يا رجل .. ماذا لديك ؟..
الرجل : لدي مظلمة يا سيدي الحاجب ..!
الحاجب/ماهي مظلمتك يا رجل ؟..
الرجل : جاري يا سيدي الحاجب .. أشعل في داخلي نارا لاتنطفيء ..
الحاجب / ويل لهذا الجار ماذا فعل ..!!؟
الرجل : أولا أوقف سياراته أمام منزلي ثم جعل أبنائه لا يكفون عن ضرب أبنائي وتحقيرهم .. وعندما شكوت إليه سوء الحال أستولي باب بيتي وجعلني أدخل لمنزلي عبر سلم خشبي ..
الحاجب/ "بغضب" أيها الحارس أحضر جاره..
في نفس اللحظة يدخل الجار..
الجار/ أنا حاضر يا سيدي الحاجب وبرسم الخدمة لكم ولغيركم ..
يا حاجب يلي ما حجبني عنه .. غير العسل اللي يحجب حجابه..
الحاجب/ أحسنت القول أيها الجار الفصيح ..ولكن قولي ماذا فعلت بجارك ؟..
الجار/ يا سيدي هذا جاري صاحب مشاكل .. وهو يمنع سياراتي وسيارات أبنائي عن الوقوف أمام منزله .. ويمنع أطفالي من أن يتسلوا قليلا بأبنائه .. ولذلك أقفلت باب منزله لكي أريحه مما يشكو منه ..
الحاجب/ أحسنت أيها الجار الطيب .. وأنت أيها الرجل كف عن تقديم الشكاوي الكيدية ولا تعد لمثلها حتى لا أعاقبك ..
الرجل / ولكن ياسيدى الحاجب ..!!
الحاجب/ أسكت .. كلمة واحدة أودعك السجن هيا أنصرف عنى ..
الجار/ وماذا عنى ياسيدى الحاجب ؟..
الحاجب/ سأجعلك من المقربين .. فلديك الفصاحة والملاحة وستكون خير معين لدي وقد أمرت بتعيينك سكرتير شخصيا لي..
