منتدى شباب مسرح القديس بروفوريوس بديروط الشريف
مرحبا بوجودك معنا فى منتدى مسرح القديس بروفوريوس يشرفنا انضمامك الى فريق برروفوريوس بالتسجيل معنا فى المنتدى ومشاركتنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى شباب مسرح القديس بروفوريوس بديروط الشريف
مرحبا بوجودك معنا فى منتدى مسرح القديس بروفوريوس يشرفنا انضمامك الى فريق برروفوريوس بالتسجيل معنا فى المنتدى ومشاركتنا
منتدى شباب مسرح القديس بروفوريوس بديروط الشريف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

فضائل الهدوء

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1فضائل الهدوء Empty فضائل الهدوء الجمعة 8 يونيو - 18:25

anton nabel

anton nabel
عضو بروفريوسي
عضو بروفريوسي

فضائل الهدوء
فالإنسان المحب يكون هادئاً فى علاقته مع الناس 0 إنه لايثور عليهم ، لأنه يحبهم 0 أما الكراهية فإنها إن دخلت إلى قلب ، تكون كالبركان الثائر الذى لا يهدأ ، تريد أن تنتقم وأن تحطم 0 ولا تهدأ حتى تنفذ ما تريد ، و تحطم كل شئ 00

العالم يحتاج إلى الحب و الهدوء ، لكى يحل مشاكله :

يحلها بالتصالح ، وليس بالتصارع 0 ففى الهدوء ، و الهدوء ، يمكن أن يتلاقى الناس مهما إختلفت أفكارهم ، ليحلوا مشاكلهم فى هدوء الحوار المشبع بالحب 0

أما إن إختفى الهدوء ، فإن الحب يختفى معه ، إذ لا تبقى المحبة مع التشويش و الصخب و الضوضاء ، و الحدة فى ال ، والحدة فى التصرف 00

يمكنك أن تحب الإنسان الهادئ 0 هدوؤه يجذبك 0

مجرد ملامح وجهة الهادئة ، تجعلك تحبه 0 وطريقته الهادئة فى معالجة الأمور ، تجعلك أيضاً تحبه 0 وإن كنت متضايقاً منه لسبب ما ، فإن هدوءه يغلبك ، ويصرف ضيقك 00 لذلك حسناً قال الرب عن الودعاء : إنهم يرثون الأرض ( مت 5 : 5 ) الأرض هنا ، وفى السماء 00 يكسبون محبة الناس على الأرض بوداعتهم وهدوئهم ، كما يكسبون أرض الأحياء أيضاً ( مز 27 : 13 ) 0







فالإنسان الهادئ يكون دائماً مسالماً 0 والإنسان المسالم يكون أيضاً هادئاً 0 الهادئ " لا يخاصم و لا يصيح ، ولا يسمع أحد فى الشوارع ه " كما قيل عن السيد المسيح ( مت 12 : 19 ) 0 لذلك يعيش مع الناس فى سلام ، لأنه لا يتشاجر مع أحد ، ولا يرفع على أحد ، و لا يحل مشاكله مع الناس بالعنف ، وإنما بالهدوء 0

إن السلام قد يفقد بين عنيف وعنيف 0 ولكنه لا يفقد بين عنيف وهادئ ، لأن الهادئ يحتمل العنيف 0

وكما قيل إن النار لا تطفئها نار ، بل يطفئها الماء 00 وإن كان الهادئ يستطيع بهدوئه أن يسالم العنيف ، فمن باب أولى ، يمكن أن يوجد السلام بين اثنين هادئين

كذلك الهدوء هو مظهر من مظاهر السلام الداخلى ، وهو أيضاً سبب يؤدى إليه 0 فالذى يحتفظ بهدوئه ، يحتفظ بسلامة الداخلى 0





إذ أن الهدوء هو فروع الوداعة ، أو مظهر من مظاهرها ، حتى أن اسميهما قد يتبادلان المواقع 0 فحينما تتكلم عن الهادئ تتكلم عن الوديع 0 وحينما تتكلم عن الوديع تتكلم عن الهادئ 0 والإنسان الذى يفقد هدوءه ، لاشك يفقد وداعته 0 إذن حنيما نتكلم عن العلاقة بين الهدوء و الوداعة ، إنما نتكلم عن العلاقة بين الجزء و الكل 0







الإنسان الهادئ يمكنه بهدوئه أن يصل إلى العمق ، إن كانت له موهبة التأمل 00 ولكن لا يشترط أن يكون كل هادئ عميقاً 0 إنما الأصح أن نقول إن كل إنسان عميق يكون هادئاً 00 وهنا تعجبنى عبارة قالها أحد الأدباء الروحيين 0 ولعلنى كررتها عليكم أكثر من مرة وهى :

[ حينما رمى بى الله حصاة على بحيرة الحياة ، أحدثت فقاقيع على سطحها ، و دوائر لا حصر لها 0 ولكننى حينما وصلت إلى القاع ، صرت هادئاً ]

كذلك الأمواج تكون صاخبة على سطح البحر ، أما عمق البحر أو عمق المحيط ، فيكون هادئاً 00 وهكذا الإنسان فإنه فى فترة طياشته ، وفترة الحياة السطحية غير العميقة ، يريد أن يحدث فقاقيع على سطح الحياة ودوائر لا حصر لها 00 ولكنه حينما يصل إلى الناضجة ، وإلى الفكر العميق ، يصير هادئاً 00

الإنسان السطحى غير العميق لا يكون هادئاً ، بل يجول باحثاً عن ذاته ، أو محاولاً أن يحقق ذاته ، هنا وهناك !









بعض الأذكياء يكون الذكاء عندهم مجرد قدرات عقلية 0 ولا تكون نفوسهم و لا قلوبهم فى نفس مستوى عقولهم ، فلا يصلون إلى العمق بمعناه الكامل ، أقصد العمق فى الفكر وفى القلب وفى النفس وفى الروح 0

فليس كل ذكى عميقاً 0 ولكن العميق يكون ذكياً 0 الذكى بدون عمق ، قد يقع فى أخطاء تفقده هدوءه 0

ربما يفهم الذكى ما لا يفهمه غيره ، فيستصغر هذا الغير ، ويشبعه لوماً وانتهاراً ، إن كان يعمل معه أو تحت إمرته ، ويفقد الهدوء فى تعامله معه أو تحت إمرته ، ويفقد الهدوء فى تعامله معه 0 وربما لذكائه يكتشف كثيراً من أخطاء الناس ، فيثور عليهم ، أو يتضايق فى داخله من أخطائهم ، وهكذا يفقد هدوءه من الداخل ومن الخارج 0

إن الذكاء – مجرد الذكاء – له حروبه وله متاعبه ، إن لم يكن مصحوباً بالوداعة والاتضاع 00

وهكذا إن كان العقل ضخاباً ومتعالياً ، فقد هدوءه 0 وإن تكبر العقل واعتزبذاته ، فقد الهدوء و السلام فى علاقته مع الله ومع الناس 0 فعلى كل من يهبه الله ذكاء ، أن يصلى ليهبه الله وداعة وتواضع قلب ، حتى لا يقع الذكاء فى الغرور ، و الغرور يفقده الهدوء







قال القديس دورثيئوس : [ الإنسان المتواضع لا يغضب أحداً ، و لا يغضب من أحد ] 0 إنه لا يغضب أحداً ، لأنه يطلب بركة وصلاة كل أحد 0 وهو لا يغضب من أحد ، لأنه باستمرار يأتى بالملامة على نفسه فى كل شئ 0 ومن كان هذا شأنه ، يعيش فى هدوءه مع جميع الناس 0 فإن فقد إتضاعه ، يفقد هدوءه 0

كذلك المتواضع لا يفقد هدوءه بسبب الرغبات و السعى وراءها ، لأنه لا يرى نفسه مستحقاً لشئ ، و لا يحب أن يرتفع عن الوضع الذى هو فيه 00





الذى يحيا حياة حياة الإيمان ، يعيش فى هدوء مسلماً حياته بالكلية لله ، ويقبل كل شئ بإيمان من يديه الحانيتين ، فلا يضطرب لشئ ولا يتضايق ، بل يكون هادئاً باستمرار يقول مع داود النبى : " وإن قام على جيش ، ففى ذلك أنا مطمئن "

بالإيمان يقول : " كله للخير " 0 وإن حاقت به مشكلة ، يؤمن أن الله سيحلها ، لذلك يبقى قلبه هادئاً0 ، إن أتعبته الضيقات يقول : " مصيرها تنتهى " ، فبدأ قلبه 00

وبعكس ذلك من يبعد عن حياة الإيمان و التسليم ، تتعبه أفكاره ولا يهدأ أبداً 0 وإن ألمت به المشاكل ترهقه إرهاقاً ، لأنه لا يضع أمامه معونة تأتى من فوق 0

ومن الناحية الأخرى فإن الذين لا يحيون حياة الإيمان ، يحاولون أن يكونوا سبباً لتعكير هدوء غيرهم ، بما يجلبونه عليهم من إيذاء وإضرار 0







ما أجمل قول القديس أوغسطينوس فى كتاب إعترافاته ، مخاطباً الرب بهذه العبارة الجميلة العميقة : [ سيظل قلبى مضطرباً ، إلى أن يجد راحته فيك ] 0

ذلك لأن هدوء القلب ليس مصدره العالم وشهواته ورغباته ، إنما مصدره الله وحده 0 فكل من يعيش بعيداً عن الله ، لا يمكن أن يحيا فى هدوء ، ويظل قلبه مضطرباً تعصف به الأهواء ، إلى أن يعرف الله ويذوق حلاوة العشرة معه 0 وحينئذ فقط يجد الهدوء و السلام ، كمسافر فى بحر مضطرب وصل إلى ميناء الأمان

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى