إعلان عن المسيح: بصفته القاضي العادل: "يسحق الظالم" (مزمور 4:72). مزمور 8:75 يصف دينونة الله على الذين يرفضون خلاصه المقدم مجانا بيسوع المسيح، حمل الله (يوحنا 29:1،34-36). هؤلاء لا بد أن يواجهوا "غضب الخروف" (رؤيا 15:6-17؛ قارن مع 2 تسالونيكي 8:1-9).
أفكار من جهة الصلاة: صل وثق أن الرب يسدد احتياجاتك (قضاة 18:15-19).
اقرأ مزمور 78 -- 80
يذكرنا كاتب المزمور بالرعب الذي كان سائدا عقب تدمير الهيكل، وأسوار أورشليم، وشعب الله، يقول: نجسوا هيكل قدسك؛ جعلوا أورشليم أكواما. دفعوا جثث عبيدك طعاما لطيور السماء، لحم أتقيائك لوحوش الأرض (مزمور 1:79-2).
والسبب الحقيقي لهذه المعاناة الرهيبة المحزنة، هو أمر شائع جدا اليوم. خادعوه بأفواههم وكذبوا عليه بألسنتهم، أما قلوبهم فلم تثبت معه ولم يكونوا أمناء في عهده (مزمور 36:78-37). فالخطية ليست هي مجرد الفعل، وإنما هي أيضا حالة القلب.
هذا المزمور يلقي اللوم بشدة على عصيان بني إسرائيل الذي نتج عن تقصيرهم في تعليم كلمة الرب. إن إهمال الكتاب المقدس يؤدي إلى الاكتفاء الذاتي وبالتالي التذمر على الله، والنتيجة الحتمية هي الألم.
إن تاريخ إسرائيل يصور أهمية معرفة كلمة الله، التي تعلن مشيئته، وأيضا أهمية أن نعبده بالروح والحق (يوحنا 24:4). فلا توجد وسيلة أخرى بها نصبح مؤهلين حقا للتمتع بإمداداته أو حمايته. لقد اختار الله إسرائيل ليكون شاهدا أمام العالم كيف أن الله يبارك جميع الذين يكرمونه ويكرمون كلمته. ولكنهم فشلوا فشلا ذريعا. والبقية القليلة كانت تصرخ قائلة: أعنا يا إله خلاصنا من أجل مجد اسمك! ونجنا واغفر خطايانا من أجل اسمك (مزمور 9:79). اغفر خطايانا هنا تعني حرفيا كفر عن خطايانا (خروج 15:30). وكلمة يكفر معناها يغطي طوبى لمن غفر إثمه وكفر عن خطيته [أي تغطت خطيته] (مزمور 1:32؛ 2:85).
وقد كان العهد القديم يعلم مشددا بأن: الدم يكفر عن النفس (لاويين 11:17). ولكن الذبائح الحيوانية اليومية في العهد القديم كانت تكفر "مؤقتا" عن الخطية حتى مجيء يسوع، حمل الله الكامل، الذي قدم نفسه ذبيحة من أجل خطايا العالم. وقد أشار يوحنا المعمدان إلى يسوع قائلا: هذا هو حمل الله الذي يرفع خطية العالم (يوحنا 29:1). لذلك فإن جميع الذبائح عن الخطية في العهد القديم لم تعد تكفر، وإنما اكتفت مرة واحدة وإلى الأبد بموت المسيح الذي كفر تماما عن الخطية. إن ذبيحة المسيح على الصليب تتيح لكل من اليهودي والأممي الذين يلجأون إليه بحق أن ينالوا غفران خطاياهم وأن يستردوا علاقتهم مع الله.
لقد استخدم الله نبوخذنصر، ملك بابل، لتدمير هيكل سليمان؛ وبعدها بعدة سنوات، استخدم الله تيطس القائد الروماني ليدمر هيكل هيرودس عن آخره. لقد كانت محتوياته - المذبح، والمرحضة [حوض الاغتسال]، والمنارة [الشمعدان]، وخبز الوجوه [الخبز الذي يوضع على المنضدة داخل الهيكل]، ومذبح الذهب [الذي يقدم عليه البخور]، وتابوت العهد [الذي يحتوي على لوحي الشريعة والمن وعصا هارون] - وجميع الذبائح وأيام الأعياد، هذه كلها كانت ترمز ليسوع المسيح، الذي تمم على أكمل وجه معناها النبوي. لذلك فإن الرب دمر النظام القديم إلى الأبد ليبين لنا بوضوح أنه لا يمكن أن دم ثيران وتيوس يرفع خطايا (عبرانيين 4:10).
فليعلم يقينا جميع بيت إسرائيل أن الله جعل يسوع هذا - الذي صلبتموه أنتم -ربا ومسيحا (أعمال 36:2).
إعلان عن المسيح: بصفته الراعي الحقيقي (مزمور 1:80). يسوع المسيح هو الراعي الصالح، وهو باب الحظيرة، فإنه هو وحده الطريق إلى السماء. "أنا باب الخراف ... أنا هو الراعي الصالح ... أنا هو الطريق والحق والحياة: ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي" (يوحنا 7:10،11؛ 6:14).
أفكار من جهة الصلاة: اسكب نفسك في الصلاة وادع الرب (1 صموئيل 15:1).
اقرأ مزمور 81 -- 87
إن المفتاح لاطمئنان كاتب المزمور هو يقينه بحضور الرب، وقد كتب قائلا: طوبى لأناس عزهم [أي قوتهم] بك، طرق بيتك [أي الطرق المؤدية إلى صهيون] في قلوبهم (مزمور 5:84). ومع أن كاتب المزمور يذكر أنهم عابرين في وادي البكاء ، إلا أنهم يصيرونه ينبوعا (مزمور 6:84) بسبب ما يتوقعونه من بهجة في أورشليم. فالمصاعب التي كان يواجهها بنو إسرائيل في ذهابهم إلى أورشليم لا تقارن بتوقعهم للوجود في محضر الرب في بيته. لأن يوما واحدا في ديارك خير من ألف؛ اخترت الوقوف على العتبة في بيت إلهي على السكن في خيام الأشرار (مزمور 10:84).
كان وادي البكاء هو الجزء الأخير من الرحلة من شمال إسرائيل عبر منحنى شديد الانحدار من الأردن إلى أورشليم. وقد كان يؤدي إلى وادي ضيق مظلم حيث كانت المنحدرات الجبلية تنضح بمياه مالحة. هذه المياه المتسربة هي التي أعطته اسم وادي البكاء . ولكن حتى هذا الطريق الصعب كان يبدو منعشا وكأنه ينبوع بسبب تطلعهم للوجود في بيت الرب.
كنا نتوقع أن الرحلة الطويلة المحفوفة بالمخاطر التي يقطعها بنو إسرائيل في طريقهم إلى خيمة الاجتماع ستجعلهم يشعرون بالإرهاق واليأس. ولكن في الواقع فإن تطلعهم الداخلي للحظة الوصول كان يجعل ظروفهم اليومية قليلة الشأن.
عقب عبورهم وادي البكاء كان بنو إسرائيل يتذكرون ثلاثة إعلانات عظيمة عن عظمة الله في القديم: رب الجنود ؛ إله يعقوب ؛ والله مجننا (8:84-9). وجميعها لها دلالة خاصة عقب تجربة وادي البكاء .
كان يشوع قد وقف بمفرده أمام أسوار أريحا العالية والتي جعلت الجواسيس العشر يقولون أن دخول كنعان هو أمر مستحيل. وإذا برجل واقف قبالته وسيفه مسلول بيده ... فقال ... أنا رئيس جند الرب (يشوع 13:5-14). عندئذ علم يشوع أنه لا داعي للخوف لأن الرب هو القائد.
فالرب الذي يعطي الأوامر سيعطي القوة الكافية لإتمام قصده. فكل مؤمن يحتاج إليه كالقائد، ويوجد إحساس بقيادته المعجزية في حياة المسيحي. يعظم انتصارنا بالذي أحبنا (رومية 37:.
بعد ذلك يتكلم كاتب المزمور عن إله يعقوب . فليس هناك من هو في بؤس يوسف - الذي بيع كعبد إلى مصر، ثم حكم عليه بالسجن من أجل جريمة لم يرتكبها؛ ولكن تشددت سواعد يديه من يدي عزيز يعقوب (تكوين 24:49).
وكان لوط قد استولى على كل مراعي الوديان الجيدة وترك لإبراهيم المناطق الجبلية فقط. ولكن بعد ذلك قال الرب لإبراهيم: لا تخف يا أبرام أنا ترس لك، أجرك كثير جدا (تكوين 1:15).
إن السائحين المسيحيين يجدون أيضا أن رحلتهم عبر الحياة بها العديد من أودية البكاء، ولكنهم عندئذ يكتشفون أيضا رب الجنود ، إله يعقوب ، الذي هو ترس لهم ومجن . فلا بد من أوقات الضيق، فإن حتى الرب يسوع قد اجتاز في هذا الطريق إذ احتمل الصليب مستهينا بالخزي، فجلس في يمين عرش الله (عبرانيين 2:12).
إعلان عن المسيح: مزمور 8:82 يمكن أن يستخدم كصلاة من أجل التعجيل بمجيء المسيح، ديان كل الأرض [أي القاضي عليها] (يوحنا 22:5).
أفكار من جهة الصلاة: اعترف بخطاياك واطلب من الرب أن يحررك (1 صموئيل 10:12).
اقرأ مزمور 88 -- 91
تأمل هذا! المسيحي الساكن في ستر العلي في ظل القدير يبيت [الذي لا يقدر أحد أن يقف أمامه]. هذا الشخص يقدر أن يقول بكل ثقة واقتناع: الرب ملجأي وحصني إلهي ... وهو لا يخشى من خوف الليل ولا من سهم يطير في النهار [مؤامرات الشرير]، ولا من وبأ... ولا من هلاك [أي الموت المفاجئ]... لأنك قلت أنت يا رب ملجأي، جعلت العلي مسكنك . أضف إلى ذلك أنه يوصى ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك [أي طرق الطاعة والخدمة] . على الأيدي يحملونك لئلا تصدم بحجر رجلك (مزمور 1:91-12).
أول مرة يذكر فيها الكتاب المقدس أن الرب أوصى ملائكته كانت مع هاجر - إذ كانت معوزة ويائسة في صحراء سيناء. لقد كانت متروكة ووحيدة هي وطفلها، وكأن العالم كله لا يعنيه أمرها - حتى إبراهيم أبو طفلها. ولكن ملاك الرب كان هناك ليرشد طريقها (تكوين 7:16-11). أيضا الملائكة هم الذين شجعوا يعقوب في أول ليلة له بعيدا عن البيت، خارج حماية أسوار المدينة، إذ لم يكن له وسادة تحت رأسه إلا قطعة من الحجر. يقول الرب يسوع أن الصغار ممثلون في السماء بملائكة (متى 10:18)؛ وأنه يكون فرح قدام ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب (لوقا 10:15).
وقد اقتبس الشيطان، وهو ملاك ساقط،عددَي 11 و 12 من هذا المزمور الـ 91 في محاولته لإغواء يسوع أثناء صومه مدة 40 يوما: لأنه مكتوب أنه يوصى ملائكته بك... وأنهم على أياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك (لوقا 11:4). ولكن كما يفعل الشيطان دائما عند الاقتباس من الكتاب المقدس، فإنه يختار فقط الجزء المحبب للطبيعة البشرية ويترك الجزء الخاص بالمسئولية الشخصية: لكي يحفظوك في كل طرقك [أي طرق الطاعة للرب] (مزمور 11:91). ففي تجربته للرب، أراد الشيطان أن يوحي له بأنه إذا كان الوعد صادقا من جهة أنه لا تصدم بحجر رجله، فبالأولى جدا يجب أن يثق يسوع في النجاة لو أنه طرح نفسه من فوق جناح الهيكل. ولكن الرب أجابه قائلا: لا تجرب الرب إلهك (متى 7:4).
فلا يمكننا أن نطالب الله بوعوده بأن ملائكته ستحفظنا في كل طرقنا إذا كنا قد اخترنا أن نتجاهل مشيئة الله المعلنة في كلمته.
كم من المرات دفع الكبرياء مسيحيين جهلاء للدخول إلى أماكن مشبوهة وإلى التورط مع أعداء للمسيح بحجة أنهم قد يؤثروا تأثيرا حسنا على هؤلاء وبالتالي يقودونهم إلى شيء أفضل. ولكن بلا شك فإن الكبرياء هو الذي يتجاهل كلمة الله القائلة: لا تشتركوا في أعمال الظلمة غير المثمرة (أفسس 11:5).
ربما يقترح علينا الشيطان قائلا: "هذه المرة فقط"، أو "اجعل ذهنك متسعا"، أو "ليس في إمكانك التحكم في طبيعتك واستعدادك"، أو "يمكنك أن تتوب فيما بعد وتنال الغفران". وربما يستخدم أيضا الشيطان أمثلة رديئة لأشخاص مرائين لكي يخدعنا بهم قائلا: "انظر إن الأشخاص المتدينين يفعلون ذلك، فلماذا تمتنع أنت؟"
ولكننا لدينا اليقين بأنه يوصى ملائكته بنا لكي يحفظونا في كل طرقنا [أي طرق الطاعة والخدمة] (مزمور 11:91).
إعلان عن المسيح: في مزمور 27:89 نرى المسيح الابن البكر للآب، الذي هو أعلى من ملوك الأرض (إشعياء 6:9-7).
أفكار من جهة الصلاة: اسجد بروح متواضعة وخاشعة عندما تصلي إلى الرب (1 ملوك 54:.
اقرأ مزمور 92 -- 100
أحد الأسباب التي تجعل بعض المؤمنين يشعرون بعدم الرضى هو أنهم يتصرفون بأسلوب غير المؤمنين عندما يواجهون إحباطات. ولكن كاتب المزمور يدعو الأمناء قائلا: هلم نرنم للرب نهتف لصخرة خلاصنا! نتقدم أمامه بحمد (مزمور 1:95-2). إن عدم الامتنان هو نتيجة لعدم الثقة بأن الرب إله عظيم ملك كبير على كل الآلهة (مزمور 3:95).
عندما نكون غير سعداء وغير راضين، فإننا لسنا فقط نحرم أنفسنا من فرح الحياة الفائضة الهانئة، ولكننا نسلب الله حقه في التسبيح الذي يليق به.
إن العبادة الحقيقية لا تهدف إلى تمتعنا الشخصي، وإنما هدفها هو الله نفسه، ملكنا وخالقنا ومخلصنا - هلم نسجد ونركع ونجثو أمام الرب خالقنا. لأنه هو إلهنا ونحن شعب مرعاه وغنم يده (مزمور 6:95-7). أحد الأجزاء الرئيسية في العبادة هو الترنيم - نهتف لصخرة خلاصنا! ... بحمد (مزمور 1:95-2). وكلمة ترنيم تحمل في مضمونها فكرة الترنيم بصوت عال؛ أي الهتاف للتعبير عن الفرح والحمد للرب.
ويضيف كاتب المزمور قائلا: هلم نسجد ونركع ونجثو أمام الرب خالقنا. (مزمور 6:95). فإن الحمد يرفع عبادتنا فوق مستوى احتياجاتنا الشخصية. العبادة معناها أن يخر الإنسان على وجهه أمام الله العلي في خضوع وحب.
هذا على النقيض تماما مع "العابد" المهتم بذاته والذي يفترض أن خدمة العبادة هي من أجل شبعه الشخصي. لذلك فإننا كثيرا ما نسمع أناسا يقولون: "إنني لم أستفد كثيرا من خدمة العبادة".
لا توجد استثناءات في دعوة كاتب المزمور لنا لنقدم الحمد لمخلصنا وراعينا. فكل يوم هو يوم مناسب لكي نهتف للرب ونعبده بفرح (مزمور 1:100-2).
إن الترنيم والفرح يمجد راعينا العظيم. وجميع ا لخاضعين للرب يعتبرونه امتيازا أن يعبدوا الرب بفرح وأن يدخلوا إلى حضرته بترنم (مزمور 2:100). يجب أن يكون هذا هو أسلوب المسيحي في الحياة، سواء كان يقوم بمسح البلاط أو يقوم بإلقاء عظة، وذلك لأنه هو صنعنا (مزمور 3:100). إنه يحمي شعبه ويعولهم - لأنهم غنم مرعاه .
إن فرحنا يتناسب مع إيماننا بوعوده التي لا تخيب أبدا. ويعطينا كاتب المزمور مفتاح الحياة الفائضة الآمنة فيقول: ادخلوا أبوابه بحمد، دياره بالتسبيح. احمدوه باركوا اسمه! لأن الرب صالح، إلى الأبد رحمته وإلى دور فدور أمانته (مزمور 4:100-5).
إعلان عن المسيح: بصفته الخالق - "هو صنعنا" (مزمور 3:100؛ قارن مع يوحنا 3:1؛ كولوسي 16:1؛ رؤيا 11:4).
أفكار من جهة الصلاة: اطلب بخشوع مشيئة الرب (2 أخبار 14:7).
اقرأ مزمور 101 -- 105
يمكننا أن نفرح مع كاتب المزمور قائلين: باركي يا نفسي الرب وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس! (مزمور 1:103). يقدم لنا هذا المزمور العديد من الأسباب التي تجعلنا نسبح الرب، ولكن الرب نفسه هو السبب الأول لتسبيحه. فيجب أولا أن نسبح الرب من أجل شخصه وبعد ذلك نسبحه من أجل كل حسناته: الذي يغفر جميع ذنوبك، الذي يشفي كل أمراضك، الذي يفدي من الحفرة حياتك، الذي يكللك بالرحمة والرأفة (مزمور 2:103-4). آه! كم ينبغي أن نحب ربنا العجيب الذي يغفر لنا الخطايا التي نرتكبها في حقه وفي حق الآخرين. إن غفرانه يفوق الغفران الذي تخيله بطرس - إلى سبع مرات - بل إنه أكثر من سبعين مرة سبع مرات (متى 21:18-22)، لأن دمه يطهر من كل خطية (1 يوحنا 7:1) ولا يكف أبدا عن التطهير.
وبالنسبة للذين يشعرون أنهم أبعد من أن يرجعوا، وأن خطاياهم أعظم من أن تغفر، فإنه يقدر أن يخلص أيضا إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله (عبرانيين 25:7).
نعم، إنه يغفر خطايانا السابقة وينساها وينزعها: لم يصنع معنا حسب خطايانا، ولم يجازنا حسب آثامنا ... كبعد المشرق من المغرب أبعد عنا معاصينا (مزمور 10:103،12). كم ينبغي أن نحمد الرب من أجل هذا التشبيه الرائع، لأنه لا يوجد مكان على الإطلاق فيه يلتقي المشرق مع المغرب، بل هما إلى الأبد منفصلان. فإذا اتجهنا إلى الشمال، سرعان ما سنجد أنفسنا في أقصى الشمال؛ وإذا اتجهنا إلى الجنوب فسرعان ما سنصل إلى نهايته وعندئذ سنبدأ في الاتجاه شمالا مرة أخرى. ولكننا نقدر أن نلف العالم كله بالاتجاه إلى الشرق، وسنظل دائما متجهين إلى الشرق. فإنه ليس من طبيعة ربنا المحب أن يستعيد الخطايا السابقة - سواء خطايانا نحن أو خطايا الآخرين - بعد أن يكون قد غفرها وأبعدها كبعد المشرق من المغرب. فالغفران يجب أن يعني النسيان، ليس فقط في نظر الله بل أيضا في نظرنا نحن (1 يوحنا 9:1).
عندما يأتي الشيطان بإحدى خطاياك أمام الرب بعد أن تكون قد تبت عنها حقا، ثق في غفران الرب وليس في أكاذيب الشيطان، لأنه هو المشتكي على إخوتنا (رؤيا 10:12) وليس فيه حق (يوحنا 44:. إن أبانا السماوي العظيم هو جوهر المحبة الغافرة. وهو لا يكتفي فقط بأن يغفر الخطايا ويسدد جميع احتياجات الحياة، ولكنه يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك جدا - فهو يكللك بالرحمة والرأفة ... أما رحمة الرب فإلى الدهر والأبد على خائفيه وعدله على بني البنين، لحافظي عهده وذاكري وصاياه ليعملوها ... العاملين مرضاته (مزمور 4:103-5،17-21).
أمام مثل هذا الغفران الفائق الذي بلا حدود، لا ينبغي أن ننسى كلمات الروح القدس من خلال بولس الرسول: نحن الذين متنا عن الخطية كيف نعيش بعد فيها؟ ... ألستم تعلمون أن الذي تقدمون ذواتكم له عبيدا للطاعة، أنتم عبيد للذي تطيعونه، إما للخطية للموت أو للطاعة للبر (رومية 1:6-2،16).
إعلان عن المسيح: بصفته الشخص الذي "يغفر جميع ذنوبك الذي يشفي كل أمراضك" (مزمور 3:103). إن غفران الخطايا وقوة الله الشافية هما الصفة المميزة لخدمة ربنا الذي جاء "لينادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر، ويرسل المنسحقين في الحرية، وينادي بسنة الرب المقبولة (لوقا 18:4-19).
أفكار من جهة الصلاة: إن كلمة الله والاعتراف والصلاة تأتي بالمؤمن إلى علاقة وثيقة مع الله (نحميا 2:9-5).
اقرأ مزمور 106 -- 107
على الرغم من أن الله قد أنعم على إسرائيل بخيرات كثيرة إلا أنهم في فترات عديدة من تاريخهم أسرعوا فنسوا أعماله، لم ينتظروا مشورته، بل اشتهوا شهوة في البرية وجربوا الله في القفر. فأعطاهم سؤلهم وأرسل هزالا في أنفسهم (مزمور 13:106-15). ويراجع كاتب المزمور شرورهم البارزة فيقول: حسدوا موسى (ع 16)، صنعوا عجلا في حوريب (ع 19)، نسوا الله مخلصهم (ع 21)، رذلوا [أي احتقروا] الأرض الشهية (ع 24)، لم يؤمنوا بكلمته (ع 24)، تمرمروا [أي تذمروا] في خيامهم (ع 25)، تعلقوا ببعل فغور (ع 28)، أسخطوا الرب على ماء مريبة (ع 32)، لم يستأصلوا الأمم الذين قال لهم الرب عنهم (ع 34)، اختلطوا بالأمم وتعلموا أعمالهم (ع 35)، ذبحوا بنيهم وبناتهم للأوثان (ع 37). وتستمر القائمة حتى أنهم تنجسوا بأعمالهم (ع 39).
وعندما اشتدت معاناتهم، صرخوا إلى الرب.. فخلصهم من شدائدهم (مزمور 19:107). ولا تزال طريقة الخلاص هي نفسها اليوم: أرسل كلمته فشفاهم ونجاهم من تهلكاتهم (ع 20). كان في إمكان كاتب المزمور أن يقول: فأنقذهم (ع 6)، ولكنه اختار بدلا من ذلك أن يقول: أرسل كلمته فشفاهم . هذا يعني ببساطة أن كلمة الله هي الطريقة التي أعدها لتسديد جميع الاحتياجات.
عبر الكتاب المقدس يعلمنا الرب ضرورة الاعتماد على كلمته في جميع المواقف. نعم، الكلمة التي بها صنع السماوات وثبتها في مكانها (عبرانيين 2:1-3) هي نفس الكلمة التي تصنع التجديد الذي نحن في أمسّ الحاجة إليه. إن كلمته هي التي خلقت الحياة، ولكنها أيضا هي التي تعول الحياة.
لقد تذلل بنو إسرائيل وبعدها أدركوا ما الذي ينبغي أن يفعلوه. لم يستأجروا خبراء لحل مشاكلهم، ولكنهم صرخوا إلى الرب (مزمور 6:107). إننا نحتاج إلى انسكاب جديد للروح القدس مع دعوة واضحة للتوبة والتقوى. فلا توجد طريقة للإصلاح الفوري. وإنما هذا يتحقق فقط عندما يرجع شعب الرب إلى سماع ما الذي يريد الرب أن يقوله لغرض تحقيق القصد الذي من أجله خلقنا. فليس هناك حلا آخر لمشاكل الحياة. كلمة الله وحدها تقدر أن تحررنا من قيود عصياننا وروحنا العالمية وتجعل حياتنا ممجدة له في سلوكنا اليومي. ولكننا لا نقدر أن نعيش شيئا لا نعرفه، ولن نقدر أن نعرف إلا إذا قرأنا وأعدنا قراءة كلمته برغبة صادقة في التعلم وفي عمل مشيئته. يجب أن نرفض اعتمادنا على أنفسنا ونعتمد بالكامل على ما يقوله الرب. لأنه أشبع نفسا مشتهية وملأ نفسا جائعة خبزا (مزمور 9:107).
أربع مرات في هذا المزمور يوجه أنظارنا إلى إرادة الله العليا من نحو شعبه: فليحمدوا الرب على رحمته وعجائبه لبني آدم (مزمور 8:107،15،21،31).
إعلان عن المسيح: بصفته الشخص الذي "يهدئ العاصفة" (مزمور 29:107). عندما هدأ يسوع العاصفة، تعجب تلاميذه قائلين: "أي إنسان هذا، فإن الرياح والبحر جميعا تطيعه!" (متى 27:. في وسط كل ظروفنا العاصفة، فإن الرب يسوع يقدم لنا السلام (يوحنا 27:14).
أفكار من جهة الصلاة: صل في الصباح الباكر (مزمور 3:5).
اقرأ مزمور 108 -- 118
كانت الأمة الإسرائيلية مثل حجر محتقر رفضه ودمره بناؤو بابل العظيمة. وفي قصد الرب فإن الحجر الذي رفضه البناؤون قد صار رأس الزاوية. من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في أعيننا. هذا هو اليوم الذي صنعه الرب نبتهج ونفرح فيه (مزمور 22:118-24).
كان إسرائيل هو هذا الحجر - المرفوض من الأمم. ولكن المضمون يبين أن هذا الحجر المرفوض يشير إلى ما هو أبعد من مجرد تاريخ إسرائيل. فلقد كان ينبئ عن يسوع المسيح، الذي على الرغم من أن قادة اليهود رفضوه والرومان صلبوه، إلا أنه قام من الأموات وهو الآن حجر الزاوية، المزمع أن يجمع كلا من اليهود والأمم في هيكل روحي واحد مجيد.
في إحدى المرات وقف يسوع في مواجهة ناقديه، فأعلن نفسه لهم كحجر الزاوية، وإذ اقتبس من هذا المزمور قال لهم: ما هو هذا المكتوب الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية؟ كل من يسقط على ذلك الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه (لوقا 17:20-18؛ مرقس 10:12-11).
عندما سئل بطرس ويوحنا من رؤساء الكهنة والصدوقيين عن شفاء الشحاذ: بأية قوة وبأي اسم صنعتما أنتما هذا؟ قال لهم بطرس: فليكن معلوما عند جميعكم وجميع شعب إسرائيل أنه باسم يسوع المسيح الناصري الذي صلبتموه أنتم الذي أقامه الله من الأموات، بذاك وقف هذا أمامكم صحيحا. هذا هو الحجر الذي احتقرتموه أيها البناؤون الذي صار رأس الزاوية (أعمال 1:4،7،10-11).
وقد اقتبس بولس أيضا من هذا المزمور عندما كتب لأهل أفسس قائلا: مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية، الذي فيه كل البناء مركبا معا ينمو هيكلا مقدسا في الرب (أفسس 20:2-21).
وأثناء الاضطهاد العظيم من الحكومة الرومانية، كتب بطرس قائلا: لذلك يتضمن أيضا في الكتاب: هنذا أضع في صهيون حجر زاوية مختارا كريما والذي يؤمن به لن يخزى. فلكم أنتم الذين تؤمنون الكرامة وأما للذين لا يطيعون فالحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية (1 بطرس 6:2-7).
هذا يعني أن المسيح بصفته الحجر الحي (1 بطرس 4:2-5) يجعل الذين يأتون إليه حجارة حية أيضا. فإن المسيحيين يشبهون بالمسيح ربهم، وكأن صفات حجر الأساس قد تخللت المبنى كله. من التصق بالرب فهو روح واحد (1 كورنثوس 17:6). فالفرع الذي يطعم في شجرة الزيتون الحقيقية يشاركها حيويتها. إنه يستطيع بملئه أن يملأ فراغنا. فنحن نشارك الرب يسوع حياته: وليس لي بري الذي من الناموس بل الذي بإيمان المسيح، البر الذي من الله بالإيمان (فيلبي 9:3).
إعلان عن المسيح: لقد اقتبس الرب يسوع من مزمور 22:118 - "الحجر الذي رفضه البناؤون" - لرؤساء الكهنة والفريسيين الذين رفضوه.
أفكار من جهة الصلاة: ادع الرب في وقت الاحتياج (مزمور 2:65-3).
اقرأ مزمور 119
كلمة الله هي محور مزمور 119 ومن المفترض أيضا أن تكون محور حياتنا أيضا. فإن كلمة الله لا تفصلنا فقط عن العالم، ولكنها أيضا الأداة التي يستخدمها الله للإتيان بنا إلى علاقة حية معه. ويفتتح مزمور 119 الذي هو أطول المزامير بالكلمات: طوبى للكاملين طريقا [أي الأمناء في طريق إرادة الله المعلنة] السالكين في شريعة الرب. ثم في العدد التالي نجد بركة أخرى: طوبى لحافظي شهاداته من كل قلوبهم يطلبونه (مزمور 1:119-2).
وعلى الرغم من أن كاتب المزمور يسرد قائمة طويلة من البركات التي يتم الحصول عليها بإطاعة وصاياه، إلا أن رغبته القصوى كانت هي الولاء الحقيقي للرب، وقد اعترف بذلك قائلا: بكل قلبي طلبتك، لا تضلني عن وصاياك (ع 10).
وقد أدرك احتياجه للاعتماد الكلي على الرب، فأضاف قائلا: خبأت كلامك في قلبي لكيلا أخطئ إليك ... بفرائضك أتلذذ ... علمني ... فهمني ... دربني [أي اجعلني أمشي] في سبيل وصاياك (ع 11،16،33-35).
وكما أن كاتب المزمور عرف بر الله من الكتاب المقدس وقاده ذلك إلى تسبيح الرب، هكذا نحن أيضا ننقاد إلى تسبيح وتمجيد الله عندما تكون كلمته في قلوبنا (ع 7،12-14). لا يمكننا أبدا أن نكف عن التشديد على أهمية معرفة كلمة الله. فإن الله قد أعطانا وسيلة وحيدة بها يمكننا أن نتجنب الخطية ونتعلم التقوى: بحفظه إياه حسب كلامك (ع 9).
يقودنا الروح القدس، متكلما من خلال كاتب المزمور، إلى اكتشاف أننا لسنا متروكين "لتقديرنا للأمور"، بل يجب أن نعتمد دائما على الرب ليكشف لنا عن إرادته من خلال كلمته، إذ يصلي قائلا: اكشف عن عيني فأرى عجائب من شريعتك (ع 18). وبعد أن رفض العالم، يواصل كاتب المزمور صلاته قائلا: دربني في سبيل وصاياك لأني به سررت (ع 35). وأيضا: علمني يا رب طريق فرائضك (ع 33).
عندما قرأ كاتب المزمور في كلمة الله فإنه نال بركة (ع 1)، وتطهيرا وحفظا من الخطية (ع 9،11)، وشبعا (ع 20)، وقوة (ع 28)، ورحمة (ع 58)، وأيضا تحولت آلامه إلى خير له (ع 71). إن قيادة الرب لحياتنا لا تتغير أبدا، فهو يقول: إلى الأبد يا رب كلمتك مثبتة في السموات (ع 89). وهكذا أصبح كاتب المزمور يعرف أكثر من معلميه الأرضيين (ع 99-100) كما أنه تعلم كيف يبتعد عن الشر (ع 101).
في الكتاب المقدس، ومن خلاله فقط، يمكننا أن نكتشف كيف نعيش وكيف نفكر وكيف نميز شتى أنواع الخداع،وأيضا كيف نتمم إرادة الله ونعد أنفسنا للحياة الأبدية.
إن المسيح والكتاب المقدس لا ينفصلان، وكما كتب الرسول يوحنا: في البدء كان الكلمة، وكان الكلمة عند الله، وكان الكلمة الله (يوحنا 1:1-2). وبسبب ذلك، فيجب أن تكون رغبتنا القصوى في الحياة هي أن نعرف المزيد من كلمته: لأنك قد عظمت كلمتك على كل اسمك! (مزمور 2:138).
إعلان عن المسيح: من خلال كاتب المزمور الذي كان يتلذذ بوصايا الله (مزمور 47:119). قال الرب يسوع: "نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتي بل مشيئة الذي أرسلني" (يوحنا 38:6).
أفكار من جهة الصلاة: اصرخ إلى الرب يوميا طالبا الرحمة (مزمور 3:86).
اقرأ مزمور 120 -- 131
يركز مزمور 121 على حق واحد، وهو: الرب حافظك (مزمور 5:121). لا يدع رجلك تزل، لا ينعس حافظك... الرب يحفظ خروجك ودخولك من الآن وإلى الدهر (مزمور 3:121،. والكلمة الأساسية هي يحفظ - أي يحرس، ويراقب، ويحمي. كان بنو إسرائيل يرنمون هذا المزمور وكلهم يقين من جهة حماية الرب لهم وحفظه إياهم في الرحلات الطويلة الصعبة المحفوفة بالمخاطر.
فطوال اليوم، كان الشعب يرنمون المزامير أثناء سفرهم من كل أنحاء أرض الموعد إلى أورشليم لأجل المشاركة في الأعياد والذبائح والعبادة. فلقد كان ناموس موسى يتطلب من جميع ذكور اليهود القادرين جسمانيا والمطهرين طقسيا، أن يحضروا ثلاثة أعياد كل سنة (خروج 14:23-19؛ تثنية 16:16). وكان بعض الإسرائيليين يستغرق سفرهم بين أسبوع إلى ثلاثة أسابيع ذهابا وإيابا، ولكن هذه الأحداث كانت تمثل لهم دائما أوقات فرح عظيم. فمنذ مغادرة بيوتهم إلى وقت رجوعهم كانوا يرنمون بثقة عن حماية الرب لهم كالحارس الأمين الذي يحمي بيوتهم وممتلكاتهم. فهو خلال غيابهم، لا ينعس أبدا (مزمور 4:121) - لا بالليل ولا بالنهار. وجميع الذين وضعوا ثقتهم في المسيح لديهم اليقين الكامل بأن لا أحد يقدر أن يفصلهم عن محبة المسيح . فسواء واجهنا ضيقات أو مشقات أو اضطهادات أو جوع أو فقر أو خطر أو موت، يمكننا أن نعتمد على الشخص الذي أحبنا (رومية 35:8،37).
انقاد كاتب المزمور بالروح القدس إلى النطق بهذا التأكيد الثلاثي العجيب على أهمية انتظار الرب، فقال: انتظرتك يا رب، انتظرت نفسي وبكلامه رجوت، نفسي تنتظر الرب أكثر من المراقبين الصبح (مزمور 5:130-6). والتأكيد هنا هو على أن انتظار الرب أكثر من مجرد حالة من اللامبالاة وكأننا نقول: "إن الأمر في يدي الرب، والآن يمكنني أن أباشر أعمالي". كلا، فإن هذا الأسلوب يدل على أننا نؤمن ببركة الرب ولكننا نجهل معنى أن ننتظره لكي يتكلم ويعمل في حياتنا. فالعبارة: انتظرت الرب وبكلامه رجوت ، تعبر عن أهمية انتظار الرب بمثابرة وباهتمام شديد لكي يقود أفكارنا وأفعالنا.
يقول المرنم: نفسي تنتظر الرب أكثر من المراقبين الصبح، أكثر من المراقبين الصبح (مزمور 6:130). إننا نعيش في مجتمع سريع الإيقاع - يجري هنا وهناك وليس لديه وقت للتأمل والصلاة وانتظار الرب.
في جرينا لعمل الأشياء يكون لدينا ميل طبيعي للثقة في النفس والاعتماد على قدراتنا الذاتية أو على مساندة الآخرين كما فعل بنو إسرائيل عندما صنعوا عهدا مع مصر. أما الذين يقدرون حماية الرب وإعالته لهم حق التقدير، فإنهم - مثل المراقبين الصبح - ينتظرون الرب أن يتمم كلمته.
إن المسيحيين اليوم يتمتعون بنفس قوة الله الحافظة كما كانت في القديم. فيمكننا أن نستودع حياتنا لرعاية الله الحافظة: المتوكلون على الرب مثل جبل صهيون الذي لا يتزعزع بل يسكن إلى الدهر. أورشليم الجبال حولها والرب حول شعبه من الآن وإلى الدهر (مزمور 1:125-2).
إعلان عن المسيح: بصفته الشخص الذي يحمينا - الذي "يحفظ خروجك ودخولك" (مزمور 8:121). قال يسوع: "إن دخل بي أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى" (يوحنا 9:10).
أفكار من جهة الصلاة: سبح الرب من أجل صلاحه ورحمته (مزمور 1:106).
اقرأ مزمور 132 -- 138
جميع الذين ينتمون لعائلة الله يجب أن يتمتعوا بالشركة مع المؤمنين الآخرين بغض النظر عن الجنس أو البلد أو التعليم أو الثروة.
ويذكرنا المرنم قائلا: هوذا ما أحسن وما أجمل أن يسكن الإخوة معا، مثل الدهن الطيب على الرأس النازل على اللحية، لحية هارون النازل إلى طرف ثيابه [أي يقدس الجسم كله] (مزمور 1:133-2؛ خروج 25:30،30).
ويشرح المرنم نتيجة السكنى معا في وحدة واحدة بالتشبيه بين مسحة الروح القدس الذي يسكن ويفيض في المؤمنين وبين الزيت المقدس الذي سكب على رأس هارون رئيس الكهنة وسال على كل جسده. فالزيت المسكوب هو مثل روح المحبة التي تتخلل حياة الذين في توافق مع المسيح، الذي هو الرأس (1 كورنثوس 3:11؛ أفسس 22:1؛ 15:4؛ 23:5؛ كولوسي 18:1).
وأعلن أيضا المرنم أن الوحدة هي مثل ندى حرمون النازل على جبل صهيون، لأنه هناك أمر الرب بالبركة حياة إلى الأبد (مزمور 3:133). حيث أن الندى ينزل من السماء، لذلك فهو تصوير دقيق للوحدة الحقيقية في الروح القدس التي هي هبة الله المستقرة على المؤمنين الذي لهم محبة عميقة تجاه بعضهم البعض ويهتمون بجميع الأعضاء. فالروح القدس ينزل بطريقة لطيفة، مثل الندى، ويضع في المؤمنين التزاما متبادلا بحل أي مشاكل في العلاقات. وهذا لا يحدث بالصدفة، وإنما يتطلب مجهودا من القادة الروحيين من أجل الحفاظ على وحدانية الروح في رباط السلام (أفسس 3:4).
والمفتاح لهذه الوحدة هو هذا: حاسبين بعضكم البعض أفضل من أنفسهم (فيلبي 3:2) - مقدمين بعضكم بعضا في الكرامة (رومية 10:12). عندئذ فإن الروح القدس يصحح أي انقسامات أو انقطاع في الشركة بروح التعاون والتوافق الحقيقية تحت سيادة المسيح الرأس.
وقد صلى الرب يسوع طالبا من أجل تلاميذه أن يكونوا واحدا كما أنك أنت أيها الآب في وأنا فيك ليكونوا هم أيضا واحدا فينا (يوحنا 21:17). إننا نحتاج أن ندرك أن المسيح هو الرأس وأن كل واحد من المؤمنين هو عضو في جسده: كما أن الجسد هو واحد وله أعضاء كثيرة، وكل أعضاء الجسد الواحد، إذا كانت كثيرة، هي جسد واحد (1 كورنثوس 12:12-21). فالكل مطلوبون - وكل مؤمن له أهمية حيوية.
من العبث أن نحاول فرض الوحدة بالقوة من خلال القوانين واللوائح. إنما هذا يحدث عندما نعبر عن محبته ونسمح لها بأن تفيض في حياتنا وترتفع فوق الفروق الشخصية. صادقين في المحبة ننمو في كل شيء إلى ذاك الذي هو الرأس المسيح، الذي منه كل الجسد مركبا معا (أفسس 15:4-16).
إن الرب يسمح للأشخاص المتعبين أن يأتوا إلى حياتنا حتى يتيح لنا الفرصة للتعبير عن محبته ورحمته وطول أناته. إن الكبرياء والعناد والتشبث بالرأي هم أكبر أعداء الوحدة والحياة الممتلئة بالروح القدس. فلا يمكننا أن نلقي بمسئولية فشلنا وإحباطنا على رداءة الآخرين وعنادهم.
لقد خلصنا بواسطة نفس المخلص، ونحب نفس السيد، ونتطلع إلى العيش معا في نفس المدينة الأبدية مع المسيح. فالآن لا يوجد فرق، ليس يهودي ولا يوناني، ليس عبد ولا حر، ليس ذكر وأنثى لأنكم جميعا واحد في المسيح يسوع (غلاطية 28:3).
إعلان عن المسيح: بصفته ذرية داود الذي سيجلس على العرش (مزمور 11:132؛ قارن مع لوقا 32:1؛ أعمال 30:2).
أفكار من جهة الصلاة: صل من أجل أعدائك (مزمور 4:109).
اقرأ مزمور 132 -- 138
جميع الذين ينتمون لعائلة الله يجب أن يتمتعوا بالشركة مع المؤمنين الآخرين بغض النظر عن الجنس أو البلد أو التعليم أو الثروة.
ويذكرنا المرنم قائلا: هوذا ما أحسن وما أجمل أن يسكن الإخوة معا، مثل الدهن الطيب على الرأس النازل على اللحية، لحية هارون النازل إلى طرف ثيابه [أي يقدس الجسم كله] (مزمور 1:133-2؛ خروج 25:30،30).
ويشرح المرنم نتيجة السكنى معا في وحدة واحدة بالتشبيه بين مسحة الروح القدس الذي يسكن ويفيض في المؤمنين وبين الزيت المقدس الذي سكب على رأس هارون رئيس الكهنة وسال على كل جسده. فالزيت المسكوب هو مثل روح المحبة التي تتخلل حياة الذين في توافق مع المسيح، الذي هو الرأس (1 كورنثوس 3:11؛ أفسس 22:1؛ 15:4؛ 23:5؛ كولوسي 18:1).
وأعلن أيضا المرنم أن الوحدة هي مثل ندى حرمون النازل على جبل صهيون، لأنه هناك أمر الرب بالبركة حياة إلى الأبد (مزمور 3:133). حيث أن الندى ينزل من السماء، لذلك فهو تصوير دقيق للوحدة الحقيقية في الروح القدس التي هي هبة الله المستقرة على المؤمنين الذي لهم محبة عميقة تجاه بعضهم البعض ويهتمون بجميع الأعضاء. فالروح القدس ينزل بطريقة لطيفة، مثل الندى، ويضع في المؤمنين التزاما متبادلا بحل أي مشاكل في العلاقات. وهذا لا يحدث بالصدفة، وإنما يتطلب مجهودا من القادة الروحيين من أجل الحفاظ على وحدانية الروح في رباط السلام (أفسس 3:4).
والمفتاح لهذه الوحدة هو هذا: حاسبين بعضكم البعض أفضل من أنفسهم (فيلبي 3:2) - مقدمين بعضكم بعضا في الكرامة (رومية 10:12). عندئذ فإن الروح القدس يصحح أي انقسامات أو انقطاع في الشركة بروح التعاون والتوافق الحقيقية تحت سيادة المسيح الرأس.
وقد صلى الرب يسوع طالبا من أجل تلاميذه أن يكونوا واحدا كما أنك أنت أيها الآب في وأنا فيك ليكونوا هم أيضا واحدا فينا (يوحنا 21:17). إننا نحتاج أن ندرك أن المسيح هو الرأس وأن كل واحد من المؤمنين هو عضو في جسده: كما أن الجسد هو واحد وله أعضاء كثيرة، وكل أعضاء الجسد الواحد، إذا كانت كثيرة، هي جسد واحد (1 كورنثوس 12:12-21). فالكل مطلوبون - وكل مؤمن له أهمية حيوية.
من العبث أن نحاول فرض الوحدة بالقوة من خلال القوانين واللوائح. إنما هذا يحدث عندما نعبر عن محبته ونسمح لها بأن تفيض في حياتنا وترتفع فوق الفروق الشخصية. صادقين في المحبة ننمو في كل شيء إلى ذاك الذي هو الرأس المسيح، الذي منه كل الجسد مركبا معا (أفسس 15:4-16).
إن الرب يسمح للأشخاص المتعبين أن يأتوا إلى حياتنا حتى يتيح لنا الفرصة للتعبير عن محبته ورحمته وطول أناته. إن الكبرياء والعناد والتشبث بالرأي هم أكبر أعداء الوحدة والحياة الممتلئة بالروح القدس. فلا يمكننا أن نلقي بمسئولية فشلنا وإحباطنا على رداءة الآخرين وعنادهم.
لقد خلصنا بواسطة نفس المخلص، ونحب نفس السيد، ونتطلع إلى العيش معا في نفس المدينة الأبدية مع المسيح. فالآن لا يوجد فرق، ليس يهودي ولا يوناني، ليس عبد ولا حر، ليس ذكر وأنثى لأنكم جميعا واحد في المسيح يسوع (غلاطية 28:3).
إعلان عن المسيح: بصفته ذرية داود الذي سيجلس على العرش (مزمور 11:132؛ قارن مع لوقا 32:1؛ أعمال 30:2).
أفكار من جهة الصلاة: صل من أجل أعدائك (مزمور 4:109).
اقرأ مزمور 139 -- 143
عندما قال داود: يا رب إليك صرخت،أسرع إليّ (مزمور 1:141) كان في قلب داود شيء أكثر من مجرد تقديم طلبة سريعة. كانت استغاثة داود معبرة عن إحساس كبير بالأهمية. لقد أراد أن يقدم صلاته كالبخور (مزمور 2:141) - أي أن تكون صاعدة من فوق مذبح الذهب، كرائحة طيبة مقبولة أمام الله العلي (خروج 15:35). وهي تصور أيضا الشخص العابد وهو يرفع يديه - تعبيرا عن الخضوع والانفتاح والطاعة الكاملة - كذبيحة مسائية (مزمور 2:141؛ أيضا 6:143). كانت صلاة داود تعبر عن العبادة القلبية إذ قال: اجعل يا رب حارسا لفمي ؛ ثم أضاف قائلا: احفظ باب شفتي (مزمور 3:141). كان داود يصلي بحرارة طالبا من الرب أن يعلمه متى يتكلم وماذا يقول، وأيضا متى يصمت. فهناك خطورة في النطق بكلمات فظة وقاسية. ولكن هناك أيضا خطورة في الامتناع عن تقديم كلمات العطف والتقدير، أو الامتناع عن الدفاع عن شخص ينتقده الآخرون،أو الامتناع عن مشاركة محبة الله مع الآخرين عندما تتاح لنا الفرصة.
والتحذيرات عديدة: إن كان أحد فيكم يظن أنه ديّن وهو ليس يلجم لسانه بل يخدع قلبه فديانة هذا باطلة (يعقوب 26:1)؛ مشيع المذمة هو جاهل ... أما الضابط شفتيه فعاقل (أمثال 18:10-19)؛ الرجل اللئيم ينبش الشر (أمثال 27:16). فالنميمة والانتقاد وتصيد الأخطاء وإشاعة الكدر والمذمة هي خطايا يدينها كل من العهد القديم والجديد.
توجد خطية أخرى من خطايا اللسان وكثيرا ما نغفل عن أهميتها وهي كثرة الكلام. فالبعض لا يكفون أبدا عن الثرثرة، وهذا يسبب الضيق لكل من يضطر أن يصغي إلى جميع التفاصيل والتفاهات التي يتم تكبيرها بفيض من الكلمات دون أن يكون للموضوع برمته أي معنى أو مغزى بالنسبة للمستمع. هذا السلوك بالطبع يدمر قدرة الشخص على خلق صداقات ويفقده مصداقيته لدرجة أن كل ما يقوله لن يؤخذ على محمل الجد.
إن حديثنا يكشف عن طبعنا الحقيقي. قال يسوع: من فضلة القلب يتكلم الفم (متى 34:12). هذا يعني أن كلماتنا وأحاديثنا هي مرآة تعكس حالتنا الروحية.
ويحذرنا الروح القدس من أن كثرة الكلام لا تخلو من معصية، أما الضابط شفيته فعاقل (أمثال 19:10). فإذا كنا نريد أن نسلك بالروح، فإننا نقلل من الكلام ونعطي الآخرين فرصة أن يشاركوننا بما في قلوبهم. عندما نكتشف خطايا اللسان العديدة - النميمة وكثرة الكلام - فسنجد أنفسنا أننا بحاجة أن نصلي مع كاتب المزمور طالبين من الرب أن يحفظ باب شفتينا (مزمور 3:141) لكي تكون إجاباتنا بحكمة من عنده وبروح الرحمة والمحبة.
نحن مسئولون أن نذكر الآخرين - في روح محبة المسيح - أن كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حسابا يوم الدين. لأنك بكلامك تتبرر وبكلامك تدان (متى 34:12-37).
إعلان عن المسيح: بصفته المنقذ (مزمور 9:143-11). "يعلم الرب أن ينقذ الأتقياء في التجربة" (2 بطرس 9:2).
أفكار من جهة الصلاة: ادع الرب في وقت الضيق فسيسمعك (مزمور 1:116-4،.
اقرأ مزمور 144 -- 150
تبدأ وتنتهي كل من المزامير الخمسة الأخيرة بكلمة " هللويا " [أي سبحوا الرب] (مزمور 1:146،10؛ 1:147،20؛ 1:148،14؛ 1:149،9؛ 1:150،6). ومثلما يبدأ المرنم وينتهي بكلمة " هللويا " [سبحوا الرب] فمن امتيازنا نحن أيضا أن نقول: أسبح الرب في حياتي (مزمور 2:146). فنحن نسبح الرب لأنه لا جدوى من الاتكال على الرؤساء ولا على ابن آدم حيث لا خلاص عنده (مزمور 3:146). ونحن نسبح الرب لأن رجاءنا على الرب إلهنا (مزمور 5:146). ونحن نسبح الرب لأنه حافظ الأمانة إلى الأبد (مزمور 6:146). ونحن نسبح الرب لأنه يعطي خبزا للجياع (مزمور 7:146)؛ ويفتح أعين العمي ... ويقوم المنحنين ... ويحفظ الغرباء (مزمور 8:146-9).
ويستمر المرنم قائلا: سبحوا الرب! لأن الترنم لإلهنا صالح.. يشفي المنكسري القلوب.. لفهمه لا إحصاء.. يرضى الرب بأتقيائه بالراجين رحمته.. يرسل كلمته في الأرض (مزمور 1:147،3،5،11،15). فنحن نسبح اسم الرب لأنه قد تعالى اسمه وحده! (مزمور 13:148)؛ نحن نسبح الرب لأن الرب راض عن شعبه (مزمور 1:149،4). ونحن نسبح الرب من أجل قواته [أي أعماله العظيمة]؛ ويختتم سفر المزامير بالقول: كل نسمة فلتسبح الرب! هللويا! (مزمور 1:150،2،6).
من خلال هذه المزامير الختامية المليئة بالتسبيح نستنتج أن لا شيء يحدث في حياتنا بالصدفة وكل ما يسمح به هو فرصة من أجل تحقيق قصده الأفضل فينا. أننا بلا شك، قد نتحول بإرادتنا عن الرب ونتجاهل تعليماته الواضحة بألا نتكل على الرؤساء ولا على ابن آدم حيث لا خلاص عنده (مزمور 3:146).
إن أكبر صعوبة تواجهنا في محاولتنا أن نصبح آنية تتدفق فيها حياة المسيح، ليست في اتكالنا على الرؤساء، وليس في اتكالنا على أنفسنا. لأنه من الأصعب جدا أن نتعلم أنه في أنفسنا أيضا لا خلاص (مزمور 3:146).
آه، كم من المرات انخدعنا وانهزمنا عندما وضعنا ثقتنا في البشر - وربما لا زلنا نعاني من النتائج، لأنه لا مفر من أن نحصد ما زرعناه (غلاطية 7:6). ولكن سبحوا الرب... لأنه يشفي المنكسري القلوب ويجبر كسرهم (مزمور 3:147).
فالحقيقة هي أنه بقدر ما تصمم حقا على أن تعطي الأمور الأهم المكانة الأولى في حياتك، بقدر ما تجد أشياء تأتي في طريقك وتطالبك بوقتك. وفي كثير من الأحيان تكون "أشياء جيدة" هي التي تعيقك عن إتمام القصد الأسمى الذي يريده الله لك. هذه هي طريقة الشيطان ليمنعك من إتمام مشيئة الله الكاملة في حياتك، ولكنها أيضا هي خطة الله لكي يختبر أصرارك على إعطاء أموره المكانة الأولى.
يعمل رضى خائفيه ويسمع تضرعهم فيخلصهم (مزمور 19:145).
إعلان عن المسيح: بصفته الشخص الذي يفتح أعين العمي (مزمور 8:146). لقد أعطى المسيح البصر للرجل المولود أعمى (يوحنا 1:9-41).
أفكار من جهة الصلاة: سبح الرب من أجل رحمته (مزمور 2:136).