مقدمة لسفر هوشع
عاش هوشع في المملكة الشمالية وتنبأ لمدة 60 سنة تقريبا. وقد تزامنت خدمته مع الجيل الأخير في المملكة الشمالية، ربما في السنوات القليلة الأخيرة من ملك يربعام الثاني، ولكن قبل الغزو الأشوري الذي أنهى المملكة (هوشع 9:.
وقد تنبأ أيضا عاموس للأسباط الشمالية، مع أنه كان يعيش في مملكة يهوذا الجنوبية (عاموس 1:1؛ ميخا 1:1؛ 2 أخبار 9:28). وكان أيضا في المملكة الجنوبية النبيان ميخا وإشعياء. وفي هذه الفترة ملك عزيا ويوثام وآحاز وحزقيا على يهوذا.
ويبدو أنه أثناء خدمة هوشع النبوية كانت المملكة الشمالية تمر بفترة ازدهار وتوسع. وكان هذا أساسا نتيجة لضعف سوريا وموآب مما سمح للمملكة الشمالية بالسيطرة مرة أخرى على طرق التجارة الرئيسية بين الشرق والغرب. ولكن مراكز عبادة العجل الذهبي والتي كانت قد أقيمت منذ عدة سنوات في مدن بيت إيل ودان قد مهدت الطريق للعبادة الوثنية الخليعة للبعل والعشتاروث (1 ملوك 28:12-32؛ أيضا هوشع 13:2؛ 5:10-6؛ 2:13). وهكذا كانت إسرائيل قد نقضت علاقة عهدها مع الرب - مثلما تفعل الزوجة الخائنة التي يكون لها العديد من العاشقين (هوشع 7:2-13).
كان هوشع قد احتمل الكثير من الألم والهوان بسبب خطايا زوجته الخائنة. وقد أعده ذلك لفهم مدى الحزن الذي يشعر به الله بسبب شر بني إسرائيل وكيف أن خطاياهم لم تكن فقط ضد ناموس الله بل إنها أيضا إهانة لمحبته. وبسبب محبة هوشع لزوجته الخاطئة، فلقد سامحها وردها إليه. بعد ذلك توسل إلى إسرائيل لكي تتوب عن زناها الروحي بعبادتها للأوثان لكي يعود الرب من جديد ويرد لها في رحمته الحماية والبركات (8:2،16؛ 12:10؛ 8:11-9؛ 6:12؛ 1:14-4).
توجد عدة إشارات لهوشع في العهد الجديد (قارن هوشع 6:6 مع متى 13:9، وهوشع 6:12؛ 8:10 مع رؤيا 16:6).
اقرأ هوشع 1 -- 6
طالما كانت أورشليم هي مكان تجمع الأسباط وطالما كان الهيكل هو مركز العبادة، فإن يهوذا سيضمن التفوق على جميع الأسباط.
وقد كان يربعام يشغل منصبا إداريا عندما كان سليمان ملكا. في ذلك الوقت تنبأ أخيا الشيلوني بأن يربعام سيملك على 10 أسباط بعد موت سليمان. عندئذ هرب يربعام إلى مصر خوفا من القبض عليه بتهمة الخيانة. ولكنه عاد بعد موت سليمان مباشرة ليستغل شعبيته لدى الأسباط الشمالية خلال حركة انشقاق المملكة (1 ملوك 26:11-40؛ 2:12-15، 19-20).
ونقل يربعام مكان العبادة من أورشليم، وهو المكان الوحيد الذي حدده الرب، إلى موقعين جديدين لمنع الشعب من أن يعودوا للولاء لمملكة داود ومن عودة سبط يهوذا للتفوق. وأقام يربعام عجلين من ذهب كصورة رمزية لله، أحدهما في دان في أقصى شمال مملكته، والآخر في بيت إيل بالقرب من الحدود الجنوبية.
وربما لم يكن واضحا للأغلبية أن يربعام قد استبدل الرب إلههم، بل إنه فقط أدخل صورا مرئية لتمثل الله الواحد الحقيقي حتى يعبده الشعب. وربما لم يظهر أنه قد نقض الوصية الأولى، التي تمنع اتخاذ آلهة أخرى، ولكن من الواضح أنه كان قد انتهك الوصية الثانية التي تحرم عمل أي صورة أو تمثال (خروج 3:20-4). وقد أدى هذان المعبدان إلى تمهيد الطريق لإيزابل، في وقت لاحق، لكي تُدخل عبادة البعل والعشتاروث "كآلهة إضافية" وانتهى بها الأمر إلى استبعاد عبادة الرب تماما.
وبسبب ذلك فإن يربعام يذكر مرارا في الكتاب المقدس أنه الشخص الذي جعل إسرائيل يخطئ (1 ملوك 16:14؛ 26:15،30،34؛ 2:16،26؛ 22:21،52؛ 2 ملوك 3:3؛ 29:10،31؛ 2:13؛ 24:14؛ 9:15،18،24،28؛ 15:23).
وربما فكر يربعام أنه لم يكن يرفض الله القدير، وإنما يقدم فقط صورة مرئية مثلما فعل هارون، أول رئيس كهنة (خروج 1:32-5). ومثلما شاعت عبادة البعل في مصر، كذلك فإن يربعام أدى بغالبية الأسباط إلى خيانة الرب يهوه الواحد الحقيقي - وإلى قبول المأبونين [أي الشواذ جنسيا] وكل أرجاس الأمم الذين طردهم الرب من أمام بني إسرائيل (1 ملوك 24:14). ولم يحاول ولا واحد من الملوك الـ 19 للمملكة الشمالية أن يعيد الشعب مرة أخرى إلى عبادة الرب في أورشليم مثلما أعلن الرب لموسى.
وهرب جميع اللاويين والكهنة الأمناء من المملكة الشمالية إلى أورشليم. وكنتيجة لذلك نقرأ هذا القول: قد هلك شعبي من عدم المعرفة؛ لأنك أنت رفضت المعرفة أرفضك أنا حتى لا تكهن لي؛ ولأنك نسيت شريعة إلهك أنسى أنا أيضا بنيك (هوشع 6:4).
إن معرفة الرب هي أقصى ما نحتاجه - وهي تفوق جميع الاحتياجات الأخرى. لذا علينا أن نتمم إرادته ونظل أمناء له. فليس هناك أهم من السلامة الأبدية. هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته (يوحنا 3:17).
إعلان عن المسيح: من خلال حب هوشع لزوجته الخاطئة (هوشع 1:3-5). إن الرب يسوع لم يحبنا فقط ونحن بعد خطاة، وإنما مات أيضا موت الخزي بدلا منا في الجلجثة حتى أن كل ما كان له يصير لنا (رومية 32:8؛ 2 بطرس 3:1). أخطبك لنفسي إلى الأبد (هوشع 19:2).
أفكار من جهة الصلاة: اسهر دائما وصل لئلا تقع في التجربة في لحظة ضعف (متى 41:26).
اقرأ هوشع 7 -- 14
يلخص هوشع كل ما حدث قبل ذلك من حيث الوعود الأولى لإسرائيل ومحبة الرب ورعايته وبركاته لهم، وأيضا خيانتهم له وتحولهم عنه مثل الزوجة الخائنة إلى عبادة الأوثان. كما أنهم لجأوا إلى مصر وأشور لطلب العون: استأجر أفرايم محبين ... كثر مذابح للخطية (هوشع 9:8،11). ولكن الأمم الوثنية المجاورة تخلت عن إسرائيل. وبذلك انطبق على إسرائيل القول أنهم يحصدون الزوبعة [أي زوبعة الدمار من أشور] (هوشع 7:8-10؛ 2 ملوك 20:15؛ 3:17-6،18).
ولكن ها هو الرب يدعو إسرائيل بكلمات مؤثرة لكي يرجعوا إليه قبل أن يلحق بهم الدمار. يقول: كنت أجذبهم بحبال ... المحبة ... ارجع يا إسرائيل إلى الرب إلهك لأنك قد تعثرت بإثمك (هوشع 4:11؛ 1:14). فالرب في رحمته العظيمة هو الذي قال: أنا الرب إلهك من أرض مصر ... لا مخلص غيري ... هلاكك يا إسرائيل أنك عليّ على عونك [أي أنت أهلكت نفسك يا إسرائيل، لأن عونك هو عندي] (هوشع 4:13،9).
وعلى الرغم من أن تحذيراته السابقة لهم بالدينونة قد تحولت إلى رسالة محبة، فهذا لا يعني أن الرب قد غير رأيه، وإنما يعني أنه على الرغم من أن الله القدوس يدين شعبه، إلا أنه يدعو إسرائيل للتوبة والرجوع إليه وأن ينبذوا الأصنام التي أبعدتهم عنه، فقال: ارجع يا إسرائيل إلى الرب إلهك لأنك قد تعثرت بإثمك (هوشع 1:14).
وقد عبر عن استعداده لتقديم الرحمة، مثلما يفعل دائما مع أي خاطئ تائب، بالقول: أنا أشفي ارتدادهم، أحبهم فضلا (هوشع 4:14). ويوم أن أخرجهم الأشوريون من بلادهم بالعنف، لم يقدر بنو إسرائيل أن ينسوا الكلمات الأخيرة للنبي هوشع، إذ قال: من هو حكيم حتى يفهم هذه الأمور؟ وفهيم حتى يعرفها؟ فإن طرق الرب مستقيمة والأبرار يسلكون فيها، وأما المنافقون فيعثرون فيها (هوشع 9:14).
وتأكيدا لرحمة الرب العظيمة المقدمة لكل من اليهودي والأممي، يكتب بولس قائلا: فماذا إن كان الله وهو يريد أن ... يبين غنى مجده على آنية رحمة قد سبق فأعدها للمجد، التي أيضا دعانا نحن إياها ليس من اليهود فقط بل من الأمم أيضا؟ (رومية 22:9-24). وبعد ذلك يقتبس بولس من سفر هوشع قائلا: كما يقول في هوشع أيضا سأدعو الذي ليس شعبي شعبي والتي ليست محبوبة محبوبة (رومية 25:9-26؛ قارن مع هوشع 10:1؛ 23:2).
وكما أن هؤلاء اليهود قد نجوا في النهاية من العبودية والأصنام، كذلك فكل خاطئ أمامه الفرصة أن يتحرر من عبودية الخطية التي هي أكبر بمراحل. إننا نتحرر من سلطة الشيطان بواسطة موت المسيح وقيامته -عندما نتوب ونرجع عن خطايانا ونتحول عنها ونقبل المسيح مخلصا لنا. لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت ... لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون، ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون (رومية 2:8،13).
إعلان عن المسيح: بصفته الابن الذي دعي من مصر (هوشع 1:11). هذه النبوة ذات شقين: الأول إشارة تاريخية مختصة بإسرائيل (خروج 22:4-23)؛ والثاني إشارة نبوية عن رحلة المسيح إلى مصر (متى 15:2).
أفكار من جهة الصلاة: اطلب من أجل احتياجاتك اليومية (لوقا 3:11).
عاش هوشع في المملكة الشمالية وتنبأ لمدة 60 سنة تقريبا. وقد تزامنت خدمته مع الجيل الأخير في المملكة الشمالية، ربما في السنوات القليلة الأخيرة من ملك يربعام الثاني، ولكن قبل الغزو الأشوري الذي أنهى المملكة (هوشع 9:.
وقد تنبأ أيضا عاموس للأسباط الشمالية، مع أنه كان يعيش في مملكة يهوذا الجنوبية (عاموس 1:1؛ ميخا 1:1؛ 2 أخبار 9:28). وكان أيضا في المملكة الجنوبية النبيان ميخا وإشعياء. وفي هذه الفترة ملك عزيا ويوثام وآحاز وحزقيا على يهوذا.
ويبدو أنه أثناء خدمة هوشع النبوية كانت المملكة الشمالية تمر بفترة ازدهار وتوسع. وكان هذا أساسا نتيجة لضعف سوريا وموآب مما سمح للمملكة الشمالية بالسيطرة مرة أخرى على طرق التجارة الرئيسية بين الشرق والغرب. ولكن مراكز عبادة العجل الذهبي والتي كانت قد أقيمت منذ عدة سنوات في مدن بيت إيل ودان قد مهدت الطريق للعبادة الوثنية الخليعة للبعل والعشتاروث (1 ملوك 28:12-32؛ أيضا هوشع 13:2؛ 5:10-6؛ 2:13). وهكذا كانت إسرائيل قد نقضت علاقة عهدها مع الرب - مثلما تفعل الزوجة الخائنة التي يكون لها العديد من العاشقين (هوشع 7:2-13).
كان هوشع قد احتمل الكثير من الألم والهوان بسبب خطايا زوجته الخائنة. وقد أعده ذلك لفهم مدى الحزن الذي يشعر به الله بسبب شر بني إسرائيل وكيف أن خطاياهم لم تكن فقط ضد ناموس الله بل إنها أيضا إهانة لمحبته. وبسبب محبة هوشع لزوجته الخاطئة، فلقد سامحها وردها إليه. بعد ذلك توسل إلى إسرائيل لكي تتوب عن زناها الروحي بعبادتها للأوثان لكي يعود الرب من جديد ويرد لها في رحمته الحماية والبركات (8:2،16؛ 12:10؛ 8:11-9؛ 6:12؛ 1:14-4).
توجد عدة إشارات لهوشع في العهد الجديد (قارن هوشع 6:6 مع متى 13:9، وهوشع 6:12؛ 8:10 مع رؤيا 16:6).
اقرأ هوشع 1 -- 6
طالما كانت أورشليم هي مكان تجمع الأسباط وطالما كان الهيكل هو مركز العبادة، فإن يهوذا سيضمن التفوق على جميع الأسباط.
وقد كان يربعام يشغل منصبا إداريا عندما كان سليمان ملكا. في ذلك الوقت تنبأ أخيا الشيلوني بأن يربعام سيملك على 10 أسباط بعد موت سليمان. عندئذ هرب يربعام إلى مصر خوفا من القبض عليه بتهمة الخيانة. ولكنه عاد بعد موت سليمان مباشرة ليستغل شعبيته لدى الأسباط الشمالية خلال حركة انشقاق المملكة (1 ملوك 26:11-40؛ 2:12-15، 19-20).
ونقل يربعام مكان العبادة من أورشليم، وهو المكان الوحيد الذي حدده الرب، إلى موقعين جديدين لمنع الشعب من أن يعودوا للولاء لمملكة داود ومن عودة سبط يهوذا للتفوق. وأقام يربعام عجلين من ذهب كصورة رمزية لله، أحدهما في دان في أقصى شمال مملكته، والآخر في بيت إيل بالقرب من الحدود الجنوبية.
وربما لم يكن واضحا للأغلبية أن يربعام قد استبدل الرب إلههم، بل إنه فقط أدخل صورا مرئية لتمثل الله الواحد الحقيقي حتى يعبده الشعب. وربما لم يظهر أنه قد نقض الوصية الأولى، التي تمنع اتخاذ آلهة أخرى، ولكن من الواضح أنه كان قد انتهك الوصية الثانية التي تحرم عمل أي صورة أو تمثال (خروج 3:20-4). وقد أدى هذان المعبدان إلى تمهيد الطريق لإيزابل، في وقت لاحق، لكي تُدخل عبادة البعل والعشتاروث "كآلهة إضافية" وانتهى بها الأمر إلى استبعاد عبادة الرب تماما.
وبسبب ذلك فإن يربعام يذكر مرارا في الكتاب المقدس أنه الشخص الذي جعل إسرائيل يخطئ (1 ملوك 16:14؛ 26:15،30،34؛ 2:16،26؛ 22:21،52؛ 2 ملوك 3:3؛ 29:10،31؛ 2:13؛ 24:14؛ 9:15،18،24،28؛ 15:23).
وربما فكر يربعام أنه لم يكن يرفض الله القدير، وإنما يقدم فقط صورة مرئية مثلما فعل هارون، أول رئيس كهنة (خروج 1:32-5). ومثلما شاعت عبادة البعل في مصر، كذلك فإن يربعام أدى بغالبية الأسباط إلى خيانة الرب يهوه الواحد الحقيقي - وإلى قبول المأبونين [أي الشواذ جنسيا] وكل أرجاس الأمم الذين طردهم الرب من أمام بني إسرائيل (1 ملوك 24:14). ولم يحاول ولا واحد من الملوك الـ 19 للمملكة الشمالية أن يعيد الشعب مرة أخرى إلى عبادة الرب في أورشليم مثلما أعلن الرب لموسى.
وهرب جميع اللاويين والكهنة الأمناء من المملكة الشمالية إلى أورشليم. وكنتيجة لذلك نقرأ هذا القول: قد هلك شعبي من عدم المعرفة؛ لأنك أنت رفضت المعرفة أرفضك أنا حتى لا تكهن لي؛ ولأنك نسيت شريعة إلهك أنسى أنا أيضا بنيك (هوشع 6:4).
إن معرفة الرب هي أقصى ما نحتاجه - وهي تفوق جميع الاحتياجات الأخرى. لذا علينا أن نتمم إرادته ونظل أمناء له. فليس هناك أهم من السلامة الأبدية. هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته (يوحنا 3:17).
إعلان عن المسيح: من خلال حب هوشع لزوجته الخاطئة (هوشع 1:3-5). إن الرب يسوع لم يحبنا فقط ونحن بعد خطاة، وإنما مات أيضا موت الخزي بدلا منا في الجلجثة حتى أن كل ما كان له يصير لنا (رومية 32:8؛ 2 بطرس 3:1). أخطبك لنفسي إلى الأبد (هوشع 19:2).
أفكار من جهة الصلاة: اسهر دائما وصل لئلا تقع في التجربة في لحظة ضعف (متى 41:26).
اقرأ هوشع 7 -- 14
يلخص هوشع كل ما حدث قبل ذلك من حيث الوعود الأولى لإسرائيل ومحبة الرب ورعايته وبركاته لهم، وأيضا خيانتهم له وتحولهم عنه مثل الزوجة الخائنة إلى عبادة الأوثان. كما أنهم لجأوا إلى مصر وأشور لطلب العون: استأجر أفرايم محبين ... كثر مذابح للخطية (هوشع 9:8،11). ولكن الأمم الوثنية المجاورة تخلت عن إسرائيل. وبذلك انطبق على إسرائيل القول أنهم يحصدون الزوبعة [أي زوبعة الدمار من أشور] (هوشع 7:8-10؛ 2 ملوك 20:15؛ 3:17-6،18).
ولكن ها هو الرب يدعو إسرائيل بكلمات مؤثرة لكي يرجعوا إليه قبل أن يلحق بهم الدمار. يقول: كنت أجذبهم بحبال ... المحبة ... ارجع يا إسرائيل إلى الرب إلهك لأنك قد تعثرت بإثمك (هوشع 4:11؛ 1:14). فالرب في رحمته العظيمة هو الذي قال: أنا الرب إلهك من أرض مصر ... لا مخلص غيري ... هلاكك يا إسرائيل أنك عليّ على عونك [أي أنت أهلكت نفسك يا إسرائيل، لأن عونك هو عندي] (هوشع 4:13،9).
وعلى الرغم من أن تحذيراته السابقة لهم بالدينونة قد تحولت إلى رسالة محبة، فهذا لا يعني أن الرب قد غير رأيه، وإنما يعني أنه على الرغم من أن الله القدوس يدين شعبه، إلا أنه يدعو إسرائيل للتوبة والرجوع إليه وأن ينبذوا الأصنام التي أبعدتهم عنه، فقال: ارجع يا إسرائيل إلى الرب إلهك لأنك قد تعثرت بإثمك (هوشع 1:14).
وقد عبر عن استعداده لتقديم الرحمة، مثلما يفعل دائما مع أي خاطئ تائب، بالقول: أنا أشفي ارتدادهم، أحبهم فضلا (هوشع 4:14). ويوم أن أخرجهم الأشوريون من بلادهم بالعنف، لم يقدر بنو إسرائيل أن ينسوا الكلمات الأخيرة للنبي هوشع، إذ قال: من هو حكيم حتى يفهم هذه الأمور؟ وفهيم حتى يعرفها؟ فإن طرق الرب مستقيمة والأبرار يسلكون فيها، وأما المنافقون فيعثرون فيها (هوشع 9:14).
وتأكيدا لرحمة الرب العظيمة المقدمة لكل من اليهودي والأممي، يكتب بولس قائلا: فماذا إن كان الله وهو يريد أن ... يبين غنى مجده على آنية رحمة قد سبق فأعدها للمجد، التي أيضا دعانا نحن إياها ليس من اليهود فقط بل من الأمم أيضا؟ (رومية 22:9-24). وبعد ذلك يقتبس بولس من سفر هوشع قائلا: كما يقول في هوشع أيضا سأدعو الذي ليس شعبي شعبي والتي ليست محبوبة محبوبة (رومية 25:9-26؛ قارن مع هوشع 10:1؛ 23:2).
وكما أن هؤلاء اليهود قد نجوا في النهاية من العبودية والأصنام، كذلك فكل خاطئ أمامه الفرصة أن يتحرر من عبودية الخطية التي هي أكبر بمراحل. إننا نتحرر من سلطة الشيطان بواسطة موت المسيح وقيامته -عندما نتوب ونرجع عن خطايانا ونتحول عنها ونقبل المسيح مخلصا لنا. لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت ... لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون، ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون (رومية 2:8،13).
إعلان عن المسيح: بصفته الابن الذي دعي من مصر (هوشع 1:11). هذه النبوة ذات شقين: الأول إشارة تاريخية مختصة بإسرائيل (خروج 22:4-23)؛ والثاني إشارة نبوية عن رحلة المسيح إلى مصر (متى 15:2).
أفكار من جهة الصلاة: اطلب من أجل احتياجاتك اليومية (لوقا 3:11).