الام وامال
اذا رجعت بتصوراتك الى اكثر من الفين سنة الى الوراء كنت ترى رجلا سائرا فى شوارع اليهودية
حاملا على ظهرة حملا ثقيلا.
وقد اضنى التعب جسدة, وملا الحزن قلبة, وارتسمت على وجهة الذابل علامات الذل والمسكنة.
تخرج من فمة تأوهات تتقطع لها القلوب.
واذا سالت عن حقيقة امرة علمت انة عبد ذليل مملوك الى سيد قاس , لايرحم ولايشفق,
يذيقة كل يوم صنوف العذاب اشكالا والوانا ويسقية كاس الشقاء .
والعبد لا يستطيع ان يجد للخلاص سبيلا.الحياة امامة مظلمة وموحشة.
انة لشقائة يود لو قربت ساعة الموت فتنتشلة من وهدة البوءس والشقاء
وتنقذة من عذاب يفوق عذاب الجحيم.
ولكن هناك شعاع امل يعيش بة ذلك العبد المسكين وبة يحيا. فكل املة ان يعيش
حتى تاتى سنة اليوبيل التى لا تاتى الا كل خمسين سنة (لا25:10)
والتى فيها يتم عتق العبيد. يعيش هذا العبد المسكين بالامل منتظرا سنة اليوبيل لعلة يدركها
ويخشىان يدركة الموت قبل ان يدركها.
ومتى ادركها.انطلق من ظلام العبودية الى نور ية.
واذا سرت فى شوارع اليهودية, ترى رجلا اخر جالسا فى محل تجارتة, مقطب الجبين ,عابس الوجة,
مشتت الفكر, زائغ البصر , يحمل نفسا مرة, وقلبا مثقلا بالهموم والاحزان.
فاذا استوضحت حقيقة امرة لعرفت انة ارهقتة الديون واذلتة والدين هم باليل ومذلة بالنهار.
فهو يقضى ليلة مفكرا كيف يسدد ديونة ويقضى نهارة منزويا للاختفاء عن اعين الدائنين.
ولكن وسط هذة الالام ,اذا بشعاع الامل يرتسم على وجهة, انة يعيش على امل
ان تحل سنة اليوبيل التى ينادى فيها للمدينين بالابراء.فيترك الدائنون الديون
التى لهم عند الاخرين.
واذا اكملت سيرك تجد رجلا ثالثا يقف امام حقلة المرهون,
وهو حزين متالم على ميراث ابائة واجدادة والذى اضطر الى رهنة لما اشتدت بة الحاجة.
ولكنة يعيش ايضا على امل ن تاتى سنة اليوبيل التى فيها ترجع الاملاك الى اصحابها,
ويسترد المسكين ملكة المفقود.
اة ان سنة اليوبيل لا تاتى الا مرة واحدة كل خمسين عاما ومع ذلك
فهم يعيشون على امل ان يدركوها.انها صرخات تدوى من اعماق القلوب
الا يوجد مخلص؟
الا يوجد من يخلص اولئك البائسين من الامهم فيحرر العبيد ويبرى المديونين
ويرد الملك المفقود؟
ولكن هوذا شاب فى الثلاثين من عمرة دخل مجمع اليهود فى الناصرة
وبدا يقرا فى سفر اشعياء ب رنان ولغة موثرة تنفذ الى اعماق القلوب.
" روح الرب على لانة مسحنى لابشر المساكين, ارسلنى لاشفى منكسرى القلوب
لانادى للماسورين بالاطلاق....
وارسل المنسحقين فى ية واكرز بسنة الرب المقبولة"
(لو4:18-19),اش61: 1-2)
ما هذا هل حلت سنة اليوبيل(سنة الرب المقبولة) مع ان موعدها لازال بعيدا؟
من هو هذا الذى يستطيع ان يغير شريعة موسى فيأمر بسنة الرب المقبولة قبل موعدها؟
اة يعلن بة الحلو ,وبنغمتة العذبة الموثرة قائلا:
" انة اليوم تم هذا المكتوب فى مسامعكم" (لو 4:21)
ما اجملها بشارة وما احلاة خبرا!!
لقد تحققت الامال وزالت الالام
