هل للأشواك فوائد
ذات يوم كانت الفتاه الأمريكية جونى تمارس رياضة الغوص فى الماء فإرتضمت رأسها بصخرة كبيرة فأحست وكأن تيارا كهربيا يملأ إحساسها الداخلى .. وفى لحظات إستقرت فى قاع المياه وشعرت كأن يديها ورجليها مقيدتين وعندما أخرجتها أختها(كاثى) التى كانت تغوص معها كانت المفاجأة المرة ..لقد أصيبت جونى بشلل كامل لكل جسمها من الكتفين فما دون .. لقد تحولت من قمة الحيوية والشباب والنشاط إلى منتهى الضعف والعجز . وعندما دخلت المستشفى وعرفت بأمرها كانت تطلب الموت وتتمناه..وبدأ الذين حولها يحدثونها عن محبة الله وكيف أن تدابيره كلها لخيرنا .. فهو الذى يضمنا لصدره سواء بعطايا يمينه التى نطلبها نحن.. او بعطايا شماله التى تؤدبنا فتقربنا إليه أكثر ..وبدأت مشاعر جونى تتغير لتقول مع عروس النشيد "شماله تحت رأسى ويمينه تعانقنى" (نش3:
..ياله من إله رائع حقا فهو سواء أعطى وردة بيمينه أو شوكة بشماله فهو لا يقصد سوى أن يضمنا إليه.
وبدأت جونى تتكيف مع وضعها الجديد فى كلمات الكتاب المقدس شبعها وتعزيتها ولكن ما أعظم الفوائد التى فى الأشواك التى تأتينا من الرب..لقد صارت جونى مثلا اعلى فى تعزيات الله لكل المتألمين والمجربين .. حتى ليمكنها أن تقول مع الرسول بولس:" مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح أبو الرأفة وإله كا تعزية الذى يعزينا فى كل ضيقتنا حتى نستطيع أن نعزى الذين هم فى كل ضيقة نحن بها من الله..
لأنه كما تكثر ألام المسيح فينا كذلك بالمسيح تكثر تعزيتنا أيضا.
وكانت كثيرا ما تدعى جونى لإلقاء محاضرات وتؤخذ منها أحاديث تلفزيونية وإذاعية لمنفعة الذين عرفت الأشواك طريقها إلى حياتهم .. وقد تندهش عندما تعرف أن الأمر إستلزم أن يكون لها سكرتيرة خاصة لتنظيم مواعيدها وإرتباطاتها الكثيرة .. وهنا فلنسأل أنفسنا إن لم تأتيها هذه الشوكة من منا كان سيسمع عن جونى ؟ أليست هى مجرد فتاه أمريكية مثل غيرها ولكن مباركة جدا هى أشواك الرب بفوائدها التى تفوق إدراكنا ,,
بل والعجيب حقا أنها كانت ولازالت حتى الأن تمارس هوايتها فى الرسم بواسطة فمها .. وتبدع بطريقة قد لا تتوافر فى الأصحاء .
حقا إن الرب "يجرح ويعصب .يسحق ويداه تشفيان "
ما أروع قول أبونا بيشوى كامل :
(الضيقات هى عمليات تجميل يجربها الرب يسوع فى نفوسنا لتصير لائقة بعرسه المبارك)
