منتدى شباب مسرح القديس بروفوريوس بديروط الشريف
مرحبا بوجودك معنا فى منتدى مسرح القديس بروفوريوس يشرفنا انضمامك الى فريق برروفوريوس بالتسجيل معنا فى المنتدى ومشاركتنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى شباب مسرح القديس بروفوريوس بديروط الشريف
مرحبا بوجودك معنا فى منتدى مسرح القديس بروفوريوس يشرفنا انضمامك الى فريق برروفوريوس بالتسجيل معنا فى المنتدى ومشاركتنا
منتدى شباب مسرح القديس بروفوريوس بديروط الشريف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

سيناريو ممسرح

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1سيناريو ممسرح Empty سيناريو ممسرح الإثنين 13 فبراير - 4:18

Admin

Admin
Admin

الشخصيات

الأب العجوز

الأم العجوز

الأكبر

الزوجة

الأصغر



الرجل

بالاشتراك مع العديد من الشخصيات التي تجسد أدوارها في الأفلام التي تعرض خلال العرض


تنويه

سيكتب هذا النص السيناريو معتمدا على فن الملتيميديا باستخدام الأفلام كمادة درامية معمقة للحدث من خلال الصوت والصور ومجمل المؤثرات المتاحة على جهات المسرح، وساترك للمخرج حرية إستحداثاته لما يتناسب في إسقاطه على الشاشات مقرونا بتأويله لما يسفر عن جحافل البق والبيوض التي كانت تعشش في المكان منذ سنين



من وسط الظلام نسمع طنين جحافل البق الأسود الذي لا يشبه البق الساكن هذا العصر انه قادم من أزمنة نجهلها وبأشكال لم نألفها من قبل،يخترقنا ويهزنا صوته الصادر من مكبرات الصوت المنتشرة في زوايا القاعة وخشبة المسرح بحيث يشعر المتفرج إن الصوت يزعزعه بالفعل..وان البق يحوم فوق رأسه محاولا النفاذ إليه من جميع الجهات وسيهد المسرح على من فيه..من بين هذا الصخب والظلمة الحالكة بالكاد نشاهد ما يجري على خشبة المسرح من أثاث وحركة ولكننا نلمح ومن خلال حركتهما المتسارعة والمرتبكة فوق الخشبة العجوزين وهما يجلسان على كرسيين للمعوقين يدوران ويرتطمان ببعض وبالجدران أيضا حتى يصلان إلى مقدمة خشبة المسرح وبالكاد يسقطان، وما أن ينكشف الضوء قليلا نشاهد الأب جالسا على احد الكراسي واضعا على رأسه قبعة من الصوف، يزعزعه الخوف وتفضحه الحيرة ..على الكرسي الآخر تجلس الأم التي تدثر رجليها ببطانية بالية وهي الأخرى تجهل هذه الضوضاء ولا تمتلك غير الارتباك والتساؤل..من جهتي خشبة المسرح يدخلا الأكبر والأصغر وفي يد كل منهما لوح خشبي كبير ابيض اللون ومطرقة ومسامير مع الضجيج الذي يحدثانه وكأنهما يرتطمان بالعديد من المواد المكدسة في طريقهما

الأكبر:"يهم بوضع قطعة الخشب في عمق الخشبة..إلى الأصغر" هنا علينا وضعه في هذا المكان تعال بسرعة، إغلاق هذه الفتحة أولا،أسرع "يسمر قطعة الخشب الأولى"أعطني لوحك وامسكها معي "يضعانها إلى جانب اللوح الأول ويسمرانها أيضا"يجب سد جميع المنافذ وان لا نترك أي فتحة حتى ولو كانت بحجم خرم أبره

الأصغر:هل أحضر باقي الخشب؟

الأكبر:اجل..وبسرعة،دون توقف،أسرع"يخرج الأصغر"

الأب: ما الأمر يا ولدي

الأكبر: سيهجم على مدينتنا بق وسيقتل أبناءها..انه شديد السواد له صوت مدوي لم تألفه الأسماع من قبل تنسج حوله اغرب الأساطير،قيل بفعله اختفت سلالة الديناصورات وبفعله اختل توازن كرتنا الأرضية

الأم: بق؟ بسرعة أغلق المنافذ كلها يا ولدي، أخاف البق

الأكبر: إنه من نوع جديد ليس كبقنا الذي يلسع ويختفي بل يبقى يهاجمك ويبحث عن نقاط ضعفك الذي شخصها من قبل

الأم: وماذا يبغي بعد؟

الأكبر: يستمر بالهجوم حتى يفني الجسد والروح، غايته التخريب والعبث بسلالتنا،انه يلسع الإنسان ويمتص دمه من أي مكان من الجسم بلحظات..كل لحظة يمتص لترا كاملا ولا يترك الإنسان حتى يجف ويموت

الأصغر:"يدخل مسرعا مع المزيد من الضجيج وبيده لوحا آخر من الخشب" أسرع يا أخي انه يقترب من مدينتنا،خذ هذا اللوح، ضعه هناك

الأكبر:"وهو يسمر اللوح إلى جانب اللوحين السابقين" أسرعوا، علينا الانتهاء من عملنا قبل أن يصل إلينا

الأصغر:أتمنى ذلك

الأم:ألا يكفي أن أضع عباءة على راسي ولا اترك أي جزء من جسمي يلامس الهواء؟

الأصغر: ينفذ إليك أيضا انه متوحش وكبير الحجم

الأب: هل هو بهذه القوة؟

الأكبر:قلت لك يا أمي انه يملك من القوى التي يستطيع أن يفرضها علينا جميعا ويستطيع ألوصول إلى الإنسان بطرق مختلفة لأنه يحتاج إلى دماء دائما،ودماءنا هي ألذ ما يحلم به

الأب: هذا قدرنا

الأكبر:موقع مدينتنا على هذه البسيطة مكن أبناءها من أن يكونوا أصحاء وأجسادهم فيها الكثير من خزين الدم علينا أن نؤّمن لأنفسنا أولا من الخارج، ونغلق جميع الفتحات ونتركه يرتطم بجدراننا الخارجية"إلى الأصغر"لقد تأخرتْ اتصل بها،أين هي الآن،قلت لها اشتري كل الألواح المتوفرة من أقرب سوق وتعالي بسرعة"برهة"هيا اتصل بها

الأصغر:"يخرج الأصغر من جيبه جهاز هاتف نقال ويحاول الاتصال"

- أين أنت؟ قلقنا عليك"برهة"

- رائع"إلى الأكبر"

- إنها قريبة من المنزل "ينصت"
- كم؟"برهة"بديع

- "إلى الأكبر"اشترت الكثير من ألواح الخشب

الأكبر:هل اشتريتم المزيد من الأكل؟

الأصغر:اجل وخاصة المواد الجافة التي تقاوم كثيرا.لأننا لا نعرف إلى متى سيطول جلوسنا هنا كمسجونين "تدخل الزوجة حاملة لوحا خشبيا كبيرا"

الأكبر:تأخرت يا زوجتي، خفت عليك وأين الباقي؟

الزوجة:في الخارج

الأكبر:ما هي أحوال الناس في الخارج؟

الزوجة:مازال البق بعيدا والناس يتدافعون على المحلات لشراء لوازمهم الضرورية لمقاومة البق المتوحش،هل عرفتم ما هو حجم البقة

الأم: كلا

الزوجة:يقال انه بحجم الفيل

الأب:إذا لا عجب إن قلنا الفيل يطير

الأكبر:قد نحتاج إلى المزيد.........

الزوجة: الألواح تقريبا نفذت وأشرطة اللاصق تناثرت بين المشترين أما المواد الغذائية فهذه التي اختفت بسرعة البرق من على الرفوف



إضاءة فلمية - 1 –



"تعرض على الألواح الخلفية التي سمرت على الجدار وكل ما نراه مناسبا وما نفسره عن تلك الهجمات ألوحشية من جحافل البق وأصواتها،يتم تصوير ومنتجة الأفلام التي صورت من قبل عبر أللقطات السريعة والمتداخلة لجحافل البق التي تهجم على المدينة والناس..نسمع هنا طنين البق الذي يصم الآذان وعرض فلم آخر يبين زحمة الناس على شراء المئونة من مواد غذائية وخشب والعدد اليدوية ونبين فيه حجم الإرباك الذي يلف الآخرين وكأنهم سيموتون بعد ساعة..الأب والأم العجوزان يتابعان المشهد باندهاش وخوف وتعجب ويمكن دمج أجسادهما والكراسي مع الفلم ليشكل توأما من الفعل الآني والإسقاط الذي يتركه الهلع من البق"

انتهاء



الأب:أيعقل بأنه بهذه البشاعة؟ كيف يمكنه أن يجفف جسد الإنسان،يقولون انه ما أن يلسع لا تعرف من أين تأتيك المجاميع الأخرى لتجفف دمك وتسقطك أرضا جلدا وعظما

الأصغر: تساقطت الرؤوس وتناثرت الأطراف في جميع المدن التي دخلها

الأم: يا للهول، انه الفناء،يجب لملمت أمتعتي

الأكبر:أية أمتعة يا أمي

الأم:إنها تاريخي الخاص وذكرياتي الأهم،هي التي بقيت لي مذ تزوجت أبوكم،إنها الصحون والأغطية والشراشف ونسيت الملاعق أيضا

الأكبر:ترى هل هذا وفاء منك أم...............

الأم:ليس بخلا يا ولد

الأب:انه حقا وفاء،انظر إليها كم هي طيبة،تتذكر الصحون التي تناولنا فيها أول عشاء ومازالت تحتفظ بهم مع الملاعق طبعا

الأكبر:أتمنى أن أكون مثلكما

الأم:حين تحب زوجتك ستتسارعون للاحتفاظ بأجمل الذكريات

الأب:صحيح

الأكبر:ولكن يا أمي ما نفع احتفاظك بذكريات العرس الآن والموت على الأبواب

الأم:كل الذي اعرفه هو أن لا افقد أشيائي أمام عيني لأنها تمثل لي أكثر من جسد إنسان حي، هل تعرف ما الذي كان يفعله أبيك قبل أن ينام

الأكبر:"يضحك بخبث وكأنه يعرف ويستطيع البوح" كلا

الأم:كن مؤدبا يا ولد

الأكبر: "يحاول الأكبر أن يكون جادا" اجل يا أمي حدثيني

الأم:كان يمسي على التلفاز والمدفأة ويشكر كل أداة ساهمت في قضاء يومه جميلا كان أو عاديا، ويقول لهم

- تصبحون على خير

الأكبر:وأنت هل تصبحين على الأشياء؟

الأم: كلا في الصباح لا نشعر بالصداقة مع الأشياء ولكن في الليل نحاول تقبيل كل شيء لشعورنا بأنها قدمت خدماتها المجانية دون أن تشتكي أو تتضجر

الأكبر:هذه صوفية

الأم:سمها ما شأت، المهم أن تتلف أشيائي أمام ناظري لأنها صورة الموت الأولى

الأب:دخلت لنا الشيخوخة من باب وهذا الرعب من الباب الآخر

الأكبر:سنحاول اخذ الاحتياطيات وعسى أن نفلح

"إلى زوجته"هيا يا زوجتي، أخذنا الحديث ونسينا اللوح، أعطني إياه واحضري الباقي"إلى الأصغر" اذهب معها واحضر باقي الخشب"يبدأ بتسميره على الجدار"بق حقير يحوم حولنا ببشاعته همه الأول أن يسقط الرؤوس

الأم:أولم تكن محاولات الإنسان مجدية بالتخلص منه؟

الأكبر:كلا

الأب:على الأقل حسبت كمحاولة لفعل الخير

الزوجة:"تدخل الزوجة فزعة وكأنها تحمل أخبارا سيئة وهي تمسك لوحا خشبا نسمع صوتها من خارج الخشبة "

- أين كانت مخزونة لنا كل تلك المآسي انه الرعب نفسه

- "برهة.. تدخل"الأخبار غير سارة

الزوجة: أخشى أن يكون عملنا هذا كله دون فائدة

الأم: كيف وانتم تغلقون كل الفتحات

الزوجة: اتصلت بي صديقتي توا وقالت بان البق ليس وليد اليوم انه لم يأتنا من المدينة المجاورة فقط

الأب:"بخوف"من أين إذا

الزوجة:المدينة المجاورة، كانت تحمل بيوض البق لسنوات طوال خلت وقد فقس الآن تصوروا ما أن يخرج من بيوضه التي يهشمها وكأنها سقطت من جبل، يهم بالبحث عن الدم وان لم يجد دما فيلسع بقا آخر ولد توا، انه غريب، والنفايات التي يتركها بعد الفقس تكاد لا تصدق، هاربا من خرابه الأول باحثا عن الأجساد

الأم:وكيف يحدث هذا؟

الأكبر:هذا يعني أن ما تحتفظين به من أيام عرسك كان بيتا دافئا للبيوض

الأم:مستحيل، كانت تحت نظري دائما

الأكبر:لديه القدرة على الاختفاء لسنوات

الزوجة:اللعين يبحث عن جرح غائر في الجسد ليبدأ بمص الدماء أولا ومن ثم يضع بيوضه وسمومه في ذلك الجرح تاركا إياه والمدينة لعشرات الأعوام كي يتم الحمل، وهو يعرف متى تفقس بيوضه لذا يبدأ هجومه متزامنا مع أول تهشيم لرأس البيضة

الأكبر: هذا يعني، لا فائدة من سد النوافذ وان البيوض هنا في مكان ما تحت السرير فوق الدولاب في ملابسي أو ملابسك حقا انه لأمر مرعب

الزوجة: هذا ما أخشاه بالفعل"تقترب من زوجها وبهمس"هل أودعت مبلغ المال في مكان آمن

الأكبر:"بهمس أيضا"اجل، وأنت حُليِّك في أمان

الزوجة:أطمأن

الأكبر: نعمل الذي نستطيع عمله وإذا امتص دماءنا ذلك البق اللعين، عندها يكون موتنا دون ندم وسيعرف هو قبل غيره بأننا قاومنا الموت بالطريقة التي نستطيع"يدخل الأصغر وبيده لوح خشبي"

الأصغر:إذا انتهينا من هذه الجهة علينا إغلاق الجهة الأخرى" يشير إلى جهة اليسار"سأضعه هنا وسأجلب الباقي "يضع اللوح..يهم بالخروج"

الأم: هل سمعت يا ولدي

الأصغر: ماذا

الأم: الخوف ليس من البق، بل الرعب من بيوضه

الأصغر:لم يصل مدينتنا بعد، فلم الخوف من بيوضه؟

الزوجة:في المدينة المجاورة اكتشفوا بيوضه التي وضعها منذ سنين خلت

الأصغر:خمسون عام وبيوضه.......؟

الزوجة:هكذا سمعت

الأكبر:إنها أخبار

الزوجة:قد تكون كذلك، ولكن علينا أن نصدق ولا نصدق في ألوقت ذاته

الأصغر:"إلى الأكبر"سمر هذا اللوح وسأجلب الآخر"يخرج"

الأب:لم لا نتابع الأخبار عبر التلفاز ربما نشاهد شيئا عن أحداث المدينة كلها التي هربت من وحش اسمه البق، افتحوا التلفاز



إضاءة فلمية - 2-


" تبدأ جحافل البق تقتحم المكان بطنينها، مع بعض الصور التي تبين حال المدن الأخرى عبر أللقطات السريعة والمتداخلة لجحافل البق التي تهجم على المدينة والناس لتكوّن سحابة سوداء تحجب السماء مع بيان هلع الناس وهربهم من مكان إلى آخر وكأنهم يبحثون عن جحر يلقون أجسادهم فيه وآخرون يرزمون أمتعتهم في أكياس وعلب ويضعونها في المخازن والسيارات"

انتهاء



الأب: انه حقيقة وليس مزاحا، الموت قادم

الأم: لسنا مستعدين للموت الآن

الأم:كان علينا أن نعش حياتنا بطريقة أفضل

الأب:كيف

الأم: ضاعت الكثير من اللحظات الجميلة ومرت الكثير من الأيام التي لم نحرك فيها ساكن،كم سألتك بان نغير يومنا ونزيح عنه بعض من رتابته إلا انك .......

الأب:تذكري جيدا هذه الدعوات كانت دعواتي أنا لأني اشعر دائما أن العمر رحلة كاذبة ولا نعرف متى يباغتنا الموت هل تذكرين عندما أحدثك عن الموت

الأم:"بصوت عال" اجل أتذكر ،انك تتحدث عن الموت كأنه يأكل معنا أو يندس تحت وسادتنا

الأب:وها أنت ترين

الأم:الآن صار الموت يناصفنا عرباتنا التي تحمل أجساد أتعبها الزمن، ولكني أحدثك عن أيام الشباب التي كان علينا استغلالها أحسن استغلال،كنت احلم بمشاهدة جميع بلدان العالم وادخل أحسن المطاعم

الأب:كم مرة دعوتك للسفر، وحججك كانت

- أنا تعبانه ولا احتمل التنقلات

- اقتصد يا رجل لازلنا في بداية الشهر

الأم:تدينني أحاول الحفاظ على بيتي

الأب:كلا أنها ليست إدانة بل للتذكير فقط

الأم:المهم إننا ضيعنا الكثير من أيامنا التي كان بمقدورنا جعلها أكثر جمالا

الأب:لم أكن المسئول عن هذه الخسارة، ولكنها والحق معك خسارة كبيرة

الأكبر:أمي أبتي نحن نعيش في هذا اليوم، وعلينا المحاولة لإيقاف البق قدر المستطاع،نمنع دخوله منزلنا وهذا جل ما نستطيع فعله

الزوجة:وإذا كانت بيوضه.............

الأصغر: نرش المنزل بالمبيدات السامة ونقضي عليه وعلى بيوضه القذرة

الزوجة:ستقتلنا مبيداتك قبل البيوض،الحكاية ليست كما تتصورها إنها صعبة،البق يقتل الإنسان بعد أن يمتص تقريبا لترا تقريبا من أول لسعة من دمه،شيء يحتاج إلى الكثير من التفكير الاستعداد

الأكبر:"وهو يسمر اللوح الآخر على الجهة اليسرى من خشبة المسرح"معك حق علينا أن نستعد استعدادا حقيقيا لملاقاته أو تفاديه

الأصغر:هل نحتاج إلى مساعدة علماء بيطريين

الأب:أكيد،أمر كهذا لا بد من استشارة الخبراء في استعمال السموم وكيفية إسقاءها إلى عدوك

الأم:وكيف لنا الاتصال بهؤلاء العلماء الآن، هل تعرف عالما يكافح البق

الأب: كلا، ولكن هذه ليست مسؤوليتي أو مسؤولية أي مواطن إنها مسؤولية دولة وحكومة، عليها أن ترتب مثل هكذا أمور من قبل

الأم: هل تظن أنها متفرغة لمثل هكذا أمور الآن

الأب: عليها أن تحسب كل صغيرة وكبيرة

الأصغر: ما يمكننا عمله هو العمل دون الخبراء ولا سلطة لنا خارج المنزل "إلى الأكبر"هل أقدم لك خدمة يا أخي

الأكبر:في مثل هكذا ظروف قدم مساعدتك دون أن تسال،تعال معي وبسرعة،هذا آخر مسمار أثبته في هذا اللوح " يبتعدان عن اللوح "



إضاءة فلمية - 3 –
"نسمع صوت جرس مدرسة، ومن ثم يعرض فلم على الجدار الذي ثبتاه الآن..تصور الكاميرا السماء الملبدة بالغيوم وتنزل قليلا حتى تصل إلى ساحة مدرسة، يتدافع فيها التلاميذ من اجل الذهاب إلى صفوفهم بعد سماع جرس المدرسة الذي مازال يرن..تتابع الكاميرا آخر طفلة تدخل الصف،وما أن تجلس على مقعدها يتوقف رنين الجرس ويبدأ سقوط المطر الغزير على الشبابيك"

انتهاء


المعلمة:أولادي اعتبارا من يوم غد قررت المدرسة التوقف عن الدوام والبقاء في منازلكم

الطفلة:ست بسبب المطر

طفل:كلا بسبب البق

المعلمة:اجل بسبب البق،ابقوا في منازلكم أو مع أولياء أموركم"نسمع صوت الأم الذي يوقف الفلم"

الأم:إذا المدارس عطلت،هذا يعني:

- إن القلق والخوف وصل حده

الزوجة:علينا أن نؤمن للأطفال كل حاجاتهم في المنزل بالإضافة إلى الأكل والشرب نريد أشياء تبعدهم عن الضجر،إنهم يضجرون بسرعة وفي كل ساعة يقولون

- ماما لا نعرف ماذا نفعل

- ماما هل لديك شيئا لذيذا

- اجل ماما بعد قليل يكتمل الأكل ونأكل معا

- كلا ماما نريد شيئا حلوا

- اعرف ماما ولكنه سيحرمكم الغداء

- "برهة"ولكن لا فائدة لا بد من إطعامهم شيئا حلوا يضر بصحتهم وبين الحين والآخر أعالج ضجرهم وإذا شعرت بالملل أنا أيضا أقول لهم:

- اذهبوا إلى أبيكم

الأب: أجمل أوقاتي هي التي اقضيها باللعب معهم وأجملها كلها يوم اسمع منهم بعض الحكايات التي تحدث في المدرسة واعرف أرائهم فيها حينها اشعر أنهم يكبرون أمامي بشكل مُسعد

الأكبر:ربي أحفظنا جميعا من هذا الهجوم المرعب

الزوجة:لنتفق من الآن،ذا حدث شيئا للأولاد وتعرضوا إلى....................

الأكبر:لا تخيفيني أيتها المرأة ولا تتحدثي بهذا الشكل وكأنك ترسم نهاية العالم أمامنا

الزوجة: انه مجرد افتراض،إذا حدث مكروه لهم فلا معنى لوجودي في هذه الحياة

الأكبر:وأنا أيضا ولكن دعينا من هذا الموضوع الذي ينشر الحزن ويعتم الجو علينا

الزوجة:الأفضل أن أخرج واحضر لوحا آخر لأتخلص من هذه الأفكار"تخرج"



إضاءة فلمية - 4 –
" أصوات متداخلة مع صوت الريح ثم يعرض فلم على إحدى جهات المسرح أو على جميع الجهات..نشاهد فتاة جميلة،شعرها منسدل على كتفيها ترتدي معطفا واقفة إلى جانب عمود كهربائي،إضاءته بالكاد تضيء الشارع،بيدها حقيبة صغيرة وباليد الأخرى مظلة سوداء تقيها بعض من المطر المتساقط بغزارة مع صوت الرعد والبرق الذي يضيء المشهد تارة ويعتمه أخرى..تتحرك الكاميرا تاركة الفتاة ومتجهة إلى السماء راصدة تلك الغيمة السوداء المتجهة نحو العمود الكهرباء وكأنها قذيفة منطلقة من ساحة حرب وما أن تقترب الغيمة من العمود تنفلت المظلة من يد الفتاة لتأخذها الريح بعيدا مرتطمة بزجاج أحدى المحال..تبقى الكاميرا تتابع حركة المظلة من مكان إلى آخر وفي النهاية تعود إلى العمود مخترقة الشارع الطويل وخلال مرورها نشاهد العمود والى جانبه ملابس الفتاة مع حقيبتها فقط ليبقى المشهد مركزا على الملابس الملقاة على الأرض والمظلة التي تختفي في عمق الشارع الطويل"

انتهاء


الأب:"من الظلام نسمع صوته الذي يوقف الفلم"هل تذكرين يوم كنت أعود إليك بملابسي العسكرية، واحكي عن الأعمال التي قمت بها

الأم: كنت تجهز على إجازتك بالحديث عن شجاعتك ومنجزاتك وبطولاتك التي لا مثيل لها

- "تقده" ما أن سقطت القذيفة رميت نفسي على الساتر

- ركضت كالنمر في ساحة المعركة والشظايا تنزل كالمطر

- لم نشرب الماء لشهر كامل

- هرب العدو من شجاعتنا

جميل انك ذكرتني الآن بهذه الأيام،لم لا تتحرك الآن أيها الفارس وتفعل شيئا ما أمام هذه الصعاب،خلصنا من رعبنا ثبت مسمارا واحدا على جدار

الأب:كل له دوره في هذه الحياة

الأم:وهل انتهى دورك؟

الأب:كلا ولكني العب دورا آخر في هذه الحياة،ربما انتظر لسعة بقة تافهة"برهة"بعد أن تنقلت من موضع إلى آخر والعدو يبعد عني ثمة أمتار

الأكبر: أبت منك تعلمنا كيف نبعد الموت عن الأعناق

الأصغر:نحتاج إلى من يبث فينا شيئا من القوة ويدفعنا إلى التحدي،أمي أبت كونا معنا في هذه اللحظات الحرجة

الأم: أنا معكم ولا خيار لي

الأب:"يضحك"أنا لست معكم سأقاتل وحدي"يضحك الجميع..تدخل الزوجة وبيدها لوح خشبي آخر وعلبة مسامير"

الزوجة:"وقد شاهدت الجميع يضحكون"كم هو جميل أن نضحك من الأعماق دون خوف،أتمنى أن اضحك معكم ولا اضحك على نفسي"وهي تسلم اللوح إلى زوجها" هذه الجهة لم تسمرانها بعد"تضع اللوح على الجهة اليمنى من المسرح ويبدأ الأخوين بالعمل"

الأصغر:حتى لو أغلقنا المنافذ كلها سيبقى الخطر قائم

الأب:ولدي، يوم ولدت وحتى الساعة الخطر يسير بجوارك،ثبت لوحك وقدم ما تستطيع تقديمه الآن وهذا جل ما تفعله"برهة..يتذكر"لو حدثتك عن الصعاب الحقة التي مر بها أبوك لما صدقت بأنه مازال حيا بينكم

الأم:حدثه لأنه لم يكن موجودا يوم كنت أتركك وأنام على فراشي وأنت تعيد وتكرر حكايات الفرسان

الأب: هذا هو طبعها مذ عرفتها ولا اعرف كيف أستمريت معها طوال هذا العمر

- اسمع يا ولدي "برهة..يمثل المشهد"

- كانت القذائف تتساقط كالمطر هنا وهناك ولكننا سلمنا وابتعد الموت عنا سنينا وها أنا أمامكم رجل عجوز يحاصره الموت من قبل بق يجهل عنه أي شيء

- دق يا ولدي

- ما زالت أصوات القذائف ترن في أذني وكأنها تسقط هنا"يشير إلى المكان"
- أو هناك واشعر أنها ستهد السقف



إضاءة فلمية – 5 –
" توزع على الألواح ثلاثة أفلام ويسبق الصورة الصوت..ما أن يقول الأب جملته الأخيرة تنطلق أصوات طائرات الهليكوبتر وكأنها تحلق فوق الجمهور..تبث الأفلام التي تتناوب تارة على الجهة اليسرى من المسرح أو ألوسط أو يساره لتصور لنا مواضع الجنود والتراب المتطاير..في الجهة الأخرى نشاهد المنازل والبنايات والشركات المهدمة أما الجهة المتبقية نشاهد أناس يهربون باتجاهات مختلفة وهم نفسهم الذين كانوا يتزاحمون على المحال التجارية لشراء ما يلزمهم خوفا من البق..كذلك نر عوائل هاربة وتجر خلفها الأطفال والبضائع وهي تخترق الأحراش والأشجار وتصعد المرتفعات وفي مشهد الطائرات التي تبدأ بقذف صواريخها الساقطة على المشهد الآخر من الأبنية أو على جموع الناس التي تحدث بينهم الخوف والموت الذي ينشر الأجساد على الطريق..مع تطاير حشرات البق المختلفة الأحجام والتي هي الأخرى تكون سحابة سوداء،مع والمزيد من الصور المجسمة لأجساد البق والمبالغ فيها المنتشرة على السطوح والساحات وفي المنازل أيضا.. نشاهد الفتاة نفسها التي كانت واقفة بجانب العمود الكهربائي والمعلمة والطفل والطفلة كلهم يركضون باتجاهات مختلفة.. من وسط الدخان يظهر لهم الأب وهو أكثر شبابا مما شاهدناه،وما أن يقتربون منه.. يرفع يده إلى الأعلى بشكل بطيء حتى يوقف الجميع عن الركض.. يبتسم قليلا ثم ينزل يده ببطء ويشير إليهم بإتباعه وما أن يستدير، يتبعه الجميع مشيا وسط الدخان ليمروا على موضع عسكري وقد انتشرت حوله بعض الجثث..يصل بهم إلى منزل قريب ويطلب منهم الدخول إليه.. فيدخلوا ألواحد تلو الآخر..ما أن يدخلون يستدير الأب ويقف أمام الكاميرا ليرفع يده ببطء أيضا كما فعلها من قبل"



انتهاء



الأب:" يتجه إلى نفس المكان الذي يقف فيه على الشاشة رافعا يده أيضا،وما أن يبدأ المشهد على المسرح،يخفض يده بالإيقاع نفسه"

- لم تصدقني أمكم

- إنها الحقيقة

- حياتنا كلها صعاب وان رويناها إلى الجيل الآخر لما صدقنا أو يعتبرها أساطير

- إن الظلم الذي تحملناه خلال السنين التي مضت هو كل المأساة التي كانت مخزونة لألف عام للأجيال كلها

الأصغر: لهذا منك نستمد الصبر

الأم:وهل لنا غيره يا ولدي؟ "فترة صمت قصيرة"

الزوجة:هل أبلغت الشركة بعدم قدومك اليوم؟

الأكبر: وقلت لهم اعتبروها إجازة مفتوحة حتى يستقر الموقف

الزوجة:يبدو إن ألوضع سيزداد تأزما وشكله لا يعرف الاستقرار

الأم:"إلى الزوجة" وأنت هل أبلغتهم بانشغالك اليوم

الزوجة:الم تري يا عمتي ما قدمه التلفاز،إن المدارس كلها عطلت وهذا يعني سأبقى في البيت إلى جواركم لزمن طويل

الأب: الجلوس في البيت وحده مأساة"صوت جرس الباب الخارجي"

الأصغر:من القادم؟ هل لديكم موعــد مـع شخـــص مـــــا" الجميع باندهاش وتعجب ورفض"لأخرج واعرف من هذا"يخرج"

- صوت خارج المسرح:نحن من وزارة الداخلية

- لدينا جرد حول أفراد العائلة وهل تسمح لي بالدخول

الأكبر: من؟

صوت الأصغر:شخص من وزارة الداخلية

الأكبر:ليدخل"يدخل الأصغر ويتبعه رجل غريب الأطوار وكأنه هابط من الفضاء حاملا بين يديه دفتر كبير مبالغ فيه"

الرجل:مساء الخير

الأكبر:مساء النور"يشيح الأب بوجهه باتجاه الأم بعد أن يشاهد الرجل وهكذا تفعل الأم بحيث يكون وجهيهما متقابلين ومن نظرتيهما نفهم إن الضيف غير مرحب به"

الرجل:لدينا جرد لجميع أفراد المدينة،بيت بيت،إذا سمحتم كم عدد أفراد الأسرة؟

الأب:"بصوت متشنج"لماذا هذا الجرد

الرجل: حتما وصلتكم الأخبار المخيفة

الأم:الأخبار المرعبة تصل سريعا هل لديك خبرا مفرحا يا ولدي؟

الرجل: كلا

الأم:اعرف هذا الجواب، منذ زمن ونحن لا ننتظر إلا الأخبار التي تصعق الروح

الرجل:علينا أن نؤمن حياة أبناء مدينتنا ونمدهم بالمئونة

الأب:"بسخرية"حقا هذا هو من شان الحكومة "برهة"هل يمكن أن أسالك يا ولدي

الرجل:تفضل

الأب:ولكن هل تجبني بحق أم انك تتحدث مثل الجرائد والإذاعات

الرجل:سأحاول أن أجيبك بحق

الأب:هل انتم مستعدون لصد هذا الهجوم الذي ينتشر من الخارج ومن الداخل

الرجل:"بخطابية"أنا وباسم الحكومة أتعهد لك بأننا سنصد الهجوم القادم من الخارج فقد أحضرنا كل شيء لذلك وسنسقط أي جسم غريب فوق مدينتنا

-"اقل خطابية"ولكن ما يخرج من الداخل دون سابق إنذار فهذا لا قدرة لنا على النبوءة لمثل هكذا أحداث

الأب: الخطر الأكبر من الخارج وجحافله لا تعرف للحياة معنى انه يقتل دون خوف أو رحمة

الرجل:اعددنا لذلك كل شيء وأهمها الغازات السامة

الأم:سنموت نحن أيضا

الأب:"بهدوء"هذا هو القصد

الرجل: ولكنكم سمعتم حتما،بأنه قد مد جذوره في أرضنا منذ عشرات السنين مما يسهل عليه اختراقنا

الأكبر:ولماذا حدث ذلك؟

الرجل: الأمر ليس سهلا كما تتصورون،فنحن أمام أخطار عديدة،لا يمكنه ألوصول إلى مدينتنا دون مساعدة

الأصغر:ومن ساعده ؟

الرجل:أطراف يصعب حصرها

الأكبر:وأين كنتم؟

الرجل:نعرف كل هذه التحركات ولكن.......

الأصغر:تركتموه لأنه لا يستحق الاستعداد

الرجل:كلا

الرجل:انه منظم أكثر مما نتصور،فان بيوضه التي زرع والجحافل التي احتلت المدن المجاورة تسهل له المهمة في اختراقنا

الأكبر: هل نستسلم

الرجل:كلا

الأكبر:ما العمل؟

الرجل:سنمدكم بما يساعدكم على البقاء لفترة طويلة وانتم تقاومون الموت

الأم:الطعام مثلا؟

الرجل:ممكن

الأب:السلاح أيضا

الرجل:ممكن

الأكبر:وإذا تعرضنا إلى الغازات السامة

الرجل:حسبنا لهذا الأمر حسابنا من قبل وخططنا له

الأصغر:أتمنى ذلك

الأكبر:إذا عدد أسرتنا سبعة أفراد

الرجل:"وهو يعدهم"لكني أشاهد خمسة فقط وأين الباقي

الزوجة:لدينا ولدان سيصلان بعد حين

ألوجل:طيب"يفتح دفتره الكبير ويكتب العدد وأشياء أخرى"اسمحوا لي بالخروج،أرجو أن تعتنوا بأنفسكم وإذا حدث خطر على مدينتنا عليكم الدفاع عنها ولا تكتفوا بالبقاء داخل المنزل

الأم:"تريده أن ينصرف"اجل اجل سنخرج بعد دقائق ونجمع جحافل البق ونسلمها إلى وزارة الداخلية

الرجل:لا اعني ذلك يا أمي ولكن.........

الأب:كلامك واضح يا ولدي سنقدم ما نراه صحيحا في زمن مختل

الرجل:"يهم بالخروج"سأعود إليكم فيما بعد"يخرج"



إضاءة فلمية- 6 –
"يعرض على الشاشات الثلاثة اجتماعات لرؤساء دول مع قادتهم العسكريين للتباحث في أمور الدفاع والهجوم كأن يستخدمون خرائط أرضية أو معلقة،يمكن أن نشاهد قادة دول دكتاتورية أو أي قائد عسكري آخر..يمكن أن نشاهد استعراضات عسكرية أمام القادة كمرور المشاة أو الدروع والدبابات أو استعراض السلاح الجوي مع إمكانية توزيع المشاهد بشكل فني علــى الشاشات الثلاث "



انتهاء
الأم:أنا جائعة، ولا اعرف ماذا أريد

الأب:الأفضل أن تبقين هكذا،لا تعرفين ماذا تريدين وان تنهي فكرة الجوع،الزمن تغير يا امرأة اجلي رغباتك

الأم:لكني جائعة بالفعل

الأكبر:سأجلب لك ما تحبين يا أمي "يختفي قليلا"

الأب:لا نعرف كم سنبقى هكذا،علينا أن نقتصد الأكل

- "برهة"بقينا أكثر من عشرين يوما على رغيفين خبز فقط،أيام طوال نكتفي بالنظر إليهما فقط

-العسكرية أخذت منا الكثير وأعطتنا ما لم يكن في الحسبان أبدا

الأم:طبعا،الحديث عنها وكأنها رحلة أحلام وردية

الأب:كلا إنها موحشة وقاسية ويصرون على أن نتّقن شيئين فقط

- أولهما افترض وجود عدو دائم

- والآخر أن أكون القاتل وليس المقتول

الأم:وهذا ما فعلته بالفعل،فقد قتلت كل لحظة جميلة في أيامنا الفائتة

الأب:كوني طبيعية يا امرأة،نحن في حالة حرب وعلينا أن نستحضر الهمم ونقوي عزيمتنا

الأم:مذ عرفتك ونحن في حرب

الأب:مذ عرفتك،كان هناك عدو يتربص لنا في كل مكان وعليّ مقاتلته

- وها أنت ترين العدو الجديد بيوض بق حقير اندس إلى منزلنا منذ سنين

- يوم كنت تتمتعين بسنوات الزواج الأولى ولا تعرفين شيئا سوى المرح

- والبق كان يخطط لانتشار بيوضه وسمومه وألغامه في أركان منزلنا

- "برهة"والآن تعترضين على حديث العسكرية،إنها تعطيك الصلابة والتحدي

الأكبر:أبت كفاكما هذا الجدل،المشكلة اكبر مما نتصور، إننا مهددون

"فترة صمت قصيرة"
الزوجة:لم يتصلوا بنا ترى هل وصل الأولاد

الأم:حقا عليكم التأكد من الأمر

الزوجة:سأتصل بهم الآن"تذهب إلى سماعة الهاتف وتضغط على الأرقام بعد رفع السماعة"

- ألو،مساء الخير هل وصل الأولاد لك

- الحمد لله

- هل لديهم الكثير من ألواجبات؟ كالمعتاد سأعتمد عليك يا أختي اعرف إن الوضع عندكم مشحون كما هو في كل مكان ولكني اعتمد عليك،المهم لا تتركينهم يخرجون من المنزل اقفلي الأبواب عليهم،فان حدث لهم مكروه ستكون نهايتي "فترة صمت قصيرة"أشكرك يا أختي طالما هم ين يديك فسأكون مرتاحة

الأم:الآن اطمأن قلبي

الزوجة:"مازالت تتحدث مع أختها"ما هي الأخبار عندكم

- نعم..معقولة"باندهاش والجميع يتابع مكالمتها"

- شيء مرعب

- هل أمنتم منزلكم جيدا

- أكيد

- هذا كل ما نستطيع عمله الآن"تضع يدها على الحاكية وتتحاور مع الآخرين"

- الأخبار مخيفة"تعاود إكمال مكالمتها"

- وكم يبعد هذا البيت عنكم؟ "تنصت"

- مستحيل

- انك أرعبتني"تكرر المشهد بوضع يدها على الحاكية"

- البيوت التي بجوارهم صارت خاوية لقد اقتحمها البق وأجهز على من فيها،كسر زجاج المنازل ودخل منها

- "تواصل مكالمتها"وكيف وصلتكم الأخبار

- "باندهاش" ماذا؟

- "باندهاش أكثر" الصراخ؟

- يا لهول

- حقا انه أمر مرعب سأحاول جلب الأولاد منك

- عفوا اعني،أتمنى أن تأتون جميعا إلى منزلنا ونحافظ على بعضنا البعض انك أختي الصغيرة التي أحب،إذا سأتصل بكم لا حقا لاطمان عليك وإذا اقترب الخطر منكم حاولي الاتصال بي أرجوك لا تتركيني قلقة أكثر مما أنا فيه

- "تغلق سماعة الهاتف بحزن"كم أنا رثة خفت على أولادي في الساعة الحرجة ولم اخف عليها وهي أختي الصغيرة التي حملتها بين يدي

- "برهة"يجب الاعتذار منها وأقول لها

- :يا أختي يا حبيبتي احبك مثل ما أحب أولادي ونفسي إلا أن لساني الذي قادني إلى الخطأ وليس قلبي، لذا اطلب عفوك

الأكبر:لا تحمّلين الأمر أكثر مما يجب، إنها تقدر حبك لها وهي أم أيضا وتعرف شعور الأم وقلقها

الزوجة: أتمنى ذلك

الأصغر:"يحاول تغير الموضوع"جلبنا بعض المبيدات هل نستخدمها أم............

الأب:"هو الآخر يريد تغير الموضوع"أفضل استخدامها ولكن القليل منها أفضل هكذا تعلمنا

الأم:لدي حساسية من هذه المواد

الأصغر:سأجلب هذه العلب حالا

الزوجة:لو أنني لم اتصل لكان أفضل، اشعر أن الموت يدق الأبواب

الأم:هل من أخبار في التلفاز"تمسك المشغل عن بعد وتحاول تشغيل الشاشات"



إضاءة فلمية – 7 –
"يبدأ البث عبر كاميرا محمولة تقوم بتصوير بعض المنازل المهدمة والتي كسرت أبوابها وتهشم زجاجها،وتكون أللقطات متحركة غير ثابتة وكأن المصور يصعد مرتفعات..تدخل الكاميرا احد البيوت التي عمت فيه الفوضى..الملابس مبعثرة والدواليب مكسرة..وهناك بقع دم على الأرض والجدران وبالكاد نشاهد الجثث التي دفنت تحت الركام وقد شوهت معالمها"

انتهاء
الأم:يا للرعب لو أني مت قبل هذا اليوم لكان ارحم لي بكثير، حقا انه مرعب

الأب:انه الحي الذي يجاورنا

- انظري هو بيت المحافظ

- كنت أتصور إن بيته قلعة ولا يمكن اقتحامها

- "برهة وهو ينظر إلى شاشة أخرى" وهذه المقهى التي طالما جلست مع الأصدقاء فيها يا للخسارة، الموت قادم

الأصغر:"يدخل مسرعا وبيده أكثر من علبة كبيرة مبالغ في حجمها..يسلم واحدة إلى الأكبر وأخرى إلى الزوجة..الأفلام مازالت تبث على الجهات المختلفة وبتناوب ..الحوار بين الشخصيات مازال مستمرا متوافقا مع الأفلام التي تصور البشاعة المنتشرة في المدينة المجاورة وحجم الخراب والموت الذي لفها"علينا رش المبيدات وان نجهز على البيوض قبل أن تنهض مقتحمة المكان، سأرش في هذه الزاوية

الأكبر:وأنا هنا"يهم برش المبيد"

الزوجة:إذا سأرش هناك"ترش هي الأخرى"

الأب:بسرعة علينا أن لا نكون المقتولين، هكذا علمونا

الأم:الأفضل أن نقتل ولا نقتل في مثل هكذا يوم"يضحك الأب"إنها مأساة،انظري انه لا يكتفي بالقتل بل يهد البيوت والمؤسسات أيضا ما هذا الخراب؟

الأكبر:آبت إنها كارثة

- انظر هذا هو المتحف يا للخسارة هذه آثارنا التي تملا الأرض لقد دخلوا المتحف أيضا وافسدوا كل شيء فيه إنها عدوانية لا مثيل لها

- "وهو يقترب من أمه" حقا يا أمي إنهم لا يكتفون بالقتل والدم فقط بل يحبون أن يكون طعم دمائنا معجوننا بالخوف والخراب

- إنهم يهدمون المدارس والمستشفيات ودور العبادة انه بق القرن

-الآن فقط يمكنني أن أقول لقد انهارت مدينتنا بعد انهيار المتحف الذي حفظ تاريخ الأجيال كلها

الأب: ما زال هناك أمل

الأصغر:أين هو ؟

الأم:بالاتصال بخطيبتك ومعرفة إخبارها

الأب:إنها فكرة جيدة عليك الاطمئنان عليها ومعرفة الحال الذي هم فيه

الأصغر:شاهدتها في المجمع مع أبيها وهما يشتريان الألواح والمواد الغذائية وودت لو أني دعوتها معي

الأم:كان عليك أن تفعل إنها خطيبتك

الأب:وتساعدك أو تساعدها على اقل تقدير على تحدي الصعاب

الأم:حاول الاتصال بها يا ولدي، كنت أود أن أزوجك قلب هذا اليوم

الأصغر:نحن في خطر يا أمي كيف أقيم العرس والبق سيصل إلينا بعد حين

الأب:وهذا هو المطلوب،علينا أن نحتفل كي لا نموت نرقص كي لا نموت نكتشف أية طريقة تبعدنا عن ذلك الشبح الذي اسمه الموت

الأصغر:وإذا وصل البق.................

الأكبر: أكيد سيصل ولكننا قدر المستطاع أن نسد كل نافذة ونصعب الأمر على هذه الجحافل القذرة

الزوجة:"وكأنها تتذكر"الأولاد"تذهب مسرعة إلى الهاتف..تضغط على الأزرار، تظل تستمع قليلا ولكن لا احد يرد"

الأكبر:"بخوف وبالكاد يتحدث"ماذا

الزوجة:لا احد يرد

- "ترتبك هي الأخرى"لقد حدث"الكلمة الأخيرة تخرج بصعوبة"مكروه

الأكبر:"يحاول طمأنتها"ربما خطوط الهواتف قطعت ألا ترين إن الأرض انقلبت ولم يبق شيئا على حاله

الزوجة:كلا هناك مصيبة

الأصغر:سأتصل بأحد الأصدقاء وأتأكد من الأمر

- "يتصل عبر هاتفه المحمول"ألو مازلت حيا هذا أهم خبر

- نعم

- اعرف الأمر صعب

- اجل عندكم أصعب

- حتما

https://masrahnaa.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى